زعمت: طارق رمضان اغتصبني تسع مرات!!

حجم الخط
27

كنت أستمع إلى نشرة الأخبار في التلفزيون (فرانس 15) حين شاهدت امرأة تتهم الشخصية السياسية الفرنسية الكبيرة جيلبير كولار باغتصابها عام 2006م!
هذه السيدة التي تتهم جيلبير كولار باغتصابها تتحدث رافضة أن تظهر صورتها على الشاشة وقد بدلوا صوتها ولم تسمح لهم بغير تصوير حذائها الرياضي وطرف ذراعها، ولاحظت من تجاعيد ذراعها أنها ليست شابة، والسؤال هو: لماذا سكتت على الاغتصاب (إذا صح ذلك) طوال دزينة من الأعوام واستيقظت مشاعرها الآن؟ بالمقابل، نفى السياسي الكبير جيلبير كولار التهمة بشدة وقال إنه سيلاحقها قضائيا، وإذا طالبها محاموه بتعويض على إساءتها لسمعته فسيربح الدعوى على الأرجح، فهي لم تقدم دليلا ماديا! فالاتهام المجاني مرفوض قضائيا وإلا كان بوسع أي امرأة إقامة الدعوى على أي شخصية شهيرة سياسيا أو فنيا أو أدبيا بذريعة الاغتصاب، وابتزازه!

طارق رمضان عاد متهما من جديد

قبل ذلك بأيام، تقدمت امرأة جديدة بشكوى ضد طارق رمضان بتهمة اغتصابها تسع مرات! وسمعت الخبر على شاشة التلفزيون الفرنسي أيضا.
المرأة التي تتهم طارق هذه المرة لم تجد في نفسها الجرأة على إعلان اسمها كما فعلت قبلها هند عياري التي وجهت إليه تهمة الاغتصاب. والدكتور طارق رمضان الوسيم الأنيق بملابس غربية والداعية الإسلامي سويسري المولد هو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمون»، وهو شهير أوروبيا بمداخلاته المتلفزة والجامعية.
قال كثيرون: هذه المرأة التي تتهم رمضان تفعل ذلك لأسباب تكيد للدين الإسلامي وهي مدفوعة الثمن من أجل ضخ الدم في موجة «الإسلاموفوبيا» الفرنسية خاصة والأوروبية عامة، ما يصب في مصلحة الصهاينة ضد العربي (المتخلف) في سلوكه نحو النساء حتى ولو كبر في الغرب وحمل الشهادات ودرّس في الجامعات، كطارق رمضان!

هل تصح تهمتها روائيا؟

سبق أن ذكرت أنني أنظر إلى كل تهمة (بلا دليل مادي) نظرة روائية. وتهمة اغتصاب امرأة تسع مرات في رواية ما، تبدو مهلهلة روائيا، لأن القارئ سيتساءل: إذا كان بطل الرواية قد اغتصبها حقا، لماذا لم تتقدم بالشكوى منذ المرة الأولى لذلك؟ ولماذا تركت البطلة المجال له ليغتصبها تسع مرات كما تزعم؟ وسيجد القارئ نسيج الرواية رديئا، أما في الحياة الحقيقية فقد تم استدعاء طارق رمضان للتحقيق من جديد، والتوقيف الاحتياطي و(البهدلة) ولكن طارق وقف موقفا صادقا من الحكاية إذ اعترف بوجود علاقة له مع تلك المرأة التي اتهمته باغتصابها، ومن ثم فإن قانون العقوبات لا يطال طارق رمضان، بل (قانون) العقاب العائلي والزوجي غير العلني، ولا نعرف موقف عائلته من ذلك.

محكمة الزوجات وتلك «الحكايات»!

القطب الهوليوددي هارفي واينستين، الذي كانت حكاياته شرارة انفجار إعلان عشرات النساء عن (اغتصابهن)، وكلهن نجمات هوليووديات وأكثر من سبعين نجمة سينمائية شهيرة اتهمت بذلك واينستين، اعترف القطب الهوليوودي بعلاقات مع النجمات الشهيرات، وفي المحكمة قال وأكد أنهن كلهن كن متجاوبات على العلاقة مقابل ترشيحه لهن لجوائز (الأوسكار) ودعمه لاختيارهن لبطولة أفلام تفيد شهرتهن وانتشارهن، ومن ثم رفع أجورهن. ويصدر الحكم ببراءته من تهمة الاغتصاب، ولكن زوجته الجميلة حكمت عليه بالطلاق وقالت إنه كان زوجا محبا وأبا طيبا ولم يخطر ببالها يوما أنه يخونها لولا انفجار الفضيحة.
أما طارق رمضان فلا نعرف بعد ما ستحكم به المحكمة الزوجية.

الإعلام الغربي يروج للاتهامات أيا كانت

نلاحظ أن بعض الإعلام الغربي (التلفزيونات/الإذاعات/الصحف) تتلقف أي تهمة بالاغتصاب تتقدم بها امرأة وتنشرها كخبر مثير يجلب القراء. وقال البعض إن ذلك يحرض بعض النساء المهتزات عقليا لإطلاق اتهامات غير صحيحة طلبا للشهرة أو الاهتمام أو للمال، فقد ذكرت جريدة (لوباريزيان) الباريسية أن نصف النساء في فرنسا تعرضن إلى تحرش أو اعتداء جنسي، كما ذكرت جريدة (لوفيغارو) بعد استقصاء، إن (53) في المئة من النساء تعرضن لتحرش أو اعتداء. وفي نظري إن احتضان الإعلام لأي امرأة تتهم السياسي الكبير جيلبير جيرار أو طارق رمضان أو أي ذكر، تتعرض (لاستعمالها) للترويج للبضاعة الإعلامية، بدون المبالاة غالبا بعقلانية تلك التهم أم لا، أو تصديقها روائيا، وهذه الشراهة الإعلامية لنشر أي اتهام لا تبالي أحيانا بمصداقية التهمة على الصعيد العقلاني البحت، إذ كيف يمكن لرجل مثلا أن يغتصب امرأة تسع مرات في الغرب بالذات ولا تتقدم بالشكوى قبل ذلك مثلا؟ أو تتحاشاه بعد الاغتصاب الأول؟ ولا يمكن من بعد لأي روائي أن يتحدث عن بطل رواية اغتصب امرأة تسع مرات في الغرب قبل أن تتقدم بالشكوى إلى رجال الشرطة، من دون أن يسخر القارئ من الروائي ومن الحبكة المهلهلة لروايته!
أما في عالمنا العربي، فالمرأة «المغتصبة» تتستر غالبا على ذلك؛ لأن العار سيطالها وحدها، وسيقال إنها المذنبة بسلوكها وملابسها غير المحتشمة!
فنحن إذن لم نقرأ عن عربية اتهمت أحدا باغتصابها، وما أكثر ما يحدث ذلك!

زعمت: طارق رمضان اغتصبني تسع مرات!!

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Passer-by:

    ليس من المعيب أن يسقط الإنسان أمام الألم ولكن من العار كل العار أن ينهار أمام اللذة. والظاهر أن المغتصبة تسع مرات كانت تتلذذ بالاغتصاب وإلا لماذا سكتت أم أنها كاذبة وقحة وهو الأرجح!

  2. يقول أبو عمر. اسبانيا:

    من يقمن علاقات جنسية مقابل الحصول على منصب وظيفي أو دور بطولة في فيلم لا يختلفن من حيث الغاية عن بائعات الهوى فكلهن يبعن أجسادهن مقابل المال. لكن بائعات الهوى لهن كل الاحترام عند المقارنة فهن لا يدعين العفة و لا يلعبن دور الضحية و لا يسعين لابتزاز من اقامتن العلاقة معهم. حقيقة الاغتصاب مقزز و لا يمكن تبريره بأي حال و الأكثر قذارة من الاغتصاب هو ادعاؤه زورا

  3. يقول الكروي داود:

    محامي طارق رمضان فند جميع الإتهامات الكيدية على قناة فرنسية يتيمة! معظم القنوات الفرنسية ضد الإسلام!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

    حصل في امريكا قبل كم سنة ليس بالكثير، ان اثبتت المحكمة براءة مواطنين امريكيين من أصول أفريقية بعد قضاء مدة في السجن احدهما قضى مايقارب الخمس والاربعون سنة ، كانت بتهمة الاغتصاب ، والأخر قضى تقربيا اربعين سنة بتهمة القتل هذا عندما كانت أعمارهم ١٨ – ١٩ سنة ، وغادروا السجن في سن الخمسينات وهم أبرياء . فأي تعويض مالي مهما كان كبير ، لا يمكن أن يسترجع لهم سمعتهم و سنين عمرهم وشبابهم التي ضاعت و قضوها وراء القضبان .
    إذن ليس دائما قرار المحكمة عادل ، اذ يعتمد على دهاء المحامي وشطارته ، كما في حالة اللاعب الأمريكي – الأفريقي أوجي
    سمبسون الذي كل الأدلة كانت تشير على انه قتل زوجته نيكول ( حصل في منتصف التسعينات ) لكنه خرج من القضية براءة !

    أفانين كبة
    كندا

  5. يقول سالم:

    “اغتصبها تسع مرات”.. تهمة تشبه خبر انتحار المسؤول الفلاني في النظام العلاني “بثلاث رصاصات في الرأس”!!!!

  6. يقول سوري:

    سيدتي الكريمة وتاج رأسي
    لا يحتاج رجل ” وسيم أنيق بملابس غربية ” واستاذ جامعي وحفيد لمؤسس حركة الاخوان المسلمين لاغتصاب فتاة مهما كان شأنها، وإذا فعل فعلا هاتوا دليلكم القاطع .. وهل من دليل.. لقد باتت قضية الاغتصاب واجهة للابتزاز السياسي والمالي لمن يردن الاساءة لشخص ما أو طمعا في الربح. ليس دفاعا عن طارق رمضان وإنما دفاعا عن العدالة وعملية تأجيج الاسلاموفوبيا عن طريق اتهامات باطلة.. فاليوم باتت التهم جاهزة لتشويه سمعة أي شخص ولا يمر يوم الا ونسمع به ” فضائح الاغتصاب” ضد فلان أو علان.. إن عمليات الاغتصاب الحقيقية هي التي تتعرض لها يوميا نساؤنا في سورية والعراق وليبيا واليمن تحت تهديد السلاح والابتزاز وتركيع الرجال ولا أحد يهتز، ولا أحد يحاكم، ولا أحد يذكر في صحيفة هذه الجرائم النكراء وخاصة في الغرب الميكيافيلي الذي لا يذكر مثل هذه الفظاعات الا إذا وقعت على نساء من “الإقليات” أما المسلمات فيغض الطرف عنهن.
    أتمنى لك ولكل قرائك الأعزاء صباحا خيرا

  7. يقول yasin terboush:

    …والدكتور طارق رمضان الوسيم الأنيق…?!!!!

  8. يقول د.سامي المصري-المانيا:

    لست من انصار الاخواان ولا اتفق معهم ولم اسمع عن طارق رمضان من قبل لكن من الواضح انه ضحية مؤامرة سواءا بارادته او رغما عنه
    النساء الاربع شهاداتهن متناقضه وبعضهن سحبنها او عدلنها عدة مرات
    ولكن لنقف عند السؤال كيف يمكن لمتهم ان يغتصب امراة ٩ مرات بهذه البساطه؟؟؟
    كيف يمكن له اغتصاب امراة اخرى لمدة ٤ سنوات ايضا بنفس البساطه؟؟؟
    لماذا نصدق الشاهده الاساسيه التي تدعي انها كانت منقبه وتاخذ عنده دروس دينيه وتقول انه كان يغتصبها كلما زار باريس ويرجع لسويسرا وهي ترتدي مييني جيب -تنورة قصيره-

  9. يقول ام زينب الجزائر:

    الدكتور لم يعترف بوجود علاقة مع المرأة التي اتهمته بل يقول انه يعرفها كما يعرف الكثيرات من خلال دروسه ومحاضراته التي يلقيها هنا وهناك وبالتالي فعبارة المحكمة الزوجية لا أفهم الهدف منها .كما انك سيدتي لم تتعرضي لفكرة انه الوحيد من الذين اتهموا وتم احتجازه رغم عدم ثبوت اي من تلك التهم مع ان غيره ممن تعرضوا لذات الامر يعيشون بكل حرية وما أكثر الامثلة .

  10. يقول أمّ محمّد رامي (تونس):

    لا يخلو الأمر من احتمالين: تورّط المتّهم وبراءته بحسب سلبه قدراته على التمييز بين ما يسيء لمسيرته الحياتيّة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً أو إثباتها له وتمتيعه بها.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية