الناصرة ـ «القدس العربي»: انضم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للجوقة الإسرائيلية الرسمية ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل. وقال في مؤتمر «هرتزليا للمناعة القومية» شمال تل أبيب أمس، إن مقاطعة إسرائيل غير مقبولة وليست قانونية.
وشارك ساركوزي الذي يستعد لترشيح نفسه مجددا لمنصب رئاسة الجمهورية الفرنسية، في مؤتمر هرتزليا الأمني واليميني الطابع، واعتبر في محاضرته مقاطعة إسرائيل دولة المبادرات الاقتصادية المتطورة غير منطقية وغير أخلاقية وغير اقتصادية أيضا.
وفي خطاب بدا صهيونيا قال متبنيا الخط الإسرائيلي الدعائي إن السكوت على اللاسامية يعني التمهيد لكارثة يهودية جديدة. وقال إن فرنسا ليست لاسامية وغير عنصرية رغم وجود عنصريين فيها. وأضاف «لن احتمل مظاهرات في فرنسا تهتف «الموت لليهود» مثلما لن أقبل مغادرة يهودها خوفا بل أقبل ذلك كخيار ثقافي عائلي وشخصي.
ووجه ساركوزي انتقادات للمفاوضات الجارية بين دول الغرب وإيران. وقال إنه عندما تكون صديقا للولايات المتحدة فهذا لا يعني أن تجعلها تفاوض إيران بدلا منا على ما هو مهم. وأضاف «هذا الاتفاق المقترح سيمكن إيران من مواصلة مساعيها لتطوير خطتها النووية وهذا تغيير كبير يفتح الباب أمام مخاطر كبيرة».
من جهته كرر وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعلون في المؤتمر ذاته الموقف الإسرائيلي التقليدي معتبرا الاتفاق الذي ترغب به الدول الغربية اتفاقا سيئا لإسرائيل. واعتبر أن هذا الاتفاق سيبيض الحراك غير الشرعي الذي يحظر على طهران التوصل لما وصلت له. وتابع القول متجاهلا كون إسرائيل مالكة لترسانة نووية «ستصبح إيران دولة على عتبة السلاح النووي». ولم يتطرق للاتفاق معها لصناعة الأسلحة مثلما لم يتطرق لكونها دولة مارقة وكيدية سياسيا وإرهابيا تسعى اليوم لفتح جبهة ضدنا في الجولان».
واعتبر أيضا أن إيران عندما تقوى اقتصاديا نتيجة رفع العقوبات الدولية عنها ستواصل مساعيها «الإرهابية» بقوة أكبر في المنطقة وتعرضها للخطر. وبشأن العلاقات مع الولايات المتحدة أكد يعلون ضرورة بقاء علاقات إسرائيل معها طيبة ومركبا من أمنها القومي. واضاف «لحسن حظنا أن العلاقات الأمنية مع واشنطن لم تتضرر بالعكس فالمصالح والقيم مشتركة وهذه العلاقات بالنسبة لنا مهمة جدا». وبالنسبة للشأن الفلسطيني فإن سياسة إسرائيل واضحة زاعما أنها غير معنية بالسيطرة على الفلسطينيين. في محاولة لإلقاء الكرة بالملعب الفلسطيني. وقال إن الفلسطينيين قرروا الانقسام لكيانين منفصلين: حماستان في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة. وردا على أقوال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ الذي حمل الحكومة مسؤولية تحويل إسرائيل لدولة عربية أغلبية نواب الكنيست فيها عرب، قال يعلون إننا غير معنيين بأن يشارك الفلسطينيون في الانتخابات العامة في إسرائيل، زاعما أن إسرائيل مستعدة للمفاوضات فورا ولكن دون شروط مسبقة.
يعلون الذي كشف في الماضي عن رفضه القاطع للتسوية مع السلطة الفلسطينية وأيد تمسك إسرائيل بكل فلسطين التاريخية في كتابه (طريق طويل.. طريق قصير) ودعا لكّي وعي الفلسطينيين بالنار والقوة المفرطة، قال في هرتزليا أمس إن المفاوضات مع الفلسطينيين لم تنجح. وكرر أقواله التي تسعى إسرائيل لإخفائها فأكد عدم رؤيته أي تسوية في حياته، داعيا للنظر لأهداف «واقعية». وأضاف «اقترح خطوات تحافظ على الاستقرار وتحاشي السيطرة على الفلسطينيين ودون محاولات تقصير الطريق».
في المقابل دعا وزير الداخلية والمسؤول عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين سيلفان شالوم لمؤتمر سلام إقليمي بمشاركة «الدول (العربية) المعتدلة» يتمحور حول السلام والاقتصاد.
وعلى غرار يعلون دعا شالوم الفلسطينيين للعودة للمفاوضات دون شروط مسبقة. وفي محاولة لتعديل صورة إسرائيل في العالم كرافضة للتسوية والسلام للإفلات من الضغوط وحملات المقاطعة، دعا شالوم الفلسطينيين للعودة لمائدة المفاوضات. وأضاف «إذا كانوا جديين ومستعدين لمفاوضات حقيقية التزم بأن يجدوا شريكا حقيقيا في إسرائيل».
وعلى هذه الخلفية قال شالوم إن إسرائيل معنية بالمشاركة بترميم غزة لكنها لن تحتمل أن يقوموا في المقابل بإطلاق الصواريخ عليها. وتابع القول «في غزة قلة ترغب بإطلاق الصواريخ لكن هكذا يبدأ التدهور دائما ونحن معنيون بقطع الطريق عليهم مبكرا وبصرف النظر عن هوية الجهة التي تطلق النار فإن حركة حماس تتحمل مسؤولية ذلك.
وبرغم الخلاف مع الولايات المتحدة اختار شالوم أيضا كيل المديح لها ولرئيسها الذي يسود توتر بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ سنوات. وقال إن الرئيس أوباما يفعل كل ما بوسعه لحماية أمن إسرائيل داعيا الاتحاد الأوروبي لتبني موقفه. وتساءل لماذا لا يضطلع الأوروبيون بدور في عملية السلام. وأضاف «قلت لهم إن عليهم تبني توجهات متوازنة أكثر وعدم تبني كل مزاعم الفلسطينيين». وتطرق شالوم للشأن الإيراني واتهم طهران بالسعي لقنبلة نووية، داعيا للوحدة ضد مسعاها هذا.
وديع عواودة
هو محق فيما يقوله، يا له من مسكين قطعت به السبلل! من أين يطعم عائلته؟ كان يتسلم هدايا دورية من القذافي. مات المصدر. لا بد من مصدر آخر. هل يفكر في إيران إن توقفت إسرائيل؟