لندن – «القدس العربي»: تستحوذ مدينة الموصل على اهتمام دولي، بعد الإعلان عن تحريرها، في وقت تشير تقارير استخباراتية وصحافية عن انتهاكات جمة يقوم بها عناصر من الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي، بحق مدنيين عزل. حيث تشير معلومات صحافية إلى تنفيذ ميليشيات شيعية إعدامات طائفية بذريعة انتماء هؤلاء إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وتعذيب نساء وأطفال وسجن المئات، في أقبية خانقة بلا تهوئة، واصفة هذه الحملة الانتقامية بـ»المستفزة»، وبأنها ستحول العراق إلى بؤرة دم سيطول أمدها.
وفي افتتاحية صحيفة «غادريان» البريطانية، إشارة إلى «وجود أدلة متزايدة على وقوع انتهاكات ضد أفراد وأسر يشتبه في أنهم من تنظيم الدولة الإسلامية»، وقالت إن «هذه الانتهاكات الانتقامية ستكلف العراق الكثير». فبعد أيام من إعلان بغداد عن تحرير الموصل آخر معاقل التنظيم في العراق ظهرت أدلة على انتهاكات بشعة لحقوق الإنسان وهجمات ثأرية ضد مشتبه فيهم بالانتماء للتنظيم، كما بين شريط فيديو متداول بدت فيه القوات العراقية وهي تعدم مقاتلاً أعزل بإلقائه من مكان مرتفع، وفق الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن حتى مشاهدة هذه الصور والروايات البشعة عبر صفحة إنترنت أو شاشة تلفاز على بعد آلاف الأميال تصيب الإنسان بالفزع، وقالت إن «هذه الروايات والصور ستبقى عالقة في الذاكرة بعد زمن طويل من زوال مشاهد رقص الجنود العراقيين وهم يحتفلون بالنصر».
وأكدت أن هذا النصر العسكري المرحب به لا يزيد على أن يكون نجاحاً جزئياً ضئيلاً لأن الصراع لم ينته بعد، فلا يزال تنظيم الدولة يسيطر على مناطق واسعة، وهناك افتراض بأنه سيعود إلى جذور تمرده بسبب فقدان الأراضي، فهو يكثف هجماته في المدن التي فقدها، ومن المرجح أن يشكل المقاتلون الأجانب خطراً أبعد من ذلك، مما يزيد من التهديد الإرهابي لدى عودتهم إلى ديارهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستقبل العراق ستحدد نتيجته مجموعة هائلة من التحديات، منها الجيو- سياسية التي تتعلق بكيفية تأمين البلد والمنطقة في هذه الحالة من الاضطراب وعندما يكون هذا العدد الكبير من الدول الأخرى له يد في ذلك، ومنها النفسية حيث يقول الخبراء إن أطفال الموصل يعانون من توتر نفسي شديد لا يستطيعون معه اللعب أو التعبير عن عواطفهم.
وأوضحت أن الأمر يحتاج إلى وقف فوري لهذه الانتهاكات، وأن محاكمة ومعاقبة المسؤولين عنها ستساعدان في إعادة بناء الثقة، ويجب على شركاء التحالف أن يحثوا بغداد على اتخاذ إجراء كما وعدت لما في ذلك من مصلحة ليس للعراق فحسب، ولكنه في المصلحة الذاتية لكل تلك البلدان التي قد تجد نفسها في مواجهة مع تنظيم الدولة في العراق أو داخلها.
ونشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية على موقعها الإلكتروني شريط فيديو، يظهر الدمار الذي لحق بمدينة الموصل. ويقدم الفيديو صورة وافية عن حجم الخسائر التي تكبدتها المدينة، بعد احتلالها من تنظيم داعش، وتدميرها من قبل ميليشيات الحشد الشعبي، في محاولة لتحريرها. وقالت الصحيفة ان الخسارة المدنية كانت ثقيلة للغاية، اذ تجاوز عدد القتلى الـ4 آلاف، والمناطق التي دمرت وصلت إلى 55%. وهي في حالة خراب تام. والتقطت الصور في الفترة الممتدة بين تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وتموز/يوليو 2017.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «لوفيغارو» عن معلومات تفيد بوصول ألفي مقاتل إيزيدي، إلى مدينة الرقة السورية، في محاولة منهم لمقاتلة تنظيم «داعش»، واعادة اخواتهم المختطفات لدى عناصر التنظيم.
وينقل التقرير الخاص، تفاصيل من يوميات المقاتلين، الذين أقاموا معسكرهم قرب خط الجبهة الشرقية من مدينة الرقة. وقالت الصحيفة ان هؤلاء وصلوا ضمن خطة تعزيزات في اوائل شهر تموز (يوليو) للمشاركة جنباً إلى جنب مع القوى الديمقراطية السورية، والتحالف العربي الكردي.
قلق المعارضة السورية
وفي سياق منفصل، نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» تقريراً كتبته، إيريكا سولمون، من بيروت عن المعارضة السورية وقلقها من سياسة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، وقراره إلغاء مساعدات كان سلفه باراك أوباما أقرها للضغط على النظام السوري، ودفعه لقبول تسوية سياسية للأزمة في البلاد.
وتقول كاتبة التقرير إن سياسة ترامب بشأن سوريا تغيرت مرات عديدة منذ توليه السلطة. فقد بدأ الحكم باعتزامه وقف المساعدات للمعارضة السورية، ثم أصبح أول رئيس غربي يقصف نظام الأسد «رداً على هجوم بالقنابل الكيميائية»، وهو ما شجع المعارضة التي تمنت أن يكون أكثر فاعلية من سلفه أوباما.
وتشير إيريكا إلى الانتقادات التي تعرض لها برنامج الولايات المتحدة من قبل المراقبين أو من داخل المعارضة السورية، إذ يعتقد المنتقدون أن بعض هذا التمويل ينتهي بيد جماعات مسلحة متشددة. وعلى الرغم كل الانتقادات للدعم الأمريكي لا ترغب فصائل المعارضة في فقدانه، لأن ذلك يعني بالنسبة لها سيدفع بسوريا إلى الإسلاميين المتشددين أو إلى الأسد.
لاعبو حرب الرقة
ونشرت مجلة «نيوزويك» الأمريكية، تقريراً، عن الحرب التي يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وتحدثت عن الأدوار التي يقوم بها اللاعبون الرئيسيون في هذه الحرب المستعرة منذ سنوات.
أشارت من خلال مقال للكاتب روبين ياسين كساب، إلى أنه سبق للرئيس ترامب أن تعهد أثناء مراسم تنصيبه «بتوحيد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف، والقضاء عليه وإزالته من على وجه الأرض». وأضافت أن مشروع ترامب هذا يبدو أكثر تعقيداً مما كان يأمل، وتساءلت عن سر تحقيق روسيا وإيران والنظام السوري نجاحات في الصراع المشتعل في سوريا. وأشارت المجلة إلى أن «تنظيم الدولة ما فتئ يشن حرباً شاقة على أعدائه الكبار في المنطقة، وأن بعض هؤلاء هم من «الإسلاميين المتطرفين» كحاله. وقالت إن معركة الموصل في العراق انتهت، ولكنها كانت على حساب تكلفة هائلة من المدنيين والجيش العراقي، بيد أن المشكلة الأهم في سوريا إنما تتمثل في عدم وجود اتفاق بشأن مرحلة ما بعد تنظيم الدولة، وخاصة في شرقي سوريا.
ويوضح تقرير المجلة أن ثمة لعبة كبيرة جديدة تجري هذه الأيام للسيطرة على مرحلة ما بعد تنظيم الدولة في سوريا، وذلك في ظل عنف متزايد بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت أن روسيا والميليشيات التي يقودها الأكراد في سوريا يعتبرون أيضا من بين اللاعبين الرئيسيين فيها.
وأشارت إلى أن إيران والرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا فازا في هذا الصراع سيعيدان هذه الأراضي المحروقة وغير المأهولة إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي سبق أن مهد الطريق في المقام الأول لسيطرة تنظيم الدولة، وذلك في ظل سياسة القمع والأرض المحروقة التي انتهجها. وأضافت أنه لا أحد يستشير الشعب السوري في كل ما يجري في هذا السياق، وذلك رغم أنه هو الذي انتفض في ثورة ديمقراطية قبل ست سنوات.
وتؤكد «نيوزويك» أن المعارك ضد تنظيم الدولة في حصنه الحصين بسوريا المتمثل في مدينة الرقة آخذة في الاحتدام، وإن قوات سوريا الديمقراطية تقود هذه المعارك بدعم من المستشارين العسكريين الأمريكيين، لكن المدنيين هم من يدفعون الثمن.
وأضافت أن محققين تابعين للأمم المتحدة أعربوا عن أسفهم للخسائر الفادحة في الأرواح بسبب الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة أمريكا. ومضت المجلة في الحديث عن التعقيدات الأخرى التي من بينها ما يتعلق بطبيعة تركيبة قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضحت أن هناك تعقيدات أخرى في هذا الصراع، وأنها تتمثل في قيام روسيا بتأمين الغطاء الجوي لهذه القوات، وقالت إن هذا الإجراء لا تقوم به روسيا من أجل قتال تنظيم الدولة، بل لتوفير الدعم لهذه القوات ذات الأغلبية الكردية، وذلك عند استيلائها على بلدات ذات أغلبية عربية واستعادتها من سيطرة المعارضة المناوئة للنظام السوري.
وقالت المجلة إن إيران أوشكت على تحقيق مشروعها الاستراتيجي الهادف إلى بسط نفوذها الإقليمي والدولي من خلال تأمين ممر بري من إيران عبر العراق وسوريا ولبنان إلى البحر المتوسط، مشيرة إلى المزيد من التعقيدات المتعلقة بهذا الصراع المحتدم في سوريا منذ سنوات، وقالت إن كلاً من تنظيم الدولة والتحالف الأسدي الإيراني مارس سياسة التطهير العرقي في البلاد.
عودة الجنرال المخفي
وفي سياق منفصل، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريراً، بعنوان: «مسؤول سعودي كان يعتقد انه تحت الإقامة الجبرية، يستقبل عرضاً». حيث تؤكد الصحيفة أن اعلان السعودية، عن تسليم عبدالعزيز الهويريني، مقاليد هيئة أمن الدولة، أدهش الأمريكيين، الذين كانوا يعتقدون ان الهويريني، ليست لديه وظيفة ولا يخرج من بيته.
ويشير هذا التعيين، وفق الصحيفة، إلى التغيير الواضح لمصير اللواء الهويريني متقاطعة مع التغييرات الواسعة التي أعادت تشكيل هيكل السلطة السعودي الغامض منذ أن أطاح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ابن عمه ومنافسه الأمير محمد بن نايف الشهر الماضي ليصبح الأول بانتظار العرش.
ومع صعود محمد بن سلمان، 31 عاماً، منذ أن أصبح والده ملكاً في العام 2015، انقلبت عقود من التقليد الملكي رأساً على عقب، على ما تقول الصحيفة الأمريكية، ووضعت قوة هائلة في أيدي الأمير الصغير و«غير المكتسب نسبياً».
وأدت التغييرات الكاسحة إلى إضعاف بعض المسؤولين السعوديين والأمريكيين الذين عانوا من علاقات عمل طويلة الأمد بين الحلفين. وكان الجنرال الهويريني قد عمل منذ فترة طويلة كحلقة وصل حاسمة بين الأجهزة الأمنية في المملكة والولايات المتحدة، إلى جانب ولي العهد السابق محمد بن نايف (57 عاما) الذي شغل منصب وزير الداخلية. ولكن بعد أن حل محل الأمير محمد ولي العهد الشهر الماضي، أصبح وضع الجنرال الهويريني غير واضح. وقال مسؤولون أمريكيون سابقون لصحيفة «نيويورك تايمز» انه تم نقله من منصبه واحتجز في منزله بسبب علاقته الوثيقة مع ولي العهد السابق الذي كانت تحركاته مقيدة ايضاً.
وقال مسؤولون أمريكيون ان «القلق كان كبيراً لدرجة ان وكالة الاستخبارات المركزية ابلغت البيت الابيض ان ازالة الرجلين يمكن ان تعرقل تبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية». ولكن عندما سئل عن الجنرال الهويريني هذا الاسبوع، قال مسؤول سعودي كبير في بيان انه «لا يزال في وظيفته وتعهد الولاء لولي العهد الجديد». واضاف البيان «اذا اردت ان تراه، فيمكنك ان تفعل ذلك من خلال زيارة مكتبه في اي وقت».
وأعلنت المراسيم الملكية السعودية، إنشاء مديرية خاصة لأمن الدولة التي ستضطلع ببعض واجبات وزارة الداخلية، بما في ذلك الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب المحلي. وقال المرسوم انه تم تشكيل الهيئة الجديدة «لمواجهة كافة التحديات الأمنية بدرجة عالية من المرونة والاستعداد». لكن لا تزال اشياء كثيرة غامضة عن دور هذه الهيئة، وفق الصحيفة، بما في ذلك كيفية فصلها عن وزارة الداخلية.
وقال مسؤول سابق في الولايات المتحدة يتتبع أحوال المملكة العربية السعودية للصحيفة، أن تعيين الجنرال الهويريني كان ذكيا، لأنه كانت له علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وتحديداً مع مكتب التحقيقات الفدرالي، ولأنه يحظى بشعبية مع رجاله ويدير شبكة واسعة من الجواسيس المحليين عبر المملكة.
وقال المسؤول السابق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، انه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتولى ادارة الهيئة الجديدة أو مجرد العمل كقوة شخصية، حتى لا يعرض الاتصالات داخل المملكة للخطر.
السعودية لم تسلم فقط على طبق من ذهب الى ايران بل سلمت ايضا سوريا واليمن. يا لها من سياسات خرقاء. يقول المثل جنت على نفسها براقش فالاخطاء الخرقاء التي لا من بد دفع ثمنها. والايام والاشهر المقبلة حبلى بالمستجدات وسترون ماذا احدثتم
داعش انتهى إلى غير رجعة .لأن ببساطة السنة لا يريدونه .اما عن الحشد الشعبي فيجب أن يكون خاضعا تماما للقوات العراقية النظامية.