رغم إنتهائه… لا يزال العدوان يثير جدلا واسعا في إسرائيل

حجم الخط
1

الناصرة ـ «القدس العربي» : حطت الحرب على غزة أوزارها قبل نحو أسبوعين لكنها ما زالت تثير جدلا واسعا في إسرائيل حول قضايا مختلفة مرتبطة بها وبنهايتها ومستقبل تجددها. فقد صعدت تسيبي ليفني وزيرة القضاء حاملة ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لهجة انتقاداتها الصريحة والمبطنة ضد حكومتها ورئيسها بنيامين نتنياهو.
وانتقدت ليفني في كلمتها امام المؤتمر الرابع عشر لمعهد السياسات ضد الإرهاب الذي تستضيفه مدينة هرتسيليا الساحلية أمس، مصادرة إسرائيل أربعة آلاف دونم بين الخليل وبيت لحم واعتبرتها عملا أخرق يورطها في خلافات مع المجتمع الدولي. وتابعت «ينبغي أن تكون إسرائيل الأولى في ائتلاف ضد الإرهاب بدورها دولة معتدلة لكنها غير موجودة هنا». ثم صوّبت أقوالها نحو نتنياهو وشركائه في الائتلاف بقولها «إن هناك من يستغل التهديدات في المنطقة ويوظفها للشرح لماذا لا تستأنف المفاوضات وهم أنفسهم يمنعونا من مواجهة هذه التهديدات».
دعت ليفني إلى استكمال أهداف الحرب على غزة بتسوية دولية تشارك بها السلطة الفلسطينية والدول العربية المعتدلة، تفرض ترتيبات جديدة في قطاع غزة تقود إلى نزع سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية. وطالبت بإضعاف حماس بالأدوات السياسية. وتابعت القول «بهذه الطريقة لا نمنح غزة حلا فحسب بل نغيّر مكانة إسرائيل وتصبح جزءا من ائتلاف جديد يواجه التهديدات الإسلامية المتشددة».
وانضم اليها في الانتقادات يئير لابيد وزير المالية ورئيس حزب يوجد مستقبل لنتنياهو «يش عتيد» خلال محاضرته في المؤتمر المذكور، بقوله «إن دور القيادة ليس تأجيل ساعة الحسم». وتابع لبيد «من غير الممكن التسليم بفقدان مسيرة سياسية مع الفلسطينيين وعلينا التوصل لدولة فلسطينية منزوعة السلاح لجانب إسرائيل». وجدد دعوته لنتنياهو للمشاركة في مؤتمر إقليمي لدفع تسوية القضية الفلسطينية للأمام.
بينما اكتفى نتنياهو بالقول إن هناك وعيا متزايدا لدى المجتمع الدولي لخطورة الإرهاب والتطرف الإسلاميين»، ومضى بمجهوده الدعائي مستغلا الغضب العالمي على داعش وقال قبيل لقائه بوزير الخارجية النرويجي في القدس المحتلة أمس «إن جبهة النصرة، والقاعدة وحركة حماس والشباب (في الصومال)، وحزب الله اللبناني وتنظيم وداعش تشكل تهديدا لحضارتنا وقيمنا». ودعا لقطع دابر «الإرهاب الإسلامي» وهو في بداياته، مهددا من لا يفعل ذلك سيجده عند عتبة بيته.
وكشف موقع « والا « الإخباري عن نشوب مواجهة ساخنة بين رئيس جهاز الامن العام «الشاباك» يورام كوهين وبين الوزراء الإسرائيليين في اجتماع الحكومة الأخير بعدما ادعى أنه أنذرهم في نيسان/إبريل الماضي بأن مواجهة عسكرية ستقع في يوليو/تموز الماضي وهذا ما نفوه وأخذوا عليه عدم توقع نوايا وقدرات حماس. وأوضح الموقع أن الخلافات نشبت خلال جلسة حكومية لتقييم نتائج العدوان على غزة وعندها توقف كوهن عند بعض إنجازات جهازه وقال إنه سبق وأنذر وحذر وعندئذ نشب جدل ونفوا سماعهم منهم تحذيرا استراتيجيا من هذا القبيل.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن مصدر سياسي رفيع أن حركة المقاومة الفلسطينية في غزة شرعت بترميم الأنفاق واستأنفت صناعة الصواريخ استعدادا للمواجهة القادمة. وأوضح المصدر أن المقاومة الإسلامية في غزة استأنفت تهريب الأسلحة والذخائر من سيناء من خلال أنفاق أسفل الحدود مع مصر، مشيرا إلى أنها ما زالت تحتفظ بـ 40% من الصواريخ التي كانت بحوزتها قبل « الجرف الصامد «.
لكن مصادر أمنية صدت أقوال المصدر السياسي وقالت إن دوافعها سياسية بهدف طرح الحرب على غزة كحرب فاشلة. وتابعت «لا نعرف أي معلومات عن ذلك ولا ندري على ماذا يؤسس المصدر السياسي معطياته».
الى ذلك كشف تقرير إسرائيلي أن تسويق قسائم البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلين ارتفع بنسبة كبيرة خلال الشهور السبعة الأولى من العام الجاري قياسا للفترة الموازية من العام الماضي.
وأوضحت صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية إنه منذ بداية العام الجاري سوقت دائرة الأراضي قسائم لبناء 2300 وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية، بارتفاع اضعاف عن الفترة الموازية من السنة الماضية.
وحسب تحقيق أجرته الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية فإنه مقابل هذا الارتفاع الهائل في تسويق الوحدات السكنية في المستوطنات، شهد تسويق الوحدات السكنية في منطقة تل أبيب وباقي المناطق انخفاضا بنسبة 14%.

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الاستاذ الدكتور محمد عارف الكيالي:

    طريق فلسطين يمر من دمشق وعندما تتحرر عاصمة العروبة من نظامها البشاروني على( اسرائيل )ان تحزم حقائبها وترحل

إشترك في قائمتنا البريدية