نينوى ـ «القدس العربي»: لأول مرة منذ احتلال مدينة ربيعة غرب الموصل من قبل تنظيم «الدولة» عام 2014، قام وفد نيابي قادم من العاصمة العراقية بزيارة إلى الناحية الواقعة على الحدود العراقية السورية، وذلك بعد تحريرها من قبل قوات البيشمركه الكردية.
وقد وصل وفد لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النواب الاتحادي، إلى مدينة ربيعة التي كانت واقعة تحت سيطرة التنظيم منذ حزيران/يونيو 2014، والتي حررتها القوات الكردية أواخر 2015 بدعم من طيران التحالف الدولي.
وجاءت زيارة الوفد النيابي برئاسة رئيس لجنة الهجرة والمهجرين رعد الدهلكي، لتشكل سابقة في قيام أي وفد حكومة أو نيابي بزيارة المدينة منذ احتلالها من قبل تنظيم «الدولة»، وتهدف إلى الاطلاع على الأوضاع السائدة فيها وأهم احتياجات المواطنين، ولتأكيد مسؤولية بغداد عن المنطقة التي تقع في أقصى غرب الموصل.
وتحدث الدهلكي في كلمة عبر قناة عراقية أمام تجمع من أهالي المدينة تابعتها «القدس العربي»، أن هذه الزيارة هي الأولى لوفد رسمي من بغداد إلى ربيعة التي تخضع لسيطرة حكومة الإقليم حاليا بعد تحريرها من قبل البيشمركه وطرد تنظيم «الدولة» منها، مؤكدا وجود تقصير واضح من الحكومة والبرلمان لعدم التواصل مع أهالي المدينة رغم تحريرها منذ أشهر، متعهدا بالعمل على إيصال المساعدات الممكنة والعمل لإعادة تأهيل المدينة وتقديم الخدمات الممكنة وخاصة إعادة المدارس وتوفير مواد الوقود والمواد الغذائية الضرورية.
وأكد أن المدينة تعرضت إلى دمار كبير نتيجة المعارك الكبيرة التي وقعت فيها طوال سنة ونصف تقريبا، والتي أدت إلى نزوح غالبية أهلها الذين عاد الكثير منهم مؤخرا إلى بيوتهم بعد التحرير ليجدوا الخراب والدمار ونقص خدمات البنية التحتية.
وقد أحضر الوفد النيابي معه إلى ربيعة، وجبة من المواد الإغاثية كالمواد الغذائية وأجهزة التدفئة لسد بعض احتياجات العائدين، كما اجتمع الوفد مع القادة الإداريين وشيوخ العشائر في المنطقة لبحث كيفية تقديم المساعدات الممكنة للناحية ضمن مسؤولياتها.
وطالب العديد من أهالي المدينة، حكومة بغداد إلى التواصل معهم ومساعدتهم في إعادة الحياة إلى مدينتهم، داعين إلى تقديم المستلزمات الضرورية لإعمارها وتوفير احتياجات المواطنين وعدم تركهم لوحدهم، معبرين عن تقديرهم لقيام البيشمركه بتحرير مناطقهم ولجهود حكومة الإقليم في استقبالهم في مخيمات النازحين وتوفير بعض احتياجاتهم.
وكان مراسل «القدس العربي»قد زار مدينة ربيعة في كانون الأول/ ديسمبر 2015 واطلع على حجم الدمار الكبير الذي تعرضت له المدينة الحدودية جراء المعارك التي دارت فيها وقصف طيران التحالف الدولي والتخريب الذي قام به تنظيم «الدولة»، بحيث أن معالم المدينة قد تغيرت كثيرا عن الحال التي كانت عليه قبل احتلال التنظيم لها، حسب شهادات السكان.
وقد انتقد سكان المنطقة حكومة بغداد لعدم التواصل معهم والوقوف معهم في محنتهم لا خلال فترة النزوح في المخيمات ولا بعد تحرير المنطقة، وأنهم يعتمدون على المساعدات الإغاثية المقدمة لهم من الإقليم والمنظمات الإنسانية الدولية، كما أكد الأهالي صعوبة عودة الحياة والخدمات في المنطقة إلى سابق عهدها دون مساهمة الحكومة المركزية.
وتتبع منطقة ربيعة محافظة نينوى إداريا وتقع في أقصى غرب الموصل على الحدود السورية، وهي محاطة بمناطق يسيطر عليها إقليم كردستان من جهة، وبين مناطق سيطرة تنظيم «الدولة» من جهة الموصل، ولا يوجد طريق يوصلها بباقي مناطق العراق إلا عبر الإقليم، بينما تسيطر المعارضة السورية على المناطق في الجانب الآخر المقابل للمدينة عبر الحدود.
مصطفى العبيدي