ريهام تهزأ بلغة القرآن… وزعيم المريخ يرتدي قبقابا ويأكل حذاء

مني وعليّ، أريد زعيما ابن شوارع تربى في الزواريب والزنازين وعشش الفراخ، وتسكع مع الشحاذين وبنات الليل على الأرصفة وفي اصطبلات التيوس وبين المقابر، أريد زعيما لا يأكل «السوشي» ولا يشرب «المارتيني» ولا يتحدث عن زمن «الكيت كات» وهو ينفخ في غليون مخزوق على طريقة فتى بيكاسو المخنث، أريد زعيما يأكل البليلة والفول المدمس على الكورنيش، ويشرب العرق سوس من بائع متجول، ويدخن الحشيش المهرب ثم يقضي حاجته تحت شجرة ليساهم بإنتاج سماد محلي ومواد عضوية من عرق جبينه وجهوده الشخصية، أريد زعيما لا يلقننا دروس التربية الوطنية في السجون وأقبية التحقيق بل نربيه على أيدينا ونعلمه التسكع على الـ»فيسبوك» بلا وجوه مستعارة أو شد عضلي يعطل الثرثرة والخلوة في غرف الشات، فيصدر أوامره العسكرية من غرفة نومه أو غرفة المساج التايلندي أو «الجاكوزي والساونا»، أريد زعيما لا يستخدم موبايلا ولا بيجرا ولا ميكروفونا بل ينفخ في الصور كي يلم الشعب من حوله ويوقظ الموتى وأتعهد بألا أعلق صورته في «انستغرام» بل على مؤخرة البغال في القرى التي لا تصلها الكهرباء وخدمات الصرف الصحي، أريد زعيما أصلي عليه صلاة الجنازة في المشرحة لأقرأ كتاب يساره فأتفاوض مع سدنة العالم السفلي على إقامة ملكية تليق به في فندق الجحيم!
أريد زعيما لا يرتدي البدلة الرسمية في الأمم المتحدة ولا برنيطة ولا طربوشا ولا عمة ولا بسطارا عسكريا، أريده أن يرتدي سروالا لغوار الطوشة وقبقابا يطقطق لـ «فطوم حيص بيص» في حارة «كل من إيدو إلو»، بعيدا عن مؤامرة «جزيرة ساويرس»، الذي يرتكب جريمة وطن بديل للسوريين بحجة الإيواء ولم الشمل، بترانسفير مغناطيسي يلتقط اللاجئين كما تلتقط حدوة المغناطيس المسامير، وتبقيها متكومة بعضها فوق بعض بلا حراك ولا انفكاك… باختصار أريد زعيما فضائيا من المريخ، يغني «تيرشرش» وهو يدلق الماء من الكوكب الأحمر على الحمم البركانية المشتعلة على سطح الأرض، ثم وبعد انتهاء المهمة يرسل تقريرا فضائيا إلى وكالة ناسا يفيد باعتذار المريخ عن استقبال الزعماء في كرنفال الأمم المتحدة، ويفتح بابه للشعوب والحيوانات والعاهرات، وسلامتكم!

شرفة إيرانية على المتوسط

أجمل مشهد لمحمد كريشان، الذي أخذ مكانه في نشرة الأخبارالرئيسية بعد لقاء أوباما وبوتن في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، يتلو نشرته وعينه للكاميرا وظهره للعالم والزعماء الذين يقفون خلفه صفا صفا على شاشة عرض كبيرة، يضمر في نشرتها ما أعلنه الماغوط في قصيدته: «الجميع مطلوبون للخدمة»!
مرجحة الرئيس السوري بشار الأسد على حبال الصفقات السياسية طالت، إلى درجة منعته من الظهور في «مولد» غاب أو غُيِّبَ صاحبه، على طريقة الماغوط الذي خاطب دمشق قائلا: عطشان يا دمشق، فردت: اشرب دموعك، وحين وقف بها مستجديا: جوعان يا دمشق، وهبته آخر ممتلكاتها: كُل حذائي !
صدق الرئيس بشار عندما تنبأ في بداية الثورة بمؤامرة الهدف منها تفتيت الشام، فبرنامج الواقع العربي خصص حلقة الثلاثاء عن ما بات يعرف بـ «سوريا المفيدة»، التي تدلك على خيوط المؤامرة، وسر المرجحة الأممية من ألفها إلى يائها، لأنه في خطابه الأخير سلم بسقوط عدد من المحافظات، وأكد على تمسكه بما تبقى من مدن تضم في حيزها الجغرافي الضيق الطائفة العلوية والشيعة، ليصل البرنامج إلى تفاهم أو تصور للمفهوم الإصطلاحي «سوريا المفيدة» كحصة واقعة تحت النفوذ الإيراني، ملتحمة بالطوق الشيعي في لبنان وممتدة كشرفة إيرانية على البحر المتوسط، حسنا إذن لم جاء بوتن بعد تسرب المحافظات من القبضة الأسدية واستحكامه على الخارطة العلوية؟
لم يكن الغزو الروسي لسوريا إذن من أجل إنقاذ سوريا، لأنه ضمن خطة زمنية تحقق له نسبة جغرافية اتفق عليها مسبقا، مما يعني أن الرئيس السوري طرف رئيسي بتنفيذ هذه الخطة، ولو عدت لتقرير «العربية» من السفارة الإيرانية في اسرائيل وتعاون النشطاء والمشاهير في ما بينهم لتوطيد العلاقات بين الإحتلالين: الفارسي والصهيوني، لتأكدت أن الخطة تسير بحذافيرها، وأن نتنياهو الذي يطلب من روسيا مد جسور مع إيران لم يأت متأخرا عن موعد المؤامرة، فالحصة الإسرائيلية بعهدة المقاومة اللبنانية! يؤكد هذا جواب المحلل الأمريكي لنجوى قاسم على «العربية» في حدث اليوم عن عودة بوتن منتصرا، وبقاء أوباما مختبئا وراء الموقف الروسي المتشبث ببقاء الأسد، فهل هذا هو زواج المتعة.. يا الله !

فاصل إيراني

الإعلام في عالمنا العربي يقرأ الكف أو الفنجان، فأغلب التحليلات أشبه بالعرافة أو وصفات الطبخ أو روشيتات لمنشطات هرمونية، سرعان ما تطيح بها روشتيه جديدة من صاحب الصيدلية نفسه تبطل مفعولها، فهل يتذكر القارئ ما اعتبره هؤلاء إعداما طائفيا إيرانيا للشهيد صدام؟ كيف صاروا ايرانيين اليوم على يد المقاومة؟ سبحان مغير المشانق، وموحد الأعناق !

بين العقارب والثعالب

في حين هتفت «روسيا اليوم» لزعيمها الذي عاد إلى شعبه معليا راية الجيش الأحمر، قامت «الغارديان» بإجراء تحليل نفسي لأوباما وبوتن، فالأول يخاطب الصحافة باسطا يديه رافعا من نبرة صوته مواجها العالم بثقة ينظر إلى من يكلمه مباشرة، متلاعبا ومخادعا كثعلب، بينما نظيره الروسي يشبك قبضتيه كدلالة على التوتر، يضع عينه في ورقته، يتجنب التحديق بمن أمامه، يغض البصر يخفض صوته كمن يغتنم فرصة للانقضاض كعقرب سام، وقد ظهر الأثنان بعد لقائهما بسحنة باردة وجافة لم ينظرا إلى بعضهما، اللغة الشفهية تراوحت بين زم الشفاه ومطها، الجدية التشنج الإشاحة كلها عكس ما تراه من أوباما مع الرئيس الكوبي، حيث يفتح شدقيه من الضحك على وسعيهما… فمن خرج منتصرا ومن خرج منهزما؟ بعد كل هذه الفخاخ هل ستثق بمن يخدعك بقدرته على كسب ثقتك به، أم بمن يخدع من لا يثقون به طالما أنه ليس هناك ما يخسره!

ريهام وفودة

تذكرت لما رأيت ريهام سعيد في مخيم اللاجئين السوريين عبارة الماغوط حين سئل عن قبره، وكيف نميزه من بين القبور، أجاب: (شخوا عليه)!
بصراحة هناك صلة وثيقة بين الموقفين، فالهدف الإنساني لأي عمل لا يمكن استغلاله لأي اعتبار سوى إنسانيته وكل ما عداه يشوهه،لأن الشعب المصري الذي يرى حال السوريين وما ألوا إليه لن يذكرهم سوى بفقرهم، وأوضاعهم الإقتصادية المزرية، عداك عن حس الشماتة الذي سيوغر صدر المصري على المذيعة وليس على اللاجئين، لأنها تحرمهم حقهم الإنساني بالثورة على الطغاة في الوقت ذاته الذي تتحجج فيه بالإنسانية وهي تمد لهم معونة مغمسة بالتشفي، والتراسل الاستخباراتي: يا تخرسوا يا تعيشوا في جحيم، فتطبطب عليهم بكف وبالأخرى توغر طعناتها المسمومة. فكيف تتجمد العاطفة ويفضحها التصنع؟
ما زاد الأمر بلوى رفضها للإعتذار، وارتكاب الجريمة مرة ثانية، الأولى بتزويقها، والثانية بالأصرار عليها، ومن الطبيعي أن تجد في بشاعة الأفعال ما يجاريها من بشاعة النقد، ليصفها زميلها يسري فوده بـ «بالوعة الصرف الصحي»، وتقوم هي بالاستهزاء على لغته العربية الفصحى، لغة القرآن الكريم، فهل وجدت في انتماء فودة للغته عيبا تعايره به؟ وكيف تلومها وهي تسترخص آلام الشعوب وتحولها إلى مادة استهلاكية للفرجة، إن لم تستطع أن تتعاطف مع الضحايا فهل تتوقع منها أن تتعاطف مع لغتها؟ لقد تجردت من كل المعايير المهنية والأخلاقية والدينية فأهانت عقلها قبل أن تمس بكرامة المخيم !
الله يسهل على «نيكول جيرمان» المذيعة الكندية الفرنسية التي تكرمت من أبرز الهيئات الكندية 1974 للعبها دورا فعالا في الترويج للغة الفرنسية والتشجيع على تعلمها !
في الحرب العالمية الثانية برزت موجة إعلامية للمذيعات اليابانيات اللواتي أطلق عليهن «زهور طوكيو» يتحدثن اللغة الإنكليزية ويرسلن رسائل إذاعية تحبط جنود العدو الأمريكي، وتبث أغاني توقظ الحس النوستاليجي والحنين لتوخر قواهم في المعارك، وقد تم سجن عدد بتهمة إيصال رسائل ومعلومات خاطئة ومثبطة للعزيمة ،أما « Hanoi Hannah فقد كانت تقرأ أسماء الجنود القتلى والمصابين في حرب فيتنام وكانت ضمن «بروباغندا» تحث الجنود على مغادرة فيتنام والانسحاب، صوتها المسموع كان له أثر بالغ، حيث اشتهرت بجملتها الأشهر: «سيعطونكم ميدالية ولكن بعد أن تُقتلوا «!
فما هذه المدينة الإعلامية المتخلفة التي يصر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الإبقاء عليها؟ ألا تذكره بما قاله الماغوط: «مدينة لا يوجد فيها مريض عقلي أو نفسي لن أقيم فيها دقيقة واحدة؟! يا أيها السيسي أطح بهم قبل أن يطيح جنونهم بعقل السماء !

كاتبة فلسطينية تقيم في لندن

لينا أبو بكر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Jo:

    هل الزعيم المقصود هو ياسر عرفات لانه حافظ على تراثه ولم يرتدي البدلة؟؟؟؟

  2. يقول مها العبدالله هولندا:

    لاغرابة ان تكوني مبدعة،
    فانت بنت الابية فلسطين
    والابداع خصالكم

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    لا حول ولا قوة الا بالله

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية