رام الله – «القدس العربي» : قال جمال زقوت عضو المجلس الوطني الفلسطيني إنه يمكن اعتبار خطاب الرئيس محمود عباس «وثيقة جرد حساب للمجتمع الدولي وفشله في تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية، بدءاً من قرار 181 وحتى القرار الأخير لمجلس الأمن المتعلق بقضية الاستيطان والاحتلال، إلا أنه أيضاً وفي هذا المعنى دليل على فشل الرهانات الفلسطينية ذاتها، ولكنه لا يؤشر لخطة مختلفة إذا استمر جوهر التحرك السياسي يتمثل في نعتمد عليكم» للرئيس الامريكي دونالد ترامب».
وأكد في حديث مع «القدس العربي» ان «ما حمله الخطاب من أفكار مهمة تشير الى ان مرحلة التحرر الوطني هي الأساس، تستدعي استراتيجية مختلفة، فالتحرر الوطني له قوانينه وأولها قانون الوحدة الوطنية، الأمر الذي يتطلب إعادة الاعتبار للائتلاف الوطني العريض الذي مثلته منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية جامعة لكل جهد نحو إنهاء الاحتلال، وما يستدعيه من مراجعة للأدوات ومضمون الائتلافات وسبل استعادة ثقة الإنسان الفلسطيني بمستقبله ومشروعة الوطني التحرري».
وأضاف ان «هذا يستدعي أيضاً تسريع خطوات إنهاء الانقسام وإزالة كل العراقيل أمام الشراكة السياسية في تحمل مسؤولية مجابهة تحديات الذهاب نحو خيارات بديلة وأكثر فاعلية، ويأتي في هذا السياق وعند الحديث عن المجلس الوطني، العودة لقرارات الإجماع الوطني الذي مثلته نتائج اجتماعات اللجنة التحضيرية في بيروت بداية هذا العام سواء لضمان الذهاب لدورة توحيدية للمجلس الوطني، او ما يتصل بتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها الأساسية تعزيز قدرة شعبنا على الصمود في مواجهة المخططات الاستيطانية، وكذلك النهوض الوطني في مساندة الخيارات البديلة في إطار استراتيجية موحدة ومؤسسات وطنية جامعة تحت إطار منظمة التحرير».
وأضاف زقوت إذا كانت القيادة الفلسطينية ستسير نحو هذه الخيارات بما في ذلك استنهاض جدي، وليس مجرد شعارات موسمية «للمقاومة الشعبية بطابعها السلمي والجماهيري الواسع» وتوفير كل العناصر المطلوبة لهذه المقاومة، مؤكداً أن هذا ما سيتضح في الأيام القادمة، فإن الاختبار الأول هو كيف ستتصرف القيادة وحكومتها إزاء متطلبات إنهاء الانقسام وضرورة إلغاء ما سمي بالإجراءات «العقابية» الإدارية منها والمالية.
ونشر الكاتب والصحافي محمد دراغمة تحت عنوان «خطاب الرئيس وخياراتنا» على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يقول «هدد الرئيس بتسليم مفاتيح السلطة للاحتلال وسحب الاعتراف من اسرائيل والتحول من حل الدولتين الى حل الدولة الواحدة. لكن السؤال هل يمكن تنفيذ هذه التهديدات وتحويلها الى خيار سياسي؟ اعتقد ان الجواب لا، لأن السلطة تحولت الى نظام للحكم الذاتي وأي تغيير في قواعد العلاقة مع اسرائيل يهدد بانهيار منظومة المصالح القائمة والتي لا يبدو ان أصحابها في وارد التضحية بها».
وتابع «حاول الرئيس الراحل ياسر عرفات تغيير الوضع القائم، فتعرض للحصار حتى الموت. كذلك حاولت حركة حماس تغيير الوضع الراهن فتعرضت لحصار من نوع آخر. يمكن للسلطة تغيير قواعد الوضع الراهن في حال واحدة ان نرى قيادتها الأولى تقود التظاهرات والاعتصامات أمام الحواجز وفي الطرق كما فعلت قيادة جنوب أفريقيا».
من جهته قال المحلل السياسي راسم عبيدات إن «الجميع منا يدرك تماماً بأننا سلطة بدون سلطة، حيث أن الاحتلال يفرض سلطته على كامل الضفة الغربية بعيداً عن تقسيمات اوسلو، فقوات امن الاحتلال تعتقل أي مناضل حتى من المقاطعة نفسها، وكل فريق السلطة والوزراء وحتى الرئيس بحاجة الى تنسيق او تصريح من أجل حرية التنقل والحركة والسفر، وهذه حقيقة يعرفها القاصي والداني».
واعتبر أن «خيار حل الدولتين أصبحت عليه مئة علامة استفهام ولذلك لا يحتاج طرح حل الدولتين لا الى تحليل عميق ولا جرأة عالية. اما عند الحديث عن الاعتراف المتبادل الذي أقدمنا عليه في جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني عقدت في غزة عام 1996حيث جرى فيها تعديل العديد من مواد الميثاق الوطني وجرى الاعتراف بدولة الاحتلال، فهذا الاعتراف فقط منح الشرعية لدولة الاحتلال وحتى مؤسسات القدس ومؤسسات المنظمة وعلى رأسها بيت الشرق جرى إغلاقها وكل مؤسسة لها علاقة بالسلطة او المنظمة او الأحزاب والقوى الفلسطينية، او أي شكل سيادي مثل الغرفة التجارية الصناعية جرى إغلاقها».
وأكد أن «مقياس التمسك بحقوق وثوابت شعبنا هو بوجوب البحث عن خيارات وآفاق جديدة ليس من خلال ترامب ولا قادة أوروبا الغربية، ولنولي وجوهنا صوب الشرق، فالغرب لا يأتي منه ما يسر القلب ولنراجع خياراتنا واستراتيجياتنا ورؤيتنا ولنبحث عن خيارات خارج الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية، فورق قراراتها غير المنفذة لصالح شعبنا تعفن».
وسبق خطاب الرئيس عباس عقد جلسة المباحثات بينه ونظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وناقش الاجتماع التطورات المتعلقة في العملية السياسية، ومجمل الأوضاع العامة في الأراضي الفلسطينية.
وعبر الرئيس في كلمة له في بداية اللقاء عن شكره للرئيس ترامب بقوله «أنا سعيد جدا أن أكون هنا مع الرئيس دونالد ترامب وأشكره شكرا جزيلا على إتاحة الفرصة لنلتقي للمرة الرابعة خلال العام الأول لرئاسته، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على جدية فخامة الرئيس بأنه سيأتي بصفقة العصر في الشرق الأوسط خلال العام أو خلال الأيام المقبلة ان شاء الله».
وأضاف «نحن واثقون أن الرئيس ترامب مصمم على الوصول للسلام في الشرق الأوسط، وهذا يعطينا تطمينات بأننا سنصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الإسرائيلي. وذكر الرئيس أنه التقى مبعوثي الرئيس ترامب الذين زاروا المنطقة نحو 20 مرة، ما يدل على الاهتمام بإيجاد حل لهذه القضية».
وأكد ان «السلام فيه مصلحة لنا ومصلحة للشعب الإسرائيلي، وبهذه المناسبة اسمح لي فخامة الرئيس أن أوجه التهاني للشعب الإسرائيلي لمناسبة رأس السنة اليهودية الجديدة، وللأمة الإسلامية لمناسبة رأس السنة الهجرية الجديدة، وهذه مصادفة حلوة أن نحتفل بعيدين في أربع وعشرين ساعة، إذن نحن نستطيع أن نتعايش للأبد».
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس غادر والوفد المرافق له مدينة نيويورك عائدا إلى فلسطين بعد الخطاب الذي ألقاه في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ووضع فيه العالم أمام مسؤولياته، مذكرا بالثوابت الفلسطينية والتمسك بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين.
فادي أبو سعدى:
WITHOUT MILITARY ACTIONS WE ACHIEVE NOTHING JUST HALLUCINATIONS