زبير الشهودي: «النهضة» بريئة من استهداف مقرات «نداء تونس» واستجداء السياسي للناخبين ظاهرة ديمقراطية

حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي» : قال زبير الشهودي القيادي وعضو مجلس شورى حركة «النهضة» التونسية إن الحركة بريئة من الاعتداء على مقرات حزب «نداء تونس»، داعيا المنافسين في الانتخابات البلدية إلى الابتعاد عن محاولة «تشويه» صورة الحركة والتوجه إلى هيئة الانتخابات في حال كان لديهم ما يثبت وجود «تجاوزات» من قبل قواعد «النهضة».
واعتبر، من جهة أخرى، أن «المقاهي الانتخابية» هي ظاهرة ديمقراطية تقرّب بين السياسي والمواطنين، وأن «استجداء» السياسي للناخبين ومحاولة إقناعهم ببرنامجه الانتخابي هو مشهد صحي وديمقراطي. كما أشاد بكيفية إدارة اتحاد الشغل للأزمة مع الحكومة، وأشار إلى أن يتفهم خوف الاتحاد من التفريط في المؤسسات العمومية، وأن تجاوز هذا الإِشكال القائم بين الطرفين «يفتح الباب لتشكيل مشهد سياسي أكثر توازنا لخدمة الإصلاحات الكبرى في البلاد».
وقال الشهودي في حوار خاص مع «القدس العربي»: «يمكن القول إن الانتخابات البلدية حققت حتى الآن أهدافا سياسية كبرى، أهمها وجود محطة انتخابية ستتم في السادس من شهر أيار/مايو الحالي بعد فترة طويلة من التردد، فضلا عن اتفاق النخبة السياسية على تأجيل موضوع الحكومة إلى ما بعد الانتخابات وهذا طلب نهضاوي ونشكر رئيس الجمهورية والأمين العام لاتحاد الشغل وجميع الشخصيات المشاركة في اجتماع قرطاج 2 على تفهم هذا الأمر الذي أعطى شيئا من الإيجابية للحملة الانتخابية».
وأضاف «كما أن المصادقة على مجلة (قانون) الجماعات المحلية أي الدستور الصغير الذي ينظم البلديات هو أمر مهم جداً، فالانتخابات – بغض النظر عن نتائجها – ستحقق أهدافاً نبيلة وسامية، وخاصة في ما يتعلق بنقل السلطة من المركزية الشديدة إلى مرحلة انتقالية تكون فيها القاعدة أو الجمهور له سلطته على الأحياء والمناطق التي يعيش فيها، والأمل معقود على أن تكون هناك مشاركة كبيرة في الانتخابات فالمهم هو أن يراهن التونسي على الديمقراطية ويقتنع أنه ما زال هناك عمل سياسي في البلاد.
وكان منجي الحرباوي الناطق باسم حزب «نداء تونس» اتهم حركة «النهضة» بالاعتداء على مقرات حزبه وتمزيق قائماته الانتخابية، واستهداف بعض مرشحيه.
وعلُق الشهودي على ذلك بقوله « النهضة بريئة من ذلك، ولم يثبت في حملاتها السابقة أي تجاوز من هذا النوع، وإذا ثبت التجاوز من قبل بعض الأشخاص فالقانون سيكون حكماً للجميع، وبالتالي هناك مزايدة مرتبطة بالحملة ومحاولة تشويه «منافس» (وليس خصما) وهذا ليس من اللباقة السياسية في شي، وعلى السيد منجي الحرباوي تقديم ما يثبت اتهاماته والتوجه للقضاء. ولكن يمكن القول عموما إن الحملات الانتخابية متوازنة حتى الآن ولا تتضمن مظاهر عنف، باستثناء بعض الفوضى في عدد من المناطق التي فيها احتكاك أكثر بين المرشحين».
وحول ظاهرة المقاهي الانتخابية، قال الحرباوي «شاركت في مقاهٍ سياسية وانتخابية كثيرة، وأعتقد أنها ظاهرة إيجابية وخاصة أنها تعطي تدريبا أول على إدارة السلطة المحلية، لأنها في النهاية حوار بين المواطنين والسياسيين. هناك تجاوب ونقاش يكون حاداً أحيانا ولكن إيجابيته تكمن في أن المواطن يناقش الشخصية السياسية ويحرجها بطلباته، وهذا مهم جداً لتغيير المشهد السياسي الحالي، وتكمن أهمية المقاهي السياسية والتواصل المباشر مع المواطنين عبر الأسواق والمنازل في أنها تؤكد أن السياسي يستجدي المواطن ويحاول إقناعه ببرنامجه، أي أن المواطن هو السيد والسياسي هو خادم له، وهذا مشهد صحي وديمقراطي».
وأضح أكثر بقوله «المواطن في المقاهي الانتخابية يمارس سيادته على المكان ويستطيع أن يقول للسياسي: أنت غير مقنع وسأنتخب غيرك، وهذا مشهد حضاري وديمقراطي، فالمقاهي السياسية والنقاشات التي تدور في الشوارع تؤكد أن التونسي منتبه للحالة السياسية، وليس صحيحا أنه ضد السياسية بل لديه قلق من نزاهة السياسيين، والمطلوب من السياسيين تطوير أسلوبهم وإحداث شفافية أكثر في خطابهم. وأؤكد مجدداً أن حالات العنف والتشدد ضعيفة جداً في الحملات الانتخابية وهذا دليل على أن سبع سنوات من الديمقراطية في تونس بدأت تثمر مناخاً جديداً يحتاج إلى تتويجه بوضع اقتصادي هادىء وتنمية ورفاهية للجميع».
وكان نور الدين الطبّوبي انتقد أخيراً حكومة يوسف الشاهد، معتبراً أن تتضمن «4 حكومات في حكومة واحد». وأشار إلى أنه لمس «تشتتاً» حكومياً وتردداً في اتخاذ القرارت، وخاصة أن «بعض الوزراء لا يعرفون ما هي مهامهم».
وقال الشهودي «يجب أن نكون شاكرين لطريقة إدارة الأمين العام لاتحاد الشغل للأزمة مع الحكومة، حيث أثبت أنه رجل وطني ومتوازن واستطاع أن يدير خلافا سيتكرر مستقبلا باعتبار أن الحوار والتجاذب بين الاتحاد والحكومة هو أمر دائم، ولكن أؤكد أن هناك إيجابية مسؤولة من طرف الاتحاد في التعاطي مع هذه الأزمة، كما أن الحكومة استطاعت أن تتجاوب بنسبة كبيرة بما تسمح به توازناتها المالية، وأعتقد أن تجاوز هذا الإِشكال سيفتح الباب لتشكيل مشهد سياسي أكثر توازناً لخدمة الإصلاحات الكبرى في البلاد. أتفهم حذر الاتحاد وخوفه من التغول أو التفريط في الملك العمومي أو الانحياز أكثر رأس المال، ولكن نطالب قياداته أن تكون أكثر مرونة في الحوار لتجاوز الصعوبات والتوصل إلى قدر من التوافق بأقل تكلفة ممكنة».

زبير الشهودي: «النهضة» بريئة من استهداف مقرات «نداء تونس» واستجداء السياسي للناخبين ظاهرة ديمقراطية
«تجاوز الأزمة القائمة بين اتحاد الشغل والحكومة تفتح الباب لتشكيل مشهد سياسي أكثر توازنا في البلاد»
حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية