عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد ـ وكالات: وسط غياب تام لواشنطن التي اكتفت بالمراقبة عن بعد، جرت أمس اجتماعات تقنية «أستانة 9» حول سوريا، بين «الترويكا» الروسي والتركي والإيراني الضامن لـ«أستانة»، بحضور وفد النظام السوري، على أن يصل وفد المعارضة فجر اليوم إلى أستانة للمشاركة فيها.
وفيما يخص أجندة الاجتماعات، فإن مناطق خفض التصعيد والخروقات ستكون على رأس أولويات المحادثات، فضلاً عن انعقاد الاجتماع الثاني لمجموعة العمل الخاصة بملف المعتقلين. وتشارك الأمم المتحدة مع الأردن بصفة مراقب، في الوقت الذي لن يشارك فيه أي وفد أمريكي في الاجتماعات، على خلاف الاجتماعات السابقة، حسب ما أكدت مصادر مطلعة على الاجتماعات للأناضول.
وأجرت الوفود لقاءات ثنائة وثلاثية تركزت على الأمور التقنية، في العاصمة الكازاخية وذلك بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، على شكل ثنائي بداية. كما جرى اجتماع تقني لمجموعة العمل الخاصة بالمعتقلين، ضم الدول الضامنة، مع الأمم المتحدة، والصليب الأحمر الدولي. واختتمت الاجتماعات باجتماع ثلاثي بين الدول الضامنة الثلاث، دون الكشف عن مضمون هذه الاجتماعات، على أن تعقد الجلسة الرسمية الرئيسية اليوم الثلاثاء، ويتلى البيان الختامي.
تزامناً اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الإثنين، بالتخلي عن سبل إيجاد حل للأزمة السورية، وذلك لعدم مشاركتها في اجتماعات مؤتمر أستانة-9، جاء ذلك على لسان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، إلكسندر لافرنتييف، في تصريح صحافي في أستانة، أفاد فيه أن «روسيا تعرب عن حزنها من عدم مشاركة أمريكا في جولة أستانة الحالية».
وعن أهمية ما يجري في أستانة، أوضح مدير المكتب الإعلامي لوفد قوى الثورة العسكري في أستانة، أيمن العاسمي، في اتصال مع «القدس العربي» انه يتمثل في تحويل محافظة إدلب من منطقة خفض تصعيد إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار. كما يدور في المحور الثاني الحديث عن إلغاء اتفاق القاهرة بما يخص ريف حمص الشمالي، وتطبيق اتفاق أستانة عوضاً عنه، إضافة الى منع عمليات التهجير من ريف حمص. وأشار إلى أن إنهاء اتفاق القاهرة يواجه عناداً من قبل الجانب الروسي، حيث يرغب الأخير باعتماد اتفاق القاهرة، وعزا السبب في ذلك إلى المكاسب الميدانية التي حققتها موسكو من خلاله، مضيفاً «بعض فصائل المعارضة تعجلت بالتوقيع على اتفاق القاهرة دون وجود ضامن لصالح الثورة كالأتراك». وحول مناقشة ملف المعتقلين والمغيبين قسراً في سجون النظام السوري قال العاسمي إنه تم «البدء ببحث جدي في ملف المعتقلين، حيث قدم الوفد الروسي للمعارضة السورية رؤية إيجابية بما يخص هذا الملف».
وبيّن المتحدث الرسمي باسم وفد قوى الثورة العسكري في «أســـتانة-9» أيمـــن العاسمي» لـ«القدس العربي» وجــــود تقـــدم في المحور الثالث بما يخص المعتقلين حيث قال «نلمس تطوراً فعلياً على عكس الجولات السابقة التي لم يشهد خلالها ملف المعتقلين أي إنجاز، بل على العكس كان مهمشاً والحديث عن فتحه مجرد وعود».
وأضاف أما في المحادثات الحالية فإن الأمم المتحدة ستشارك في البحث بالملف بشكل فعلي، وقد خصص له حيز معقول من الجلسات التفاوضية.
(تفاصيل ص 7)