زيدان يعود الى التألق مجددا من بوابة المدينة التي توجته بطلا للعالم قبل عقدين

حجم الخط
1

 

مدريد – د ب أ: لا يكفي في ريال مدريد أن تكون أحد أساطيره أو أن تكون مدربا نجح في حصد ثمانية ألقاب في عامين لتحظى بالتقدير الأبدي، وهو أمر يعرفه جيدا الفرنسي زين الدين زيدان الذي عاد للتألق كمدرب في الوقت الذي تتزايد فيه الشكوك حوله.
وكانت العاصمة الفرنسية باريس على موعد مع عرض فني راق قدمه حامل لقب دوري أبطال أوروبا، الذي أطاح بسان جيرمان من دور الستة عشر. ويعود الفضل الأكبر إلى زيدان، الذي كانت له الغلبة في صراعه أمام المدرب الإسباني أوناي ايمري، الذي كان محط انتقادات الصحافة العالمية. وتكهن الكثيرون بانتهاء حقبة تألق الريال في كانون الأول/ديسمبر الماضي، عندما أزيل النقاب عن نتائج قرعة دور الستة عشر، وأوقعته أمام المنافس الذي لا يرغب أحد في مواجهته، باريس سان جيرمان المدجج بصفقات تبلغ قيمتها مئات الملايين أبرزها صفقتي نيمار وكليان مبابي. وعضد من هذا التصور ومنحه منطقية كبيرة الترنح الذي كان يعانيه الريال في تلك الآونة في الدوري الإسباني التي خرج من دائرة الصراع على لقبها مبكرا، إضافة لتوديع النادي الملكي كأس إسبانيا في كانون الثاني/يناير الماضي أمام منافسه المتواضع ليغانيس. واتجهت جميع أصابع الاتهام آنذاك إلى زيدان، الذي لم يشفع له حصد لقب دوري الأبطال في الموسمين الأخيرين أو فوزه هذا الموسم بالسوبر الإسباني والأوروبي وكأس العالم للأندية. وعاد الكثير من وسائل الإعلام لإطلاق لقب «واضع التشكيل» على المدرب الفرنسي، وهو اللقب الذي يشير إلى أن زيدان مجرد مدرب يضع الأسماء قبل المباراة ويختارها بين اللاعبين. ولم يقتصر الأمر على الصحافة، ولكن زيدان فقد مكانته المرموقة داخل «سانتياغو بيرنابيو»، معقل الريال، بعدما كان أيقونة مقدسة لا يجوز المساس بها، ليتلقى مع كل مباراة ومناسبة قراراته وابلا من صافرات الاستهجان من جماهير فريقه. وعاد زيدان إلى العيش في الأجواء التي صاحبت تعيينه مدربا في مطلع 2016 خلفا للإسباني رافايل بنيتيز، عندما أحاطت به الشكوك من كل جانب بسبب خبرته القليلة. ولكن حان وقت الذهاب إلى باريس وعاد زيدان للتألق من جديد في مباراة اتجهت فيها جميع الأنظار إليه. ولم يكن على زيدان مع اكتمال قوته الضاربة في وسط الملعب بتعافي اللاعبين توني كروس ولوكا مودريتش من الإصابة أن يصنع فريقا صلبا فحسب، بل كان عليه أن يواجه باريس سان جيرمان المدجج بالنجوم وسط موسم يعج بالضغوط اللانهائية. وفي واقع الأمر سار كل شيء على ما يرام مع المدرب الفرنسي، بدءا من قراراته الجريئة الخاصة بالتشكيل وحتى خطته الفنية المحكمة. ووضع زيدان كلا من لوكاس فازكيز وماركو أسينسيو على طرفي الملعب، وترك على مقاعد البدلاء اللاعبون العائدون لتوهم من الإصابة، كما منح فرصة لماتيو كوفاسيتش في وسط الملعب وعاد مرة أخرى لتجاهل غاريث بيل. ولم تقف إبداعات زيدان عند هذا الحد، لكنه بسط سيطرته منذ الدقيقة الأولى على سان جيرمان، وحقق تفوقا كاسحا في وسط الملعب وشن هجمات من الأجناب بشكل رائع ولجأ إلى استراتيجية الدفاع المتقدم والضغط في نصف ملعب المنافس. وكان ذلك الأسلوب هو بحق الذي يجب أن يتبعه حامل لقب النسختين الأخيرتين لدوري أبطال أوروبا. وقال راموس: «خطة مدربنا كانت جيدة للغاية، كان لدينا الطريقة التي تناسبنا وقمنا بتنفيذها جيدا». وأشادت أيضا الصحافة الإسبانية بزيدان، حيث قالت صحيفة «ماركا»: «عاد إلى بلاده وهناك في العاصمة التي شهدت تتويجه بلقب بطل العالم قبل عقدين، أظهر من جديد أنه مدرب من طراز رفيع». وقالت «أس» إن زيدان أعد خطة أجهز بها على سان جيرمان، وأضافت: «لقد كانت تشكيلته وتضحياته وطريقة لعبه هي من جعلته يفوز بالمباراة». وتابعت الصحيفة في ثنائها على المدرب الفرنسي قائلة: «زيدان الوفي لأسلوبه أرجع الفضل كله لفريقه، وقال ما يحب أن يسمعه أي لاعب كرة قدم: اللاعبون هم مفتاح الفوز». وكان الهدوء الذي ظهر به زيدان بعد تحقيق الفوز دالا بشكل كبير على فهمه وإدراكه لطبيعة الانتصارات التي يختفي بريقها سريعا وللقيمة القليلة التي تمثلها إنجازات الماضي لمدرب لم ينه مسيرته بعد. وهكذا، ينتظر زيدان اختباره الجديد مع انطلاق مباريات دور الثمانية للبطولة القارية للأندية الأشهر في العالم.

زيدان يعود الى التألق مجددا من بوابة المدينة التي توجته بطلا للعالم قبل عقدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عيسى محارب العجارمة:

    بطل رياضي عربي لم توفه امته العربيه حقه القومي

إشترك في قائمتنا البريدية