رسائل الأردن لتنظيم الدولة الإسلامية في قضية الطيار الأسير: نعرف تركيبتكم جيدا ..لا تختبروننا وتعالوا نتفاوض عبر وسيط ثالث

عمان- «القدس العربي»: يؤشر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني شخصيا على المساحة الخالية من»المعلومات» وإلى حد ما الخالية من معطيات التفاؤل بمعالجة قريبة أو وشيكة لملف الطيار الأسير لدى تنظيم الدولة الإسلامية معاذ الكساسبة وهو يطالب الأردنيين بالصبر، على هامش زيارة قام بها إلى مضارب عشائر بدو الوسط.
مكان الزيارة له دلالة بالتأكيد فآخر المعطيات التحليلية على صعيد المعلومات الأمنية تؤشر إلى ان تنظيم الدولة الإسلامية يبحث عن «موطئ قدم» أو حضور إجتماعي في أوساط العشائر التقليدية في منطقة وسط وجنوب البلاد وهي العشائر والقبائل نفسها التي تعتبر عماد النظام والتجربة الأردنية.
القصر الملكي قبل مطالبته الرأي العام بالصبر وترك الجهات المختصة تتابع ملف الطيار الأسير دخل مع بقية مؤسسات الدولة في حوارات»معمقة» تتعلق بتفاصيل وحيثيات المواجهة المحتملة مع تنظيم الدولة الإسلامية ونطاقه العملياتي في أقرب حدود للأردن مع الأنبار ودرعا وسط توقعات بان يجد الجهاديون في سوريا طريقة ما للتصالح والتصافح مما يضم جبهة النصرة السورية تحديدا إلى نطاق الخطر على الأمن القومي الأردني.
عدة خطوات في السياق برزت خلف ستارة الغرف المغلقة، فمركز الأزمات وهو من المؤسسات السيادية في الأردن أصبح معنيا الآن بتطوير استراتيجية إعلامية مستجدة تتسق أكثر من مؤشرات الموقف الرسمي المعلن ضمن التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك التي ساهم أسر الطيار وإسقاط طائرته في تبديلها أو تغييرها.
حصل ذلك بعد التوافق في مجتمع صنع القرار على القصور الفاضح في لحاق مؤسسات الإعلام الرسمي بالموقف الملكي والرسمي وعلى المنوال نفسه وبعد رصد التراخي البيروقراطي في قيادة جهود محددة تحت عنوان مواجهة التطرف والتشدد في الحواضن الإجتماعية الأردنية .
وجهة النظر الرسمية الأردنية التي ما زالت خلف الكواليس تعتمد على الضغط على دول محددة في الإقليم مشتبه في أنها توفر الدعم لتنظيم الدولة أو تستطيع الوصول إليه والتواصل معه وعملية جمع المعلومات بكل أصنافها نشطة جدا في السياق.
وفي السياق أيضا وجهت «رسائل محددة» لقيادات في تنظيم الدولة الإسلامية عبر وسطاء عراقيين وأتراك ..غالبية هذه الرسائل حسب مصادر أردنية مطلعة جدا كانت تركز على تحذير قيادات تنظيم الدولة من «تغير مسار الأمور» ومن كلفة أي مساس أو عبث بحياة الطيار الأسير بسبب أهمية الحفاظ على حياته بالنسبة للمجتمع القبلي الأردني.
بلغة الأردنيين وخصوصا في المؤسستين الأمنية والعسكرية سيؤدي المساس بحياة الطيار الأسير على أي نحو لسيناريوهات مفتوحة تماما قد تصل فعليا إلى مستوى يغادر فقط حالة المشاركة في التحالف الدولي مع الإقتراب من المواجهة وجها لوجه هذه المرة بما في ذلك الإشتباك البري.
عمان لا تريد التورط في مواجهات برية مباشرة مع تنظيم الدولة لكن المساس بحياة الطيار قد يغير مسار الأمور تماما خصوصا وان المؤسسات السيادية في الدولة الأردنية تضغط حتى على القرار السياسي بهذا الشان وكذلك الأوساط القبلية في المجتمع الموحدة خلف شعار يقول ليس بأقل من عودة الطيار سالما.
رغم ذلك يتوقع مسؤولون كبار ويحتاطون لأسوأ الإحتمالات فقد قيل لقيادات في هيكل تنظيم الدولة ان عليها الإستفسار من الأردنيين في التنظيم وعددهم كبير عن الوضع الأردني قبل إرتكاب أي حماقات.
الأردن رفض وبإصرار وإلحاح فتح قنوات للتفاوض المباشر وقضية الطيار الكساسبة تتخذ بعدا قبليا وإجتماعيا وليس أمنيا فقط لكن أبواب التفاوض عبر وسيط ثالث طرقت فعلا من الجانب الأردني دون ان تسمح عمان بالموافقة على أي حالة من الإتصال الثنائي المباشر، لذلك قيل لقيادة تنظيم الدولة في بعض الرسائل الوسيطة «نعرف عنكم الكثير فلا تخبروننا».
الإهتمام بحياة الطيار الأسير وعودته وصل على مستوى مؤسسة صنع القرار الأردني إلى حد المجازفة بالتصرف في حالات طوارئ حتى بعيدا عن حسابات التحالف والدول الاقليمية وبصرف النظر عن الحسابات السياسية الكلاسيكية والرسائل وجهت عبر الوسيط مع إظهار الإستعداد للتحدث عن صفقة تبادل وبدون قنوات مباشرة.
ثمة تقدير للخبراء بان «الصراع والتنافس» داخل المجموعات النافذة في هياكل التنظيم يؤثران على قضية الأسير الكساسبة فالجناح السعودي المتشدد في التنظيم يتخذ موقفا متشنجا ويتحالف معه الجناح الشيشاني، أما ممثلو العراق وبلاد الشام فيقدرون مسبقا أن الحاجة غير ملحة لمواجهة مفتوحة على كل الإحتمالات مع الأردن.
التقديرات نفسها ترى ان الموقف من الملف الأردني برمته داخل الدولة الإسلامية مرتبط بقراءات متعددة حتى من الناحية الشرعية حسب أطياف التشدد والتطرف خصوصا وان إستراتيجية التنظيم تعتمد تجنب إقحام الأردن في معركة عسكرية مفتوحة والحرص على تجنب المواجهة في الميدان مع الخبرات الأردنية الأمنية التي تعتبر الأفضل في المنطقة عندما يتعلق الأمر بالتنظيمات الجهادية.
لذلك يجتهد التنظيم وحتى بعض المتعاطفين معه في الساحة المحلية الأردنية في توجيه الرسائل الضمنية التي تقول بانه لا يخطط إطلاقا للعمل في الساحة الأردنية ولا توجد لديه قواعد شرعية تجعله مهتما بمواجهة الأردن أو الإقتراب منه أمنيا أو عسكريا.
مثل هذا المنطق دفع مؤسسة صنع القرار الأردنية في محطات سابقة للإكتفاء تماما بالإنضمام للتحالف لكنه لم يعد كافيا ما دام التنظيم يرفض التجاوب مع وساطات التفاهم على قضية الطيار الأسير التي خلطت الأوراق.
المؤسسة الأردنية تبدو محتاطة لكل السيناريوهات وأي خطوة ضد الأسير الطيار أو على أساس إطالة أمد قضيته ستعيد إنتاج التوازنات تماما وما يظهر لمؤسسة القرار الأردنية حتى الآن أن الدولة لا تنظر للمواجهة مع الأردن أو تتبناها دون أن يعني ذلك التفريط في الموقف الرسمي في قضية الطيار الأسير.

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسام:

    اخشى على حياة الاسير من التشدد من الطرف الرسمي
    ولعل في الهدوء والبعد عن التصريحات العنترية قدرا اكبر من السلامة للطيار الاسير
    الله يعيده لاهله سالما يا رب

  2. يقول عمي الشيخ الحاج احمد:

    دائما يردد الرئيس الشيشاني بانه يعرف كيف يصل لقادة الصف اﻷول للدولة اﻹسلاميه . يمكن طرق هذا الباب ان كان يساعد في اعادة الطيار سالما ان شاء الله

  3. يقول يوحينا:

    اوﻵ الله يفك أسره ويرجعه لاهله سالم غانم، ثانيأ الشيشان بريئه من هؤلاء الهمج اﻹرهابيون الذسن يتبعون افكار الصليبيون الدمويه ” ثالثأ اﻹسلام دين سلام ورحمه وضد اﻹرهاب والعنف بكافة أشكاله وانواعه والجهاد ليس بقتل المدنيين!! رابعأ يكفي قتل والفساد باﻷرض تعبنا وملينل نريد أن نعيش بسلام وآمان يكفي لحد هنا وبس وجهوو ا نيران أسلحتكم بأتجاه الصهاينه وليس بأتجاه أخوانكم العرب المسلمين.

  4. يقول اين شهدلئكم في فلسطين:

    ليس تساؤلا جديدا لكنه هام جدا و جميعا نحتاج الى ان نتذكره دائما :- أين نشاط هذه التنظيمات المتطرفة ضد كيان الاحتلال الصهيوني ؟! ، وعبر تاريخ هذه التنظيمات لم يسمع الناس عن عملية عسكرية ضد الكيان الصهيوني ولم يسجل تاريخ القضية الفلسطينيهةاسماء عدد من الشهداء بعدد أصابع اليد الواحدة.
    هذه التنظيمات التي تقود حربا اعلامية نعلمها جميعا ، ويتحدثون عن تجنيد بالالاف كل شهر لصالحهم ، وفيهم من أبناء فلسطين سواء حملوا جنسيتها او جنسيات اخرى أضافة الى العرب والعجم ، ولديهم مانرى من أسلحة وتدريب ، قتلوا العرب والمسلمين والمسيحيين ، دخلوا العديد من عواصم الامة العربية والاسلاميهة وفجروا شوارع ومدارس وفنادق وقتلوا ابرياء ومدنيين ، كما قاموا بعمليات عسكرية ضد اجهزة مدنية وأمنية وعسكرية عربية ،لكنهم لم يقتلوا جنديا من جنود الاحتلال.
    يعلنون غضبهم للاسلام فيقتلون من يمارس التدخين او من يحضر مباراة كرةقدم ، ويبذلون جهدا اعلاميا كبيرا وهم يصورون احدهم يقطع راس صحفي اجنبي لكنهم لم تمتد أيديهم لمن احتلوا الأقصى وشردوا شعبا عربيا ومسلما.
    وصلوا الى الولايات المتحدة وفجروا بالطائرات في نيويورك مباني كبرى ، وصلوا مدريد ولندن وفرنسا وإفريقيا لكنهم لم يصلوا الى فلسطين.
    يقتلون كل يوم جنودا عربا ومسلمين من الجيش المصري في سيناء على حدود فلسطين لكنهم لم يحاولوا قتل جندي احتلال صهيوني ، وحتى داخل الضفة وغزة لم يحاولوا ان يرفعوا سيفا في وجه المحتل مثل السيوف التي يقتلون بها الأبرياء في العراق وسوريا. هل هي مصادفة ام عجز ام أجندة وفكر يجعلهم يؤمنون ان قتل أبناء امتهم فريضة وطريقا الى الجنة بينما الصمت عن المحتل الصهيوني وجرائمه وتدنيسه لمسرى الرسول العظيم عليه السلام ، بالتأكيد ليست مصادفة وليس جهلا بل توجيه وصناعة فكر لدى هؤلاء منذ عقود ، وحتى لو سلمنا بما يحملون من فكر تكفيري يجعلنا بنظرهم كفارا فهل كيان الاحتلال كيان من المؤمنين والصالحين.!!
    وليس عجزا فمن قتل قي عواصم دول كبرى لن يعجز ان يفعل ذات الامر ضد الاحتلال ،وقد فعل هذا أفراد بإمكانات متواضعة ،لكنه فكر نراه يجعل القتل في مدن العرب والمسلمين فريضةوضد الاحتلال لايخطر على بال احدهم ،يهجرون المسيحي العربي ويفرضون عليه الجزيه ويسلبون نساءهم اما اليهودي المحتل فلا نسمع له ذكرا. ليس هناك صدفة في مسار هذا العالم ومن كرس مثل هذا الفكر بأولوياته ونهجه ليس غبيا ، فسجل هذا الفكر المتطرف وتنظيماته يخلو من اسم شهيد واحد على ارض فلسطين.

  5. يقول عمار:

    انا اعتقد لو مكان داعش تعمل الف حساب للاردن لكانو قتلو الطيار من اول يوم ومن اول ساعة هذا يدل على مصدر قوى تملكها الاردن تعلمها داعش قادرة على سحق وتصفية التنظيم قد يقول قائل انو تنظيم لم يعمل حساب لامريكا حتى يعمل حساب لاردن وقتل اسراها واسرى غربيين ايضا ارد علية بكلمة واحد انو الاردن ابن المنطقة وعشائرو متداخلة مع العراق وسوريا بعكس امريكا البعيدة وهو مخترق من الاردن وتعلم مخابرات الاردنية كل صغيرة وكبيرة عن هذا تنظيم ومن قتل الزرقاوي التي عجزت عنو امريكا لا يعجز عن قتل البغدادي وغير البغدادي

    1. يقول مجنون ليلى:

      ميه الميه انا معك

  6. يقول سعودي نجدي:

    اعتقد قتل الطيار سيترتب عليه غضب رسمي وشعبي في الاردن من خلال معرفتي بالاردنيين وستكون داعش الخاسر الاكبر لانه سيترتب عليه اجتياح بري اردني للدواعش

    لو لم تحسب داعش هذه الحسبه لقتلت الطيار

  7. يقول حسام الدوسري العراق:

    حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء المجرمين المراهقين الذين أصبحوا وصمة عار تحسب وللأسف على أهل السنة والجماعة وهم برءاء منهم ومن تصرفاتهم الصبيانية التي جعلت الأردن وغيرها من الدول الاسلامية تتدخل لابعاد خطرهم وشرهم.
    أسأل الله تعالى أن يرد الطيار الأسير لأهله سالما ويوفق حكومة الأردن لكل خير ويحفظ شعبها المسلم

  8. يقول أبــومــحــمــد أمـــيــن المـــغــربــي:

    بسم الله الرحمن الرحيم:
    إلى أين شهدائكم في فلسطين:
    هذه المجموعات الإرهابية لم تصل إلى نيويورك؛أو لندن أو مدريد؛التفجيرات ذات الصدى العالمي والزخم الإعلامي الكبير وراءه أجهزة لها باع طويل في القتل ودراية عميقة بالإرهاب لأن بعض هذه الأجهزة نجحت في سرقة أرض فلسطين بحجج كاذبة ومزورة لأحداث خاصة بأوروبا ـ فلعبتها صح ـ وإبتزت أوروبا وسيطرت على الولايات المتحدة إعلاميا وفنيا وصناعيا وبنكيا ؛لهذا أخضعت السياسة الدولية وكذبت على الرأي العالمي عن طريق تمرير أخبار مفادها ضلوع جماعات تقتل بإسم الإسلام.
    جماعات القتل داخل العالم الإسلامي إختصاصها الرئيس وحربها المقدسة ضد المسلمين والمسيحيين العزل فقط؛أما العمليات الكبيرة فلا دخل لأي “إرهابي” يدعي الإسلام بها؛لأن منفذيها هدفهم تشويه الإسلام؛وضرب نيويورك ولندن ومدريد عمل يحتاج عقولا وازنة يفتقدها إرهابيو العالم الإسلامي ؛فمهمتهم هي تصفية المسلمين والمسيحيين خدمة لمشروع عالمي يخدم الصهاينة.
    أما تفجيرات سيناء فلا نعلم عنها شيئا وعن منفذيها ؛تحت تكتم العسكر خاصة وأنه لا يمكن الوثوق بمخابرات كان على رأسها إنقلابي فلعل في الأمر “إن”؛ كما حدث بالإسكندرية زمن المخلوع “المنتصر” مبارك لما فجروا كنيسة القديسين واتهمواالمسلمين والفلسطينيين بالعملية الإرهابية في حين أنها كانت من تنفيذ أمن الدولة وبأمر من المجرم وزير الداخلية الحبيب العادلي.
    ربما الآن ستفهم لماذا هؤلاء المنحرفين لم يتوجهوا لنصرة فلسطين!!!!؛لأنهم جزء من المؤامرة ؛ ويخدمون أسيادهم وأعداء الإسلام في عرقلة أي تحرر لهذه الشعوب لتبقى تئن تحت وطئة الإستبداد بحجة أن كل تحرك أو احتجاج سيؤخذ كذريعة لسحقه بحجة الإرهاب!!!!.
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

  9. يقول المهندس لؤي البجالي:

    لا نملك سوى ان نقول نحن الاردنيون أن :
    الله يرجعه سالم غانم الى ارض الوطن و الاردن لا تزال بأنتظارك يا ابن الكرك الابية
    ثانيا ، و لنكن صريحين و بعيدين كل البعد عن العاطفة
    ان لم ترجع فتأكد بأننا الاردنيين اجمعين سنكون طلقة بفرد جلالة سيدنا الملك
    عبدلله الثاني
    و من يقول بأن هذه الحرب ليس حربنا ، اقول له . متى ستصبح حربنا ؟ عندما يدخلون الاردن و يتجولون في عمان ! انها حربنا قبل ان تكون جرب اي بلد و واجبنا في القضاء عليها يفوق كل الاولويات
    و تأكدوا يا تنظيم الدولة بأن حركتكم هذه ان لم يرجع معاذ ستجعلكم تندمون ندم شديد
    الاجهزة الامنية و الجيش و القوات الخاصة تنتظر أمر من جلالة سيدنا
    لكن اولا المفضل بأن تحل هذه المسئلة سلميا
    ان لم تحل اعيد و اكرر . ستتمنوا بأن طائرة البطل ما وقعت بأرضكم
    الله الوطن الملك
    سنحارب و سنهاجم و من كبيرنا لصغيرنا
    الاردن اولا و سيبقى اولا تحت ظل الرعاية الهاشمية

إشترك في قائمتنا البريدية