سنشيعي

على إثر قرار شركة سينما كويتية منع عرض فيلم «الجميلة والوحش» بسبب وجود شخصية مثلية، كتبت أنا تغريدة بما معناه أن المنع يشير الى «عقول مغموسة في رغباتها ولا ترى أبعد من أجسادها»، ثم تبادل على إثـــــرها معي المغرد عبدالله الحوار بادئاً إياه بالإشارة الى أن العلمـــانيين هم من يحلمون «بمجتمع إباحي متعرٍ شاذٍ جنسيا»، فهم من وجهة نظره يحاربون من أجل قضايا مثل «زواج المثليين، عدم وضع شروط وحدود في اللباس، محاربة منع تداول الخمور وبيعها، رفع الرقابة عن المقاطع المخالفة في الأفــــــلام» على حد تعبيره، وتلك كلها مفاهيم تدل على توجههم الإباحي على ما يبدو.
أشرت من جهتي الى أن تلك كلها مواضيع تدخل تحت المفهوم الليبرالي الاجتماعي وليس العلمانية السياسية التي تهدف للتشريع المدني دون تدخل من المشرع الديني. قادنا ذلك لحوار سيريالي طويل وظريف سألته خلاله عن معنى «الحقيقة» التي بقي يشير إليها والتي عرفها هو بالتالي «أن يرجع الناس الى ربهم وأن يتبعوا ما أمرهم به» ليتضح أن تلك الحقيقة في النهاية هي الإسلام.
وحين سألته أي إسلام هو، أكد لي المغرد أن هذا السؤال هو معضلة نحن نخلقها أمام قيام الدولة الإسلامية، ففي الواقع يمكن قيام الدولة الإسلامية السنية الشيعية لأن الاختلاف بين المذهبين «جزئي وليس كلياً».
وحين سألت المغرد عن تشريعات كالزكاة، تبين أن رأيه هو أن يدفعها السنة زكاة والشيعة خمساً وغير المسلمين ضريبةً، ولا أدري كيف تتحدد قيمتها وتكون عادلة ومن يتولى جمعها والى أين تذهب بالضبط.
وبالنسبة للصلاة؟ يعاقب على تركها المسلم ولا يعاقب على تركها غير المسلم، وإذا لم يرد أداءها، كان الرد أن هذا غير ممكن، فالمسلم لا «يريد» ترك الصلاة، ومن «يريد» ذلك فهو مرتد، ولا أدري في دولة الصديق الإسلامية ماذا سيحدث لهذا الذي «لا يريد». طيب والمشروبات الكحولية؟ هي جزء من الطقس المسيحي أحياناً، هل تمنعها الدولة الدينية؟ والحقيقة أنني لم أسمع رداً لربما تأخر الوقت أو تداخل المواضيع، المهم أن هناك قناعة بإمكانية بناء هذه الدولة، «السنشيعية»، أو «الشيسنية».
وقد أفقت صباح اليوم التالي وأنا «مزدهرة» النفس، على الأقل هناك من يرى بامكانية ربط المذهبين وتوفيق رأسيهما بالحلال، طبعاً بقية المذاهب والأديان من صوفية لبهائية لأزيدية لإسماعيلية لعلوية لدرزية لمسيحية ليهودية لكنفوشية لبوذية كلها يمكنها أن تجلس على قارعة الطريق في هذه الدولة المثالية، المهم التوفيق بين المذهبين وخلق دولة شرع الله.
بقيت جوانب بسيطة، غير ذات تأثير. مثلاً، من سيكون المشرع الرئيسي؟ أي أحكام بيع وشراء وأحوال شرعية سيتم تطبيقها؟ ماذا لو تزوج شيعي من سنية أو تشارك سني وشيعي في مشروع؟ أي تربية إسلامية سيتم تعليمها في المدارس؟ أي تاريخ إسلامي؟ متى سيؤذن المغرب؟ متى سينطلق مدفع الإفطار؟
أتفق مع الصديق أن هذه الدولة لن يختلف مشرعوها على الخطوط العريضة والتي ستتلخص في الحجب والمنع ورقابة الكتب والسينما والفنون بأنواعها، ستنفصل مدارسها وبعدها شوارعها، ستحجب نساءها وتنشر الشرطة الدينية في شوارعها، فهذا النمط بحذافيره شاهدناه في الدولة السنية وفي الدولة الشيعية القائميتن اليوم، لكن ماذا عن التفاصيل، الشيطان كما نعلم، هداه الله، يكمن فيها؟ ماذا عن التشريعات الدقيقة؟ ماذا عن تفاسير القرآن والأحاديث التي بالكاد يتفق عليها المذهبان والتي سيعتمد عليها التشريع أصلاً؟
هذا، ونحن لم نلتفت أصلاً بعد لمشاكل بقية المذاهب والأديان الأخرى، ماذا لو كانوا مواطنين «أصليين» في البلد مع التحفظ على وصف «أصليين»؟ وكأننا لا نرى أمثلة واضحة في العراق ولبنان واليمن والبحرين حتى نتحدث أنا وزميل التغريد في هذا الموضوع السمج في الهزيع الأخير من الليل، وحتى آتي أنا لأكتب هذا المقال المكرر الملل الذي لا ينتمي أصلاً للقرن الواحد والعشرين في باكورة النهار.
دولة سنية شيعية؟ دعنا نراهم يتفقون أولاً على يوم العيد أو موعد أذان المغرب حتى يبنوا دولة سوية، دعنا نراهم يحسنون الحديث تجاه أصحاب الأديان الأخرى حتى يستقبلوهم في دولتهم المثالية! أي دولة ونحن نفجر مساجد بعضنا البعض؟ صل على رسول الله أيها الصديق، ودعنا على جنوننا، ألا يأتينا من هو أجن منا.

سنشيعي

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *حتى عندما اتى قسطنطين الاول واعلن ان المسيحية اصبحت الديانة الرسمية اضطهد اتباع المذهب المسيحي الدوناتي واعتبرهم خارجين على القانون
    *الكنيسة التي ثار ضدها الدوناتيين تحالفت مع قسطنطين الامبراطور ضد الدوناتيين علما بان الدولة الرومانية كانت تضطهد المسيحيين اضطهادا بشعا قبل تبنيها المسيحية وكان يلقى بالمسيحيين امام الحيوانات المفترسة في حلبة وسط مدرج وكانو يحرقون والتاريخ حافل بالشهداء المسيحيين نتيجة لاضطهاد الرومان
    حتى في المغرب العربي الكنيسة والامبراطور قسطنطين الذي اعتنق المسيحية واعلنها ديانة رسمية كان يلقي بالدوناتيين المسيحيين المغاربة للحيوانات المتوحشة لتلتهمهم خصوصا وان هذا المذهب الثوري التم حوله الفقراء الذين تفرض عليهم الدولة الرومانية ضراءب باهظة .
    *من المعروف تاريخيا ان (القديس) اوغستين كان مكلفا من قبل الحكومة المركزية بمناظرة الدوناتيين الثوريين وهو من اصدر فتاوى تبيح للدولة المركزية استعمال العنف ضدهم .
    الواندال الغزاة الذين حكمو المغرب فرضو مذهبهم الاربوسي واضطهدو المغاربة المسيحيين النيقيين (مذهب اخر يختلف مع الاريوسية في طبيعة المسيح ) وصادرو املاك الكنيسة وحولوها الى الاريوسيين
    *راجع حضرتك لو سمحت لماذا اندلعت ثورة نيوميديا وطرابلس في 375.
    عندما عاد البيزنطيون وحكمو المغرب ايضا اضطهدو من دان بديانة الواندال وثءرو من اليهود والدوناتيين والاريوسيين (مذهب الواندال )
    *عندما انشقت الكنيسة زمن جستنيان قامت زوجة الامبراطور باجراءات اضطهاد والغاء نتج عنها ثورة في المغرب ضد الحكم المركزي في القسنطيطنية وضد البابا في روما ايضا !واستعمل جستنيان اقسى اساليب الارهاب والاضطهاد
    **السبب الرءيسي في ان البربر لما سمعو بقدوم الفاتح المجيد عقبة بن نافع لاستطلاع برقة انهم كانو مرهقين بسبب ثوراتهم المتوالية على الحكم البيزنطي الظالم الذي اضطهدهم دينيا واقتصاديا وكانوا قد سمعو ان المسلمين لم يتعرضو لمعتقدات الفرق المسيحية الملكانية واليعقوبية في الشام والعراق وسمعو عن عدل الخليفة عمر بن الخطاب وعهدته العمرية التي احترمت التعدد الديني لمسيحيي القدس فبعثو رسلهم الى عقبة راغبين في اعتناق الاسلام وكانو اشد عون للمسلمين في الفتح والقتال !واحد اهم الاسباب ان المسلمين سحقو الرومان والمسلمون والبربر تجمعهم تشابه في نمط الحياة وعداء للروم فلماذا سيرفضون دولة تحترم دينهم

  2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *كل ما سبق لا ينفي ان المسلمين كانو دولة توسعية لكنها امتازت بانها لم تفرض دينها على سكان البلاد المفتوحة وكانت الامبراطورية الوحيدة في زمانها التي تحترم التعددية الدينية لهذا لاحظ ان الاقباط في مصر رحبو بقدوم عمرو بن العاص لانه سيخلصهم من اضهاد الروم او الدولة البيزنطية التي نفت زعيمهم الروحي وقتل جستنيان الامبراطور الروماني (عان الله ذاكرتي وعيناي المنتفختان من الانفلونزا ) ان لم اكن مخطءة 240الفا من الاقباط لانهم مختلفون مذهبيا عن الدولة البيزنطية فاتى عمرو بن العاص واقرهم على دينهم والجزية التي فرضت عليهم كانت اقل بكثير منا فرض البينزطيون واعاد مرجعهم الروحي ووكله بادارة شؤونهم !(حكم ذاتي ) ولهذا بقي الاقباط اغلبية في مصر لاربع قرون ثم استمال عدل الحكم الاسلامي قلوبهم كما استمال البربر فتجد انه حتى بعد زوال حكم الامويين عن المغرب بعد مقتل عقبة بن نافع وابو المهاجر الذين كان لهما اكبر الاثر في فتح المغرب وارساء الاسلام فيه بقي البربر المسلمون على دينهم وعادو يدافعون عن الاسلام عندما عاود المسلمون استعادة افريقية واصلا لم يدخل كل البربر في الاسلام منهم من اعتنق ومنهم من لم يعتنق فمن اين جءت بخرافة ان الاسلام انتشر بحد السيف
    * اهم من ذلك قل لي بربك اليوم الاسلام مقصى عن مؤسسة الحكم انه اسرع الديانات التوحيدية انتشارا في عالم الانترنت والفضاء الابكتروني المفتوح هل ايضا انتشر بحد السيف ام بعبقرية منظومته الواقعية التي تخاطب العقل ولا تلغي الروح والوجدان والتي تتمتع بمنظومة تشريعية حارسة لقيمه الروحية وواقعية تخافظ على الاقلية الدينية وتنجح في دمجها بعد زمن في قيم الدولة العادلة الفاتحة ! هذا ما حدث فعلا في التاريخ فنبءني بكتاب غير هذا اتبعه ان كنت من الصادقين
    *وسيكون عليك ان تحضر لي كاسا من الليمون والانتيبيوتك والعسل والماء الدافيء لانك منعتني من النوم والراحة صديقي اللدود بيضاوي !

  3. يقول ابن الوليد. المانيا.:

    يا جماعة، لم يكن هناك اي قوانين دولية و امم متحدة و مجلس امن …
    .
    القانون الوحيد الدي كان هو ان لم تفعل، سيفعل بك. الغلبة للقوي. نحن الآن رغم كل هيمنة جد متحضرين.
    و هذا القانون كان ساري المفعول، و هو جزء من قانون الاهي “التدافع” بين البعض و الآخر. و العرب ليسوا استثناء هنا.
    في أوج قوتهم، حاولوا التوسع مثل باقي الناس، الروم، الاغريق، … الى منذ قريب القوى الاستعمارية الغربية، وحثى للاسف العثمانيون.
    .
    الآن، كيف تحشد الهمم؟ هنا نحتاج الى خطاب موجه الى العموم. خطاب يعتمد على الفوقية مثل النازية. او خطاب العدل مثل الشيوعية، او خطاب معتقداتي ديني. و هنا التاريخ مليئ بالامثلة.
    .
    انا في رأيي اعتبر ان ما قام به المسلمون من فتوحات في القرون التالية لموت الرسول (ص) هو توسع، لانه ان لم يفعلوا لفعل بهم، او القوة ستنتج مشاكل داخلية ان لم تجد متنفسا في الخارج.
    .
    لنسمي الاشياء باسمائها، و لا حرج … لا إكراه في الدين.
    .
    كونوا على يقين، اسبانيا تخاف من المغرب خوفا ازرق، و ان استطاع المغرب يوما ما فعل شيئ لفعل.
    ربما بخطاب استرجاع الاندلس المسلمة، و الاسلام، و نشره، … وووو …
    .
    لاحظوا خطاب السعودية و ايران، كله ديني من من شرب الحقيقة لوحده.

  4. يقول احمد الفقهاء:

    لا يوجد شيء اسمه دولة إسلامية … الدولة لا دين لها … يوجد دولة فيها بعيش المسلمون … طبعا خزان القيم الذي يحرك كل نظام قانوني قد يجد متاحاته في الدين والعادات والتاريخ … لكنه كلما كان حياديا ويسوي بين الناس بقطع النظر عن خصوصياتهم الدينية والعرقية والطائفية كلما كان القانون قادرا على جعل الناس يشعرون بأنهم سواسية أمامه بما تمليه مواطنتهم فقط … وبإمكان كل جماعة أو حتى فرد أن يحتفوا بخصوصيتهم كما يشاؤون بينهم دون أن يكرهوا المجتمع على على نمط تفكير أو فقه هو مخصوص وفرداني بالطبيعة.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      يوجد.شيء اسمه تشريع ينتخبه وينتخب مصادره برلمان ممثل تمثيل حقيقي للشعب فان اختار العلمنة كان بها وان اختار الاسلام مصدرا للتشريع كان بها لان الزام اغلبية بتشريع لا ديني وهي تريد الشريعة وفلسفتها القيمية وقوانينها عمل مرفوض ولا يحق لاحد فعله وايضا ان تفرض الشريعة الاسلامية على مجتمع اغلبه لا يريدها ايضا مرفوض انا اؤمن بان القيم الاسلامية تكرسها قوانين حارسة لهذه القيم هي الشريعة الغراء طيب هل يحق لك اخ فقهاء ان تلزمني باعتناق دين صوفي يمارس التامل فوق جبال الهملايا ولا يخوض تجربة لينظم مجموعة ثقافية تؤمن بقيمه حسب تشريعات تؤمن بها هذه المجموعة وتختارها في صندوق الاقتراع تحرس هذه القيم الاسلام ليس دين زوايا دين ثوري تغييري مهمته قمع الظلم واحقاق العدالة ولهذا انت تفرض علينا وكذلك العلمانية الاقصاءية تشريعا لا نؤمن به ولا بعدالته بل ولا بالقيم الفوضوية التي (يسميها حرية ) فيبالغ فيها حتى التطرف وتريد ان تفرضها على مكموعة ثقافية لا تؤمن بها وتقص لها من دينها الشريعة التي اتت لتنظم حتى تداول السلطة وتقول لهم خذو الباقي صلو وصومو وزكو بس ممنوع تتدخلو في النظام السياسي ولا في قوانين الاحوال الشخصية ولا في القانون الجناءي انتو صلو ونحنا بنشرع !! مارسو الاسلام عقيدة بلا شريعة ولا تحاولو ان توصلو شريعة تحرس قيمه !! لان الشريعة الاسلامية تمييز ضد اقلية (وهذا ليس صحيحا ووضحته اعلاه ) اما العلمنة فليست تمييزا ضد اكثرية !!!!!

  5. يقول سلام عادل (المانيا):

    لو نحربنا الدقة وقراءة التاريخ بموضوعية فسوف لن نجد امور متشابهة في موضوع الدولة الاسلامية فخلافة ابو بكر وطريقة حكمه لا تشبه ما قام به عمر اما خلافة عثمان فالخلاف عليها كثير امام فترة علي فكانت كلها حروب داخلية فلا نستطيع ان نميز شيء اسمه دولة اسلامية.وان كان يريد البعض ان يسمي الدولة الاموية والعباسية الى العثمانيين بانها دول اسلامية بمعنى كانوا يستنبطون قوانينهم من الشرع فهذه كارثة فهم مجرد دول تحكمها عوائل استخدموا الدين للبقاء في السلطة .

  6. يقول سلام عادل (المانيا):

    الاخ الكروي استشهد بالاية(بسم الله الرحمن الرحيم
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) يونس).لو ان الامر كذلك فلماذا قام المسلمين بالفتوحات

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      * الاخ سلام عادل مساء الخير ..لم يكن تاريخنا خيرا كله ولكنه لم يكن شرا كله ايضا والموضوعية تقتضي الاعتراف بالحسنات والسيءات :
      * اذا كانت الفتوحات قد ابقت الناس على دينهم فكيف اكرهتهم !!
      * الاقباط اخ سلام عادل والمسيحيون بقو اغلبية في مصر لمدة 4قرون تقريبا وعندما حكم عمرو بن العاص مصر اعاد زعيم الاقباط الذين كان الرومان قد اضطهدوهم ببشاعة فقتل 240الف قبطي ونفى جستنيان زعيم الطاءفة واعاده عمرو بن العاص واعطاه صلاحيات حكم مدني بحيث يعتبر مرجعية عليا لابناء دينه وهم اكثرية ! بل ان التاريخ يذكر ان المسيحيين بعد الفتح الاسلامي ظلو في اعلى الرتب والمناصب الادارية ولم ترتكب الدولة الفاتحة اي تغيير .
      *ايضا السلطان محمد الفاتح اولى البطريرك جميع الشؤون المدنية للمسيحيين ولم يكرههم على الاسلام
      العهدة العمرية ايضا ضمنت حرية العبادة وسجلت ميثاقا تاريخيا لحفظ حرية
      * اختلف معك في ان الدول الملكية التي حكمت المسلمين عاءليا كانت شرا مطلقا ليس صحيحا ابدا كانت هذه الحكومات تمارس ظلما داخليا ضد المعارضة التي تحتح على حكمها وتطعن في شرعيتها كونها حولت الخلافة (نظام انتخابي ) الى ملك (نظام وراثي ) لكن على مستوى السياسة الخارجية الامر كان مختلفا وسجلت هذه الحكومات نجاحا شءنا ام ابينا في توسع دولة اسلامية قوية وفي نشر الاسلام وترسيخه في نفوس سكان البلاد المفتوحة والسلاح لم يكن الاكراه ولا القوة العسكرية .. بل التسامح الديني والدهاء السياسي والعدالة الاجتماعية وهذا كان له ابلغ الاثر
      *زمن عثمان بن عفان تم التوسع في فتح افريقية فمن قال لا دولة !
      * الفتح الاسلامي له دافعان في تقييمي :
      1- لكسر السلطات الظالمة التي تمنع حرية تبليغ الاسلام لشعوبها ولان من يمسك السلطة يستطيع التاثير في الثقافة عبر ثقافة الغالب
      2- لان الدول كانت ذات طابع امبراطوري فاذا لم تتوسع الدولة الاسلامية فسيتوسع الروم على حسابها الدولة الاسلامية والبيزنطية كانتا قوتين عظميين متنافستين واصلا حتى العرب المسيحيون التابعون للبيزنطيين كانوا يدفعون الجزية للدولة البيزنطية بدل حمايتهم وقد كتبت تعليقا حذفته لي القدس -انا غير محتجة – اوضح فيه ايضا الدافع الوجودي والسياسي وهو تقوية اركان الدولة العظيمة الامبراطورية والهجوم التوسعي الوقاءي الذي استطاع ان يكسب قلوب اهل البلاد ..يتبع لطفا

    2. يقول الكروي داود النرويج:

      حياك الله عزيزي سلام وحيا الله الجميع
      الفتوحات لنشر الدين فقط وليس لإجبار الناس على الإسلام !
      والدليل هو بوجود ديانات أخرى عاشت مع المسلمين لغاية اليوم !!
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول سلام عادل (المانيا):

    الاخت غادة الشاويش لاكثر من مرة في تعليقك ترددين مسالة الحكم الذاتي لالاقليات في الدولة الاسلامية وهو امر غير صحيح بتاتا ولا نجد له مثالا في تاريخ دول الخلافة في حال اعتبارها كلها دول خلافة اسلامية والامر الاخر الذي تتناسيه ان هذه الاقليات هم ابناء البلدان الاصلية والمسلمين هم فاتحين لبلدانهم.اما وصفك لالانظمة الاوربية فهو لالاسف فيه الكثير من التجني فالمسلمين بكل طوائفهم فيها وكذلك غيرهم يتمتعون بالحرية الدينية ومنهم من هو ممنوع في البلدان الاسلامية فهل تتقبل الدول الاسلامية الطائفة الاحمدية بينها على سبيل المثال.اما توضيحك لمسالة جهاد الغزو في الاسلام فارجو ان تكوني مقتنعة به تماما وليس مجرد رد على بعض الاخوة لاقناعهم.فانت تريدين من الاخرين ان يفتحوا ابوابهم للتبليغ الاسلامي والا سيغزوهم وبالمقابل ابواب الدول الاسلامية مغلقة امام معتقدات الاخرين بالاضافة الى حد الردة.ارجو تقبل ردي برحابة صدر مع خالص تحياتي

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي سلام لا بد من بسط الحقيقة دون ان ننحاز انحيازا اعمى لتاريخنا ودون ان نتبلى ايضا على تاريخنا :
      حضرتك قلت اين كان الحكم الذاتي ! وانا مستغربة جدا ان حضرتك لم تنتبه ان فتح مصر كان في عصر الفاروق عمر بن الخطاب اي زمن الخلافة الاسلامية الراشدة !
      راسل المسلمون زعماء مصر زمن رسول الله وزمن ابو بكر وزمن عمر ولم يشن هؤلاء عدوانا على المسلمين فسالمهم المسلمون
      * العالم اخ سلام عادل كانت تحكمه امبراطوريات تلحق بها الكيانات الصغيرة الغير قادرة ابدا على الاستقلال الذاتي المسلمون لما فتحو مصر كانوا مضطرين عسكريا لانهم واقعون بين سيطرة البيزنطيين في اسيا الوسطى وبين مصر كما ان فلول البيزنطيين وتحديدا الارطبان (قاءد عسكري للروم ) خرج من الشام الى مصر الخاضغة للدولة البيزنطية مصر استقبلت فلول العسكر الذي هزم امام فتح المسلمين للشام وتخوف المسلمون من هجوم عبر البحر على حاضرتهم المدينة المنورة
      * كان سكان مصر اغلبهم مسيحيون على المذهب اليعقوبي الذي يعارض مذهب الامربراطورية البيزنطية التي فرصت عليهم ضراءب جشعة نفت البطريرك بنيامين الاول وفرضت مذهبها بالقوة وعاش المصريون المسيحيون اضطهادا وثورات عديدة
      *سر ترحيبهم بالمسلمين كان التسامح الديني لانه كان من مسلمات ذلك الزمان ان يتبع الناس دين من يملك عليهم وكان المسلمون اول قوة في التاريخ تحفظ حرية التدين ولم يحتل المسلمون اراضي النصريين وعينو مسيحيين حكاما على ولايات فحاكم مصر السفلى كان ميناس (مسيحي ) وحاكم الريف الغربي (سنيوتوس ) وحاكم الفيوم (فيلوخينوس)
      *هيمنة اهل البلد الاصليين على المناصب الادارية اعادت اللغة القبطية التي كانت ابعدت وحل محلها اللغة اليونانية (لغة امبراطورية بيزنطة المحتلة ) واصبحت القبطية لغة الدواوين
      *لم يحتل المسلمون شبرا من ارض مصر وبقيت لاهلها ! وكل ما فعلوه هو ادخالها في حماية المسلمين حماية لامن عاصمتهم ولان البيزنطيين يحتلونها من اهلها وان لم يفتحها المسلمون سيحتلها البيزنطيون ثانية !
      اعاد عمرو بن العاص البطريرك بنيامين الاول بعد ان نفاه البيزنطيون واهم اسباب تعاون المصريين مع الفاتحين الجدد كان التسامح الديني والسماح لهم ببناء الكناءس والمعابد في الفسطاط في حين اقام المسلمون صلواتهم في الخلاء !..وهذه شهادة مؤرخين غير مسلمين عن حرية التدين والاستقلال الاداري في زمن خلافة عمر …يتبع لطفا

      *

  8. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    بعض الناس يقَيّمون اكثر الناس بحسب انتمائاتهم العرقية والدينية ؟! وهذه الفئة هم اكثر الناس ظلامية وتزمت وعنصرية , هذه الفئة من الناس لم ولن تأتي الى اهل هذه الدفيئة الكونية بأي صواب تنويري وانما تنشر ظلاميتها على كل ما يمر بخاطرها وبئس الخاطر والمرور ,
    الم يوصينا المصطفى المختار في خطبة الوداع ان:الا لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ؟!!
    كثيرون هم اللذين يأخذون الشرع وينسبونه لانفسهم ويبدأون بتكفير الغير ووصفهم باوصاف قبيحة متنكرين لابسط الاشياء التي تميز هؤلاء المتهجَم عليهم بانهم من المؤمنين بوحدانية الله , فكيف يا انتم تجيزوا لانفسكم بتكفيرهم وتصنيفهم بحسب مشيئتكم باهل الكفر والغدر , ان امثال هؤلاء لا يصح فيهم الا قول الحكماء في امثال هؤلاء , اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا والسلام

  9. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    انا ازعم اخي سلام ان النموذج المدني المبكر الوحيد الذي عرفه العالم كان دولة المدينة ودولة الخلافة الراشدة على مستوى تداول السلطة ونظام الحكم يعني نظام الخلافةووالبيعة شكل حالة ديمقراطية تقدمية جدا ومبكرة جدا في تاريخ العالم نسبة الى ذلك الزمان الذي حكم من عاءلات امبراطورية مؤلهة (الرومان ) ومما يشبهها الفرس واحد من اهم اسباب انتشار الاسلام تميز نموذجه في الحكم والفتح عن تللك القوى
    *السؤال قاءم لماذا لم تنقرض الاقليات الدينية ولم تستؤصل طوال فترة حكم المسلمين الذي امتد 13قرنا !!بل على العكس الشرق الاوسط بقي حوض التنوع الديني الذي يحوي اقدم ديانات التاريخ ولها طواءف !!
    *الاسلام لم ينتشر بحد السيف لا اقول هذا انحيازا بل عدلا وكل من يدرس حركة الفتح الاسلامي بانتباه واخاطة بعيدا عن التنميطات الاتهامية سيجد ان الاسلام انتشر بالتسامح والعدل السياسي وليس بالسيف لكن ازالة تابعية سكان الدول للبيزنطيين والفرس هو ما مارسه لكي يؤثر ثقافيا لان كل دول زمانه منعت المسلمين من حرية التبليغ ولان ثقافة الغالب تنتشر اسرع ليس بالاكراه ولكن بالتقارب الحضاري والتمازج لهذا لم يكن الخيار اسلم والا تقتل ! بل ان تدخل الكيانات في تابعية الدولة الامبراطورية وهذا توسع مشروع خضع للتنافس بين الدولة الامبراطورية الاسلامية والبيزنطية ولميزان القوى
    *يقول ولاننا في افريقيا فسانقل شهادات الدراسات الاستشراقية وهي ليست من احباء الاسلام حتى تشهد له !
    *رونالدو اوليفر في كتابه (short history of africa) التاريخ الموجز لافريقيا يقول (بعد الاجتياح المغولي للمشرق الاسلامي ووفاة جنكيز خان انقسمت امبراطوريته الى4فروه، 75% منهم اعتنقو الاسلام بعد ذهاب الارهاب المغولي وهم وسط اسيا وغربها والقوقاز وجنوب روسيا ..انه لمن السخف القول ان هؤلاء اكرهو على الاسلام ..فقد كانوا تحت حكم التتار هم الرعية المستضعفة ولكن الاسلام جذبهم نحوه بحضارته فتحولو الى بناة حضارة ورعاة بشر بعد ان كانو هادمي مدنيات ورعاة اغنام ..ان الاسلام لم ياخذ طريقه الى الصحراء الكبرى الا بعد انحلال دولته الكبرى في المغرب وان وسيلته لم تكن السيف بل انه استعمل الثقافة وحسن الخلق )
    *وول ديورانت :(بسبب التسامح الديني للمسلمين الاواءل اعتنق الاسلام معظم الزرادشتيين والوثنيين وكثير من اليهود واستحوذ الاسلام على قلوب مءات الشعوب من الصين حتى الاندلس )!
    وشكرا

  10. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *سابدء بشهادة القمص انطونيوس الانطوني :
    (ايضا وان كنا نذكر (مظالم العرب الفاتحين ! ) فلا بد انصافا للحقيقة ان نقول ان هذه المظالم لم تكن عامة او شاملة خاصة في الفترة الاولى من الفتح العربي ) اذن هي اخطاء فردية وليست سياسات دولة
    *القس منسي يوحنا يقول (سمع رهبان وادي النطرون وبرية شيهات ان امة جديدة ملكت البلاد فسار منهم سبعين الفا حفاة الاقدام وطلبو من عمرو بن العاص ان يمنحهم حريتهم الدينية (التي اغتصبها ابناء دينهم من البيزنطيين اتباع المذهب الملكاني المناويء لمذهب مسيحيي مصر اليعقوبي ) ويامر برجوع بطريركهم من منفاه فاجاب عمرو طلبهم واظهر ميله نحوهم وازدادو ثقة به لما راوه يفتح لهم الصدور ويبيح لهم اقامة الكناءس والمعابد في وسط الفسطاط التي جعلها عاصمة الديار المصرية ومركز الامارة على حين لم يكن ا
    للمسلمين معبد حيث كانوا يصلون ويخطبون في الخلاء )
    وعندما عاد البطريرك بنيامين الى بلده بفضل التسامح الاسلامي بعد ان اضطهده مذهبيا ابناء دينه من اابينزطيين ونفوه قال (عدت الى بلدي الاسكندرية فوجدت فيها امنا من الخوف واطمءنانا بعد البلاء وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وباسهم )
    *طيب المؤرخ اللبناني المسيحي ايضا ادموند رباط يصف الحريات الدينية في مصر المفتوحة (السياسة القاءمة على لا اكراه في الدين انما هي سياسة انسانية ليبرالية استمالت قلوب المسيحيين الى الاسلام وجعلت النصارى يفضلون العيش في ظله فاول مرة في تاربخ الشام ومصر عموما والمسيحيين خصوصا خرجت دولة لفتح بلادهم دون ان تفرض عليهم اعتناق دينها بالقوة في زمن كان يقضي المبدء الساءد باكراه الرعايا على دين ملوكهم بل والانتماء الى الشكل الخاص الذي يريده هذا الدين الجديد )!
    *البروفيسور جروهمان يقول لم ينهب الفاتحون المنتصرون قرشا من المصريين بل ان هناك وثيقتان تبينان دفع الجنود المسلمين لفواتير طعامهم وعلف دوابهم وقع عليها الشماس (منصب ديني ) يوحنا مسجل العقود زمن فتح مصر وعلق قاءلا (ان هذه المعاملة ازاء شعب مغلوب قلما نراها من شعب منتصر )
    *توناس ارنولد يرى ان سبب نجاح الفتح هو كره المصريين للبيزنطيين الذين اضطهدوهم دينيا
    *يؤكد على ذلك سلفستر شولير (سلم المصريون امرهم للمسلمين هربا من ظلم البيزنطيين والرهبان تركو الاديرة وانضمو للجند المسلمين ضد الروم وعندما خاول البيزنطيون غزو مصر ثانية ساعد المصريون المسلمين
    اين الاكراه !

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية