مدريد-«القدس العربي»: شن زعيم المعارضة الإسبانية بابلو إغلسياس الأمين العام لحزب بوديموس هجوما قويا ضد الملك فيلبي السادس متهما إياه بالعجز السياسي وعدم القدرة للحديث عن المشاكل الحقيقية التي تواجهها اسبانيا مثل فشل النموذج الاجتماعي الذي تسبب في تفقير جزء هام من الشعب.
وأحيت اسبانيا يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري الذكرى الأربعين للانتقال الديمقراطي الذي قاد البلاد الى الديمقراطية بعد رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي حكم اسبانيا منذ نهاية لحرب الأهلية سنة 1939 الى منتصف السبعينات. وخلفت هذه المناسبة جدلاً واسعاً لأسباب متعددة. وأول هذه الأسباب عدم إشراك الملك الأب خوان كارلوس في الاحتفال رغم أنه من المهندسين البارزين للانتقال الديمقراطي برفقة آخرين مثل رئيس الحكومة وقتها أدولفو سواريث والأمين العام للحزب الاشتراكي فيلبي غونثالث. وأعرب الملك الأب، وفق ما نقلت جريدة الموندو، عن غضب شديد جراء التهميش الذي تعرض له. ويتجلى الجدل الثاني في رفض عدد من الهيئات السياسية القومية الإقليمية الممثلة في البرلمان من كتالونيا وإقليم بلد الباسك المشاركة في الذكرى الأربعين للانتقال الديمقراطي، مبررة رفضها المشاركة بأن الانتقال لم يمنح حق تقرير المصير لسكان الاقليمين، ثم الاحتجاج على ما تعتبره العلاقة الوطيدة بين المؤسسة الملكية وإدارة الجنرال فرانسيسكو فرانكو.
لكن الجدل الحقيقي هو الذي أحدثه أمس الأمين العام لحزب المعارضة اليساري بوديموس، بابلو إغلسياس الذي انتقد بقوة خطاب الملك فيلبي السادس قائلا أنه لم يرق للكثير من الفاعلين السياسيين في البلاد وجزء كبير من المواطنين. وأوضح أن الجميع كان ينتظر خطابا جريئا حول ثلاث قضايا هي: محاربة الفساد وانهيار النموذج الاجتماعي الإسباني ثم قضية القوميات. وتابع موضحا هيمنة الفساد على الحياة العامة، في إشارة الى قضايا الفساد التي تورط فيها الحزب الشعبي الحاكم بشكل لم تشهده البلاد خلال العقود الأخيرة. وتساءل بابلو إغلسياس، وهو من القادة الشباب الجدد في البلاد الذي ينادون بالجمهورية، لماذا لم يركز ملك البلاد على النموذج الاجتماعي الإسباني الذي أفقر الكثير من الشعب بسبب الليبرالية المتوحشة. ويتابع مبرزاً أن مناسبة أربعين سنة من الانتقال الديمقراطي تتطلب الجرأة في معالجة ملف القوميات أمام مطالب ساكنة كتالونيا وبلد الباسك تقرير المصير خاصة كتالونيا التي ستشهد استفتاء تقرير المصير يوم أول أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، مما يشكل أكبر تحدي سياسي للبلاد منذ الحرب الأهلية في الثلاثينات. وعمليا، أثار تهميش ملك البلاد وعدم التركيز كثيراً على هذه القضايا تساؤلات بل واستياء وسط جزء من الرأي العام. ويفسر الخبراء هذا بكون الحكومة هي التي تشرف على مراجعة خطاب الملك وتنقص وتضيف، ونظراً لتورط الحزب الشعبي الحاكم في الفساد، فهو يعمد الى إلغاء كل ما يشير الى الفساد.
حسين مجدوبي