سهرات عمان تقرأ المستجدات: خصوم قطر «يحاصرون أنفسهم» و«زحام» الأجندات مقلق بعد دخول «الصيني» والجيش التركي والحماس الإيراني المفرط والاعتراض الألماني

عمان ـ «القدس العربي»: «قطر حوصرت… صحيح لكن خصومها أيضاً في الحصار»..هذه هي العبارة التي شكلت خلاصة تقرير دبلوماسي تقييمي أمني صدر عن لجنة متابعة تعمل في غرفة عمليات لها علاقة بالشأن السوري وتشرف عليها السفارة الأمريكية في عمان.
الهدف من التقرير كان تقييم آثار وتأثيرات الأزمة القطرية على معطيات الميدان في المشهد السوري الداخلي .
تبدو العبارة المتعلقة بالمسألة القطرية منسجمة مع التقييم الأردني في الغرف المغلقة والذي اشارت له «القدس العربي» في تقرير موسع لها أمس الجمعة حيث تطرح عمان تساؤلات وتريد إجابات وتخشى انفلات التفاصيل قبل مغادرة السفير القطري بندرالعطية فعلياً عمان أمس الجمعة امتثالاً للقرار الأردني.
أهم ما يقلق الأردن ايضاً احتمالات انشغال الجميع بالأزمة الجديدة في حضن النادي الخليجي على حساب المشروع الجماعي المتفق على تفعيله في منطقة التنف حيث مثلث الحدود العراقية السورية مع الأردن وبمحاذاة صحراء سعودية.
يغيب هذا المشروع لصالح الانشغال بحسابات الربح والخسارة في الأزمة القطرية فيما تستغل الميليشيات الإيرانية الموقف وتتوغل في عمق الحدود بين العراق وسوريا على أمل تدشين وتنشيط حلمها القديم بإسم «الممر المائي» عبر سوريا والعراق ولبنان إلى البحر المتوسط.
سفراء أوروبا يطلقون تسمية «الممر المائي» على المشروع الإيراني الجديد أما في عمق القرار الأردني فيتم تذكير الفرقاء بعبارة ملك البلاد الشهيرة التي حذرت من «الهلال الشيعي».
بالقرب من مكتب رئيس وزراء الأردن الدكتور هاني الملقي يتم التحذير من ان تكتيك الحرس الثوري الإيراني والحشد الشيعي العراقي مرسوم بعناية ويسعى للسيطرة على مناطق حدودية مؤثرة ونقاط صحراوية اساسية بين العراق وسوريا.
ذلك من شأنه أن يبقي هامش المناورة امام المسلحين المتشددين سواء في تنظيم «الدولة » او «جبهة النصرة» بإتجاه الجنوب وتحديداً في صحن هضبة الجولان ودرعا مقابل الأردن، ذلك برأي عمان تعبير عن خطر إستراتيجي محدق قد تقف عمان وتل ابيب معاً في التصدي له خلف الستارة.
الأهم أمنياً بالنسبة للأردنيين ان لا تقترب اذرع الإرهاب من حوض نهر اليرموك وسد الوحدة المائي.
الهواجس المرتبطة بسد الوحدة المائي هي الأعمق والأكثر رعباً واثارة للقلق. لكن الأزمة المفتعلة مع قطر مؤخراً مضرة بكل المعاني وتشتت الجهد الذي ينبغي ان يركز على ما يجري في مثلث التنف خصوصاً ان الدوحة لها دور في احتواء بعض التنظيمات الفاعلة في الحالة السورية وتعتبر شريكاً ممولاً وأساسياً.
في كل الأحوال لا ترى أوساط أردنية خبيرة علاقة بين مكاسب محتملة أو مفترضة لإسرائيل وإندلاع الأزمة القطرية لأن تل ابيب متضررة ايضا في النهاية والحرس الثوري الإيراني يريد الاقتراب من ثوبها في هضبة الجولان.
«تمكين» ميليشيات إيران من مثلث التنف يعني «تفريغ» منطقة الجولان وحدود درعا لصالح من يصفهم وزير الإعلام الأردني محمد مومني بالعصابات الإرهابية، بهذا المعنى يقول الأردنيون في كواليسهم بان غياب أوتغييب الدور القطري وإنشغال السعودية وأبو ظبي بإستهداف الدوحة مرحلياً بمثابة «أخبار سيئة» للتحالف الإسلامي الذي دشنه في قمة الرياض الملك سلمان بن عبد العزيز.
القراءة المتفاعلة لمسار الأحداث لا تقف عند هذه الحدود فخلال سهرة رمضانية سجل سفراء غربيون في عمان من بينهم سفير فرنسا ديفيد بارتولوتي ملاحظات قد تكون مهمة في تقييم الأزمة وقراءة الجملة الألمانية الشرسة التي تتضامن مع الدوحة.
هذه الملاحظات ركزت على ما يلي: أردوغان توفرت له فرصة نادرة جدا لتوسيع قاعدة نفوذه وتحسين موقعه التفاوضي في عمق الخليج العربي لأن السعودية تعلم مسبقا بأن الحكم القطري «لن يرتمي» بحضن إيران فهو لا يستطيع ذلك عملياً ولاسباب عدة مع وجود قاعدة العديد ولذلك تحمست الدوحة للخيار التركي وتلوح بالتعاون مع طهران مجرد تلويح.
تم رصد ملاحظة إضافية اعتبرت في غاية الأهمية: وزير الخارجية الصيني وانج يي يصافح نظيره الإيراني أحمد ظريف ويتحدث معه عن إستقرار الخليج العربي، بمعنى الصين بدأت تمتص ريقها وتتهيأ للدخول في عمق منطقة المصالح الإستراتيجية الأمريكية فيما تتواصل الدوحة مع موسكو ويتحرك الوزير الإيراني ظريف بنشاط وقوة في كل الإتجاهات ويبحث عن توافقات مع انقره. فرنسا تهتم وتتابع وألمانيا تتضامن بقوة مع قطر مناكفة الإدارة الأمريكية التي بدأت تستدرك.
ما تقوله ملاحظات الدبلوماسيين بان الأزمة مع قطر إنتهت بـ»زحام غير مستحب» في منطقة بحرية ضيفة ورفيعة الأهمية في عمق الخليج العربي وبالقرب من اعرض وأكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارجية في منطقة العديد.
زحام لكل القوى الدولية وأنف الصين وروسيا يحاولان ملاحقة التفاصيل ومستويات سياسية في عمان مصرة على ان الذهنية التي برمجت حسابات إعادة إنتاج التموقع القطري لم تكن معنية بحسابات دقيقة فعلاً وسقط من الحساب بان جميع الكبار في المنطقة والعالم والإقليم سيعبثون بالتفاصيل ويبحثون عن حصتهم. لذلك تكرس عند الأمريكيين إنطباع بان الحصار يضم الجميع اليوم عملياً بما في ذلك من فرضوا الحصار على الشعب القطري.

سهرات عمان تقرأ المستجدات: خصوم قطر «يحاصرون أنفسهم» و«زحام» الأجندات مقلق بعد دخول «الصيني» والجيش التركي والحماس الإيراني المفرط والاعتراض الألماني
سفير الدوحة يغادر… والأردن يحاول تجنب «كمين» الهلال الشيعي من التنف إلى سواحل لبنان والمتوسط وسط انشغال السعودية
بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد امريكا:

    أنا مع الأخ مشري على على الشعب العربي التحرك وعدم انتظار الانقلابات العسكريه فهذه لم تأتي الا بالخراب. نعم العصيان المدني وكل وسيله للتعبير عن الرفض القاطع لما يفعله هؤلاء وأؤكد ان التغيير لن يحصل بأنتظار معجزه.

  2. يقول قارىء:

    من يقرأ تسريبات العتيبي يقرأ بالحرف الواحد أن الحكاية تشمل جميع دول المنطقة فله تلميحات متناقضة أيضا إزاء الدول المجاورة وليس فقط دولة واحدة وكأن الأمر يبدأ تدريجيا ومن يقرأ التحليلات السياسية التركية التي تنتشر عبر مساحات الفضاء الإعلامي ينبىء بمشاريع مخيفة للعالم العربي والإسلامي خاصة غزة ،

  3. يقول صلاح مختار:

    أبشروا ياعرب هاهى الفوضى الخلاقة تتحقق كما وعدت بها كوندليزا رايس والآن أصبحنا فى أنتظار خريطة سايكس بيكو الجديدة التى جارى طباعتها بالألوان فى مطابع واشنطن وموسكو ولندن وطهران .

  4. يقول المحامي.سليمان الشرعة..الاردن:

    الحصار التي تتعرض له قطر وشعبها.فيه اجحاف وظلم وهمجية..الشعب القطري شعب عربي ومسلم لا. يجوز باي شكل وتحت اي عذر ان. يحاصر من اخوته..بهذه الطريقة …لن تتاثر قطر وشعب قطر بهذه الهجمة….قطر قدمت وساعدت. الشعوب المظلومة وحررتهم من ظلم الحكام والاستعباد…قناة الجزيرة. قناة.اعلامية لها رسالة قومبة ولها احترامها عند المشاهد العربي وهي قفزة وثورة في الاعلام. العربي.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية