لم يكن برشلونة هو المتسبب في أزمات ريال مدريد، أو على الأقل ليس السبب المباشر، على غرار الأعوام الماضية، بل أصبح اليوم الجار أتلتيكو مدريد هو المحرض والشرارة التي تنهش في النادي الملكي.
الهزيمة الثقيلة برباعية نظيفة الموسم الماضي في مطلع شباط/ فبراير كانت سبباً في تخبطات لا أول لها ولا آخر بعد شهور رائعة وعاماً خرافياً، مثلما كانت الهزيمة الاخيرة الاسبوع الماضي أمام اتلتيكو، فتحت أبواب الجحيم داخل أسوار النادي الملكي، ليتيقن الرئيس فلورنتينو بيريز أن لا حل للأزمة الحالية سوى بتنقية الفرق من الشوائب، والاطاحة بعدد من الرموز، أو ببساطة «الهدم واعادة البناء»، خصوصاً بعدما طالت الأصوات الغاضبة من أنصار النادي الملكي شخصه وطالبوه بالرحيل، كونه سبب التخبط الحالي، وبيريز أصلاً يعلم، ان الاخفاقات والخيبة لم تبدأ بالخسارة امام أتلتيكو، ولا حتى بتعيين زيدان، ولا بتعيين رفاييل بنيتيز، بل بالتسرع باقالة كارلو انشيلوتي.
هنا وقف بيريز وقفة الصارم والحازم، فكتب قائمة سوداء بعشرة أسماء من نجوم الفريق يتعين رحيلهم، وهو ما وافقه عليه المدرب الحالي زيدان، رغم انه نفسه قد يكون ضحية التغييرات واعادة البناء. من المثير أن من الاسماء العشرة رمزين كبيرين، هما القائدان كريستيانو رونالدو وسيرجيو راموس، ورغم انهما يعتبران من الاعمدة الرئيسية في النادي، الا ان السبب الرئيسي يعود الى طلبهما الشخصي بالرحيل عقب الهزيمة أمام اتلتيكو، وربما العقلاء من أنصار الريال سيرى حكمة السماح لهما بالرحيل، بسبب ارتباط العديد من الامور السلبية بهما، وهي فرصة أن يجني الريال ما يستطيع من مبالغ عالية قبل ان تنهار قيمتهما.
لكن من أبرز الاسماء الاخرى التي سيسمح لها بالرحيل، النجمان الكولومبي خيميس رودريغز والالماني توني كروس، وهما درس لبيريز نفسه بأن يكف عن شراء النجوم الذين يبرزون في كأس العالم من دون درسهما عن كثب وعمق خلال الموسم مع أنديتهم، لكن أغرب الاسماء التي طرحت هما الواعدان ايسكو وخيسي، والغريب ان بيريز لم يتعلم من التخلي عن الفارو موراتا ليوفنتوس. لكن السؤال الاهم لماذا لم يضع بيريز اسم الويلزي غاريث بيل بين الاسماء العشرة، كونه كثير الغياب بداعي الاصابات، ولا اسم الفرنسي كريم بنزيمة المتورط بفضيحة قضائية؟
لكن على أنصار الريال ان يكونوا متفائلين، كون مبلغ أكثر من 400 مليون يورو سيكون متوافراً لمحاولة ضم نجوم أمثال سيرجيو أغويرو وبول بوغبا وايدين هازارد وروبرت ليفاندوفسكي.
خلدون الشيخ