مذهل كيف يتعلق المنكوب وقت شدته بذيل المدنية والديمقراطية، مذهل كيف يرغي ويزبد وهو في أوج قوته، وما أن تهتز الأرض تحت قدميه الشيء البسيط حتى يبدأ التباكي حول الدولة المدنية والقانون والدستور والحريات وهو في الواقع لا يعني منها شيئاً ولربما لا يفقه المعنى الحقيقي والعميق لها.
أمثلة كثيرة ظهرت مؤخراً حولنا، في الكويت كانت المعارضة «الحديثة» الدينية لا تتحدث إلا عن الدولة الإسلامية وتطبيق شرع الله، وعندما اشتدت الأزمة وسقطوا من كرسي الحظوة الى بلاط المعارضة، تغير الخطاب إلى ذاك المعني بدولة القانون والدستور، بل وتطور هذا الخطاب وتمطط الى الحديث عن الحريات. اليوم، وبعد أن تراجعت المعارضة عن مقاطعتها للانتخابات وعادت للبرلمان، عادت نغمة أسلمة القوانين لتعلو وتصم الآذان عن كل ما عداها من نغمات الديمقراطية والدستورية والمدنية.
في مصر، قبع حسني مبارك على كرسي الحكم ما يربو على الثلاثين سنة دون أدنى التفات لمفاهيم الديمقراطية والمشاركة الشعبية والحكم الدستوري، وما أن بدأت الأرض تهتز تحت قدميه، حتى طحن مبارك الدستور والقانون حديثاً وتأكيداً فيما هو يملأ مصر بالسجون والسجون بالمصريين، وعندما غيبته كذباته، جاءت معارضته الموالية أو موالاته المعارضة، واستتب أمر الإخوان على مقعد الحكم، لتبدأ بوادر الدولة الدينية في الظهور مصحوبة بكل الوسائل الملتوية التي تبرر الوسيلة، وما ان دارت الدنيا وسقطوا من ذلك المقعد المنكوب، حتى بدأ «حديث الضعفاء» ذاته يتكرر، سمعناه من الرئيس السابق محمد مرسي في خطابه يوم الثلاثاء 2 تموز/يوليو وهو يؤكد بتناقض ساذج على الدولة المدنية، دولة القانون، دولة الدستور، الدولة الحديثة، والنهضة الصناعية، والتي هي جميعها ألد أعداء الفكر الإخواني المرتكز على السمع والطاعة لمرشد يقدم فكراً شمولياً يقود الى إقامة دولة إسلامية، ومتى كانت الدولة الدينية تتسع لدستور ومدنية وحريات إنسانية؟ ومع ذلك، وفي خضم الحديث عن كل المبادئ الحديثة تلك، لم يتوان الدكتور الرئيس عن التأكيد على محافظته على «الشرعية» بدمه، ليبطن حديثه حول الدستور والقانون والمدنية بتهديد ووعيد تجيزهما عقيدته ولربما تحث عليهما. وهكذا، ورغم العوارض المؤقتة لحالات المدنية والدستورية والديمقراطية التي تصيب «ديكتاتور قوم ذل»، فإنه سرعان ما يعود «لعادته القديمة»، سرعان ما ينحو باتجاه ديكتاتوريته الفكرية متى ما زالت مسببات الضعف، سرعان ما يبيع المدنية والديمقراطية والدستورية وحقوق الإنسان مقابل الكرسي «الستيل المذهب» سواءً كان سياسياً أو دينياً.
الكل، مجازاً للمعظم، يطنطن بالدستور والمدنية، والكل يتهم العلمانية، أم المدنية وخالة الدستور، بالكفر المؤدي للانحلال. الكل يدعو لاحترام القانون ومبدأ الحداثة، والكل يصوت لأصحاب تطبيق الشريعة ومبدأ العودة للقرن السادس وقت الاختيار. الكل يدعس على الدستور والقوانين والمدنية والحقوق والحريات وأدواتهم من علمانية وليبرالية في طريق الصعود، ليعود فيتشدق بها ويدعي الموت في سبيلها ما أن يصل لكرسي السلطة الملعون ويبدأ رحلة الهبوط، حين يكتشف أن المنظر غير المنظر، وأن القمة مهزوزة، وأن هذا الكرسي، بلا قانون ودستور ومدنية حقيقية، ليس له أرجل.
ولأننا شعوب لا تتعلم من تاريخها، نعيد تمثيل الأحداث بحذافيرها بسيريالية عجيبة. في موقع القوة يغيب الحديث عن الديمقراطية والمدنية، تفتح أبواب السجون الفعلية والنفسية، وما أن تهبط الأسهم حتى يرتفع الطنين بهما وبالدستور ومفاهيم الليبرالية والحقوق الإنسانية حتى ينقلب أقسى الديكتاتوريين وأشد المتطرفين الى فولتير وروسو. حين ترتفع حظوظ القادة السياسيين ورجال الدين تهبط حظوظ الديمقراطية والمدنية والحريات، وحين تهبط حظوظ هؤلاء، ينتعش الحديث حول كل هذه المفاهيم الحديثة الرائعة.
إذن كيف نحقق الموازنة؟ كيف نحظى برجل سياسة أو رجل دين في موقع قوة ومؤمن بالمبادئ العادلة أو على أقل تقدير يتحدث من منطلقها؟
د. ابتهال الخطيب
تصر الكاتبة على مسلسل الخلط والتشويش الذي يحكم مقالاتها المعادية للفكرة الإسلامية وتجلياتها انطلاقا من كراهية مقيتة متأصلة في أعماق كلماتها. ومن المفارقة أنها وأمثالها يتاح لهن أو لهم فرصة التعبير على أوسع نطاق والمكافأة عليه، بينما أنصار الفكرة الإسلامية يُحجبون عن الناس، بل يتم استئصالهم من منابر الفكر والتعبير، فضلا عن المطارة والملاحقة والحصار الدائم والتشويه المستمر من أنظمة تتبنى العلمانية وتجلياتها الغربية!
مشكلة السادة العلمانيين العرب أنهم يسيرون على خطي أحبابهم في الغرب، فلا يرون إلا ما يعجبهم ويروق لهم ويملأ كيانهم بالنشوة والبهجة. حين يخرج شعب ويقف في الطوابير ساعات طويلة لينتخب نوابا ورئيسا، فهذا ليس من الديمقراطية في شيء في نظر العلمانيين العرب. أما حين يوجه جيش مواسير دباباته وصندوق رصاصه إلى هؤلاء الناخبين، ويخطف الرئيس والنواب المنتخبين وأنصارهم ويرميهم في قعر مظلمة، أو يصفيهم في الشوارع والميادين والبيوت تحت دعاوى هزيلة فأمر جيد جدا يستحق الإشادة والتنويه والفرح؛ لأن الضحايا ينتسبون إلى الفكرة الإسلامية الملعونة التي تحاربها العلمانية الغربية في كل مكان وتشيطن أهلها وأصحابها، وتصنع لهم تنظيمات وجماعات تحمل ألقابا إسلامية يتم التصويب عليها والتدخل في تحالفات عسكرية وسياسية للقضاء عليها ، والأهم قتل الأبرياء الذين يعيشون بالقرب منها بالألوف.
الوقوف إلى جانب الحكومات الدموية الفاشية ودعمها والتنكيل بالضحايا والتشهير بهم موقف لا تقرة فطرة ولا تقبله إنسانية ولا يوافقه قانون بشري. مديح الدبابة والرصاصة مكايدة للفكرة الإسلامية أو لمعتقد ما مجافاة لروح الحق والصدق والجمال.
الرئيس المخطوف الأسير لم يتكلم عن الديمقراطية والمدنية وحماية الحرية بحياته قبل الانقلاب بيوم واحد، لأنه دخل الانتخابات، ونجح تحت هذه اللافتة وعمل على إقرارها وتنميتها، وكان يمكن أن يتمتع بحياة سعيدة لو أنه وافق خاطفيه على ما يريدون، ولكن ماسورة الدبابة الغشوم كانت أقوى منه ومن الشعب الذي اختاره وجعله رئيسا. مالكم كيف تحكمون ؟
من المضحك أن يقال عن الإسلام دولة دينية بالمفهوم الكنسي الصليبي الذي أرسى دعائمه أوربان الثاني وبطرس الحافي في حملتهما الصليبية عام 1095 المستمرة حتى اليوم. هل في الإسلام كهنوت وكهنة ؟ هل هناك صكوك غفران وقرارات حرمان؟ لا يمكن أن تقوم في الإسلام دولة دينية بهذا المفهوم الظلامي المتخلف .
أتمنى أن تنحاز الكاتبة إلى الحرية والأحرار. وهم أنصار الفكرة الإسلامية بالضرورة ، وليس السيد ترامب وشيعته من القتلة والكذبة واللصوص والأتباع!!
د. حلمي القاعود بعد التحية:
تعليق رائع وفي الصميم أدام الله قلمك وجعلك كما انت دوما مناصرا للحق ومدافعا عن المظلومين. تحية طيبة.
علي الدول الاسلامية والتي تعتبر ان مصدر التشريع هو الشريعة والسنة ان تلتزم بالاسلام ديناً وحكماً وقانوناً،وبالاخص في البلاد العربية والاسلامية ،كيف دول تكتب هذا البند في دستور بلادها ولاتعمل بة ؟ وتعمل بالدستور الوضعي الذي فصلوة وقصوة بما يتناسب مع الحياة المدنية المصطنعة بمزاجهم ، باللة عليك الم تجدي هذا البند في دستور اي دولة عربية واسلامية لكنة وضع كصورة تزينية وشعار فقط ،الم يكن هذا نفاق ؟ كيف يتكلمون عن الديمقراطية والمدنية وهم لهم مصادر التشريع…..هذا البرنامج مخصص لمنطقة الدول العربية والاسلامية فقط…يتبع لاحقاً….
“إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ” . الأحزاب (72)
السماوات أبت والجبال أبت والأرض أبت , والإنسان قبل لماذا ؟ ” إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” .
هو مايلخص موضوعنا اليوم, عندما يتحدث الإسلامي عن الديمقراطية فهو طبعا يقصد ” ديمقراطيته المنقحة ” , يستثني منها الشيعي ( إن كان سنيا ) والعكس بالعكس, يستثني منها البوذي والمسيحي واليهودي ولاحديث عن الأقليات المجتمعية المختلفة عن النمط والقالب المرسوم.
أتسمون هذه ” ديمقراطية ؟ ” أم هي ديمقراطية علينا ودكتاتورية عليهم ؟
ما تعريف الإسلامي للديمقراطية :” الديمقراطية هي أن نطبق شرع الله على عباده ؟ ” أهل هذا هو الوصف الدقيق للديمقراطية ؟
لذلك رجاء فتشوا لاسم جديد ولا توهموا المساكين باستعمال ماليس من صنع المسلمين حتى ولو لفظا.
الأغرب وهو نابع عن قلة فهم , ربط العلمانية والتي هي فلسفة ونمط للحياة جمعت فيه السياسي والإجتماعي والديني والحريات الشخصية , تغافلوا عن كل هذه القيم الإنسانية النبيلة وصاروا يشخصون البصر في أنظمتهم السياسية الغير إسلامية مؤازين من منابر فضائية فصاروا ينطقون بما لايعون.
العلمانية تبني لكم المساجد في مدنها وعواصمها في كل أرجاء العالم , هل تبنون لهم أنتم كنائس ودور عبادة لرعاياهم في بلدانكم, أم تحرمونهم حتى من زيارة بعض المناطق والمدن لأنهم نجس؟
الديمقراطية كما قال المفكر المغربي أحمد عصيد في كلمات جميلة :
“إذا كانت السماء لا تتسع للشياطين والملائكة، ففي المجتمع العصري مكان للجميع، شرط احترام قيم ومبادئ الديمقراطية كما هي متعارف عليها في العالم، والنظر إلى الآخر على أنه ليس شرا بل صيغة أخرى لوجود الذات نفسها، وربما الصيغة الأكثر تعبيرا عما ينقص الذات.”
وأخيرا أستغرب لمن ” يأكل الغلة ويسب الملة ” في بلاد العلمانيين الشياطين الحامين لحقوقه والمدرسين لأطفاله المشفين لعلاته وأمراضه !!
وعطلة نهاية أسبوع هادئة للجميع.
” وأخيرا أستغرب لمن ” يأكل الغلة ويسب الملة ” في بلاد العلمانيين الشياطين الحامين لحقوقه والمدرسين لأطفاله المشفين لعلاته وأمراضه !! ” إهـ
حياك الله جاري العزيز عبد الكريم وحيا الله الجميع
أستغرب منك هذا الكلام الذي يقصدني بطريقة غير مباشره
نعم أنا نرويجي لكني لا أسب بلدي النرويج لكني أنتقد السلبيات فيه
النقد يا صديقي ليس سُبة بل تعبير ديموقراطي لتصحيح أي إعوجاج أو خطأ
حين لا أحضر جلسة لحزبي يفتقدوني ويشعرون بالملل بسبب مناقشاتي (الحادة) معهم
رحم الله من أهدى لي عيوبي حتى أصححها
ولا حول ولا قوة الا بالله
أخي وحبيبي داود.
أنت تعلم محبتي وتقديري لك ولو أننا نختلف فكريا وسياسيا , فلو كان الأمر يتعلق بك فلن أرد ولو وضع السيف على رقبتي.
كم مرة أقرأ تعليقات لك تمس ببلدي المغرب أحيانا خارج حرية التعبير وأفضل عدم الرد. أنت إنسان عزيز على قلبي, فلا أنا التقيتك ولا أعرف عنك شيئا سوى من خلال تعليقاتنا على هذا الموقع الغالي, لكن احترامي لك لايعرف حدودا.
أنت إنسان خلوق وتعليقي غير موجه لك بثاثا .
تحياتي القلبية الخالصة وعطلة سعيدة؟
حياك الله عزيزي الغالي عبد الكريم وأشهد الله أن أحب المغرب والمغاربة لكني لا أحب سائر أنظمتنا العربية لأنها سبب تأخرنا
إختلافنا في الرأي يا أخي الحبيب هو كإختلاف شرب الشاي بيننا ! فأنت تحبه بالنعناع وأنا أحبه بالهيل !! هههههه
ولا حول ولا قوة الا بالله
العزيز زدي كريم (اسم خاص لعبد الكريم)، طارق رمضان، المفكر المصري السويسري، احد احفاد
حسن البنا، يقول تماما ما تقول. و طارق رمضان من المدافعين عن الاسلام في اوروبا بدون منازع.
انا ارتاح الى آرائه.
كلمة لمن يجعل من العلمانية عدوا دون أن يفقه مغزاها ومعناها أو فقط منجرا وراء خطاب ديني رسمي. لايخفى أن السياسة الدينية في الوطن العربي تحتل حيزا مهما جدا, الحال نفسه كان في أوروبا إلى أن قطعوا معا بدون رجعة. لاننسى أن مكانة رجال الدين وسلطتهم القوية في تدبير شؤون الناس قوية , ولكل ذي سلطة واجب أن يحميها ويذوذ عنها, بالخصوص في عالم السياسة الدينية التي أعطت لرجل الدين سلطة لاتضاهيها لاالسلطة السياسية و لا العسكرية أو الأمنية لما لها من نفوذ على البسطاء من الناس, السلطة الدينية قد تجيش جيوشا من الشعب أجل شيء قد يضر بالدين بحسبها, أو ضد أشخاص أو ماإليه.
الآن, لماذا تهاجم المنابر الدينية العلمانية بالتحديد دون غيرها ؟ منطقيا وتجريبيا في العالم العربي لم يطبق يوما نظام سياسي علماني بما للكلمة من معنى , الإسلاميون اضطهدوا وسجنوا وقتلوا من طرف القوميين العرب ومن طرف الأنظمة العسكرية العربية.
لم تحكم دولة عربية يوما ولو ساعة زمنية بنظام حكم علماني بفلسفة العلمانية المتعارف عليها.
لاتخلطوا بين مرتدي كسوة وربطة عنق وبمنظومة إنسانية لليوم لم يعثر على ماهو أفضل منها, وإلا ماذا تسمون من العلمانيين من يكره الأنظمة القومجية العربية والأنظمة العسكرية ؟ هؤلاء علمانيون أم هم من الدرجة الثانية أو الثالثة ؟ هذه أنظمة سياسية دكتاتورية بغض النظر ولادخل للعلمانية فيها, وضعوكم في الخلاط الكهربائي واختلط عليكم الأمر.
رجال الدين حولوا البوصلة, لأن العلمانية تنزع عنهم القداسة الفائضة, لأنها لاتعترف بالسيد والعبد وهذا ليس من المصلحة ويهدد النفوذ.
العلمانية هي الحل لحدود يومنا هذا.
اولا: القران الكريم ولغتنا العربية علمانا مصطلح اشمل واجمل وهو الشورى.
ثانيا: هل يجب ان يكون نشر الديمقراطية في المجتمعات العربية على مزاج ومقاس العلمانيين وحلفائهم؟؟ بحيث لو افرز الصندوق نتائج لا تعجب مدعي الديمقراطية كما حصل في مصر، فسينقلب الجميع على نتائج الانتخابات. ولازلت اذكر الشاب المصري الذي كانت عينه تدمي وهو يصيح ( سرقوا صوتي، انا عايز صوتي).
ثالثا: الالماني الذي يعيش ويعمل في دبي، قد لا يعجبه طريقة حياة الناس هناك وطريقة معيشتهم وهذا رأيه الشخصي وحقه الطبيعي، فهل علي انا ( دافع الضرائب هنا) ان امتنع عن قول رأيي والنقد لمجرد انني اعيش هنا، هل علي ان انسلخ من مبادئي حتى ارضي الاخرين كما يفعل الاخرون الذين يجلدون امتهم ويقللون من شأنها وتاريخها ليل نهار!!! لو كان الأمر في النقد البناء وجلد الذات، فهذا صحي ولكنه يتعدى ذلك بكثير لدرجة الجلوس مع العدو في خندقه ورمي ابناء الجلدة بالتخلف والرجعية دون دليل مقنع وبينة واضحة.
* الظلوم الجهول هو الذي يثبت ذلك بالفعل فيضيع الامانة بعد ان قبل ان يحملها وهنا الامانة مقاصد الشريعة والدين وامانات العباد وكل شيء قد يؤتمن الانسان عليه فيضيعه. فهل يعقل ان يوصف بالجهالة من حمل الأمانة وادى واجباتها كما يقتضي؟ هل يمكن مساواة هذا بمن ضيعها؟ حمل الأمانة تكليف ابت السموات والجبال والارض حمله لانها خافت ان لا تؤديه، فهنيئا لمن حمل وادى ولا عزاء لمن حمل وضيع. جمعة مباركة
الاخ رياض، الاخ عبد الكريم، اراكم متفقين من حيث المبدأ على احترام الامانة،
لكن على اختلاف كبير في ما يخص تحديد مفهوم الامانة. هل من توضيح؟
انا في رايي الشخصي، افهم الامانة هي ان الله تعالى نفخ فينا روحا منه مباشرة
و اعطانا الحرية التامة في القرار ماذا سنفعل بها. نحن مستخلفين على الارض
و كاننا آلهة صغار، يمكننا ان نحكم على انواع من المخلوقات بالانقراض، كما يمكننا
ان نحافظ عليهم. يمكننا ان نفجر الكوكب عن آخره بقنابلنا النووية، كما يمكننا الحفاظ
على الحياة … كما يمكننا ان نجعل من القرآن فعلا صالحا لكل زمان، و بامكاننا تجاهل هذا …
الامر و كل الامر بيدنا اذا. حتى في ترتيب القوانين في التشريع. و كمساعدة من الله تعالى،
اعطانا خطوط عريضة و هي الحدود كي نشرع بدون تعديها و ليس الوقوف فوقها.
أخي ابن الوليد.
طلبت رأيي في موضوع الأمانة. تفسيرات كثيرة لهذه الآية ( كالعادة ) منها :
” وروى علي بن طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال قال : الأمانة الفرائض ، عرضها الله عز وجل على السماوات والأرض والجبال ، إن أدوها أثابهم ، وإن ضيعوها عذبهم . فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ، ولكن تعظيما لدين الله عز وجل ألا يقوموا به . ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها . ” المصدر: http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/qortobi/sura33-aya72.html
هناك من المفسرين من يقول بأن الإنسان قد يعذب لكن السموات والأرض والجبال بأية طريقة ستعذب ؟
بعيدا عن النصوص.
نحن في زمن مابعد الأيديولوجيات السياسية, فراغ مابعد سقوط جدار برلين وتحلل المنظومة الشرقية. الفراغ هذا ملأته قوى أخرى , قوى دينية ,هي كانت حاضرة من زمان , لكن باحتشام, اليوم وبحكم عوامل جيوسياسية واقتصادية ومساعدات من مناطق عربية معروفة, استطاعت اكتساح الوطن العربي شرقا وغربا, مع ذلك ولامشكل لو كانت هذه القوى تؤمن بالتعددية والإختلاف في المجتمعات التي تسعى حكمها وليس احتكار السلطة لصالحها ولصالحها فقط في نظام تبغيه بدون مراعاة للمقومات وحقوق الآخرين من أقليات وغيرها . خلط الدين بالسياسة وختم الأخيرة بختم القداسة, هنا لب المشكل.
فصل الدين عن الدولة كما تفعل الأحزاب المسيحية في أوربا دونها لن يكون انفراج.
الدولة (الدينية ) شبح وفزاعة يكتب عنها الخاءفون من الديمقراطية الحقيقية ومن نتاءج الصناديق التي اتت بالاسلام !!تللك النتاءج التي ستعيدهم ليحاضرو عن فضاءل (علمانيتهم ) الى جمهور القرون الوسطى ! لا يدرك اليمين العلماني المتطرف القابع في برج التنظير العاجي والذي لا زال ينظر بلغة خشبية اكل عليها الدهر وشرب ونام في رقدة حالما بانه يلقي محاضرات على جمهور القرون الوسطى ذاهلا عن قصف الواقع الحر الذي عبرت فيه الجماهير من شرق بلادنا الى اقصى غربنا لا يدرك ماذا يريد الشعب !
ان لغة التكفير الثقافي التي يمارسها هذا المقال اليميني المتطرف الذي يقطر خوفا وكراهية هي فرع استبدادي عن الفكر الالغاءي للعسكر فالناس ان اختارو الاسلام في صناديق الاقتراع شعب رجعي باكاديمييه ومفكريه والتقدمية حظيرة خلفية يجب ان تصفق فيها الجماهير لفكر جربته فرات انه ليس فكرا بل كفرا بانسانية الانسان
* اول دين في التاريخ اسس دولة مدنية وانا انزه النموذج الاسلامي عن التشبه بما (يسمى ديمقراطيات غربية ) لا يفوز فيها المرشح ما لم تكن الحملة الانتخابية مدعومة ماليا ولا يعطى فيها الحق لاي اقلية او جالية بالتحاكم لقانونه الثقافي حتى في الاحوال الشخصية ! ويجبر فيها المواطن ان يقاتل ضد ابناء ملته!
* الاسلام لم يات ليمارس عزلة الرهبان على جبال الهملايا بل هو دين ثوري اتى ليقلع الظلم ويؤسس نظاما سياسيا عادلا في الارض وليس في السماء كما يفهم اليمين العلماني المتطرف
*اسس الاسلام اول دولة مدنية في التاريخ اعطى فيها حكما ذاتيا للاقليات (على نحو اعدل الف مرة ) من قوانين فرنسا واوروبا التي تتدخل في الخصوصية الثقافية لمواطنيها فلا يتزوج ولا يرث ولا يطلق الا بحسب قانون يتعارض مع ثقافته في حين انه في نظام الاسلام القانون الاغلبي لا يعتدي على خصوصية مواطنيه باسم الاغلبية فيتزوج ويرث ويطلق حسب قانونه
* الاسلام في دولته المدنية كان اول نظام انتخابي في التاريخ الغى القبلية والملكية والاستبداد العسكري الجمهوري واتى بمجلس حكم منتخب ورءيس دولة يكتسب شرعيته من موافقة الامة عليه في زمن بيزنطة وفارس ! حيث لم تعرف مدنيات ذلك الزمان هذا الرقي ولا حتى ما يسمى بمدنية عصرنا !
* اكبر نكتة ان الكاتبة تجاهلت النموذج التونسي وقدحت في رءيس مناضل خلف القضبان وتباكت ذات يوم على ميليشيا الحوثيين التي صادرت قرار الشعب اليمني بالقوة !
*
لا ادري هل فهمي صحيح للنص، فلا اجد فيه ما ينتقد الشريعة و يمدح العلمانية. ربما في مقالات اخرى. اما اليوم فلا.
.
المقال يطرح تساؤل عن تغيير في المبادئ بعد الوصول الى الحكم و لو استعمل الناس ادوات غيرهم و خصومهم. و لا
ينتقد وصول الاسلامي بطريقة دمقراطية. المقال في فهمي يعبر عن اشكالية الفكر الشمولي، لا في من يدعي العلمانية،
لانه في الاخير يتسلط على الحكم و يصير دكتاتوري التصرف، و لا من وصل الى الحكم من اسلاميين الا من رحم ربي،
بخطاب حقوق الانسان و الحريات، و هذه مفارقة عجيبة، الى ان يستلم الحكم، و يصير دكتاوري التصرف، مثله مثل
“العلماني” طبعا.
.
انا اوافق الكاتبة هنا عن وجود هذه الاشكالية في مجتمعتنا. نرى علمانيين ينهلون من الخطاب الديني، و اسلاميين بدورهم
ينهلون من الخطاب العلماني، في الأخير، و على كرسي الحكم، كلهم لهم نزعة تسلطية و دكتاتورية. ما العمل؟
أخي ابن الوليد.
العلمانية ليس ضد الأديان , العلمانية تبني دور العبادة وتقدم المساعدات بكل الأصناف ولكل الديانات على قدم المساواة . صلوات المسلمين في الأعياد تعرض على تلفزاتها الوطينة ضدا في شريحة من مواطنيها, لكن ومن حقها كذلك أن تقول :” أعبد ربك ولاتخلط علي الأوراق. إن كنت متدينا فمرحبا وإن كنت سياسيا فمرحبتين , لكن أن تحاول طبع سياستك بخاتم الدين وتفرضه علي بالقوة فلايجوز.
إذن , فالعلمانية ضد السياسة الدينية والتي قطعت معها وليست ضد التقوى والتعبد. تصوف واعبد قدر ماتشاء فهي تحميك, لكن بقوانين الشريعة وقطع الرقاب , أصبح الأمر سياسة.
لم يتم التهجم على مرسي الا لانه كان منهجه الدين وتطبيق الشريعة الأسلامية قدر المستطاع ، بمعنى أصح ان اي رئيس أتى لحكم مصر ويحمل الشعارات الدينية كان سيتعرض. لنفس الموقف ، مرسي من بداية استلامه الحكم والأعين تراقبه ترصده لزلة او هفوة ، وما من قرار الا كان له المعارضين اكثر من المتضامنين ، علاوة على ان الكثير من الدول العربية جمدت تعاونها معه بدون سبب. سوى إرضاء للشيطان وكانت تتآمر عليه الانقلاب
ولا ننسى لحظة انقلاب السيسي عليه كيف أعلنت الدول تباعا تأييدها الانقلاب !
فكيف نلوم رجل حكم شعب لا. يؤيد تطبيق الشريعة الاسلامية والدول عربية أفلست في سبيل دعم الانقلاب وحرضت الشعب عليه ؟
الديمقراطية بمفهوم الإسلاميين مجرد آلية انتخابية , الصندوق لاغير, مجردة كليا من قيمتها الفلسفية, لأنها أصلا غربية بالنسبة لهم والكثيرون منهم يعدونها حراما ومع ذلك يستعملون لفظها. لو كانت الديمقراطية هي الصندوق فقط, فأدولف هتلر بدوره وصل الحكم بطريقة ديمقراطية وشفافة , فانقلب على الديمقراطية وأم الديمقراطية وكان ماكان.
الديمقراطية ليس قهر حقوق الأقليات باسم الأغلبية, وإنما حماية الأقليات من بطش الأغلبية.
” العقل الاستبدادي لايقبل من يناقشه, عكس الديمقراطي .
أليس هذا مايفعله الإسلاميون؟ ألا تضيق حناجرهم عند مناقشتهم؟
الدليل هو حملة الاتهامات التي تشنها مسيو بيضاوي
: الاقليات في دولة اسلامية ترث وتززوج وتتطلق ولا يجبرها احد على لبس الحجاب او يحاكمها على شرب الخمر رغم ان التشريع الاغلبي يجرم ذلك ولا تجبر على خدمة العلم او الجيش ان كان هذا يتعارض مع خصوصياتها الثقافية
الاقليات في دولك (الديمقراطية ) :
ممنوع تعدد الزوجات على المسلمين رغم ان دينهم يسمح لهم بذلك ممنوع الحجاب على المسلمات في فرنسا رغم انه فرض ديني خاص خالص لا علاقة له باحد ممنوع ان يتوارث المسلمون حسب قانونهم التشريعي لانه يجب رغم انف الجميع تطبيق القانون الاغلبي حتى لو تنافى مع الخصوصية الثقافية للاقليات ممنوع ان يتخلف مسلم عن خدمة العلم والمعارك اذا اضطر الى مواجهة ابناء دينه لانه لا اعتبار للقيم الدينية الخاصة للاقليات ولا للخصوصيات الثقافية في حين يسمح هذا كله لمواطن من الاقليات في دولة الاسلام
سؤال : هل تعتقد ان الاغلبية هي فراغ ام نتاج تغيير فكري منهجي نجح به الاسلاميون على مستوى النخب وعلى مستوى العوام
انتشار الاسلام والايمان به عقيدة وشريعة حسب مراكز الدراسات الاميريكية ستجعله الدين الاول في العالم من شرقه الى غربه ! فهل هذا عجز فلسفي ام نجاح في عالمية الخطاب والفكرة !
* اليمين العلماني المتطرف ان نجح الاسلاميون في الانتخابات لجا الى انقلابات العسكر (تجربة الجزاءر ومصر ) وقالو الاسلاميون لا يفهمون الديمقراطية !! ماذا عنكم وعن ديمقراطية الففتي ففتي ان نجحت فيها فنعم للديمقراطية وان فشلتم واسيتم انفسكم .. بانه الصناديق ليست كل شيء
اتفق معكم على لهجة مواساة الذات بسبب الفشل الذريع في استقطاب الشعوب العربية فصناديق الاقتراع مسيو بيضاوي تشير الى وعي جمعي والى نتاءج تجارب الشعب مع العلمنة التي تحاضر في مجتمع القرن واحد وعشرين بسلفية القرون الوسطى انه البؤس الفكري والفشل في الانتشار والتغيير هو ما يدفع البعض الى اعتبار الصناديق مش كل شي وانتشار الاسلام ومؤيديه على خارطة الدنيا بسرعة تجعله اسرع الديانات التوحيدية في العالم وسيكون اقوى فكرة مهيمنة على العالم فيما بين 2050و 2070 ومع ذلك هذا ليس كل شيء لا بد ان يفشل الاسلام كما فشلت كنيسة القرون الوسطى هذا الفكر الباءس الاحول سيجعل وعاظ العلمانية المتطرفين الالغاءيين يقفون يوما ينتظرون التصفيق فلا يجدون الا صدى اكف خطباءهم تعازينا !
الاقليات في الدول
السيدة ابتهال مقال رائع كاشف للحقيقة المره التى تعيش بها الدول العربية
ولا يهمك الهجوم
كلماتك أقوى وفى الصميم
تذكرى عظماء الأمة الذين أسمائهم محفورة فى التاريخ رغم هجوم المتخلفين من طيور الظلام عليهم
تذكرى رفاعة الطهطاوي
تذكرى الشيخ محمد عبده
وغيرهم
لكى منى الف تحية
نعم هذه هي مشكلنا باختصار أختي ابتهال وعلينا أن ننظر إلى واقعنا بكل حيادية من أجل أن نصل إلى تجربة أفضل وهنا لا يمكنني أن أستثني أحداً من القوى السياسية أو الأنظمة الحاكمة . ولي في ذلك تجارب شخصية في النقاش مع أنصار الاسد ومبارك وبوتفليقة ومرسي ,….. حتى أن واحداً من أنصار الرئيس السابق مرسي! قال لي متهرباً من الحقيقة بأن المرحلة الانتقالية لها خصوصيتها … حيث قال (صديقي) “انت لا تفهم في السياسة” وماهي إلا أشهر قليلة وكان الانقلاب (المرفوض من وجهة نظري) فعدت إلى (صديقي) وواجهته بالوضوع مرة أخري فكان رده بسيطاً أكثر مما توقعت حيث قال “لا أريد التحدث بالسياسة”, هكذا هو الموضوع إذاً. عسى ولعل أن نصل قريباً إلى تجربة أفضل من الحاضر ولربما التجربة التونسية سيكتب لها النجاح لكن ما يقلق هو أن الحكومة الحالية (العلمانية المدنية حسب الترتيب السياسي في تونس) يبدو أنها تحاول للأسف العودة إلى الماضي مع بن علي رغم أن حركة النهضة التزمت بالقواعد الديمقراطية بشكل جيد ويحسب لهم جزءاً كبيراَ من نجاح التجربة التونسية حتى الآن.
دور النخب يا سيدتي ان تكون منارات و مشاعل نور لتقدم الامم و مصلحة وكرامة الانسان.
و بالنسبة لعالمنا العربي فان بلوتنا الكبرى في غياب الحريات حتى بالنسبة لكل امم الارض. و اعتقد ان هذا يجب ان يكون الهم الاكبر للنخب لدينا.
و للاسف فان النظم الامنية و الابوية على حد سواء جرفت النخب و جرفت قيم الحرية و حقوق و كرامة الانسان. و الاخطر انها جندت ما يمكن ان يكون في عداد النخب الى مدافعين عن هذه الانظمة و ناقدين للقيم العليا و اهمها الحرية.
ما اراه في هذا المقال هو اتهام دعاة الحرية بالوصولية. و لم تتردد الكاتبة عن وضع مبارك و مرسي على نفس الصعيد. و تجاهلت اغتيال الحرية و الديموقراطية في مصر و هي من اعظم جرائم العصر بحق مصر و الامة العربية
دائماً يستعينون بالماضي , الماضي مضى , الحاضر يبرهن ان الدولة الاسلامية الوحيدة في العالم هي ايران , ولا اقول العربية , ومع ذلك هي العدو الاكبر للدول العربية , اسرائيل عندما تنادي بتغيير الحكم لدولة يهودية , تلقى النقد والقذع من الدول العربية , عندما استطاعت مصر ام الدنيا ان يصل رئيسها المنتخب الى سدة الحكم , قامت الدنيا ولم تقعد حتى انقلب العسكر على الشرعية واستبدلوها,
هذا يوصلنا الى استنتاج ان العربي او المسلم غير مهيء لقبول الديمقراطية بعد ؟!! ولهذا نقول ان التنظير ما بين الدولة الاسلامية السياسية والديمقراطية هي كخطان متوازيان لا يلتقيا ابداً والسلام
استميحك عذرا استاذي وابن امي رؤوف بدران ايران هي الدولة (الاسلامية ) الوحيدة !!
هل تصدق ان دولة اسلامية تتسبب في مقتل 2 مليون مسلم في اقل من عشرين عاما !!
لا شك انها دولة ترى في امتها عدوا انها دولة تحمل بغضا سلفيا تاريخيا تمجد قوميتها وتحتقر العرب
*اتذكر واعيد في مؤتمر المراة الذي عقد في بيروت اواءل الالفين اجريت مقابلات مع عدة شخصيات نساءية منهن المندوبة الايرانية المسلمة التي لا تتشرف بالتحدث بالعربية وهي تتقنها ! كانت تتعمد الكلام بالفارسية وتستعين بمترجمة وانا وهي نتقن العربية والانجليزية هذه نموذج لامراة تخدم تحت قبة البرلمان الايراني وتاتي لتنفتح على غيرها بهذه العنجهية والروح الانفصالية عن عمقها الاسلامي
لن اقف مقام النصح لك اخي رؤوف فانا قرات عمرك وحضرتك تقترب من السبعين (اطالها الله في طاعته ) لكني اتمنى عليك تمني الابنة على والدها ان تقرء في علم نفس الاقليات ستفسر لك الحقد والشعوبية الجديدة التي تقتل من ابناء ملتها 2 مليون قال دولة اسلامية قال !