الناصرة – «القدس العربي»: يلبي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو. ومن المتوقع أن يتداولا في لقائهما موضوع سوريا والنفوذ الإيراني فيها.
وسبق أن كشف نتنياهو قبل أيام أنه تلقى دعوة من الرئيس الروسي للمشاركة في مشاهدة المباراة النهائية لكأس العالم في كرة القدم في موسكو، وبذلك يكون عدد اللقاءات بينهما قد تجاوز عشرة لقاءات في غضون عامين.
وبالتزامن يعتبر بعض المحللين الإسرائيليين أن الضربة العسكرية الإسرائيلية الجديدة التي استهدفت قاعدة تي فور المجاورة لـ حمص، هي ضربة سياسية – دبلوماسية استباقية ورسالة لبوتين ولنظيره الأمريكي دونالد ترامب اللذين سيلتقيان بعد أيام في هلسنكي.
ويرى المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أن الغارة الأخيرة استهدفت مركبات للمنظومة الجوية التي تسعى إيران إلى إقامتها في سوريا. وقال إنه لا يوجد أي شيء عادي في هذا الهجوم، وليس فقط لأن أي هجوم، خاصة إذا كان قريبا من القوات الروسية في سوريا، ينطوي على احتمال لاشتعال الوضع، وإنما بالأساس بسبب التوقيت.
ويعتقد ليمور أن إسرائيل اختارت عمدا التأكيد مجددا على خطوطها الحمراء في أسبوع بالغ الأهمية من الناحية السياسية: قبل ثلاثة أيام من لقاء نتنياهو مع بوتين، وقبل أسبوع من قمة بوتين من ترامب». وأضاف ليمور أنه بالإمكان الاعتقاد أن الهجوم المنسوب لإسرائيل كان رسالة واضحة إلى الرئيسين الروسي والأمريكي معا.
ويرجح المحلل الإسرائيلي أن ينقل نتنياهو هذه الرسالة نفسها إلى بوتين، وإلى ترامب بواسطة مبعوثيه، لكن لا يوجد أفضل من الهجوم كي يضع الأمور بشكل واضح».
وتابع «ما تريد إسرائيل قوله هو أنه ليس في نيتها التنازل بأي حال بشأن مسألة الوجود الإيراني في سوريا، وأنه إذا لم تعمل الدول العظمى في هذا الخصوص، فإن إسرائيل ستواصل العمل لوحدها». ويشير ليمور الى أن إسرائيل لا تعمل في فضاء فارغ، بل تدرك أن الوضع مريح لها، فإدارة ترامب مؤيدة لإسرائيل ومعادية جدا لإيران، وإدارة بوتين تريد هدوءا في سوريا وإيران بأفعالها هي احتمال دائم لإثارة الفوضى، ونظام الأسد يريد استكمال السيطرة على سوريا والبدء بإعادة الإعمار وآخر شيء يريده هو مواجهة جديدة خاصة مع إسرائيل.
وحسب ليمور تدرك إسرائيل أيضا أنه لا توجد جهة ستقيد عملياتها، بل إن هذا توقيت جيد لرسم حدود منطقة واضحة. كذلك يربط ليمور ذلك بالغارة المنسوبة لإسرائيل قبل أسبوعين ضد قافلة أسلحة إيرانية عند حدود العراق – سورية.
ويتفق المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة تحمل رسالة سياسية في توقيت حساس. ويرى أن إسرائيل تشن غارات كهذه في سوريا لسببين، أولهما مهاجمة شحنة جديدة من الأسلحة أو منظومات أسلحة تم البدء بنصبها، والثاني إشارة استراتيجية : القصف (الأخير) حدث في أسبوع يتقدم فيه نظام الأسد، بمساعدة روسية وإيرانية، لإعادة احتلال جنوب البلاد ويستعد لعودته إلى الزاوية الجنوبية الغربية للدولة، الجولان السوري.
ويتطابق هرئيل مع ليمور، ويرى أن الهجوم الإسرائيلي عشية لقاء بوتين – نتنياهو في موسكو، يبعث رسالة بموجبها إسرائيل مصرة على الدفاع عن مصالحها ولا تخشى تحفظا روسيا أو ردا إيرانيا». وينفي هرئيل التوصل لتسوية سياسية جديدة في جنوب سوريا، خلافا للتقارير التي ترددت حول تسوية كهذه. ويقول إن إسرائيل مستمرة في التركيز على مصلحتها المعلنة، وهي إبعاد الإيرانيين وكتائبها المسلحة من كل الأراضي السورية، وخاصة من جنوبها. وحسب هرئيل فقد ألمحت روسيا إلى أنها ستعمل على إبعاد الإيرانيين حتى مسافة 80 كيلومترا عن الحدود (خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل)، لكن مدى التزام روسيا بذلك ليس واضحا، حتى لو كان الروس والأسد أقل حماسة من السابق بخصوص التعاون مع الإيرانيين. ويدلل على ذلك بالإشارة للقبول الروسي الظاهر للهجمات المنسوبة لإسرائيل ضد مواقع إيرانية في سوريا».
ويذكر أن نتنياهو يكرر الادعاء بأن «إسرائيل ترى بذاتها مهددة جراء الوجود الإيراني في سوريا، ولو بشكل غير مباشر». ورأى هرئيل أن نتنياهو يطرح بذلك مطلبا كبيرا، ويشير إلى أن في نيته محاولة تنفيذه رغم المخاطر الكبيرة المرتبطة ذلك. منوها أن في خلفية مطلب نتنياهو، الفشل الإسرائيلي المتواصل في معالجة تهديد مشابه وضعه حزب الله، منذ أكثر من عقدين. ويضيف «ازدادت ترسانة صواريخ حزب الله، بتشجيع وتمويل إيراني، من مئات القذائف الصاروخية في نهاية العملية العسكرية «عناقيد الغضب» في عام 1996 إلى 13 ألفا عشية حرب لبنان الثانية في عام 2006، وإلى أكثر من 100 ألف اليوم. والاعتقاد في إسرائيل هو أنه ما زال بالإمكان وأد التهديد الإيراني الجديد، في سوريا وهو صغير». في المقابل يرى هرئيل أن التقديرات في إسرائيل تعتبر أن قائد فيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني، مصر على مواصلة مشروع التموضع العسكري الإيراني في سوريا، وأنه يرى في سوريا قاعدة لتصعيد القتال ضد إسرائيل لفترة طويلة. وخلص هرئيل للقول إن إسرائيل تصف عملية كبح إيران وحزب الله، بدعم إدارة ترامب، مصلحة استراتيجية قومية. ويستذكر أنه في العاشر من أيار/ مايو الماضي، عندما عاد نتنياهو من موسكو، أرسل سليماني جنوده من أجل إطلاق رشقات من القذائف الصاروخية من سوريا باتجاه مواقع الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان، مذكرا بفشل هذا الهجوم واعتراض بطاريات القبة الحديدية عددا من هذه القذائف الصاروخية وبرد إسرائيل بمهاجمة أهداف إيرانية أخرى. ويتابع «بدا للوهلة الأولى أن سليماني تراجع، لكن الآن أصبح واضحا أن إيران مستمرة في جهودها». ومع ذلك يقول إن هذه هي الخلفية لتقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الآخذة بالتبلور لعام 2019، بأن الاحتمالات لحرب يبادر إليها ضد إسرائيل هي احتمالات ضئيلة جدا. وفي المقابل، فإن خطر تدهور غير مخطط له نتيجة لتبادل الضربات في الشمال، أو في قطاع غزة، مرتفع أكثر مما كان عليه خطر كهذا في السنتين الأخيرتين.
وفي هذا السياق جدد وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان أمس تهديده باستهداف كل جندي سوري يدخل المنطقة العازلة بين جانبي الجولان السوري، المحتل والمحرر.
متناغما مع نتنياهو أكد ليبرمان على أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع في الجولان، وحمل النظام السوري المسؤولية عن ذلك. وخلال جولة أجراها في الجولان المحتل أمس قال ليبرمان إن «هذه الجهود لإقامة بنى تحتية إرهابية تحت رعاية النظام السوري لن تكون مقبولة بالنسبة لإسرائيل، وستعمل بقوة ضد كل بنية إرهابية في المنطقة». وهدد بأن إسرائيل ستعمل ضد أي تموضع إيراني في سوريا. وقال «بالنسبة للانسحاب إلى 40 كيلومترا أو 80 كيلومترا، فإن ذلك لن يغير شيئا، وفي اللحظة التي نعاين فيها وجودا إيرانيا سنعمل، وهكذا سنستمر».
روسيا تحاول استخدام ورقة الوجود
الايراني في سوريا ضد اسراييل كي
تفرض بعض سياساتها بشان الازمه
السوريه.لكن السوال هو هل ان بوتين
ينجح في انتزاع تنازل من اسراييل مقابل
كبح جماح الطموح الايراني بزيادة تموضعها
العسكري؟ الجواب لا اعتقد ذلك لان اسراييل
لاتسمح باي شكل من الاشكال ان تعزز
ايران تواجدها علي الاراضي السوريه
حتي ولودخلت في حرب مباشره
ويجب ان لاننسي بان الكثير من الدول
العربيه مستعده للتعاون مع اسراييل
بشكل او اخر اذا واجهت اسراييل
ايران عسكرياً.