تونس – شالقدس العربي»: قال الأمين العام لحزب «البناء الوطني» رياض الشعيبي إن السبيل الوحيد لترميم «نداء تونس» هو تعيين رئيس حكومة جديد من بين صفوفه، مشيراً إلى وجود تنافس كبير حالياً بين قياديي الحزب لخلافة الحبيب الصيد قبل نهاية العام الحالي، واعتبر في السياق ذاته أن قرار وزير التربية ناجي جلول فتح المدارس لتحفيظ القرآن هو محاولة منه لكسب ود حركة النهضة كي تزكيه لاحقاً في منصب رئيس الحكومة، وأكد من جهة أخرى وجود توافق بين أحزاب الائتلاف الحاكم لاحتواء موضوع «وثائق بنما»، مشيراً إلى أن هذا الملف تم إغلاقه بشكل شبه نهائي.
وأضاف في تصريح خاص لـ«القدس العربي»: «هناك محاولات عدة لترميم صفوف نداء تونس عبر عقد مؤتمر استثنائي، وخاصة أن أزمات النداء تعود سلباً على الوضع العام في البلاد، غير أن المقترح الأبرز والأنجع لترميم نداء تونس هو تعيين رئيس حكومة من داخله وتوسيع مشاركته على مستوى الوزراء أو المواقع العليا في الدولة، وأعتقد أن هذا هو الثمن الذي سيقدم لترميم هذا الحزب، وعموماً تغيير رئيس الحكومة مسألة وقت، ونترقب هذا الأمر قبل نهاية العام الحالي، خاصة أن هذا القرار اتخذ مسبقاً من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، والطريق وصل إلى نهايته مع الحبيب الصيد، ويبدو أن ثمة استعداداً حثيثاً حالياً يجري في الكواليس لتعيين رئيس حكومة جديد».
وأشار، في السياق، إلى وجود تنافس محموم داخل «نداء تونس» (بين مجموعة من الوزراء والقيادات غير الممثلة الآن في الحكومة) حول منصب رئيس الحكومة، مشيرا إلى أن قرار وزير التربية ناجي جلول فتح المدارس لتحفيظ القرآن الكريم يندرج في هذا السياق، مشيراً إلى أن جلول «لم يجد أفضل من هذا القرار» للتقرب من حركة النهضة الإسلامية، والتي تعد أحد أبرز أقطاب الائتلاف الحاكم.
وأضاف «رئاسة الحكومة لا يمكن أن تتم إلا في سياق توافقي، كما عهدنا في هذه الحكومة، وبالتالي موقف حركة النهضة سيكون مهماً في شخص رئيس الحكومة وخطوة وزير التربية تصب في هذا الإطار (فتح قنوات ثقة مع حركة النهضة، فضلاً عن كسب أصوات داخلية لنداء تونس من أجل أن يكون المرشح الأبرز لرئاسة الحكومة المقبلة، ولذلك أعتقد أن موضوع تحفيظ القرآن ليس له علاقة بالقناعات الشخصية، سواء كان الوزير (ناجي جلول) مقتنعاً بأهمية القرآن الكريم وتدريسه للأطفال أم لا، ولكن الموضوع سياسي بامتياز، وهو يدخل في إطار محاولة ترتيب تموقع الوزير في المرحلة المُقبلة».
وكان سياسيون وناشطون تونسيون اتهموا مؤخراً الائتلاف الحاكم بإثارة قضايا هامشية كالمثلية وتحفيظ القرآن والتمييز والنقاب وغيرها للتغطية على «وثائق بنما» التي تشير إلى «تورط» عدد من السياسيين، من بينهم بعض القيادات في الأحزب الحاكمة، في فضائح مالية.
وعلّق الشعيبي على هذا الأمر بقوله «التغطية على وثائق بنما لا تتم فقط من خلال طرح مواضيع هامشية تحاول تشتيت انتباه الرأي العام، ولكن أيضاً من خلال التوافقات السياسية التي أساسها المحافظة على الاستقرار السياسي (استقرار التجربة السياسية في البلاد)، وبالتالي كل الأطراف المشاركين في السلطة ليس من مصلحتهم إثارة هذا الموضوع، وهناك اتفاق سياسي بينهم من أجل غض الطرف عن هذا الموضوع، وحتى الانزلاقات التي حصلت مؤخراً على مستوى التصريحات الإعلامية من هنا وهناك، وقع احتواؤها بسرعة والآن هذا الملف تم إغلاقه تقريبا».
يذكر أن حركتي «النهضة» و«مشروع تونس» قررتا مقاضاة موقع «انكيفادا» التونسي بعد نشره تحقيقات تشير إلى «تورط» رئيسيهما في تأسيس شركات للتهرب الضريبي ضمن ما يُعرف بـ«وثائق بنما».
حسن سلمان
تونس بلد العجائب والغرائب.
كنت قد طلبت من البنك قرضا بـ 40 ألف دينارا على مدى 7 سنوات لتسديده بنسبة 40% من المرتب إلا أن مطلبي لم يحظ بالقبول بتعلة أن القانون الجديد للبنك المركزي لا يعطي مدة أكثر من 5 سنوات. والغريب في الأمر أنه ثمة دعوات لما تسمى بالمصالحة لإعفاء من أخذوا قروضا بالمليارات دون سند ودون فائض ولم يسددوا ولو مليما من تلك الأموال. ومن ساهم في بناء تونس على مدى عقود لا يقام له اعتبارا لأنه في حاجة للمال ولو كان المرتب يفي بالغرض ما لجأ الموظف إلى الإقتراض بالربا.