إسطنبول ـ «القدس العربي»: على الرغم من مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة التركية بوقف استهداف الوحدات الكردية في سوريا، جددت المدفعية التركية صباح امس الأحد دك مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، بالتزامن مع تحليق مكثف للطائرات الحربية التركية على الشريط الحدودي بين تركيا وسوريا.
وذكرت وكالة الأناضول، أن المدافع المتمركزة في ولاية كيليس، جنوبي تركيا، استهدفت بقذائف مدفعية مواقع التنظيم، مشيرةً إلى أن أصوات المدافع سمعت في المنطقة.
مصادر سورية، والمرصد السوري لحقوق الإنسان أوضحوا أن القصف المدفعي التركي المستمر على مناطق سيطرة الحزب في شمال سوريا أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح، في حين تحدثت وسائل إعلام تركية عن وقوع عشرات القتلى الجرحى في صفوف مسلحي التنظيم الذي تصنفه أنقرة على لائحة المنظمات الإرهابية، من دون حصول تأكيدات.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «القصف المدفعي التركي المستمر منذ مساء السبت، أسفر عن مقتل مقاتلين وإصابة سبعة آخرين بجروح من وحدات حماية الشعب الكردية وجيش الثوار، وهما فصيلان منضويان ضمن قوات سوريا الديمقراطية».
وأوضح أن «القصف المدفعي التركي اشتد بعد منتصف الليل وبات الآن (ظهر الأحد) متقطعاً، ويتركز على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بين مطار منغ العسكري وبلدة دير جمال» إلى جنوب الشرق منه.
ومساء السبت، أعلنت مصادر عسكرية تركية «أن إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي، أطلقوا النيران، من منطقة، مرعناز، جنوب غربي مدينة، أعزاز، التابعة لحلب، على محيط قاعدة، أقجه باغلار، العسكرية، بولاية كيليس، جنوبي البلاد، وعلى الفور ردت، القوات المسلحة التركية، على مصدر إطلاق النيران، وفقًا لقواعد الاشتباك».
في سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان التركية، ظهر الأحد، أن 10 طائرات حربية من طراز F16 قامت بطلعات مراقبة على خط الحدود التركية السورية.
ويرى مراقبون أنه ومنذ حادثة إسقاط طائرات حربية تركية للمقاتلة الروسية نهاية العام الماضي، لم تدخل الطائرات التركية المجال الجوي السوري خشية إقدام موسكو على الانتقام من أنقرة من خلال إسقاط إحدى مقاتلاتها في الأجواء السورية، واكتفى الجيش التركي باستخدام المدفعية من داخل الأراضي التركية.
وتأتي هذه التطورات، مع تأكيد العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، على انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة «انجرليك» التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، موضحاً أن «هناك إجماعاً من قبل قوات التحالف لبدء عمليات برية في سوريا، والمملكة ملتزمة في هذا الإطار»، وبين أن هناك خبراء عسكريين سيجتمعون خلال الأيام القادمة لبحث «التفاصيل والخطط العملياتية والتكتيكية».
وفي وقت سابق امس، أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن بلاده ستتخذ التدابير اللازمة كافة في حال حدوث أي تهديد تجاهها من الجانب السوري، وذلك تعقيباً على الخلاف المتصاعد مع الإدارة الأمريكية التي ترفض تصنيف حزب الاتحاد الديمقراطي على لائحة المنظمات الإرهابية.
ويأتي القصف التركي على الرغم من تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، التي دعا فيها الحكومة التركية لوقف قصف الوحدات الكردية في شمال سوريا، قائلاً: «الإدارة الأمريكية تعمل مع جميع الأطراف، من أجل خفض حدة التوتر، بعد أن وردتهم أخبار بإطلاق تركيا قذائف من أراضيها، وأن الإدارة الأمريكية دعت تركيا لوقف ذلك القصف».
وأعرب عن قلقه من الأوضاع شمال حلب، ودعا الأكراد السوريين، والقوات الأخرى المرتبطة بحزب الاتحاد الديمقراطي، لعدم استغلال الوضع الحالي من أجل بسط السيطرة على المزيد من المناطق، معتبراً أن «تركيا والاتحاد الديمقراطي يواجهان تهديداً مشتركاً في المنطقة الواقعة جنوب أعزاز في حلب، يتمثل في تنظيم داعش الإرهابي».
وسبق أن استدعت الخارجية التركية، الثلاثاء الماضي، السفير الأمريكي في أنقرة، جون باس، على خلفية تصريحات للمتحدث باسم خارجية بلاده، جون كيربي، اعتبر فيها، الاتحاد الديمقراطي، «غير إرهابي».
وقال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن قوات بلاده، قصفت، مساء السبت، المناطق القريبة من أعزاز السورية، رداً على نيران، صدرت من هناك، وفقاً لقواعد الاشتباك، مشيراً إلى أن التطورات في الدولة الجارة تهدد أمن تركيا القومي.
وقال في تصريحات صحافية، مساء السبت: «إنه وفقاً لقواعد الاشتباك، وبموجب القرارات التي اتخذنها سابقاً، بشأن منع تدفق اللاجئين نحو تركيا، وتأمين بقائهم في بلادهم بشكل آمن، ردت قواتنا اليوم، على العناصر التي تشكل تهديداً علينا في أعزاز (في محافظة حلب في الشمال السوري) ومحيطها وفقاً لقواعد الاشتباك».
وأكد تصميم بلاده على «اتخاذ التدابير الضرورية لحماية حدودها، واللاجئين المتوجهين نحو أراضينا، بل وحماية وجود المعارضة، التي تقاتل ضد كل من النظام السوري، والتنظيمات الإرهابية، وأيضاً للحيولة دون ارتكاب تلك التنظيمات تطهيراً عرقياً بحق السوريين».
ولفت إلى أنه في «إطار هذه التطورات الراهنة، طلب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، إجراء اتصال هاتفي معي اليوم»، مضيفاً بالقول «وخلال الاتصال، أبلغت المسؤول الأمريكي، عزمنا على اتخاذ التدابير اللازمة كافة، حال حدوث أي تهديد تجاه بلادنا».
واستطرد قائلاً: «وأبلغته أيضا، بأن حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية، يمثلان امتداداً لمنظمة، بي كا كا،الإرهابية، في سوريا، وأنهما يشكلان تهديداً واضحاً لنا»، مضيفاً: «وأكدت له عزمنا، على اتخاذ التدابير، حيال تدفق اللاجئين نحو حدودنا، جراء الحملة العسكرية، التي تقوم بها قوات النظام، والميليشيات الأجنبية، والوحدات الكردية».
وأردف داود أوغلو، قائلاً: «قلت للمسؤول الأمريكي، أيضا، إننا سنتخذ كل التدابير، لتأمين الأجواء التي توفر الأمن لأراضينا، على طول الشريط الحدودي، لتكون المنطقة خالية من داعش، وقوات النظام، ووحدات حماية الشعب».
وشدد على ضرورة «ابتعاد وحدات حماية الشعب الكردية، عن أعزاز ومحيطها، فنحن لن نسمح لها بالاقتراب حتى إلى ضواحيها، وعلى تلك الوحدات أيضاً، ألا تحاول إغلاق الممر (بين تركيا وحلب)، وألا تقع في هوس استخدام مطار منّغ ضد بلادنا أو المعارضة (السورية)، هذا المطار سيتم إفراغه، هذا ما أبلغته للسيد بايدن (نائب أوباما)».
إسماعيل جمال
برافو تركيا, لا تسمحوا للأرهابيين الأكراد ومن ورائهم النظام الأسدي الذي يدعمهم بأن يتقدموا إلى الحدود.
أنت و رئيسك أردوغان إرهابيان و الشعب الكوردي سينتصر رغمآ عن إنفك
برافو وحدات الحمايه الكرديه ،ابطال لا يهمكم تخرصات
اامسوءولين الاتراك فهم في وضع لا يحسدون عليه.حالهم
اصبح كحال بلاع الموس.