رسام الكاريكاتير الموريتاني الشاب خالد مولاي إدريس: أحاول أن أزرع بسمة على وجه المواطن اللاهث وراء لقمة العيش

حجم الخط
0

نواكشوط – «القدس العربي»: إذا كان الستار أسدل على معرض رسام الكاريكاتير الموريتاني الشاب خالد مولاي إدريس منتصف الأسبوع الفائت فإن الآثار النفسية التي أبقتها رسومه في أنفس المئات من زواره ستبقى وستعمل عملها محدثة أثرها الفني.
استنتاج أكده أغلب من ترددوا على معرض «يوميات مواطن» للرسام الموريتاني الذي استضافه المركز الثقافي المغربي في نواكشوط واستمر أسبوعين، وحظي بزيارة الكثيرين ممن يلمحون بروق التغيير في بلد يمر بعواصف شتى منها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي. ومع ان المعرض اشتمل على أكثر من ثلاثين رسما يختصر كل منها عالما مستقلا فقد استوقفتنا سبعة رسوم.
في هذه الرسوم استعراض بديع للهموم السياسية للشعب الموريتاني، بحيث المتلقي بنوع من التحسر والاستغراب.
يرصد اثنان من هذه الرسوم مجريات الحوار السياسي الذي يتحدث الكثيرون عن احتمال استئنافه بين النظام الموريتاني ومعارضيه، فيظهر أحدهما شخصين مقطوعي الرأسين جالسين حول طاولة الحوار.
ولا يحتاج هذا الرسم لتفسير، لما يشير له قطع الرأس من غياب تام للتفاهم.. ففي الرأس التفكير وفيه حواس السمع والبصر، ومتى ما غاب غاب كل شيء. وفي رسم آخر تناول الرسام مسألة الحوار من زاوية أخرى إذ أضاف للمحاور الحكومي «الجزمة العسكرية» مشيرا إلى احتمال دعم الجيش لأحد المتحاورين.
وكان نصيب معاناة المواطن اليومية من الفقر وشظف العيش موضوعا تناوله إدريس من عدة زوايا عبر أربعة رسوم معبرة.
أول هذه الرسوم هو حصة المواطن من السمك وقد أظهرها الرسم أشواكا وعظاما، والثاني هو مكافحة الفقر لكن ليس بالغنى وإنما بدفن الفقراء.
وجاءت فاتورة الماء والكهرباء في رسم آخر كان المواطن فيه مشدودا بين جذعين.
أما المساعدات الخارجية الموجهة للفقراء، فقد عبر عنها رسم آخر أظهر المانحين وهم يقدمون الأموال فتأخذ المنظمات الدولية الحصة الكبرى منها ويبقى الفتات لمنظمات الجتمع المدني الوسيطة فيما حصة المواطن لا شيء.
وفي الأخير حظيت صحافة الاستجداء المنتشرة في موريتانيا والمعروفة بمسمى «البشمرغه» برسم معبر وهو ذلك الرجل الذي يحمل قلما علقت في نهايته صرة نقود.
وأوجز الرسام إدريس توصيفه للمعرض بكامل محتوياته، في قوله «هي رسومات تتناول مواضيع اجتماعية وثقافية تمس الحياة اليومية للمواطن الموريتاني والتي تكتسي رغم محليتها، طابعا كونيا».
وأضاف: إنها «رؤية فنية كاريكاتيرية تحاول ان نضع بسمة في بحر من المعاناة اليومية لمواطن يلهث وراء لقمة العيش الكريم مع المحافظة على القيم في بلاد تعج بالفضائيات التي أثرت وتؤثر على عادات وتقاليد شعب عريق».

عبدالله مولود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية