روسيا تؤكد بقاء الميليشيات الإيرانية في «مناطق خفض التصعيد» ولا تضمن بقاء المعارضة

حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: تناور روسيا وتنافس الدول المؤثرة على المشهد السوري حرصاً على مصالحها على الأراضي السورية، حيث أظهر اتفاق خفض التصعيد الأخير المبرم بين الاردن وروسيا والولايات المتحدة الامريكية الاختلاف الجذري على مذكرة المبادئ غير المعلنة اصلاً، والموقعة بهذا الشأن بين الأطراف الثلاثية في عمان، وتكشف بحسب ما ذكرت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية، تنصل روسيا من التعهدات التي ابرمتها في اتفاق خفض التصعيد الخاص بمناطق جنوب غربي سوريا، بشأن خروج الميليشيات الإيرانية التي تحارب في ريف دمشق ومناطق جنوب سوريا الى جانب قوات النظام من الأراضي السورية، وعدم ضمان المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مع المعارضة
ونقلت حميميم تصريح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله «نطلب من واشنطن الكف عن محاولات تأويل نص المذكرة الروسية الأمريكية الأردنية المبرمة في عمّان في الـ8 من الشهر الجاري حول جنوب غربي سوريا، لقد خضعت المذكرة قبل الإعلان عنها، للبحث والمشاورات على مستوى الخبراء، وتم الاتفاق على صيغتها في دانانغ خلال قمة «آبيك» الأخيرة من قبل وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والأمريكي ريكس تيلرسون، قبل أن ترفع للرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب اللذين أقرّاها بشكل نهائي، ولم تنص على جلاء جميع القوات الأجنبية عن جنوب غربي سوريا بما فيها القوات الإيرانية والفصائل المسلحة الموالية لها كما ادعت وزارة الخارجية الأمريكية، كما أن موسكو لم تقدم وعوداً ببحث ذلك مع السلطات في دمشق كما أشيع».
وأضافت موسكو «علاوة على ذلك، فقد أضاف المسؤول الأمريكي أن مذكرة عمّان، «تضمن بقاء جنوب غربي سوريا تحت سيطرة المعارضة السورية حتى إتمام التسوية السياسية لأزمة السوريين، وهذا أيضاً لم يرد في المذكرة» وفقاً للمصدر.

الاصطياد في المياه العكرة

وحسب مصادر سورية معارضة فإن موسكو تحاول الاصطياد بالمياه العكرة، حيث حاولت منذ البداية عبر اجتماعات استانة التخريب على اتفاق جنيف، وعندما فشلت في الوصول لاهدافها، سعت موسكو الى التركيز على تجميد فعالية فصائل المعارضة على الأرض السورية، وتحاول مجدداً تطبيق الاتفاق المبرم بشأن جنوب سوريا بآلية مغايرة لتعهداتها امام واشنطن وعمان.
وفي هذا الصدد قال العميد «احمد رحال» في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «تعمد روسيا دائماً في تطبيق الاتفاقيات على وضع مخرج لنفسها، وتحاول ان تفهم المعاهدات والاتفاقيات وقرارات مجلس الامن وتطبقها بمفهومها الخاص، وذلك نتيجة عدم وجود جدية دولية في التعامل مع «رجل المؤامرات» بوتين، فما حصل في اتفاق الجنوب فعليا قد «خفض» من أداء المعارضة السورية لا أكثر. الاتفاق الذي تم في عمان بحسب العقيد «رحال» كان عبارة عن اتفاق وقف اطلاق نار، ثم ذهب بسوريا الى خفض تصعيد وهو درجة ادنى من وقف اطلاق نار، لانه لا يمنع القتل والقصف والاستهداف انما يخفض من حجمهم لا أكثر، وطبعاً ما يحصل بموافقة امريكا.
وذهب المتحدث الى ان الميليشيات الايرانية التي تنصلت منها روسيا في تصريحها الأخير هي أساس الاتفاق، كون هذه الميليشيات تشكل موضع قلق اردني، لان الأردن قال على لسان وزير الخارجية انها لا تقبل وجود ميليشيات شيعية على حدودها، لذلك كان الاتفاق في الأردن بهدف تبديد مخاوف عمان واخذها بعين الاعتبار، اما اليوم فموسكو تتهرب من هذا الاتفاق، وتتنصل من التعهدات التي اعطتها سابقاً لتستخدمها كأوراق ضغط سوف تتكشف في الأيام المقبلة.
فيما ذهب المحلل السياسي محمد العطار الى «ان روسيا عبارة عن دولة مارقة لا تختلف عن ايران، ولا تبحث عن حل جدي في سوريا ولا يهمها بشار الأسد أيضاً، انما هي تعتبر سوريا وما يحصل فيها، ورقة مساومة مع الغرب بسبب أوكرانيا والعقوبات الاقتصادية والقرم وغيرها، وهي تستمر في افشال كل ما من شانه إيقاف الحرب السورية، من الاجل الاستمرار في استخدام الورقة السورية في خدمة مصالحها».
وأضاف ان «السياسية الروسية لم تفهم الى الآن ان سوريا لا تشكل أي مجال حيوي امام الغرب، باستثناء موضوع الإرهاب، بيد ان موسكو تتوقع ان تحقق الورقة السورية نقطة قوة لها في مجال المفاوضات والمساومات مع الغرب».
وكانت قد نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن المتحدث باسم الحكومة «محمد المومني» قوله: «اتفقت المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية على تأسيس منطقة خفض التصعيد المؤقتة في جنوب سوريا» مشيرا إلى أن ممثلي الدول الثلاث وقعوا على مذكرة المبادئ بهذا الشأن في العاصمة عمّان.
وأفضت المباحثات بين الدول الثلاثة وفق مبادرة أردنية بدأت في أيار/مايو الماضي، إلى اتفاق لدعم وقف إطلاق النار وخفض التصعيد كخطوة أيضا نحو خفض «دائم « للتصعيد في جنوب سوريا واعادة الاستقرار والسماح بوصول المساعدات الانسانية.

هل يدخل الأردن إلى سوريا؟

من جهة أخرى استبعد بعض المحليين العسكريين والسياسيين قيام المملكة الأردنية الهاشمية بإرسال قوات عسكرية أردنية للانتشار داخل الأراضي السورية خلال تطبيق النقاط الدولية المتفق عليها بين موسكو وواشنطن، إلا إن توقعات آخرين لم تستبعد انتشاراً عسكرياً أردنياً في المنطقة وفق توافق مع الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على بعض الجيوب التابعة للمعارضة السورية، وعدم السماح بسقوط جل المنطقة تخت الهيمنة الروسية الإيرانية المباشرة.
وقال اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار: «استبعد أن يرسل الأردن «قوات لحفظ السلام» في الجنوب السوري لأنه إن فعل ذلك فسوف «يدخل في مستنقع». وأردف خلال تصريحات لوكالة «سبوتنيك الروسية، «هذه المناطق ماتزال غير آمنة، ولا بد من تدخل هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن لوضعها في الاطار الصحيح». وأشار البيان إلى أن الاتفاق الجديد يدعم الترتيبات التي اتخذتها الدول الثلاث في السابع من شهر تموز/يوليو الماضي لدعم اتفاق وقف إطلاق النار على طول خطوط التماس المتفق عليها في جنوب غربي سوريا وبدأ العمل به في التاسع من الشهر ذاته.
وقال مصدر معارض لـ «القدس العربي»: إن الأردن لا يرغب بتطبيع العلاقات مجدداً مع النظام السوري بشكل علني قبل الانتهاء من العديد من الملفات المحورية، أهمها إجبار القوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها على التراجع من الحدود السورية الأردنية لعشرات الكيلومترات نحو العمق السوري. إضافة إلى سعي الأردن للحصول على قاعدة شعبية كبيرة في الجنوب السوري، خاصة بين فصائل المعارضة السورية، بهدف عدم تحميلها بشكل منفرد، وزر ما ستؤول إليها التطورات المتسارعة في الجنوب، خاصة مع وجود صراع نفوذ بين الولايات المتحدة والقوات الروسية الداعمة للوجود الإيراني.

نتنياهو

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ الولايات المتحدة وروسيا بأن إسرائيل ستواصل التحرك عبر الحدود السورية وفق احتياجاتها الأمنية حتى في الوقت الذي تسعى فيه القوتان التوصل لهدنة. وقال نتنياهو في تصريحات علنية لأعضاء من حزبه ليكود في البرلمان «نسيطر على حدودنا ونحمي بلادنا وسنواصل القيام بذلك». وأضاف «أبلغت أيضاً أصدقاءنا، أولا في واشنطن وكذلك أصدقاءنا في موسكو، بأن إسرائيل ستتصرف في سوريا بما في ذلك جنوب سوريا وفقاً لفهمنا ووفقاً لاحتياجاتنا الأمنية».

أردوغان: إسحبوا قواتكم

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عبر أمس عن قلقه إزاء وجود قواعد أمريكية وروسية في سوريا وقال إن الدول التي تعتقد حقاً أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا عليها أن تسحب قواتها. وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب قالا في بيان مشترك السبت إنهما سيواصلان قتال تنظيم الدولة في سوريا لكنهما اتفقا على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع الأوسع المستمر هناك منذ ست سنوات. وقال إردوغان للصحافيين قبل أن يتوجه إلى روسيا لإجراء محادثات مع بوتين «لدي مشكلة في فهم هذه التصريحات… إذا كان الحل العسكري خارج الحسابات فعلى من يقولون ذلك أن يسحبوا قواتهم» وأضاف «حينئذ يجب البحث عن طريقة سياسية في سوريا وعن سبل لإجراء انتخابات… سنبحث ذلك مع بوتين».

روسيا تؤكد بقاء الميليشيات الإيرانية في «مناطق خفض التصعيد» ولا تضمن بقاء المعارضة

هبة محمد:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    الجميع متآمر على الثورة السورية, فلا أحد يسمح بدخول أسلحة نوعية للثوار
    فلو تم إسقاط طائرة روسية بصواريخ الثوار لإنسحبت روسيا من سوريا كما إنسحبت من أفغانستان
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية