منذ متى ـ بالضبط ـ بدأ الانهيار في مصر؟ وهل هو صحيح أن مصر «اندبحت»، و»اندبح» اقتصادها من وقتها، وعلى نحو ما ذهب إليه الرئيس السيسي في لقائه بمؤتمر الشباب بالإسماعيلية، وهو ما يستحق المناقشة والتدقيق، وبالحقائق الصلبة وحدها، وليس بالآراء المرسلة، فلسنا بصدد ولع مجاني بالتقليب في أوراق التاريخ، بل بصدد فهم له أثره المباشر في اختيارات الاقتصاد والسياسة الآن، والذي لا يقرأ الماضي على نحو صحيح، والماضي الأقرب بالذات، يكتب عليه أن يعيش في خطاياه للأبد.
وليس بوسع أحد أن ينكر فداحة الهزيمة الكاسحة في 1967، ولا ما كشفت عنه من خلل مريع، وصفه جمال عبد الناصر نفسه بأنه «انفجار عصبي في المخ» العسكري، أدى إلى فوضى عارمة، وانسحاب عشوائي مذل من ميادين القتال على جبهات النار، وإلحاق هزيمة مفزعة بمصر في معركة لم يخضها الجيش أصلاً، وسقوط 15600 شهيد في حرب الستة أيام، وخسارتنا لسيناء ثانية بعد استعادتها كاملة في حرب 1956، وانكشاف العجز والأمية العسكرية الكاملة لقيادة عبد الحكيم عامر وصحبه، وهو خطأ لا يسأل عنه عامر، بل يسأل عنه جمال عبد الناصر، الذي ترك قيادة الجيش بعد حرب 1956 لشلة عاجزة عابثة مريبة، حاصرت أي دور فعال للفريق أول محمد فوزي الذي كان رئيساً لأركان الجيش قبل الهزيمة، وصار بعد الهزيمة قائداً للجيش، ومعه الفريق الشهيد عبد المنعم رياض رئيساً للأركان، وأدارا عملية إعادة البناء من نقطة الصفر، بإشراف ومتابعة يومية مباشرة من جمال عبد الناصر.
نعم، كانت الهزيمة المهولة قد وقعت، ولم يتردد جمال عبد الناصر في تحمل المسؤولية الكاملة عما جرى، وأعلن قراره بالتنحي والاستعداد للمحاكمة، ثم لم يعد عبد الناصر إلى موقع القيادة بقرار منه، بل بقرار تلقائي مذهل من الشعب المصري، الذي خرجت جماهيره المليونية الزاحفة في 9 و10 حزيران/يونيو 1967، في وقت كان الجيش فيه مبعثراً بالكامل، وكانت الدولة وأجهزتها قد توارى أثرها، ولم يعد سوى الشعب وحده في الميدان، يأمر القائد أن يعود إلى موقعه، ويؤدي عهده بتحمل مسؤولية إعادة البناء، وقد كان، وجرى خلق جيش مصري عصري حديث، استأنف المعارك على خط النار، بعد أيام من الهزيمة، وخاض حرب الاستنزاف لثلاث سنوات، وقدم فيها 4600 شهيد، إضافة لستة آلاف شهيد مدني، وإلى أن تم بناء حائط الصواريخ العظيم قبل أن يلقى عبد الناصر ربه، وكان لايزال بعد في عامه الثاني والخمسين، في واقعة مزلزلة لوجدان الناس، وكانت جنازة عبد الناصر الشعبية الأسطورية ذات الخمسة ملايين إنسان، وهي الأكبر من نوعها بطول وعرض التاريخ الإنساني من قبل ومن بعد، فقد صعدت روح عبد الناصر في قلب المعركة وعلى خطوط النار، لكنه ترك لمصر جيش المليون جندي وضابط، الذي حقق المعجزة في حرب أكتوبر 1973، وأضاف لسجل التضحيات الجليلة 16300 شهيد، هم إلى الآن عناوين الفداء العظمى في ملاحم الجيش المصري.
كانت تلك إشارة عابرة إلى ما جرى على خط النار، وبغير تفاصيل لا يتسع لها مقام، وهي تثبت بغير جدال كثير ولا فوائض لغط، أن مصر لم تنته بعد هزيمة 1967، وأن أعظم سنوات عبد الناصر هي التي تلت الهزيمة، وأن أمجد سنوات الشعب المصري امتدت من هزيمة 1967 إلى انتصار 1973، وليس صحيحًا بالمرة، أن النظام الناصري هو الذي هزم في 1967، بل كانت الهزيمة عسكرية محضة، وكان الخلل الأكثر جوهرية في قيادة الجيش، وبدليل أن إعادة بناء الجيش هي التي حققت النصر، وقدمت لمصر جنرالات حرب من طراز فائق العظمة، فقد كانت مصر تمتحن نفسها، وتخرج من صلبها، ومن صلب جيشها المظلوم في حرب 1967، ومن صلب شعبها الجبار، ومن صلب مؤسساتها الإنتاجية التي بنتها ثورة جمال عبد الناصر، كانت مصر تفرز قادة واستحكامات حرب من مستوى رفيع، وتعلن جدارتها بقبول التحدي والنهوض السحري، وتعبئ مواردها وطاقاتها من أجل النصر، وفي ظل ذات النظام السياسي والاقتصادي، الذي ظل قائماً إلى ما بعد وقف إطلاق النار في حرب 1973، وبجوانب الإيجاب والنقص فيه، ربما بسبب ميزة فارقة كانت لعبد الناصر، وهي المقدرة الفائقة على التعلم بعد الرغبة فيه، والمقدرة العبقرية على التصحيح الذاتي مع إدراك ضروراته، فقد تمكن عبد الناصر من إزالة ورم العجز في رأس الجيش، وأعاد البناء من جديد، وأعاد تنظيم الجيش على نحو انضباطي محترف وعلمي، وفك الاحتقان السياسي الموروث من إجراءات الثورة الاستثنائية، وقرر إنهاء تسلط ما سماه وقتها «دولة المخابرات» والتعذيب، وواصل موجات الإفراج وإخلاء سبيل المحتجزين لأسباب سياسية، ولم يكن في مصر، يوم وفاة جمال عبد الناصر على نحو مفاجئ، سوى 273 سجيناً سياسياً، كان أغلبهم من جماعة الإخوان، وجرى كل ذلك دون أن تتراجع قضية الثورة، ولا أن تذوي أولويات التنمية والتصنيع الشامل، ودون أن يغفل عبد الناصر عن ضرورة التقدم لنظام ديمقراطي تعددي، جرى وضع خططه ووثائقه، وعلى أن يتم التنفيذ مع «إزالة آثار العدوان»، وهو التعبير المستخدم وقتها للإشارة إلى أولوية الحرب مع كيان الاغتصاب الإسرئيلي.
والمفارقة الكبرى في التاريخ المصري المعاصر، أن هزيمة 1967 انتهت إلى «هزيمة خاطفة»، لم تستغرق سوى أيامها، ووقع الصدمة فيها، لكنها استفزت واستنفرت في الشعب المصري قدراته الهائلة، وخلقت جيلاً ذهبياً من البنائين والعسكريين العظام، بينما حرب 1973 كانت نصراً حقيقياً لا شبهة فيه، لكنه تحول إلى «نصر مخطوف» بسبب السياسة التي تلته، فقد انتصر «الذين عبروا» على خطوط النار، لكن «الذين هبروا» هزموا مصر كلها بعد الحرب، وخذلت السياسة نصر السلاح، وجعلت حرب 1973 آخر نفس عفي في سيرة النهوض المصري، ومن وقتها بدأ الانهيار مع انفتاح «السداح مداح» والنهب العام، والانقلاب على ثورة لم تكمل دورتها، وبالطبع كان غياب جمال عبد الناصر سبباً أساسياً، خصوصاً في تجربة ثورة بلا تنظيم سياسي شعبي مستقل، ولم يكن بوسع السادات أن ينقلب على عبد الناصر قبل حرب 1973، فقد كانت البلد كلها في حالة تعبئة شاملة، وكانت القضية الوطنية هي البوصلة المرجحة، وكان ظل عبد الناصر ممدوداً، وكانت مصر تواصل أشواط التنمية والتصنيع بصورة عفية، وكانت مصر إلى ما بعد حرب 1973 في الصف الأمامي لتجارب التنمية الدولية، كانت مصر حتى حرب 1973، تمضي رأساً برأس مع كوريا الجنوبية، وكانت المنافسة على أشدها في معدلات التنمية والتصنيع والاختراق التكنولوجي، وقد كان تخصيص غالب موارد البلد للمجهود الحربي بعد هزيمة 1967، وغلبة التزامات وأعباء السلاح، مما يؤثر بالطبيعة على قوة اندفاع التنمية، لكن الأثر كان محدوداً، وهو ما تؤكده أرقام وتقارير البنك الدولى، وقد كان معادياً بالخلقة لتجربة جمال عبد الناصر، وبحسب الأرقام الدولية، كان اقتصاد مصر قد بلغ ذروة التنمية الحقيقية طوال عقد كامل ممتد من 1956 إلى 1966، وكان معدل التنمية في المتوسط 6.7%، زاد في سنوات الخطة الخمسية الأولى إلى (من 1960 إلى 1965) إلى نحو 10% سنوياً، وكان متوسط معدل التنمية السنوي يزيد على ثلاثة أمثال معدل النمو في الزيادة السكانية، وفاقت التنمية التي تحققت في عشر سنوات، ما تحقق في أربعين سنة قبلها، وكانت مصر تحقق أعلى معدل تنمية فيما كان يسمى بالعالم الثالث وقتها، بما فيه الصين، وبرغم أعباء السلاح المتزايدة بعد 1967، كانت قوة اندفاع التنمية تواصل أثرها، وإن انخفضت قليلاً إلى متوسط معدل تنمية سنوي في حدود 4% بين عامي 1967 و1969، ثم عاود الارتفاع إلى 5.19% بين عامي 1969 و 1973، وبالجملة كان متوسط معدل التنمية السنوي في حدود 6% بين عامي 1956 و 1973، أي أننا كنا نحقق في زمن الحروب معدلات التنمية الأعلى بامتياز، وكانت ديوننا الخارجية العسكرية والمدنية لا تزيد في جملتها عن ملياري دولار وقت رحيل جمال عبد الناصر، وكان سعر الدولار وقتها أقل من 40 قرشاً مصرياً، وكانت مصر تواصل قفزاتها الصناعية والإنشائية الكبرى بعد هزيمة 1967، وعلى طريقة إتمام بناء السد العالي وإنشاء مجمع صناعات الألومنيوم، ثم بدأ الانهيار الاقتصادي بعد انقلابات السياسة عقب حرب 1973، وانتقلنا إلى المأساة كاملة الأوصاف بعد عقد ما يسمى «معاهدة السلام»، وكانت ديون مصر الخارجية قد بلغت حاجز الخمسين مليار دولار وقت اغتيال السادات، وتراجع معدل التنمية إلى 2% سنوياً مع مبارك طوال الثمانينيات من القرن الفائت، وإلى ما تحت الصفر أوائل التسعينيات، ولم يزد معدل التنمية إلى 7% سنوياً، سوى في ثلاث سنوات من 2004 إلى 2007، وكانت الزيادة صورية وزائفة تماماً، فقد سرقوا أموال التأمينات والمعاشات، وأضافوها لتحسين أرقام الموازنة الرسمية، فوق إضاقات أخرى موقوتة من الخصخصة و»المصمصة»، وتجريف القلاع الإنتاجية الكبرى، وسيادة اقتصاد الريع والفساد والتسول، برغم أن مصر حصلت من 1973 إلى 2011 على نحو 300 مليار دولار معونات وقروضاً خارجية، ولم يكن لها من أثر سوى أن صنعت مآسينا الممتدة إلى اليوم.
كاتب مصري
عبد الحليم قنديل
الطالب محمد مرسي رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان ردا لدعوة من السيسي :”اتمني ان تتقبل كلماتي بصدر رحب ، أبلغها لسيادتكم هنا في جمل قصيرة اتمني ان تقرأها افضل من ان أتي ولا تسمعها، الاسرة المصرية سيادة الرئيس تصوم رمضان مكلومه ومفطورة علي ذويها في سجون معاليكم” .”الاسرة المصرية سيادة الرئيس تصوم وتفطر أمام الأقسام والسجون والنيابات فقط لمعرفة مصير ابن أو أب لم يقترفوا جُرم، فقط اعترضوا علي رؤية سيادتكم التي اعترفت انت شخصيا بأن 90 مليون مصري غير راضي عنها”. انا لن اطيل ولن أضيع وقت سيادتكم ولا وقتي في خطاب لن يصل إليك وان وصل لن تلتفت له، فقط لو كان لدي متسع من الوقت لحضور ” عزومه فطار ” فاعتقد اني سأفطر مع من يقولون بان تيران وصنافير مصرية والقدس الشريف عربية وان مصر دوله ووطن، ولو بشق تمرة !”.
هؤلاء هم الشجعان و ليسوا اولئك الذين فقدوا كل شئ بعد 30يونيو ولم لهم سوى تكرار اسطوانات ممزوجة من التاريخ كل اثنين
يقول الاستاذ قنديل (( ومن لا يقرأ التاريخ على نحو صحيح، والماضى الأقرب بالذات، يكتب علية ان يعيش فى خطاياه للأبد ))
ما أروع تلك العبارة .. وبناء عليها اقول ؛
من لا يقرأ التاريخ على نحو صحيح ومن لا يرى حجم الغباء الاستراتيجى والسياسى والعسكرى والامنى والاقتصادى والصحة والعلمى بل وحتى الفنى وكم التخريب والتهليب والذى اوردنا مورد التهلكة على مدى 65 سنة من اختطاف الوطن من عصابة ارهابية مسلحة مارقة خارجة على القانون، فعلية مراجعة نفسة !
اما من رأى حجم كل هذا الخراب والدمار والهزائم والنكسات والوكسات والنكبات والنيبات والويل والثبور وعظائم الامور والذى اوردتنا لة عصابة العساكر الحرامية على مدى 65 سنة ويدافع عنة بل ويريد المزيد فعلية، مراجعة قواة العقلية !!
يقول الاستاذ قندي (نعم كانت الهزيمة المهولة قد وقعت، ولم يتردد عبناصر فى تحمل المسؤولية الكاملة عما جرى، واعلن قرارة بالتنحى ) انتهى
البكباشى عبناصر لم يعلن ابداً انة يتحمل المسؤولية عن وكسة يونيو ! وانما قال بالحرف الواحد ( انا على استعداد لتحمل المسؤولية) !! وطبعاً هناك فرق واضح فى العبارتين ، ولا تعجب عليك فقط ان تعرف ان الكاتب هو استاذ التلاعب بالكلمات وغسيل العقول حسنين هيكل.
اما تمثلية او مسرحية التنحى والجماهير العريضة التى خرجت تطالب بطل النكسة بالبقاء! فقد حكى من عاصروا الوكسة وبطلها ان التعريفة السائدة كانت ربع جنية! يعنى يدفعوا لك 25 قرشاً ويشحنوك على عربية نقل انت والعمال والطلبة والتلاميذ ويلقوا بك فى احد الميادين لكى تهتف بحياة الزعيم وتطالب ببقاء بكل النكسة علشان يكّملها ويجيب عاليها واطيها !
اما اعجب ماقرأت ان ((نظام البكباشى عبناصر لم يُهزم فى 67 بل كانت هزيمة عسكرية ، وكان الخلل فى قيادة الجيش ))!!
لا استطيع ان اعلق على العبارة السابقة دون ان اتفوه بعبارات خارجة ! لذا لن اعلق!
((وفك عبناصر الاحتقان السياسى، وقرر إنهاء تسلط ما سماه دولة المخابرات والتعذيب وافرج عن المعتقلين السياسيين ))!! انتهى
اذا كان قرار انهاء دولة المخابرات والتعذيب والافراج عن المعتقلين السياسيين بيد البكباشى عبناصر، إذاً فقرار اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وتشريد عائلاتهم وإغتصاب اخواتهم وامهاتهم وبناتهم كما ( يفعل السفاح بلحة الآن !) كان قرار اعتقالهم ايضاً بيد القائد الخالد بطل نكسة يونيو 67 !!
وتحيا البيادة
ملاحظات على هامش المقال:
أولا- سيناء لم تعد كاملة بعد 1956، فقد تخلى النظام العسكري الحاكم عن أم الرشراش(إيلات)، وفتح طريقا للعدو كي يمخر عباب خليج العقبة، ويحوله إلى ممر دولي لأول مرة بعد أن كان ممرا عربيا فقط على مدار التاريخ العربي!
ثانيا- ليس العجز والأمية العسكرية الكاملة لقيادة عبد الحكيم عامر وصحبه سبب الهزيمة الثقيلة فحسب، فقد كان عامر صديق القائد الأعلى الحميم يحارب في اليمن السعيد ، ويحرز انتصارات ثورية على الإمام الرجعي، وهي حرب امتدت خمس سنوات لم يعرف عدد ضحاياها أو خسائرها حتى الآن ، ولم يبق منها غير فيلم صلاح منصور الشهير.
ثالثا- حتى اليوم لم يسائل أحد جمال عبد الناصر، الذي ترك قيادة الجيش بعد حرب 1956 لشلة عاجزة عابثة مريبة، سلمت سيناء مرتين للعدو. ومن المفارقات أن قائد سلاح الطيران في 56 الذي دُمّرتْ كل طائراته على الأرض، قيل له: لماذا لم تتحرك الطائرات في الجو وكانت هناك فرصة لضرب قوات العدو وإعاقة تحركها على الأرض؟ أجاب بأنها لم تكن مزودة بالوقود!! ومع ذلك ظل قائدا للطيران الذي دمر مرة أخرى في 67!
رابعا- ليس صحيحا أن أعظم سنوات عبد الناصر هي التي تلت الهزيمة، فقد عشنا الخديعة الناصرية مذ أسس للحكم العسكري الفاشي الذي أهان مصر والمصريين وجعلهم معرة الأمم حتى رحيله الغامض في 1970، لقد نهض الشعب المصري ليحقق العبور العظيم بأمر رئيس البلاد آنئذ، وكان لي مع مئات الألوف من الشعب البائس شرف المشاركة في هذا الحدث الذي أعد له أنور السادات بامتياز، ومع اختلافنا مع مبادرته للصلح مع العدو التي سجلتها في مئات المقالات وبعض كتبي، فإن جمال عبد الناصر لم يأمر أبدا بالهجوم على العدو، وكان صاحب العبارة الشهيرة: لن نكون البادئين بالقتال، وسنتلقى الضربة الأولى ونرد عليها وهو ما يعزز مقولة خالد محيي الدين في (الآن أتكلم) أن عبد الناصر لم يكن مهتما أبدا بقتال العدو. لقد كانت هزيمة 1967، هزيمة للنظام العسكري كله ولم تكن قاصرة على الجيش وحده، لذا يقال إن عبد الناصر: مات يوم 5 يونيو 67، قبل أن يموت بيولوجيا في سبتمبر 70.
خامسا- المشكلة الأساسية تكمن في الحكم العسكري سبب المصائب والخرائب التي حلت بمصر التعيسة على مدى خمسة وستين عاما ، وهو ما يتجاهله بعض الكتاب. وقارن بين زيمبابوي وجنوب إفريقيا لتعرف الفرق.
أم الرشراش ( ايلات ) أرض مصرية سلمها قائد الجيش الاردني لاسرائيل
أم الرشراش بلدة حدودية مصرية مع فلسطين وكان يقيم بها قوة شرطة قوامها 350 ضابط وجندى. ولأنهاء حرب 1948 وقعت مصر واسرائيل اتفاقية هدنة فى رودس فى يوم 24 فبراير 1949 ولكن فى ليلة 10مارس 1949 قامت بعض العصابات اليهودية بقيادة اسحاق رابين – رئيس وزراءإسرائيل 1992-1995- بالهجوم على أم الرشراش فى عملية بربرية اسمها الحركى “عوفيدا ” ولأن القوةالمصرية كانت ملتزمة بأتفاق الهدنة فلم تطلق طلقة واحدة .. ولكن اليهود كسروا الاتفاق وقاموا بمذبحة جرى خلالها قتل جميع أفراد قوة الشرطة المصرية واحتلوا أم الرشراش وحولوها الى ميناء ايلات والذى تأسس سنة 1952.
ومنطقة رأس خليج العقبة وبلدة أم الرشراش كانت تابعة للحكم المصرى حتى عام 1892عندما اصدر السلطان العثمانى فرمانا بضم منطقة العقبة للأراضى الحجازية وبقيت أم الرشراش ورأس النقب وطابا تحت الحكم المصرى وعرف ذلك بفرمان 1892,ولكن فى عام 1906 وبسبب وجود مصر تحت الاحتلال البريطانى قامت القوات العثمانية باحتلال مثلث أم الرشراش ورأس النقب وطابا ووقعت أزمة عالمية وقتها قامت على أثرها بريطانيا بالضغط على اسطنبول وانسحبت القوات العثمانية وعادت أم الرشراش ورأس النقب وطابا لمصر, وفى سنة 1906 قام السلطان العثمانى بابرام اتفاقية مع القاهرة عرفت باتفاقية 1906 ونصت على أن تكون رأس النقب وطابا لمصر وأم الرشراش للحجاز. ومساحة أم الرشراش -ايلات حاليا – تبلغ 1500 كيلو مترمربع وهى مساحة أكبرمن مساحة هضبة الجولان- 1150 كيلو مترمربع – وقطاع غزة الذى تبلغ مساحته 350 كيلو مترمربع .
للاسف الرد على السيسي لم يتجاوز العنوان و السطرين الاولين و البقية غرق في تفاصيل تاريخية كالعادة هو اشبه بالهروب من تسجيل موقف في وقت مصر تعيش فيه احلك الظروف منذ قرون وماذا يفيد المصريين ان الانهيار بدا قبل 50 سنة او بدا قبل 60 سنة في الحقيقة السيسي هو اسعد الناس بهذه النقاشات
قرار التنحي تمثيلية لا اكثر
عبد الناصر سبب مآسي المصريين والعرب وفلسطين. ومهما حاول الناصيرون والكتاب تجميل الصورة وتبرئة النظام الناصري فالتاريخ لا يكذب ولن يرحم.باختصار هل يستطيع عبد الحليم قنديل إظهار حسنة واحدة لعبد الناصر في مجال التنمية التعليم الحريات .لقد خدع المصريين والعرب بالشعارات الخاوية. والاغرب أن هناك من يحاول حتي الان.تبرير ما اقترفه نظام عبد الناصر بل الادعاء انه يكن يخطط لإرساء نظام ديمقراطي كما ذهب إليه الكاتب
مصيبتنا كعرب أن تاريخنا كله تقريبا مزيف ومزور منذ وصول العسكر الى الحكم في البلاد العربية ومنها مصر بفعل اعلام العار الموجه مخابراتيا من طرف نظام الحكم العسكري. ولم يكتفي الشعب المصري بوجود نظام عسكري فاسد وظالم وقاتل وجبان أمام الاعداء الخارجيين بينما يستأسد على شعبه الفقير حتى بدأت تظهر نخبة سياسية أو مثقفة فاسدة وغبية وسادجة لاتريد قول الحقيقة بغية تحقيق رغباتها السياسية. لم أفهم لماذا الكاتب يستعرض تاريخ مصر العسكري الذي كله هزائم ونكبات وخيانات وفساد من رأسه الى أخمص قدميه دون الحديث عن عسكر مصر في عهد السيسي الذي تحول الى أداة نهب لخيرات وثروات مصر واداة قتل للشعب المصري نعم هذه هي الحقيقة لقد تحول قيادات وضباط مصر الى رجال أعمال بفعل أعمالهم العسكرية التجارية وتحول السلاح الذي يمتلكونه الى وسيلة للتخريب والقتل والخطف والنهب لهذا مصر لم تتقدم خطوة واحدة الى الامام نتيجة للحكم العسكري الدموي الذي دام عقودا طويلة. أتمنى من كتاب مصر أن يقول الحقيقة للشعب المصري وأن نسمي الاشياء بأسمائها من دون عقدة ولاخوف مصر خسرت حرب 1973 وهي هزيمة كبيرة لانه نتج عنه استسلام كامل واعتراف بالعدو الصهيوني أمام عبور قناة السويس التي يتحجج بها البعض فلم تكن الا معركة من معارك الحرب واذا كان مصر عبرت الضفة الشرقية للقناة فالعدو الصهيوني عبر للضفة الغربية من قناة السويس وحاصر الجيش الميداني الثالث ولم تسطتع مصر اعادة سيناء الا بعد مفاوضات نتجت عنها شروط مذلة ومنقوصة السيادة لمصر على اراضيها. أما التسويق الاعلامي المصري بانتصار مصر الوهمي في حرب 1973 في عهد السادات كان هدفه تخدير الشعب وعدم مطالبته بحرب اخرى وترسيخ حكمه العسكري.
الاستاذ قنديل كم انا معجب بك ………؟؟؟ البطل المغوار عبد الناصر قام بسجن جميع قيادات العمل الوطني المقاوم للاحتلال قبل معركة 67م وخاصة قيادات غزة …… وعلى رأسهم أحمد ياسين…..؟؟؟………. شو رأيك ……. هذا تاريخ………؟؟؟؟ والاخطر انني رأيت الجيش الصهيوني يدخل قريتنا بعد موت عبد الناصر ويأمر أبي بوضع العلم الاسود على البيت حدادا على عبد الناصر …….؟؟؟؟؟؟ ام ان هذا التاريخ مزيف …….؟؟؟؟
لن تتقدّم مصر وتصبح قوّة إقليميّة جديرة بقيادة العرب إلاّ إذا تخلصت نهائيّا من حكم العسكر، وتحوّلت المؤسّسة العسكريّة فيها إلى مؤسّسة جمهوريّة تحمي أمن البلاد وسلامة ترابها ولا تشتغل بالسّياسة ، والنّموذج التّركي أحسن مثال على نجاح الدّولة المدنيّة إذا التزم العسكر بالحياد وهذا ما أدركه الأتراك الذين جنوا ثمار إقصاء العسكر عن السّياسة فهبّوا لحماية الدّولة المدنيّة بصدورهم العارية وأفشلوا مغامرة الانقلاب العسكري الأخيرة ، وعلى شرفااء مصر وأحرارها وشرفاء المؤسّسة العسكريّة وأحرارها أن يضعوا اليد في اليد ليتخلصوا من عصابة العسكريّين المتسلّطين على الحكم بقوّة السّلاح .
” اللي فات مات واللي جاى في علم الغيب ” والمستقبل لا يبشر بالخير .
تقدمت اليابان وكوريا وغيرهما بسبب نظام الحكم السياسي المتبع في تلك الدول , وهو النظام الديمقراطي الذى يعني المشاركة الشعبية في الحكم . وتخلفت مصر بسبب نظام الحكم الديكتاتورى ونظام الرجل الواحد , الذى يعني عدم مشاركة الشعب المصرى الفعلية في الحكم وإقصاءة .
النظام المخابراتي العسكرى البوليسي المستمر في مصر حتي الآن , أدى الي تشكيل نخبة فاسدة من المتنطعين من الداخل والخارج , تحيط بنظام الرجل الواحد الديكتاتورى من أجل مصالحها فقط , ما أدى الي قتل السياسة وإحتكار الإقتصاد وسرقة المال العام وإفقار وتجويع المصريين وتوجية اللوم للثورة ضد الإستبداد والفساد .
أى أن الخلل كان ولا يزال في نظام الحكم السياسي الديكتاتورى في دولة الرجل الواحد , وغياب النظام الديمقراطي المؤسساتي الحديث في دولة المواطنة .