زوارق نهر أبي رقراق بين الرباط وسلا ذاكرة عريقة وشواهد على عصور خلت

حجم الخط
4

الرباط ـ «القدس العربي»: يقف الزائر لمدينة الرباط طويلا عند باحة صومعة حسان بوصفها أحد أهم المزارات السياحية التاريخية للمدينة، فهناك بإمكانه أن يشهد تداخل التاريخ والجغرافيا والطبيعة، فصومعة حسان التاريخية التي شيدت في القرن 11 من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي أضحت رمز المغرب السياسي والتاريخي في الخارج رغم عدم اكتمال بنائها بسبب زلزال كان قد ضرب الرباط وأضحت ضريحا لملوك المغرب الحديث. لكنها في الآن ذاته تنتصب شاهدة على قصة مدينتين مغربيتين فرقهما نهر أبي رقراق وجمعهما التاريخ والأساطير. والمتأمل حاليا للمشهد البديع والمتقدم جدا في ضفتي النهر نقطة التقاء المدينتين بخطوط الترامواي السريع وحركة القطارات الدؤوبة وملايين السيارات والعربات التي تعبر بيسر وسلاسة عبر قناطر ضخمة حديثة شيدت على نهر أبي رقراق، قد يطرح سؤالا حول كيف كان يتم العبور بين المدينتين الجارتين لسنين خلت قبل أن تهب رياح العصرنة والتشييد؟
والجواب عن السؤال يقبع غير بعيد وتحديدا أسفل ربوة الحدائق المحيطة بباحة صومعة حسان المطلة على ضفاف النهر في «العدوة» الرباط. فهناك تصطف عشرات الزوارق بلون أزرق سمائي تبدو ضئيلة متهادية وسط النهر وكأنها تقاوم في استسلام آخر ما جادت به تكنولوجيا النقل والعبور بين الضفتين.
فزوارق النهر أو «الفلايك» (جمع فلوكة كما يطلق عليها) تشكل ذاكرة المدينتين وشاهدا على عصور خلت حين كانت هي الوسيلة الوحيدة لنقل المئات من العابرين يوميا بين المدينتين وأيضا حتى وقت قريب لا يتجاوز عشرين سنة رغم وجود القناطر القديمة. يقول محمد اللحقي مالك أحد الزوارق «كنا أسياد النهر والعبور. كنا بمثابة شريان حياة بين المدينتين بل الشريان الوحيد الذي يضخ يوميا المئات من الناس وأيضا السلع والدواب في حركة لا تنتهي بحلول الليل. كانت أيام خير وبركة قبل أن يتطاول حولنا البنيان وتمتد سكك الحديد وأسوار القناطر الضخمة لنتوارى إلى الخلف نلتقط فتات رزق مفقود».
بحسرة يستطرد محمد اللحقي حديثه إلى «القدس العربي» وهو يجدف بيدين خشنتين قاربه المسمى «معجزة» والذي قضى على ظهره 36 سنة من عمره كمراكبي عبور: «تغير الزمن وانصرف عنا الناس إلى العبور برا بعد أشغال توسعة القناطر وانجاز خطوط التراماوي برحلاته السريعة على مدار اليوم والساعة». ويضيف بحسرة ظاهرة «ليس هذا فقط انظري إلى تلك الشقق الفخمة» في إشارة إلى مشروع شقق «باب البحر» الفاخرة التي شيدت حديثا على ضفاف النهر في الجارة سلا «هناك سعر الشقة الواحدة يفوق 300 ألف دولار. كيف يمكن لمن يمتلك سكنا في مجمع الأثرياء هذا أن يستقل زورقا للعبور بدرهمين أي أقل من نصف دولار. لقد قُضي على مهنتنا، أصبحنا نقضي اليوم بأكمله في انتظار عابرين على أصابع اليد الواحدة. وما يحفظ توازننا قليلا هي جولات النزهة التي يطلبها غالبا العشاق الراغبين في مشاهدة انعكاس الغروب على النهر أو العرسان الجدد أو بعض السياح حيث تحدد الرحلة ما بين ثلاث دولارات إلى خمس حسب سخاء الزبون. وهذا النوع من الرحلات يضيف ساخرا أحالنا إلى مصورين محترفين فنحن نعرف زوايا التقاط أجمل الصور التي يرغب فيها زبائن جولات النزهة كتلك التي تتخذ من صومعة حسان خلفية لها والتي خلفيتها قصبة الأوداية عند مصب النهر في المحيط ومع ذلك نحن بالكاد نجني 50 درهما في اليوم (حوالي 6 دولارات) ليست كافية في أي حال لمتطلبات المعيشة. لقد كنا نجني أضعاف هذا المبلغ في الماضي بالإضافة إلى قيمتنا المعنوية آنذاك».

مشروع وطني

يعتبر مشروع تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق من أهم المشاريع الحضرية في العشرية الأخيرة في المغرب. ويحظى بعناية خاصة من العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي وضع لبنته الأولى سنة 2007 ممثلة في تهيئة شبكة ترام حديثة وصديقة للبيئة بخطين يربطان أهم مرافق الرباط وسلا، حيث يبلغ طول الخطوط المستغلة 19 كلم بـ31 محطة. وسبق ذلك أشغال تشييد قناطر جديدة وتوسيع وتجديد القديمة، وطرق جديدة ونفق أرضي يمر أسفل قصبة الأوداية عند المصب. وعلى مساحة تناهز 6000 هكتار تم تشييد مشروع مارينا سلا وهو يتسع لاستقبال أزيد من 300 من اليخوت الفارهة لأثرياء عرب وأوروبيين ووحدات سكنية فخمة ومطاعم ومرافق ترفيهية تمكن الزوار من إطلالة بانورامية شاملة لضفتي النهر تجملها ليلا أضواء الترامواي المنعكسة على صفحة المياه وهو يعبر القنطرة. ويمتد هذا الشريط الترفيهي والسياحي الذي اكتملت أشغاله من المصب إلى قنطرة مولاي الحسن، حيث يبدأ الشطر الثاني من مشروع التهيئة الذي سيضم مشاريع ترفيهية وثقافية أبرزها على الإطلاق مسرح الرباط الكبير الممتد على مساحة 47 ألف متر مربع بطاقة استيعابية تقدر بـ 2050 مقعدا وقاعة ثانوية للعروض بطاقة 520 مقعدا وفضاء مسرحي كبير في الهواء الطلق سيتسع لـ 7000 متفرج لاستقبال مختلف التظاهرات الموسيقية والفنية. وتستمر سلسلة المشاريع والانجازات بين مركبات سياحية للصناعة التقليدية وشاليهات سكنية فارهة ومنتجعات على ضفتي النهر ومشاريع أخرى طرقية وقناطر جديدة بطول إجمالي يناهز 15 كلمترا من المصب إلى سد سيدي محمد بن عبد الله. وتشرف على مشاريع التهيئة وكالة وطنية خاصة بميزانيات ضخمة ومفتوحة وهو الأمر الذي غير كلية من ملامح الضفتين.

«الفلايكية»
ضحايا مشروع التهيئة

يقول المراكبي محمد اللحقي: رغم أننا أجبرنا على التوقف عن العمل طيلة مدة أشغال بناء وحدات «باب البحر» بتعويض ضئيل منحته لنا الدولة (حوالي 250 دولارا شهريا) لكننا استبشرنا خيرا بهذه التطورات في البداية فقد وعدنا المسؤولون بجلب وفود سياحية تعوض ما فقدناه من زبائن. كما أن الملك منحنا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية زوارق جديدة موحدة اللون والشكل يبلغ قيمة الواحد منها حوالي 3500 يورو. لكن التعويضات توقفت والوعود أخلفت، وفور انصراف الملك أخذ منا المسؤولون الزوارق وطالبونا بمبلغ 400 دولار لنتسلمها من جديد». وعن ما إذا حاول البحث عن عمل آخر يقول محمد اللحقي أنه لا يستطيع أن يتغيب يوما واحد صيفا وشتاء عن المركب. ولا يتقن عملا آخر غير التجديف والعبور: «حين أتغيب لظروف ما كالمرض أو الأعياد أظل أفكر طوال الوقت في المركب، فربما ازداد منسوب ماء النهر بفعل حركات المد البحري أو إطلاق مياه السد. ربما تسرق أو تخرب أو ربما بدأت طبقات من الطحالب المائية السميكة في التشكل أسفل المركب بفعل التوقف الطويل وهو الأمر الذي قد يتسبب في إتلافها وإحداث ثقوب. فأنا أعيش هاجس المركب في أحلامي ويقظتي».
يبلغ عدد مراكب أبي رقراق 72 باتت تحمل أسماء خاصة بعضها تحيل على المأزق الذي بات يعيشه أصحابها مثل «الرجاء في الله» و»الرحيمة» و»المعجزة» و»شاء الله» و»الحظ» وتدوم الرحلة بين الضفتين أقل من 10 دقائق بسعر لا يتجاوز الدرهمين للراكب «أقل من نصف دولار». يقول عبد الصمد الجيراري لـ«القدس العربي» بسخط واضح وهو أب لأربعة أبناء مصدر رزقهم الوحيد هو ما يجنيه من دراهم قليلة من مركب يستأجره بـ1500 درهم للشهر: «قضيت 18 سنة هنا فصرت كالسمكة لا أستطيع مفارقة النهر والمحيط، لكننا نظلم وندهس بالأقدام، فالمشكل ليس فقط في تلك المشاريع الضخمة بل في تسيير هذا القطاع الذي استطاع فيه البعض عبر الواسطة امتلاك مراكب رغم أن قدميه لم تلامسا يوما ضفاف النهر ولا يعرف كيفية التجديف أو كيف يربط «السترب» وهي الحبال التي تشد المجداف إلى المركب». يضيف عبد الصمد بحدة «نعم أكتبي هذا، هناك شرطي تدخل لفائدة زوجته التي حصلت على مركب باتت تؤجره لزملاء قضوا كل حياتهم في النهر. وأنا أحيانا بالكاد أستطيع تحصيل مبلغ إيجار المركب الذي اشتغل عليه». ويضيف عبد الصمد مشيرا نحو مشروع مارينا لليخوت القريب: «هؤلاء الأثرياء يحظون بالحماية والحراسة والأمان فيكفي أن تقترب من هناك حتى تحاصر بالحراس والأسئلة».
يروي عبد الصمد واللحقي كيف أصبح المنفذ الوحيد بين المشاريع الضخمة في ضفة سلا حيث محطة وصول العابرين مرتعا للصوص وقطاع الطرق في واضحة النهار بشكل قضى على آخر أمل في الحصول على زبون يختار المركب كوسيلة نقل. بينما يتذكر اللحقي بحسرة كيف كان شكل الضفة الأخرى يقول: «كان هناك عدد من مطاعم الأسماك الشعبية وفي الوراء كان هناك ملعب سلا لكرة القدم. كانت أيام عز ورواج خصوصا حين تلعب الفرق الرياضية الرباطية والسلاوية وننقل نحن آلاف الجماهير بين الضفتين مع زبناء «القلاية» أي مطاعم قلي السمك هناك، لقد تحولت المنطقة إلى صحراء قاحلة، ثراء موحش وفاحش يطل علينا من شرفاته الفخمة».

مقترحات حلول

وفي سؤال عن ما يقترحونه من حلول لحفظ مهنتهم من الإندثار يقول اللحقي: «نحتاج على الأقل لإنارة الطريق وتعبيدها حيث محطة وصول الركاب في ضفة سلا، مع تكثيف دوريات الأمن هناك ومحاصرة اللصوص ومحاربة جحافل الكلاب الضالة التي كان قد استعان بها حراس وعمال بناء مشروع «باب البحر» وأن تتوقف ممارسات الزبونية والمحسوبية في تسجيل المراكب الجديدة في ملكية غرباء عن القطاع. وأن يفي المسؤولون بوعودهم في جلب الوفود السياحية وتكثيف الأنشطة الثقافية والفنية على الضفتين». يضيف عبد الصمد: «فمهرجان موازين مثلا الذي تنتصب إحدى منصاته على جنبات ضفة الرباط منحنا أسبوع عمل استثنائيا».

أبي رقراق تاريخ وحكاية

نوادر عديدة وقصص وقصائد مغناة وحكايات تصل حد الأسطورة حيكت حول نهر «أبي رقراق» الفاصل بين رباط الفتح، وسلا مدينة الأسوار والتاريخ والقراصنة، فأبي رقراق يفصل بين مدينتين لطالما وصفتا بـ»العدوتين» فأهل سلا هم أهل بلا، مناقيرهم من حديد، يؤذون الناس من بعيد، كما أن ساكنة سلا تصاب بالحمق والجنون بعد صلاة العصر كما يردد الجار الرباطي حيث يفسر المؤرخون هذا الكلام كون مدينة سلا بقلاعها العسكرية الحصينة كانت تقفل أبوابها عصرا درءا لهجوم الغزاة مما يجعل زوار المدينة يستقلون المراكب بسرعة جنونية لعبور الأسوار قبل العصر مخافة أن يلتحفوا العراء ليلا بجانب النهر. ورد «السلاويون» على مناوشات ساكنة الرباط قائلين : «لو صار نهر أبي رقراق حليبا والرمل زبيبا، ما صار السلاوي للرباطي حبيبا». وفي بيت شعري أخر قالوا: «أرى النفس تزهو في سلا من سلوها ويعلوها في الرباط ضرب من القنط». وهو البيت الذي لا تزال آثاره إلى يومنا سارية فتوصف الرباط لدى ساكنة المدن البعيدة والمتهيبة من طابعها الإداري والسياسي والرسمي ومن تنظيمها ونظافتها الظاهرة بـ «المدينة المقناطة» أي التي تصيب بالكمد والقنط.
ويعانق النهر بعد حوالي 250 كلمترا من الجريان مياه المحيط الأطلسي حيث تستقبله قصبة الاوداية العتيقة مقر إقامة كبار ملوك وسلاطين المغرب في تاريخ الرباط القديم، فبشموخ معمارها وبثراء ذاكرة ممتدة ثمانية قرون في كل شبر وراء أسوارها ومدافعها الممتدة، تحكي عددا من القصص والحكايات التي حملها النهر حول المدينتين، بدءا من حكم المرابطين والموحدين وصولا إلى فترة ظهور جمهورية قراصنة بورقراق في منطقة مصب النهر، بين سنتي 1627 و 1668 بقيادة قراصنة بحريين، تمركزوا في مدينتي سلا والرباط، حيث تشكلت الدويلة من عدد من المسلمين المطرودين من الأندلس، واعتمدت على القرصنة البحرية كأساس لاقتصادها، وامتد مجال عملياتها البحرية إلى السواحل والأساطيل الملاحية الأيبيرية وشكلت الزوارق عبر كل ذاك التاريخ الزاخر الرابطة الحسية الوحيدة بين المدينتين قبل أن تصبح مجرد واجهة فلكلورية يئن ملاكها بين وطأة الفقر والحاجة وأمجاد قديمة دهسها غول الحضارة والتمدن.

فاطمة بوغنبور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صوت من مراكش:

    كلما ذكر نهر ابي رقراق والا انسابت من اعماقي الحان الراحل عبد السلام

    عامر في رائعته الخالدة “القمرالاحمر ” وهي من شعر عبد الرفيع الجوهري

    وغناء عبد الهادي بلخياط وبهيجة ادريس

    بفضل هاته الرائعة عرفت ابا رقراق

    ورقراق ذاك العظيم على شاطئيه ارتمى اللحن والمزهر

    وتحياتي

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    محمد غريط
    ( 1298 – 1369 هـ) / ( 1880 – 1949 م)
    ظم الشاعر هذه القصيدة معارضا بما من فضل ابا رقراق على وادي الجواهر

    وادي الجواهرِ مُتحفُ الأحداقِ *** ومكلِّلُ الأفكارِ والأذواقِ

    وادٍ جرَى وسْطَ البسيط مُسلسَلاً *** يروي غليلَ الوجْدِ والأشواق

    وادٍ له لونُ اللُّجينِ ونَفْحةُ الْـ *** ـعطرِ النَّفيس وخفَّةُ التِّرْياق

    نشرَ الربيعُ بضفَّتيْه غلائلاً *** ذهبيَّةَ الأذيال والأطْواق

    فكأنما قِطَعُ الشقيقِ عساكرٌ *** هزَّتْ قلانِسَها بيوم تَلاق

    طورًا تراه كما العِذارُ مُعَقْربًا *** وأُويْنةً كقلائد الأعناق

    تشدو البلابلُ حولَه فتخالُها *** تروي لذيذَ الصّوتِ عن إسحاق

    ناهيكَ من وادٍ يُضاف لبلدةِ التْـ *** ـتأديبِ والتَّمييزِ والإرفاق

    فاسُ التي بجمالِها وخصالِها *** فاقتْ بلاد الغرب بالإطلاق

    ناهيك من حاوٍ لكلِّ بديعةٍ *** تبدو لِعَيْنِ الألمعيِّ الراقي

    سالتْ مذانبُه فكنَّ ذوائبًا *** نُشرَتْ بِبيضِ ترائبٍ وتراق

    تحت المناظرِ والقصور كأنها *** بين الغُروس جداولُ الأوفاق

    من ذا يُفاخرُ صافيَ العين التي *** كلُّ العيونِ لها من العشّاق

    رقَّتْ طبيعتُه وراق جمالُه *** فغدا يتيهُ على أبي رَقْراق

    نهرٌ حوى الضِّدَّيْن من حلْوٍ ومن *** مرٍّ كما شِيبَ الإخا بنفاق

    ذاك الغني بأصله وبفيضـه*** لولا الخليج لكان ذا إملاق

    فالفضل للبحر الذي قد خصه *** من مده بعبابه المهراق

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول صوت من مراكش:

    الى الاخ الكروي داود

    اشرت في تعليقي السالف لرائعة القمر الاحمر التي تغنت بجمال ابي رقراق

    وهناك اغنية اخرى لا تقل روعة عنها لنفس الملحن و الشاعر وتسمى

    قصة الاشواق ومن خلال القصيدة التي قدمت لنا اخي تبين لي انها شبيهة

    في الوزن والقافية من قصة الاشواق تلك ويقول مطلعها :

    قدحي انا قد جف يا رقراق فاسكب حمي السحر بالاحداق

    وتحياتي اليك

    1. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي من مراكش وحيا الله الجنيع
      أنا من محبي الشعر بالقافية فقط و أظن أنك كذلك يا أخي

      ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية