لندن ـ «القدس العربي»: كل الإشارات واضحة عن بدء الجولة النهائية في حلب، البوارج الحربية الروسية في البحر المتوسط، وفرق إيرانية من ميليشيا «حزب الله» وتعزيزات قامت بها قوات النظام وسيطرة على عدد من المناطق الإستراتيجية الرئيسية، وكل هذا يعطي فكرة أن معركة حلب الأخيرة ستبدأ قريباً.
ومع ذلك فالسيطرة على معقل المعارضة في شرقي المدينة لن ينهي الحرب ولا حتى سقوط مدينتي الموصل أو الرقة، أهم مدن تنظيم الدولة في العراق وما يطلق عليها «عاصمة الخلافة» في سوريا، الرقة.
فالهدف لن يتحقق كما ينقل مراسل صحيفة «إندبندنت» كيم سينغوبتا عن مسؤول روسي بارز إلا بهزيمة «جبهة فتح الشام»، (جبهة النصرة سابقاً) ووقف تهديدها. ففي حلب تتعاون جبهة فتح الشام مع تحالف من الفصائل المسلحة والتي يحظى عدد منها بدعم من الغرب والولايات المتحدة تحديداً. وكان التحالف هذا فعالاً في مواجهة النظام السوري بزعامة بشار الأسد وفي بعض الأحيان مواجهة تنظيم «الدولة».
واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا والحلفاء الغربيون للمعارضة الروس والنظام السوري بأن القصف الجوي على مواقع المعارضة لا يهدف فقط لملاحقة الجهاديين ولكن لتدمير المعارضة المعتدلة. ويعلق سينغوبتا أن النقد الأمريكي للروس قد ينتهي بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير المقبل.
تعاون
وتحدث ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتفقا على «تطبيع» العلاقات بين البلدين. ودعا بوتين للتعاون بينهما على قدم المساواة.
وشكل انتخاب ترامب نقطة تحول مهمة للكرملين حيث اختفى الحديث عن الفساد في التلفزيون الرسمي الروسي وانتقل للتركيز على انتخاب ترامب الذي وصف برجل الشعب. وعبر الرئيس المنتخب عن إعجاب برجل الكرملين حيث وصفه بالقوي «وأقوى من رئيسنا». ولمح ترامب إلى أنه سيوقف برنامج المساعدات العسكرية للمعارضة وسيركز على محاربة تنظيم «الدولة». وقال في أول مقابلة صحافية «موقفي هو أنك تحارب سوريا، سوريا تحارب داعش ويجب أن تتخلص منه. وروسيا متحالفة بالكامل مع سوريا، ونحن ندعم المعارضة ضد سوريا وليست لدينا فكرة من هم».
ونقلت الصحيفة عن السفير الروسي في بريطانيا الكسندر ياكونفينكو قوله إن «جبهة النصرة هي منظمة إرهابية وجزء من القاعدة، وغيرت اسمها في الفترة الأخيرة ولكنها لا تزال جزءاً من القاعدة، وهناك جماعات المعارضة المدعومة من الغرب ولكنها تعمل مع النصرة» وكانت الولايات المتحدة قد صنفت هذه الجماعة كإرهابية ولم تتعامل مع تغيير الإسم على أنه تحول في الأيديولوجية.
وأضاف السفير «كيف نحقق وقف إطلاق النار في حلب عندما تقوم جبهة النصرة التي يعتبرها الأمريكيون جماعة إرهابية بعمليات ضد قوات الحكومة. وتقوم ما يطلق عليها الجماعات المعتدلة بالتعاون معها لعمل هذا. والنصرة هي مشكلة كبيرة، وبالنسبة لنا كل الجماعات التي تقوم بخرق وقف إطلاق النار وترتكب عمليات قتل هي إرهابية».
ونقل عن مسؤول سابق في الشؤون الخارجية للكرملين قوله «هناك تقارير إخبارية تحدثت عن اعتماد عملية حلب على الإنتخابات الأمريكية. إلا أنها في الواقع اعتمدت على العوامل اللوجيستية وفيما إن كانت جاهزة».
وأضاف «بالطبع تقدم نتائج الإنتخابات فرصاً جديدة لكل من الفدرالية الروسية والولايات المتحدة من أجل التقدم للأمام وللتنسيق في محاربة الإرهاب ضمن سياسة طويلة الأمد». وقال المسؤول «من غير المنطقي التركيز على تنظيم الدولة دون النصرة، وكنا واضحين بشأن هذا، فهما وجهان لعملة واحدة، ويقومان بالأعمال الإرهابية نفسها. وهناك تقارير أمنية تتحدث عن انضمام مقاتلي تنظيم الدولة إلى النصرة كما فعل مقاتلو هذه في الماضي عندما انضموا لتنظيم الدولة. ومن ثم هناك الجماعات الأخرى التي انضمت للنصرة وهاجمت قوات الحكومة وهاجمت المدنيين، فكيف نفرق إذاً بينها، وقد بدأ الأمريكيون يفهمون هذا».
مشاكل
وقال إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان صريحاً في زيارته للندن قبل أسبوعين حيث تحدث عن الصعوبة التي يواجهها الغرب لمنع الجماعات المعتدلة القتال في صفوف «النصرة».
وقال «عندما قررت النصرة الهجوم خلال وقف إطلاق النار قامت المعارضة النظامية بالإنضمام لها وفجأة تمزق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه».
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن نظام الأسد لعب دوراً في انهيار الاتفاق عندما ضرب المعارضة تحت مبرر ضرب «جبهة النصرة». وكانت هذه قد وضعت مكافأة لمن يلقي القبض على جنود روس.
وظهر أبو عبيدة المدني، أحد قادتها الذين يتحدثون الروسية مهدداً بأن كل الجنود الروس الأسرى سيقتلون، فيما دعا زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني المسلمين في الجمهوريات السوفييتية السابقة تنفيذ هجمات ضد الروس.
ومن هنا ستجد القوات الروسية والتابعة للنظام صعوبة في شن هجمات ضد النصرة والمتحالفين معها. بخلاف تنظيم الدولة الذي بات معزولاً من الجماعات الجهادية الأخرى ويعاني حالة من التراجع.
ونقلت الصحيفة عن عبد الكريم النصري الذي قاتل حتى وقت قريب في صفوف «أحرار الشام» وتحالفت بشكل مفتوح مع «النصرة» قوله إن الأخيرة لا تشبه تنظيم «الدولة»، «هذا هو رأي معظم من قاتل ضد الأسد وسينضمون إلى النصرة لقتال الروس». وأكد «نعرف أن ترامب سيخوننا، ونعرف أن الأمريكيين كانوا سيخوننا، ومن هنا فوقت الاستماع لوعود من أمريكا وأوربا قد انتهى، ولم يعد لدى الناس أي خيار ولكن القتال والقتال في حلب».
إنذار
وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية في عددها يوم الإثنين أن المقاتلين تلقوا إنذاراً من النظام لمغادرة الجزء الشرقي من حلب خلال 24 ساعة. في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من نقص المواد الغذائية حيث لم يصل إلى سكان هذا الجزء إمدادات منذ شهر تموز/يوليو.
وقالت إن قوات النظام أوقفت تقدم المعارضة في بعض الأجزاء الغربية في محاولة لرفع الحصار حيث عادوا إلى «نقطة الصفر» حسب رامي عبد الرحمن من «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال إن «ملحمة حلب فشلت» مضيفاً أن 508 أشخاص قتلوا منهم 104 مدنياً في الجولة الأخيرة من القتال.
وأضاف إن النظام استعاد كل المناطق التي سيطر المقاتلون عليها «وعادوا من حيث جاؤوا». وحذرت الصحيفة من دمار جديد مع وصول بوارج بحرية وحاملة الطائرات «أدميرال كوزنتسوف»، وهو أكبر انتشار عسكري منذ الحرب الباردة. ويتضمن الأسطول البحري سفن بصواريخ محملة برؤوس نووية «بيتور فليكي» وعبرت القنال الإنكليزي. ونقلت الصحيفة عن المقاتلين المحاصرين في حلب إنهم يحضرون للمعركة القادمة.
وقال زكريا الملحفجي، المتحدث باسم فصيل «فاستقم» إن «الروس في حشودهم يبدو أنهم يحضرون لحرب عالمية ثالثة والناس خائفون». ونقلت «إندبندنت» عن المحلل الأمني روبرت إمرسون قوله إن «الروس ليسوا بحاجة إلى هذا العدد من السفن وبهذا التشكيل من أجل حلب فقط. ولكن هذا يضع علامة على مهمة طويلة الأمد. ويمكن لبوتين أن يفعل هذا الآن بحرية حيث سيصل ترامب إلى البيت الأبيض».
لسنا بحاجة للمساعدة
وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» أن عقارب الساعة تدق قبل بدء ما يمكن أن يكون أكثر الهجمات تدميراً على حلب.
ولم تقدم إدارة أوباما أي شريان حياة للمعارضة التي دعمتها وتحققت من سجلاتها. ومضى ترامب خطوة أخرى عندما ألمح لوقف الدعم عن المقاتلين. وبالنسبة لهؤلاء وداعميهم من المدنيين فلن يغير هذا من الوضع شيئاً، بل على العكس سيكشف بوضوح عن الموقف الأمريكي بدلاً من التخفي وراء الشجب لبشار الأسد. ويأمل المقاتلون أن تقوم الدول العربية الحليفة لهم مثل السعودية وكذلك تركيا بتجاوز المنع الأمريكي القاضي بعدم تزويدهم بأسلحة نوعية.
وعلى المدى القصير فوقف المساعدات الأمريكية يعني عدم حصول المعارضة على الصواريخ المضادة للدبابات. ونقلت عن عضو في المجلس المحلي للمقاتلين في حلب هشام سكيف إن توقف الدعم الأمريكي ينهي عبئاً مما يوصف بأنه «صديق مضر».
وقال إن المعارضة تعرف الآن أنهم لا يدعمون المعارضة في الحقيقة والواقع «بينما كنا نعتبرهم أصدقاءنا في الوقت الذي كانوا يطبقون أجندة المعارضين لنا».
إلا أن محللين وقادة معارضة يدعون للحذر في التعامل مع تصريحات متناقضة للرئيس المنتخب والكيفية التي سيتعامل فيها مع نزاع معقد مكون من حروب متداخلة. فعندما قال إنه سيلغي الدعم عن المعارضة فإنه كان يشير للبرنامج السري الذي تسلمته وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه».
وكلف البرنامج في ذروته مليار دولار سنوياً للجماعات المعارضة، وان بعض الجماعات المدعومة من تركيا تقترب من السيطرة على بلدة الباب، آخر معقل للتنظيم في الشمال والذي تعهد ترامب بهزيمته.
ويرى المتحدث باسم «كتائب نور الدين زنكي»، بسام الحاج مصطفى أن تصريحات الرئيس المنتخب لا تمثل موقف الإدارة الجديدة. و»لا نتعامل معها بجدية وسيتم إلغاؤها لاحقاً». ويرى فردريك هوف، المسؤول السابق في إدارة أوباما وأحد الداعين لموقف متشدد من الأسد أنه من الباكر الحديث عن مواقف ترامب فأمامه مرحلة طويلة للتعلم عن النزاع. وكتب في موقع «المجلس الأطلنطي» إنه سيتعلم الكثير من خلال التقارير الأمنية اليومية عن النزاع وسيعرف أن سياسة العقاب الجماعية التي يمارسها النظام وقتل معارضيه تعتبر عاملاً مهماً في التجنيد لتنظيم «الدولة». وأشار هوف للسياق المحلي التي أطلق فيها ترامب تهديداته لتنظيم الدولة حيث تلاعب على الخوف من المسلمين بين قاعدته الشعبية.
واستقبل السوريون في أماكن المعارضة والنظام انتخاب ترامب بمزيج من المشاعر. فبحسب حارس على مدخل السيدة زينب التي تسيطر عليها الميليشيات الشيعية إن ترامب سيكون مختلفاً بدرجة قليلة عن أوباما. ورأى آخرون أن الرئيس المنتخب لن يكون مختلفاً عن بقية الديكتاتوريين في مصر وسوريا وروسيا.
عمدة نيويورك السابق
وفي النهاية ترتبط سياسات أوباما بتعييناته في إدارته الجديدة، وقد أحدث جدلاً عندما عين مسؤولاً للإستراتيجيات ستيف بانون الذي ينظر إليه كيمني متطرف، وعمل في مؤسسة إعلامية «برتيارت» التي انطلقت عام 2007 لتعبر عما أطلق اليمين المتطرف جداً، واستقال من المؤسسة الإعلامية كي يدعم حملة ترامب.
ويبدو أن الرئيس المنتخب سيضم إلى تعييناته عدداً من رموز اليمين. ففي مقابلة مع «وول ستريت جورنال» قال عمدة نيويورك السابق رودي جولياني الذي بات المرشح الأقوى لتولي منصب وزير الخارجية إن الرئيس الجديد يريد أن يركز جهوده على تدمير تنظيم «الدولة» ويتجنب القضايا المزعجة في الشرق الأوسط.
وجاءت تصريحاته بعد حديث الصحيفة عن كونه المرشح الأقوى لمنصب وزيرالخارجية. وفي لقاء مع المجلس التنفيذي للصحيفة عبر جولياني عن رغبته بتولي المنصب مقدماً الكثير من التفاصيل حول آرائه في السياسة الخارجية.
وقال «تنظيم الدولة يمثل على المدى القصير أعظم تهديد ليس لأنه في العراق وسوريا ولكن لأن تنظيم الدولة فعل أمراً لم تفعله القاعدة من قبل، فقد كان قادراً على توسيع تأثيره حول العالم».
ولم يقدم العمدة السابق أية تفاصيل حول ما يمكن أن تعمله الإدارة لمواجهة هذا التنظيم، مشيرا إلى أنها ستقوم بإعادة ترتيب العلاقة مع روسيا والصين متهماً إدارة الرئيس أوباما بتحويل روسيا إلى عدو ولم يحترم بوتين الرئيس أوباما.
واختلفت الإدارة الحالية مع بوتين حول عدد من القضايا مثل سوريا وأوكرانيا. وحاولت واشنطن ترتيب العلاقة من جديد مع موسكو قبل سنوات إلا أن ضم شبه جزيرة القرم ودعمه للإنفصاليين الأوكرانيين في شرق البلاد عقد الامور.
ومع أن ترامب تحدث عن رغبته بعلاقة تعاون مع روسيا إلا أن جولياني قدم رؤية صدامية «تعتقد روسيا أنها منافسة عسكرياً (لأمريكا) وهذا ليس صحيحاً» إلا أن «عدم استعدادنا في ظل أوباما لاستخدام قوتنا العسكرية هي التي جعلت روسيا قوية».
أما فيما يتعلق بالصين فقد قال العمدة السابق إن ترامب مستعد للتعاون معها في الشؤون التجارية. ويخطط ترامب بعد توليه السلطة أن يصنف الصين كمتلاعب بأسعار العملة، بشكل سيزيد من التوتر بين البلدين. وعن الشرق الأوسط، قدم جولياني صورة عن دول متحاربة وبعضها على شفير حرب ستتحول إلى مواجهة إقليمية.
وقال إن إيران وسعت من تأثيرها على كل من العراق وسوريا بدون تقديم تفاصيل حول الكيفية التي سيتعامل فيها الرئيس الجديد مع تهديد الجمهورية الإسلامية.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه ترامب غزو العراق عام 2003 من أسواء الأخطاء في تاريخ السياسة الخارجية إلا أن جولياني لديه مشكلة مع عملية الخروج التي يرى أنها من «أسوأ القرارات التي اتخذت في تاريخ أمريكا»، حيث قال إن الفراغ الذي شغر بخروج الأمريكيين ملأه تنظيم «الدولة».
وتعلق الصحيفة أن فرص اختيار جولياني كوزير للخارجية يعتبر جزءاً من جهود ترامب لإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية والتحالفات الخارجية مثل حلف الناتو ومعاهدة منظمة دول شمال الأطلنطي والعلاقة مع دول الشرق الأوسط وروسيا والصين. ويرى جولياني أن تحسين العلاقات مع بوتين مهم لحل مشاكل الشرق الأوسط.
تعجل
ويصف محللون تركيز إدارة الرئيسين الحالي والمقبل على هزيمة التنظيم بالمتعجل. وفي تقرير لصحيفة «كريستيان ساينس مونور» جاء فيه أن فتح جبهة جديدة للسيطرة على الرقة في وقت تنشغل فيه أمريكا باستعادة الموصل يضع الولايات المتحدة أمام تحديات. وقالت إن السيطرة على الرقة التي يعيش فيها نصف مليون نسمة قد يكون انتصاراً رمزياً للغرب وحلفائه ولكنه يمثل سلسلة من التحديات اللوجيستية قد تضعف الحملة على الموصل. ويعترف الكثير من المحللين بأن الدفع نحو الرقة مرتبط برغبة أوباما لإخراج تنظيم «الدولة» من ثاني معاقله القوية قبل مغادرته منصب الرئاسة بداية العام المقبل، ولكن بناء تحالف كردي ـ عربي والسيطرة على المدينة في ظل أجندة ضيقة قد يسهم بفشل الحملة.
وبحسب كينث بولاك، المحلل السابق في المخابرات الأمريكية والباحث في معهد «بروكينغز»، «يبدو أن أوباما يريد إنهاء الحملة الحملة العسكرية قبل مغادرته المكتب، ولسوء الحظ لم يقم بعمل ما يكفي لمعالجة الملامح السياسية» خاصة أن النزاع الكردي- العربي قد يعوق العملية ضد الجهاديين».
ويرى المحللون أيضاً أن العملية في الرقة تهدف لتحقيق هدفين هما: تعطيل عمليات محتملة ضد الغرب ومنع مقاتلي تنظيم «الدولة» الهاربين من الموصل الوصول إلى الحدود السورية. وقال بريت ماكغيرك، المبعوث الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة» أن استعادة الرقة ستتم على مراحل «مدروسة» اعتمادا على «قوات سوريا الديمقراطية».
ومشكلة الحملة في سوريا هي غياب الشركاء الذين يوثق بهم حسب رانج علاء الدين، الخبير بشؤون العراق في معهد بروكينغز- الدوحة. وترى جنفيف كاسغراند ـ المحللة بمعهد دراسات الحرب بواشنطن أن «تركيبة القوات المعدة لاستعادة الرقة يعتبر أمراً حيوياً»، «فلو قامت القوات الكردية بتنظيف الرقة فسيؤدي إلى مفاقمة النزاع بين المجتمعات العربية والكردية والذي يغلي منذ فترة في شمال سوريا».
وبالإضافة للتعقيدات التي ترافق عملية استعادة الرقة والتحفظات التركية على مشاركة الأكراد فيها فهناك الكثير من القلق حول قدرة الولايات المتحدة على إدارة حملتين في وقت واحد، في الموصل والرقة. ولديها مئات من القوات الخاصة في شمال العراق أما عددها في شمال سوريا فلا يتعدى 300 جندي.
ويتفق المحللون العسكريون على أن نجاح العمليتين مرتبط بزيادة الدعم العسكري الذي يتراوح من استخدام مروحيات الأباتشي إلى القوات الخاصة على الأرض وهي أمور لا تريد إدارة أوباما عملها.
إبراهيم درويش