الناصرة ـ «القدس العربي»:انضمت سارة نتنياهو الى زوجها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية في حملة التحريض ضد السلطة الفلسطينية. ودعت نساء إسرائيليات للتظاهر أمام ديوان الرئيس محمود عباس، فيما يرجح السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن ان تواجه اسرائيل خيارين حاسمين قريبا.
والتقت عقيلة نتنياهو، قبل عدة أيام، بممثلات حركة «نساء يصنعن السلام» المعتصمات أمام منزل زوجها رئيس الحكومة منذ شهر، والمطالبات باستئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين. وقالت للوفد النسائي إن الرئيس عباس هو المسؤول عن الجمود السياسي، واقترحت عليهن التظاهر والصيام أمام منزله في رام الله «كي يعمل من أجل استئناف المفاوضات بدل انشغاله في محاولة دفع المقاطعة ضد إسرائيل».
وكانت نساء الحركة قد بدأن الصيام امام منزل نتنياهو تحت عنوان «صيام صامد»، في إشارة الى مرور سنة على حرب «الجرف الصامد» ضد قطاع غزة في الصيف الفائت. وقالت النساء أنهن يَصُمْن من اجل ان يعمل رئيس واعضاء الحكومة والكنيست على طرح مباردة لفتح مفاوضات تقود الى اتفاق سياسي مع الفلسطينيين. وقبل اربعة أيام تم استدعاء اربع نساء من المعتصمات للقاء سارة نتنياهو. وحضر اللقاء المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الاسرائيلية نير حيفتس الذي ادار الحملة الانتخابية لليكود، وكذلك مصور أحضرته عائلة نتنياهو.
واصدرت الحركة النسائية بيانا حول اللقاء، تم تنسيقه مع سارة نتنياهو ونير حيفتس وجاء فيه ان سارة نتنياهو ابلغت الوفد بأن رئيس الحكومة نتنياهو يعمل بلا كلل من أجل السلام والأمن لأبناء شعبه، وانه مع كل أبناء عائلته يريدون أكثر من أي شيء آخر تحقيق السلام والأمن والازدهار والرفاه لكل مواطني إسرائيل.
وحسب البيان فقد قالت سارة نتنياهو للوفد «سيسرني حضور ابو مازن الى بيتنا في القدس كي يتحدث مع زوجي حول طرق ضمان السلام والأمن للشعبين».
الاختبارات المقبلة
وبرأي السفير الأسبق لإسرائيل في واشنطن زلمان شوفال تواجه الأولى اختبارين سياسيين حاسمين، يؤثران على علاقاتها مع الولايات المتحدة. ويقول شوفال إن الأول، يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، وسيتم حسمه خلال الأسابيع القريبة، والثاني يتوقع ان يأتي فور ذلك، ويتعلق بالموضوع الفلسطيني.
وهو يقول انه قد طرحت خلال الأشهر الأخيرة، تقييمات مختلفة حول مسألة ما اذا كان الرئيس باراك اوباما يرغب بالمخاطرة بإمكانية ان يطغى فشل آخر في الموضوع الفلسطيني على ما يعتبره الانجاز السياسي الأبرز خلال فترة رئاسته الاتفاق مع إيران. وحسب ما كتبه أهرون ميلر، الذي يتعقب منذ سنوات سياسة الإدارات الأمريكية المختلفة بشأن الشرق الأوسط، في مقالة نشرها في «واشنطن بوست»، فإن «الرئيس اوباما أصبح فعلا أكثر واقعية بشأن فرص التوصل حتى نهاية فترة ولايته الى اتفاق حول الوضع النهائي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن هذا لا يعني انه ووزير خارجيته تخليا كليا على تعزيز هذه الفكرة. حتى لو كان ذلك ينطوي على توتر آخر مع نتنياهو.
ويقول ان كلمات ميلر هذه وتصريحات مختلفة صدرت عن دبلوماسيين أمريكيين وأوروبيين، لا تنفصل عن النشاط الفرنسي الذي يقوده وزير الخارجية لوران فابيوس في الموضوع الفلسطيني. لقد مر هذا النشاط بمراحل مختلفة: في البداية أعلن فابيوس ان فرنسا ستطرح اقتراحا جديدا في مجلس الأمن الدولي، يستبدل قرار مجلس الأمن الصادر عام 1967 (القرار الذي لم يطالب إسرائيل بالانسحاب من كامل الأراضي وربط الانسحاب بضمان الحدود الآمنة).
ويرجح ان الأمر تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة، على الأقل في الخطوط العريضة للاقتراح، لأن الفرنسيين فهموا بأنه إذا لم يتم ذلك فمن شأن اقتراحهم ان يواجه بالفيتو الأمريكي كما في السابق. ويضيف «تمثلت المرحلة القادمة في زيارة فابيوس الى القدس ورام الله، حيث اوضحت له الحكومة الإسرائيلية انها ستواصل معارضة كل خطوة ذات طابع إملائي يتعارض مع مبدأ المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة، وتهدف عمليا الى إقامة دولة فلسطينية خلال 18 شهرا كحقيقة واقعة.
كما يرجح ألا توافق باريس على المطالب الفلسطينية بانسحاب تام من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 كما هي، ولكنه يمكن لها أن تلتزم بصيغة غامضة تعمل لصالحها. حتى في واشنطن لم يقرروا بعد ما اذا كانوا سيتعاونون مع المبادرة الفرنسية، أو التمسك بسياستها التقليدية الداعمة للمفاوضات المباشرة بين الطرفين بدون شروط مسبقة، داعيا الدبلوماسية الإسرائيلية للتعامل مع هذه القضايا في الأسابيع المقبلة.
السفير الأمريكي بعد تهديده
وفي سياق متصل كشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس ان الشرطة الإسرائيلية قررت زيادة الحراسة حول السفير الأمريكي في تل ابيب دان شبيرو، عقب تعرضه الى التهديد.
وكانت قد وصلت الى مقر السفارة الأمريكية في تل ابيب رسائل تهديد للسفير في اعقاب توقيع الاتفاق النووي مع أيران. وبالأضافة الى ذلك تمت كتابة ملاحظة على صفحة السفير في الفيسبوك، يحتج فيها كاتبها المجهول على «التخلي الأمريكي» عن إسرائيل. وينعت شابيرا في بعض رسائل التهديد بأنه «كابو» (الاسم الذي كان يطلق في معسكرات الاعتقال النازي على الأسير الذي كان الـ»اس. اس» يعينه مسؤولا عن الأسرى الآخرين لضمان تنفيذ مهامهم). وفي أعقاب تقديم شكوى الى الشرطة قرر قائد شرطة تل ابيب تعيين طاقم تحقيق خاص، وزيادة الحراسة حول السفير.
وديع عواودة: