تونس – «القدس العربي»: أكد الأمين العام لحزب «البناء الوطني» رياض الشعيبي وجود تنسيق سياسي مع حراك «تونس الإرادة» (حزب الرئيس السابق منصف المرزوقي) وحركة «وفاء» لتشكيل تحالف جديد منفتح على أغلب قوى المعارضة باستثناء «الجبهة الشعبية» التي قال إنها ما زالت ترفض كل المكونات الموجودة في الساحة السياسية، كما استبعد في الوقت نفسه أن يضم التحالف الأحزاب الموجودة في السلطة.
وأشاد، من جهة أخرى، بتجربة «هيئة 18 أكتوبر» التي ضمت شخصيات إسلامية وعلمانية معارضة لنظام بن علي، مشيرا إلى أن مؤسس الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي هو من أطلق «رصاصة الرحمة» على الهيئة بعدما اختار الترشح منفردا للرئاسة عام 2009 بدون أن يحافظ على تنسيقه السياسي مع بقية الأطراف، كما اعتبر أن تقسيم الأحزاب السياسية بحسب خلفياتها السياسية والفكرية هي مهمة المحللين السياسيين وليس أعضاء الأحزاب الأخرى، في رده على القيادي السابق في حزب «التكتل» محمد بنّور الذي اعتبر أن التحالف الجديد لا ينتمي إلى العائلة الديمقراطية الاجتماعية.
وأشار الشعيبي إلى وجود تنسيق سياسي بين حزبه وكل من حراك «تونس الإرادة» وحركة «وفاء» لتشكيل تحالف جديد، مشيرا إلى أن الأحزاب المذكورة «التقت حول قراءة المشهد السياسي الحالي وبسبب تقاربها على مستوى أرضيتها الفكرية والسياسية تحاول أن تجد شكلا من أشكال التنسيق السياسي لم يقع الاتفاق بعد على هويته (جبهة أو تحالف أو غيره)، ولكن ما زال النقاش حول أهم المرتكزات التي يمكن أن تقوم عليها عملية التنسيق السياسي بين هذه الأحزاب».
وأضاف في حوار خاص مع «القدس العربي»: «هذا التنسيق السياسي قائم أساسا بين أحزاب في المعارضة وهو يقوم على مقاربات سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة عن التي تتوخاها الأحزاب الموجودة في السلطة، وبالتالي الأحزاب الحاكمة غير معنية بالمشاركة في هذا التنسيق»، مشيرا إلى أنه تمت دعوة عدد كبير من أحزاب المعارضة والشخصيات المستقلة والمنظمات والجمعيات المدنية للمشاركة في هذا التحالف الجديد.
وحول مشاركة الجبهة الشعبية في التحالف الجديد، قال الشعيبي «أعتقد أن الجبهة الشعبية هي جبهة إيديولوجية وليست سياسية وهذا سيجعل من الصعوبة أن نجد أنفسنا نعمل معها، لأنها رافضة لكل المكونات السياسية الموجودة في الساحة وغير مستعدة للتعاون معها، ولكن إذا قبلت بالتعاون معنا فلن تجد منا سوى القبول والترحيب، رغم أني أعتقد أنها ما زالت عند مواقفها الإيديولوجية القديمة».
وقال الشعيبي إن «تقسيم الأحزاب السياسية بحسب انتماءاتها أو خلفياتها السياسية والفكرية لا يكون من أحزاب مختلفة عنها ولكن من قبل محللين سياسيين، فلا أعرف من هو المفوض الذي يجعل ناطقا رسميا أو مسؤولا سابقا في حزب سياسي معارض يحكم على حزب سياسي آخر بأنه ينتمي إلى هذا التيار أم لا، بكل الأحوال نحن نعتبر أنفسنا أحزابا وطنية اجتماعية تدافع عن العدالة الاجتماعية وتتمسك بإنجاح الانتقال الديمقراطي عن طريق الآليات الدستورية ولا أعرف إن كانت هذه الأرضية الفكرية والسياسية تجعلنا ضمن الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية أم لا»، مشيرا، في السياق، إلى أن التحالف الجديد توجه بدعوة إلى حزب «التكتل» لكنه لم يتلقّ منه ردا حتى الآن.
وحول اعتبار رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي أن الجبهات الديمقراطية الجديدة هي «مشاريع فاشلة» وأن المستقبل في تونس هو للتوافق، قال الشعيبي «نحن لا ننتظر مبشرين كي يعلمونا بما الذي يجب أن نقوم به، ولكن إلى حد الآن التوافق السياسي في تونس يمر بمأزق حاد وأعتقد أنه ربما قد تكون أيامه معدودة أو معلقة برقبة شخصين هما اللذان يرعيان هذا التوافق (في إشارة إلى الغنوشي والرئيس الباجي قائد السبسي)، ولكن لا نرى مستقبلا سياسيا لعملية التوافق السياسي الحاصلة الآن بين النهضة والنداء، وربما مجريات العملية السياسية خلال المرحلة الأخيرة وما حملته من أزمات تؤشر على الصعوبات التي يمر بها هذا التوافق وبالتالي لا أعتقد أنه سيستمر طويلا، كما أسلفت».
وأضاف «وجود جبهات سياسية ومدى نجاحها هو رهين الواقع السياسي الذي تمر به البلاد والفاعلين السياسيين، ونحن من جهتنا نسعى من خلال هذا التحالف السياسي إلى إنجاح العمل المشترك، وقد كان في تونس تجارب سابقة في العمل المشترك ونجحت إلى حد كبير، سواء في 18 أكتوبر/تشرين الأول أو غيرها ونحن نسعى للنسج على منوالها».
وكان مؤسس الحزب الجمهوري التونسي ورئيسه السابق أحمد نجيب الشابّي اعتبر في حوار سابق أن «هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات» التي تم تشكيلها عام 2005 «أملتها الظروف التي كانت تفرض أن يتّحد الجميع ضد الاستبداد والفساد، ولكن التاريخ طوى تلك المرحلة، والقوى التي تشكّل منها تحالف 18 أكتوبر اختصمت وتباعدت بعد الثورة».
وعلّق الشعيبي على ذلك بقوله «للأسف أحمد نجيب الشابي هو من أطلق على هيئة 18 أكتوبر رصاصة الرحمة عندما اختار أن يترشح منفردا في انتخابات 2009 دون أن يحافظ على تنسيقه السياسي مع بقية الأطراف المشاركة في الهيئة، و18 أكتوبر ليست بالضرورة فقط ترجمة لالتقاء الٍإسلاميين والعلمانيين ولكنها كانت تعني العمل في إطار روح العمل المشترك وتقريب وجهات النظر والمحافظة على الوحدة الوطنية والبحث عن المشتركات التي يمكن أن نبني عليها مشروعنا الوطني الديمقراطي».
واعتبر، من جهة أخرى، أن نجاح حركة «النهضة» مؤخرا في استقطاب شخصيات غير إسلامية (يسارية وليبرالية) «مؤشرا إيجابيا على انفتاح هذه الحركة على كل القوى الوطنية، ولكنها خطوة أولى في طريق الألف ميل، فما زال الطريق طويلا أمام حركة النهضة حتى تتغير بشكل حقيقي بما يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية من انفتاح سياسي وقطع مع الدوغمائية والإيديولوجيا، ونتمنى أن يستمر هذا المسار في إطار الانفتاح على بقية القوى السياسية والشخصيات الفاعلة في البلاد، وبالتالي نعتبر هذا بحد ذاته مؤشرا إيجابيا بغض النظر عن إمكانية النجاح أو الفشل».
وحول الجدل القائم حاليا في تونس حول وجود قواعد عسكرية في البلاد، قال الشعيبي «من حق أي دولة أن تبرم اتفاقيات تعاون أمني مع بقية الدول، ونحن لا نعيب على الحكومة التونسية إن أبرمت اتفاقية أمنية أو عسكرية مع أي دولة في العالم، والإشكال ليس هنا بل في أن تصارح الحكومة الشعب التونسي بحقيقة هذه الاتفاقيات، وهذا هو المشكل المطروح الآن».
وأضاف «نحن نعتبر أن ما يحصل الآن في الجنوب التونسي من وجود لقوات أمريكية هو اختراق خطير للسيادة الوطنية وتهديد لمصالح وطنية عليا في تونس، وجرنا للصراع الداخلي الليبي والسماح بوجود قوات ومعدات عسكرية تشتغل على الداخل الليبي فيه انتهاك للسيادة الوطنية من الجانب القانوني والسياسي، ونعتبر أيضا أنه لا يراعي خصوصية العلاقة التونسية الليبية، وخاصة أن الليبيين يرفضون التدخل الخارجي فكيف نسمح فيه نحن، ويبدو أن هذا يعود للاتفاقية التي أمضاها الرئيس الباجي قائد السبسي في واشنطن ولم يصارح الشعب التونسي بمحتواها».
حسن سلمان
كلام السيد بنور حول انتماء حراك المرزوقى و حزب الشعيبي و حزب وفاء (نسيت اسم رئيسه) هو فعلا ليس للديمقراطية الاجتماعية بل للشعبوية الفوضوية التى خبرها التونسيين و خبروا المآسي التى حلت بنا من جراء سياستهم …و خاصة فى تبيض الارهاب و ايجاد المبررات له …تحيا تونس تحيا الجمهوريه