نشر الكاتب واسيني الأعرج مقالا طويلا إشادة بكمال داود في «القدس العربي» عدد 19/12/2014 ، ويطيب لي أن أشارك في هذا الحوار من باب تنوير قراء «القدس العربي» الذين أحترمهم.
عُرف كمال داود بأنه عدو مناهض للغة العربية، وعدو لكل ما هو عربي، يمقت كلمة عربي ويضعها دائما في كتاباته بين مزدوجين، ينشر كمال داود في الصحيفة الجزائرية الفرنكفونية «كوتيديان دورون» يوم 17/12/2009 مقالا بعنوان «المحو الحتمي للاستعمار الأفقي» يعلن فيه: «إننا نحن الجزائريين لسنا عربا، وإن اللغة العربية المقدسة جدا لغة ميتة جدا… إن الاستعمار الأفقي العربي خلق منا مستعمَرين للعروبة… إنني جزائري ولغتي هي اللغة الجزائرية وليست العربية». ويكتب في الصحيفة الفرنسية «الفيغارو ليتيرير» عدد 16/10/2014 فيقول: «أنا أكتب بالفرنسية ولا أكتب بالعربية لأن هذه لغة مفخّخة بالمقدس».
في تشرين الأول/اكتوبر 2013 نشر روايته مرت بدون اهتمام، رواية «ميرسو.. تحقيق مضاد»، هذه الرواية ليست سوى محاكمة ضد الجزائريين وثقافتهم، وضد الإسلام، التي تعتبر عنده عناصر حصرية، وهكذا يكتب عن القرآن فيقول: «أحيانا أتصفح كتابهم، (الكتاب) الذي أجد فيه لغوا غريبا، ونحيبا، وتهديدات، وهذيانا، تجعلني أشعر بأنني أستمع إلى حارس ليلي عجوز وهو يهذي …» (صفحة 8) من الرواية». وعن جيرانه الجزائريين يحقرهم فيقول: «أطفالهم تعجّ كالدود على جسدي» (صفحة 79). ويتكلم عن مدينة الجزائر فيقول عنها «إنها عاصمة بشعة».
في 25 حزيران/يونيو 2014 نشر كمال داود في موقع Algerie focus مقالا عنوانه «جبهة التحرير الوطني أكرهك» قال فيه: «قتْل جبهة التحرير الوطني كقتْل فرنسا المستعمِرة، هذا كما كانت تتمناه فرنسا. أمنيتي أن أرى جبهة التحرير تُعدم على حائط وأن أبصق على جثتها، أن أراها مدمرة تدميرا لم تتمكن فرنسا من تحقيقه». المقصود هنا ليست جبهة تحرير الآن، وإنما جبهة التحرير 1954ــ 1962 التي حققت استقلال الجزائر.
في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، نشر كمال داود مقالا في موقع Algerie Focus قال فيه «إسرائيل تُقنبل غزة هذه تقريبا تفاصيل في حوادث الشعبين المزمنة… إن فلسطين هي البلد الذي يُستعمل في القول بأن الإسرائيليين هم سيئون بطبعهم بحيث يُنسى بأن العرب أكثر سوءا». هذا المقال لم يلفت الانتباه في ذلك الوقت، رغم أن (جمعية أوروبا ـــ إسرائيل ) نشرته.
ولكن هذه المرة مقاله عن جبهة التحرير يلفت الانتباه في هذه الأوساط، وهكذا بعد أيام من صدوره أي في 6 تموز/يوليو 2014 يكتب بيير أسولين عضو مجلس التحكيم لجائزة «غونكور» الفرنسية مقالا طويلا في موقع (جمهورية الكتب) بعنوان «الغريب الآخر» يشيد فيه ــ بحماس ــ برواية كمال داود، بحيث سيصبح من أكبر المتحمسين لكمال داود.
إن بيير أسولين مناضل صهيوني، ينشط بقوة في (مجلس تمثيل المؤسسات اليهودية بفرنسا CRIF ). إنه مشارك في تحرير أسبوعية (الوقائع اليهودية Actualité Juive ) زوجته أنجيلا يغداروف عضو نشيطة في (المنظمة العالمية للنساء الصهيونيات ( (Wiz بيير أسولين كان قد فاز بالجائزة الأوروبية لهذه المنظمة.
في يونيو 2012 هاجم بيير أسولين بعنف سفير فلسطين في منظمة اليونيسكو السيد إلياس صنبر بسبب انتقاده لزيارة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال لإسرائيل. هل كمال داود على خط سير صنصال؟
وغداة انعقاد مجالس الجوائز الأدبية الفرنسية، عاد كمال داود هكذا في صميم أيام العدوان على غزة الأخير، فكتب في صحيفة يومية وهران Le Quotidien d’Oran», مقالا يوم 12/7/2014 بعنوان «لماذا أنا غير نصير لفلسطين؟» قال فيه: «إن العالم الذي يقال عنه عربي يعتبر وزنا معطلا في بقية الإنسانية.. ويقارن الوضع في غزة بالوضع في وادي ميزاب بجنوب الجزائر». ومنذ هذا التاريخ صارت الصحافة الفرنسية ــ الصهيونية تصف كمال داود (بالمتمرد المقاوم). وفي 25/07/2014 يعيد موقع «عش في تل أبيب» نشر مقال محمد قاسيمي «هل لا بد من حرق كمال داود؟» الذي يدافع فيه عن كمال داود.
أسبوعية «لوبوان»، التي تعتبر المجال الذي يمرح فيه الصهيوني برنار هنري ليفي تدلي بدلوها وتنشر لكمال داود مقالا يوم 24/7/2014 يستنكر فيه المسيرات التي ساندت فلسطين في حي باربيس في باريس المشهور بإقامة الجزائريين فيه، علما بأن هذه الأسبوعية تؤيد باستمرار إسرائيل.
وهكذا تصاعد بفرنسا الاهتمام برواية كمال داود «ميرسو.. تحقيق مضاد» ففي 21/7/2014 أياما قليلة بعد مقاله الجديد عن غزة، تنشر في «باري ماتش» إشادة كبيرة برواية كمال داود رفيقةُ الرئيس فرونسوا هولاند السابقة فاليري ترييرويير. وتلحق صحف أخرى بالإشادة، فتوضع الرواية في قائمة الجوائز الأدبية: غونكور، جائزة رونودو. وتحصل الرواية على جائزة فرونسوا مورياك، ثم على جائزة القارات الخمس للفرنكفونية.
وفي 5 نوفمبر 2014 وهو يعبر عن غمّه بعدم حصوله على جائزة غونكور يصرح كمال داود لوكالة الأنباء الفرنسية بما يلي: «إن مجلس التحكيم لغونكور ضيع فرصة تاريخية في الانفتاح على بقية العالم، لأنه في المغرب هذه الجائزة كانت منتظرة جدا وعبر عن ذلك كرسالة ثقيلة في معناها». ومعنى ذلك أن الجائزة غير موجهة لنوعية الرواية كعمل أدبي لكن (توجيه رسالة للمغرب) أين الفن الأدبي في كل هذا؟
الخلاصة:
أولا: قام كمال داود بتحقير القرآن الكريم في روايته، ألا يعتبر هذا عدوانا على الجزائريين؟ من حقه ألا يؤمن بالإسلام، لكن ليس من حقه أن يجاهر في صحف الجزائر الفرنكفونية بتحقيره للإسلام.
ثانيا: هاجم اللغة العربية وقال إن لغة الجزائريين هي اللغة الجزائرية أي العامية، عملا برأي أسياده الفرنسيين الذين يقولون «بأن في الجزائر والمغرب العربي توجد أربع لغات وهي الفرنسية والبربرية والعربية الكلاسيكية واللغة الدارجة». في الوقت الذي لا يعترفون فيه باللغات الفرنسية الجهوية الأخرى، فقد حاول رئيس الحكومة الفرنسية جوسبان سنة 1999 تمرير الاعتراف بهذه اللغات، لكن رئيس الجمهورية شيراك رفض وعرض الاقتراح على مجلس الوزراء فرفض الاعتراف بالإجماع، وخرج وزير الداخلية الفرنسي شوفينمان من مجلس الوزراء ليصرح بما يلي: «الاعتراف باللغات الجهوية معناه بلقنة فرنسا». أعيدت محاولة الاعتراف باللغات الجهوية سنة 2008 تحت ضغط البرلمان الأوروبي الذي أوصى بضرورة الاعتراف بلغات الأقليات بأوروبا، فأصدرت غرفة البرلمان السفلى قرارا «باعتبار اللغات الجهوية من التراث الوطني»، لكن مجلس الشيوخ رفضه ودعم رفضه مجمعُ اللغة الفرنسية الشهير. فرنسا موِحدة لغويا في بلدها لكن معددة لغويا في المغرب العربي حفاظا على هيمنة اللغة الفرنسية به.
ثالثا: يعتبر كمال داود العروبة استعمارا للجزائر والعربية لغة المستعمر، وهذا ما يراه أسياده الفرنسيون عندما احتلوا الجزائر سنة 1830 قالوا «بأن فرنسا جاءت لتحرير الجزائر من الاستعمار العربي، وقال لافيجري: لا بد من تحرير الجزائريين من قرآنهم». علما بأن الأحزاب الوطنية الجزائرية ابتداء من (نجم شمال أفريقيا) في العشرينيات من القرن الماضي، ومرورا (بحزب الشعب الجزائري) في الثلاثينيات، وجبهة التحرير الوطني في الخمسينيات أساس دساتيرها العروبة والإسلام.
رابعا: كمال داود عدو للقضية الفلسطينية ونصير لإسرائيل والصهيونية. وهو موقف معاد للجزائر التي ترى في فلسطين قضيتها.
خامسا: ألا يعتبر هذا كله عدوانا على الجزائريين وعلى الجزائر وعلى قيمها؟ ألا يحق للجزائريين أن يثوروا ويسخطوا يا سيد واسيني الأعرج؟ نحن ضد المطالبة بقتله. الشيخ حمداش لم يهدر دم كمال داود مثلما أشيع، وإنما طلب من الحكومة الجزائرية أن تحاكمه ورأى أن يكون الحكم عليه بالإعدام لأنه حقّر القرآن والإسلام.
سادسا: الشيخ حمداش خدم كمال داود، ففي القريب سيلجأ هذا إلى فرنسا ويقول للفرنسيين «إنهم أهدروا دمي بسبب الدفاع عن لغتكم وقيمكم»، فيمنحونه الجنسية الفرنسية، ويصير سلمان رشدي جديدا، فيكوّنون جمعية كمال داود، ويجمعون لها الأموال، وتصير هذه الجمعية تمنح منحا دراسية لجزائريين يدرسون في الجامعات الفرنسية. مثلما فعلوا بأوروبا فكونوا جمعية سلمان رشدي التي صارت تمنح المنح الدراسية للشبان العرب والمسلمين، وقد تحصل جزائريون على منح منها وحصلوا على شهادات عليا في فرنسا، والسيد واسيني الأعرج يعرف ذلك جيدا…
سابعا: أما عن القيمة الأدبية لرواية كمال داود فهي في رأيي رواية تافهة، كتبها وهو تحت إبط البير كامو الذي يقول عنه إنه جزائري، وهو ليس كذلك هو مستعمر مولود في الجزائر، عندما قامت الثورة الجزائرية تنكر لها ووقف مع الجزائر الفرنسية، لم يفعل مثلما فعل الفرنسي الحر موريس أودان الذي قتله الفرنسيون لأنه دعم الثورة الجزائرية، وساحة مهمة في مدينة الجزائر المستقلة تحمل اسمه.
ثامنا: ليس كل الكتاب الفرنكفونيين الجزائريين كهذا… فمالك حداد يقول: «أنا المنفي في اللغة الفرنسية..» وعندما كتب لوي أراغون فقال: «أعذب شعر فرنسي قرأته ما نظمه مالك حداد»، فيجيبه مالك قائلا: «لا يا أراغون أنا لا أغني بل أرطن لو كنت أحسن الغناء لغنيت بالعربية»، ويتخذ مالك حداد قرارا بعد استقلال الجزائر بألا يكتب لأن الكتابة لا بد أن تكون باللغة العربية في رأيه. يزور مالك حداد دمشق سنة 1956 ويلقي محاضرة بالفرنسية وهو يبكي بالدموع أمام الجمهور لأنه لا يعرف العربية، فيتأثر بذلك الشاعر الكبير سليمان العيسى، فينظم ديوانا كاملا عن حواره مع مالك حداد، ضمنه ما عاناه ويعانيه مسقط رأسه اللواء السليب لواء الإسكندرون. وهذا غير كتاب آخرين مستلبين ككاتب ياسين، الذي قضى حياته في عهد الاستقلال يحارب اللغة العربية، ويدعو للعامية، وكمحمد ديب الذي كتب قبل أشهر من وفاته يدعو الجزائريين للتخلي عن العربية الميتة والتشبث بالفرنسية الحية، ومات في باريس، وبما أنه من تلمسان فقد أمر الرئيس بوتفليقة بأن ترسل لباريس طائرة خاصة لنقل جثمانه كي يدفن في مسقط رأسه، لكن زوجته الفرنسية قالت لسفير الجزائر لقد أوصى بأن يدفن بباريس قريبا من أبنائه وأحفاده.
تاسعا: بعد الاستقلال عمل الفرنسيون على الإبقاء على اللغة الفرنسية مهيمنة على دول المغرب العربي على حساب لغة البلاد والعباد، وشجعوا أشباه كتاب بالفرنسية ومنحوا لهم الجوائز، كما مولوا العديد من الصحف المفرنسة في المغرب العربي.
عاشرا: كمال داود وواسيني الأعرج من عرب الجزائر، أنا عثمان سعدي أنتمي إلى أكبر قبيلة أمازيغية وهي قبيلة اللمامشة المشهورة، لكن الأمازيغ الأحرار يؤمنون بأنهم عرب وأن العربية لغتهم، خدموا العربية، فمنهم البُصيري صاحب البردة الشهيرة المولود بمدينة دلّس ببلاد القبائل الأحرار وليس المشوهين. أنا مسلم ممارس لكنني قومي عربي أؤمن بالوحدة العربية عضو في المؤتمر القومي العربي.
حادي عشر: في القرن الثالث الهجري ظهر أبو عبد الله حسين بن منصور الحلاّج، كان يؤمن بالفلسفة الحُلولية التي ترى أن الله يحل في كل مخلوق، فقال: «ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه»، وينظم ذلك شعرا فيقول:
وما الكلبُ والخنزيرُ إلا إلهُنا وما الله إلا راهبٌ في كنيسةِ
ويشير إلى نفسه قائلا: «ما في الجبة إلا الله» ، فاعتبروه مدعيا للألوهية وقتلوه شرّ قتلة، وأنا ضد قتله لأنه لم ينطلق من كفر وإلحاد وإنما من الفلسفة الحلولية.
* كاتب جزائري
عثمان سعدي*
لا فض الله فوك ،ولا كسر قلمك أستاذنا الفاضل ، أنت مفخرة لوطنك وأمتك
بينت للغافلين وسفهت أقوال التافهين وشرحت بالبرهان واليقين كيف يتآمر على ديننا ولغتنا غلاة المتآمرين الفرنكوفونيين ، جعل الله كيدهم في نحورهم أجمعين
للاسف الكثير من المغالطات …اقتطاع نص من الرواية او المقال واخراجه من السياق العام او الفكرة الاساسية للكاتب ثم الحكم عليه بأفكار مسبقة وباتهامات لااساس لها من الصحة (الجنسية الفرنسية-المعاداة للقضية الفلسطينية-سلمان رشدى…) أدعوا القراء الى استماع الكاتب كمال داود قبل ابداء الرأى
العروبة ثقافة .. نعم ولكنها ايضا اختيار ذاتي يمكن ان ترتفع درجة انتشار الانتماء اليها شاملة اولئك المتعايشين مع العرب حتي ولو لم يكونوا عربا بالانتماء العرقي والثقافي، إذا ارتبطت العروبة في الاذهان بما يدعو للفخر.. والعكس صحيح : إذا ارتبطت العروبة في الاذهان بالسلبي وغير الايجابي سيتحلل منها حتي البعض من اولئك المنتمين اليها عرقا وثقافة ناهيك عن المنتمين اليها اختيارا ذاتيا.
علي ايام نهوض الفكرة القومية العربيه حتي الستينيات لارتباطها بالتحرر من الاستعمار والدفاع عن فلسطين وبناء الاشتراكية، اتسع نطاق الانتماء الي درجته الفصوي.. مايحدث الان ومنذ مده هو العكس لان القوميين العرب اضحوا مرتبطين في الاذهان بموقف سلبي من موضوع الساعه وكل ساعه وهو الديموقراطيه.
مع احترامي الكبير للاستاذ سعدي فأن المؤتمر الفومي العربي وبعض الممارسات الاخري لاتساعد في نفي هذا الانطباع. في افضل الاحوال يمكن القول ان مواقف المؤتمر وكثير من القوميين الاخرين لاتدل عل يحماس واضح للديموقراطيه.
كنت أحسب نفسي، وأنا أقرأ مقال السيد عثمان سعدي، أعيش في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر في عهد محاكم التفتيش في إسبانيا . كيف تدعي ياسيد عثمان أنك عربي في حين أنك تعترف بأنك أمازيغي من قبيلة النمامشة ؟ هذا تناقض لا يليق بشخص مثلك يدعي أنه مثقف . تقول الآية :” إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا …” أليس هذا دليل صريح على أن الإله خلق الناس مختلفين في الأعراق والإثنيات ليتعاونوا ويعيشوا في سلام. أي أنه لا يوجد العرب وحدهم أو الأمازيغ وحدهم أو…المعروف أن الدول التي تدين بالدين الإسلامي مختلفة في أصولها ، فمنهم الأتراك والفرس والأندونيسيون والباكستانيون …هل سمعت مثلا أن الأتراك صاروا عربا لمجرد اعتناقهم الإسلام؟ قول كمال داود أنه ليس عربيا ، وأن لغته ليست العربية ، ليس معناه أنه يكره العرب ، بل أنه يقرر واقعا في الجزائر وفي كل الدول التي اصطلح على تسميتها بالدول العربية .لو دخلت ياسيد سعدي أي بيت جزائري أو تونسي أو مغربي أو حتى سعودي تجد أفراد هذا البيت يتكلمون لغة غير تلك المستعملة في المدرسة أو في الكتب أو في نشرات الأخبار .هذه اللغة تسمى لغة الأم Langue maternelle . أنا عندما دخلت إلى المدرسة تعلمت اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية على أنها لغات أجنبية ، لأني اكتشفتها في المدرسة ، لأن اللغة التي أسمعها زاستعملها في البيت والشارع تختلف عنها تماما.إن مصير اللغة العربية هو كمصير اللغة اللاتينية ، أي أنها سائرة إلى الزوال . اللاتينية بذرة ماتت ولكنها أعطت اللغات الفرنسية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والرومانية . كذلك ستعطي بذرة اللغة العربية لغات المغرب الكبير واللغات المصرية والشامية والخليجية .
أحسنت أستاذ عثمان، أنا أمازيغي جزائري من ميزاب الجريحة من أشباه العربان المنافقين، لكنني مسلم وأتشبث بكل ما يتفرع عن الإسلام من هوية ولغة ولاأنكر اللغة العربية بدعوى فساد العربان بل هي لغة القرآن ، الدكتور واسيني دافع عن الحرية وهو محق في ذلك لكن الحرية مسؤولية وليست تهورا وتنطعا وتمرغا في قاذورات العدو طمعا في رضاه (أذكر الكاتب داود بالعميل اللبناني الذي قال بأن اسرئيل تعامله كالكلب رغم خدمتها ل30 سنة وهو يستحق ذلك، نشر ذلك في هذه الجريدة) الأخ داوود أخطأ لكن على الشيخ حمداش أن يجادل بالتي هي أحسن ويدحض الحجة بالحجة ولا يجادل بالصوت المرتفع الذي لا ينفع بل يضر من حيث لا يدري، تعقل يا داوود فإن آخرك موت وحساب وجنة ونار نسأل لك ولأنفسنا الهداية والرشد
كتاب الأمير لواسيني الأعرج يعتبر محاكاة بائسة للرواية العظيمة: الحرية أو الموت للمبدع الفذّ نيكوس كزانتزاكيس.
لقد كتبت كثيرا عن هذا المُسمَّى كمال داود ومن أراد مزيدا فليرجع إلى صفحتي باسم yahya nouri،لكن أجدني غير منصف إذا لم أضف شيئا يعزز مقالة عميد اللغة العربية في الجزائر عثمان سعدي والمدافع الأول عنها من خلال الجمعية التي أسسها سنة 1989 رفقة زعيم التعريب بلا منازع بالجزائر الدكتور أحمد بن نعمان،أقول باختصار أن المُسمى كمال داود وجد الدعم والمساندة من لوبي فرونكوعلماني وفرونكوشيوعي يعشش بالجزائر و فرنسا،ومقولته أنه يكره العربية وليست لغته لأن لغته هي الجزائرية تعيدنا إلى الوراء إلى الروائي الجزائري الأمازيغي الأصل”مولود معمري”الذي حين سئل عن تحدثه دائما بلغة المُستعمر الفرنسي قال:إن لغتنا فرنسية لكن التعبير جزائري…”،لم يقل تعبير عربي وقال تعبير جزائري،لأنه كان هوالآخر لا يعترف بالعربية،تماما مثلما حدث مع كاتب ياسين الذي تحجر كثيرا و تعصب و جعل من العربية عدوة و لغة المحتل العربي، فهل توجد فعلا لغة أو تعبير جزائري؟؟؟؟لا أعلق أترك غيري يجيب…شكرا
لقد أعجبني كثيرا تعليق الأمازيغي الذي لا يؤمن بأنه عربي فأنا عربية و أحب أمازيغ بلدي فهم امتداد لنا و نحن ايضا مادام هناك ما يجمعنا كالبلد و الدين فالقومية العربية مثلا تجمع العرب ككل منهم المسلمون و غير المسلمين و الاسلام يجمع المسلمين كافة منهم العرب و منهم العجم و الوطن يجمع جميع الاطياف الشيء الجميل في كل هذا ان نؤمن بما يجمعنا بالآخرين و نكون أوفياء لايماننا .،فما الحكمة مثلا ان كنت اغير على عروبتي بينما احب ما يحصل في مصر او في ليبيا ، ما المفيد ان كنت أدافع على الاسلام بشراسة بينما لا يهمني ما يصيب اخوتي في بلدان أخرى ، ما العبرة إن كنت احب وطني و لا أحب ما فيه ، المشكلة السائدة اليوم غياب المبادئ و الأخلاقيات فمثلا عندما نأخذ كما ل داوود لو أن العرب في أوج تقدمهم و تطورهم لوجدته يحبذ انتماءه للعرب و لكتب باللغة العربية و لكن التخلف و الانحطاط الذي نعيش فيه يجعل امثاله يتملصون من اصولهم و يعلنون ولاءهم لمن يعتبرونهم اسيادهم، في الأخير نحن العرب بل نحن المسلمون المسؤولون دون غيرنا عن اهانة لغتنا و ديننا.
خطاب القران الخالد الذي أذعنت له عقول المنصفين من علماء الغرب لا يطاله عقلك يا كمال داوود
يكفينا فخرا اننا تبنينا كامازيغ رسالة سماوية خاتمة لسانا وفكرا وقد تبنيت لغة من استدمرك يوما واستحوذ على فكرك حتى سببت بني جلدتك
انا امازيغي نطق الضاد فابــدع لغة ختم الرسالات ربنا اختارهــــا
هل فقهت ذالك يا تافها تابعا على درب اسياده سار وذم أخيارهـــــا
حلمه سرى فينا الكل يستشعــره تطاولت على خالقك فانتظر عيارها
كمال داود وغيره كثيرون، يتمسحون بالغرب بالطعن في اللغة والدين والأوطان العربية الإسلامية، و -غالبا- ما يكون السبب هو البحث عن الشهرة، شخص محدود ومهووس بنفسه يريد الظهور، مغرورومتكبر على أصوله، يشعر بالعار من حياته السابقة فيتبرأ منها، مسكين عاش حياة بائسة وينتقم من جذوره، منحرف يزعجه الإسلام ومقومات الأمة، طامع يبحث عن امتيازات مادية، وقد يكون شخص تأذى من واقع المسلمين فكانت ردة فعله الكفر بكل ما يمت بصلة بواقعه، ولكن من هؤلاء الناضجين والمتزنين من يميز بين الأشخاص والمبدأ، ولا يخلطون. وقد استمعت لأشخاص اعتنقوا الإسلام وتعلموا العربية وتذوقوها وأشادوا بها، هم أشخاص أصحاب فكر حر لم تحركهم العقد والأمراض، لم يكن اعتناقهم لهذا الفكر كرد فعل لمعاناة ما، بل كان بسبب بحثهم عن الحقيقة، فبحثوا عنها ووجدوها، وأخلصوا لها.