سوء إدارة الرئيس الأمريكي للأزمة الخليجية تقود لمزاج عام 1914… وتنافس القوى الإقليمية يقود للحرب وفي الدوحة صدمة ثم ضحك ومرارة… فعلوها في رمضان المبارك ولن ننسى

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تناولت صحيفة «أوبزيرفر» في افتتاحياتها ليوم الأحد المبررات التي تدعو لإلغاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبريطانيا الخريف، وهي الدعوة التي وجهتها رئيسة الوزراء المهزومة تيريزا مي نيابة عن الملكة له في أثناء زيارتها لواشنطن بداية هذا العام. وترى الصحيفة أن ترامب يمثل خطراً على بريطانيا وأوربا وهو «كذاب بالفطرة» وجاهل وهو «ليس شخصاً سليماً أو صالحاً لكي يتولى منصب رئيس الولايات المتحدة.
وهذا هو الرأي في الولايات المتحدة وبين حلفاء أمريكا الأوروبيين وبين السياسيين والدبلوماسيين وفي صفوف الناخبين المشمئزين من أنانيته المفرطة ونرجسيته وما أطلق عليه وزير الخارجية بوريس جونسون «خدر الجهل». وهو رأي نحمله بشكل كامل وعبرنا عنه قبل وبعد فوز ترامب بهامش قليل في الانتخابات، تشرين الثاني/نوفمبر الماضي» تقول الصحيفة.
وتشير إلى عادة الكذب عند ترامب التي اتضحت في الأسبوع الماضي عندما قدم مدير مكتب التحقيقات الفدرالي «أف بي آي» السابق جيمس كومي شهادته أمام الكونغرس والطريقة التي مارس فيها الرئيس البلطجة ضد المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وأضافت إلى قائمة المثالب عند ترامب «الجبن» والتي اتضحت عندما أمر بعملية كارثية للقوات الخاصة في اليمن بعد توليه السلطة بخمسة أيام في كانون الثاني/يناير أو مزاعمه الوهمية عندما قال إن مؤسسة الرصد البريطانية «جي سي أتش كيو» تنصتت عليه.
فهو يتقن دائماً عادة حرف المسؤولية للآخرين. وتضيف أن «تصرفات ترامب الخطيرة والفظة قد فاقت أسوأ التوقعات لدى نقاده، فقد صعد من التطرف الإسلامي عندما زاد من التدخل الأمريكي في سوريا والعراق وأفغانستان وعلى حساب الضحايا المدنيين الذين يتزايد عددهم.
وفاقم من الانقسام عندما حاول منع المسلمين دخول الولايات المتحدة وهدد إيران في الوقت الذي خفف فيه من الدعم الأجنبي وتقرب فيه إلى المستبدين ومنتهكي حقوق الإنسان في السعودية والفلبين ومصر. وتقول إن قائمة أفعاله غير الحكيمة وتعليقاته المتهورة وسياساته التدميرية متواصلة. وهي تمثل تحدياً خطير لبريطانيا «ففشل الرئيس وسياساته التحطيمية تهدد مجموعة المصالح الوطنية بطرق عدة».
وطالما لم تعبر القيادة البريطانية والشعب البريطاني عن معارضتهم بطريقة إبداعية ووقفوا في وجهه فإن «العلاقة الخاصة» مع الولايات المتحدة التي نظر إليها كعماد الأمن والأزدهار لهذا البلد تواجه امتحاناً خطيرًا.
وتقول إن تهديد ترامب على بريطانيا يتخذ أشكالاً عدة ، واتضح من خلال هجومه غير المبرر ضد صادق خان، عمدة لندن في أعقاب هجوم لندن «ولم يكن ترامب مضراً ومخطئاً في الوقت نفسه لكنه لم يظهر التضامن المطلوب من قادة الدول الديمقراطية في هذه الأوضاع».

مغازلة

وترى أن خطورة الرئيس الأمريكي نابعة من رفضه الواضح المصادقة رسمياً على التزامات الولايات المتحدة تجاه معاهدة الناتو التي ترى في الهجوم على عضو فيه هجوماً على الجميع». كما أن مغازلة الرئيس الغامضة مع النظام العدواني لفلاديمير بوتين رغم الدليل الدامغ عن تدخل روسيا في انتخابات أمريكا العام الماضي، تعتبر معادية للديمقراطية والدفاع البريطانية والأوروبية. ولا تقف مخاطر ترامب عند هذا الحد بل يتبدى غروره في رفضه لمعاهدة باريس للمناخ وجهوده الحثيثة لاستفزاز ألمانيا وافتعال حرب تجارية معها. وموقفه المثير للشفقة والذي حاول فيه إظهار رجولةً زائدةً عن الحد تجاه الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون. وتقول «لو كانت معاملته المهينة لخان لكونه مسلماً (وهو زعم رفضه البيت الأبيض باعتباره تافهاً) فمن المنطقي النظر إلى أن وقاحته المستمرة مع ميركل نابعة من كونها امرأة». ومعاداة المرأة هي طريقة حياة بالنسبة لترامب وقد قدمت نسوة عدة شهادات كثيرة. وتقول «أوبزيرفر» إن الطريقة الأبوية التي عامل فيها تيريزا مي أثناء زيارتها لواشنطن في كانون الثاني (يناير) وظهرت عندما أمسك يدها دون دعوة هي ملمح آخر عن المشكلة بشكل عام «وببساطة فترامب ليس صديقاً لبريطانيا». بخلاف هذا فهو خطير و»سياسته التي تثير الانقسام وميوله الديكتاتورية وقلة احترامه للدستور الأمريكي وجهله وخوفه من العالم وشخصيته الوضيعة والكذوبة تجعله خطراً على المصالح البريطانية. وتفرق الصحيفة بين الرئيس ترامب وامريكا، فالأول خطير وعدواني ولهذا فعلى مي أو من يخلفها معرفة التهديد الذي يمثله وسحب الدعوة التي قدمت له لزيارة بريطانيا. ففكرة تقديم استقبال كبير لهذا الرجل الكريه مثيرة للتقزز. وهي إهانة للشعب البريطاني وقيمه.

تأجيج الخلاف

لكن الرئيس الذي اختار المملكة العربية السعودية كأول محطة له في زيارته الخارجية الأولى خلف وراءه مشاكل ودمر الوحدة الخليجية التي دعا إليها من أجل مكافحة الإرهاب. ولا يزال يصدر تصريحاته منذ الثلاثاء ويدعم فيها خطوات كل من السعودية والإمارات لمحاصرة دولة قطر بمبرر تمويلها للجماعات الإرهابية. وأثار مشكلة لطاقمه في الخارجية والدفاع الذي يحاول احتواء الأزمة. وعلق بيتر بيومنت من «أوبزيرفر» على الموقف الأمريكي وقارنه بمطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإنهاء الأزمة قبل نهاية رمضان. خاصة أن الأزمة تدخل يوم غد الأسبوع الثاني وسط مخاوف من آثارها الإنسانية.
وجاءت تحذيرات أردوغان بعد إصدار منظمة امنستي إنترناشيونال بياناً قالت فيه إن الحصار المفروض على قطر يقوم بتفريق العائلات نظراً لطلب التحالف المعادي لقطر من رعاياها المغادرة في غضون أسبوعين. وحسب التقديرات هناك حوالي 6.000 عائلة في الخليج مهددة بالترحيل. وتقول الصحيفة إن تدخل الرئيس التركي على خلاف الدور الذي لعبه ترامب عندما وقف بوضوح خلف الإجراءات التي اتخذتها أربع دول عربية متهمة الجارة بتمويل الإرهاب وهو اتهام ترفضه قطر. وأكد أردوغان أن الحصار لن يحل أي مشكلة إقليمية وعبر عن استعداده لبذل كل ما بوسعه لإنهاء الأزمة «لن نتخلى عن أشقائنا في قطر». وقالت هيومان رايتس ووتش إن الحصار أثر على 10.000 عائلة.
ووثقت أمنستي حالة رجل قطري متزوج من إماراتية ويعيش مع عائلته في دبي منذ عقد حيث حاول العودة إلى بيته من الدوحة ومنع في المطار. ووصف الرجل كيف ناشدت زوجته سلطات الهجرة أن تراه للمرة الأخيرة وطلب منها العودة. ووثقت الصحيفة حالات مشابهة وعادة ما يطلب ضحايا الحصار عدم ذكر أسمائهم خوفاً على عائلاتهم في الإمارات.

حالة حصار

وفي تقرير لمراسلة «صنداي تايمز» من الدوحة «تحت الحصار في قفص ذهبي» أشارت إلى الحياة في الدوحة المحاصرة حيث تقول إن الإشارة الوحيدة عن غياب الإحتياجات في هذا البلد الأعلى من ناحية دخل الفرد في العالم هو الرفوف الخالية من الدجاج في متجر «سبيني» والحليب التركي الذي استبدل بالمنتجات السعودية التي عادة ما تستورد من هناك. ورغم مظاهر الحياة العادية والمقاهي التي يخرج إليها الناس بعد الإفطار ومراكز التسوق النظيفة والمكيفة فهذا البلد يعيش حالة حصار من البر والبحر والجو فرضه جيرانها. ويتهم أميرها المتعلم في بريطانيا بدعم الإسلاميين المتطرفين. وعبر سكان الدولة الصغيرة عن حالة الصدمة من الإجراءات هذه حيث يقول حامد العمادي، المدير المالي «نحن عائلة واحدة وثقافة واحدة ودين واحد»، و «لا تعامل جارك بهذه الطريقة». ومع أن فكرة حصار البلد أدت لحالة من الذعر في البداية حيث تسابق السكان على شراء المواد الغذائية إلا أنها تحولت فيما بعد لنوع من الفكاهة. وتقول إن الدولة الغنية بالغاز الطبيعي ولديها صندوق سيادي من أكثر من 300 مليار دولار وتملك فريق سان جيرمان الفرنسي وممتلكات في بريطانيا أكثر مما تملك الملكة إليزابيث، بما في ذلك مبنى شارد وهارودز وجزء من بنك باركليز ومن السوق المالي في لندن. وتشير إلى أن هاشتاغ «الدوحة تحت الحصار» حصل على إعجاب كبير بين مستخدمي التويتر.

أسوأ أزمة

وبعيداً عن حس النكتة فالأزمة الحالية تعتبر الأخطر منذ اجتياح صدام حسين الكويت وأثارت رعب الدول الغربية. ففي منطقة تعاني من صراع إسرائيلي- فلسطيني طويل وانقسام سني – شيعي عميق وأربع حروب فآخر ما يريده الشرق الأوسط حرب بين الدول السنية التي تطلق على نفسها «الشقيقة». ونقلت عن دبلوماسي غربي قوله «هذا مثل إحداث خرم في الرأس». وتعتبر قطر حيوية في الحملة الكبيرة التي يقوم بها الغرب ضد تنظيم «الدولة» ويستقبل قاعدة العديد الجوية التي يعمل فيها 10.000 جندي أمريكي وترابط فيها 100 طائرة من سلاح الجو الملكي البريطاني و 100 مقاتلة وطائرة بدون طيار. وتنطلق من القاعدة الطائرات للقيام بغارات في أفغانستان ولطرد تنطيم الدولة من العراق وسوريا. ومنها تم نقل «مواب» (أم القنابل) في نيسان (إبريل) لضرب مواقع لتنظيم الدولة في أفغانستان. وتشيرالكاتبة إلى الدور الذي لعبه ترامب الذي بارك حملة عزل قطر.

ضوء أخضر

وتشير إلى تصريحات سفير الإمارات في موسكو، عمر سيف غباش الذي يلعب دور المتحدث الرسمي باسم الحملة واعترف فيها بأن الرئيس الأمريكي ربما أعطى «الضوء الأخضر» للإجراءات الأخيرة لكنه أكد أن القضية «ترشح منذ وقت طويل». وزعم أن بلاده «ظلت صامتة منذ عشرين عاماً. وتحدثنا خلف الأبواب، وأحياناً بعنف. ونحن بحاجة للتصرف علناً. وهذا تعبير عن محاولة تحديد ما هو مقبول في ديننا. ونحن نطالب القطريين بالاختيار، فلا يمكنك الحصول على الكعكة وتأكلها». وما يعنيه هو بلد عدد سكانه لا يتجاوز الـ 300.000 نسمة ولكنه حاول أن يكون لاعباً دولياً مستخدماً ثروته الخيالية لكي يكون كل شيء. فمن ناحية أنشأت قناة الجزيرة التي كانت اول قناة عربية لإنارة الضوء في المنطقة وذهبت إلى أبعد حد كي تستضيف مونديال عام 2022 واستقبلت الإسلاميين من كل الأطياف. وتقول الصحيفة إن رحلة في فنادق الدوحة تكشف عن طيف الجماعات ففي «فور سيزون» يقيم زعيم حماس، خالد مشعل وفي «شيراتون غراند» يقيم متمردو دارفور أما المعارضة السورية فتقيم في «ريتز- كارلتون».
ويقيم في الدوحة الشيخ يوسف القرضاوي، الذي تصفه الكاتبة بالزعيم الروحي للإخوان وكذا ممثلو حركة طالبان. ويزعم غباش أن ليبيا تمزقت بسبب دعم قطر للإسلاميين هناك ودعمها «للقاعدة والميليشيات الشيعية والإخوان المسلمين». وفي اليمن التي كانت قطر حتى الأسبوع الماضي عضواً في التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين يقول غباش إن الدوحة تتعاون معهم. وللتأكيد على الدور القطري أصدرت الإمارات والسعودية قائمة من 59 شخصاً و12 منظمة من بين رجال أعمال وساسة قطريين اتهموا بدعم الإرهاب. وترفض الحكومة القطرية هذه الإتهامات حيث أكد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن الثاني: «لم نمول أبداً المنظمات المتطرفة». وعن مزاعم دفعها مليار دولار مقابل الإفراج عن أفراد من العائلة الحاكمة اختطفوا في جنوب العراق من جماعة شيعية نفى وزير الخارجية المزاعم وقال: «دفعنا أجراً صغيراً لتسهيل عمل الحكومة العراقية العثور عليهم». وتعلق الكاتبة أن الرياض التي تتهم الآخرين بدعم التطرف مع أن أسامة بن لادن و 15 مهاجماً في 9/11 هم سعوديون وهي التي قدمت بالإضافة لهذا التمويل للمدارس الدينية في باكستان ودول أخرى لنشر الوهابية جعلها عرضة لاتهامات بالنفاق.

سنعيش

وبعد صدمة الحصار الأولى، تحول مزاج القطريين للتحدي وتم تزويد المحلات التجارية بالبضائع باستثناء الدجاج السعودي وأصدرت وزارة التجارة أفلام فيديو تظهر رفوف المتاجر وقد ملئت بالمواد الغذائية. ويقول وزير الخارجية «يمكن أن نحافظ على مستوى الحياة كما هو لمدة طويلة». إلا ان الذين تأثروا هم من وجدوا أنفسهم على الجانب الخطأ من النزاع بالزواج المختلط أو الدراسة. وتنقل عن وفاء اليزيدي، مديرة المستشفى الحكومي في الدوحة: «يريد السعوديون السيطرة علينا». وقامت بتربية ابنها وابنتيها لوحدها بعد طلاقها من زوجها البحريني وهم يحملون جنسيته مما يعني أنهم يواجهون الترحيل. وقالت «يمكنهم أن يوقفوا الطعام والماء ولكنهم لن يأخذوا أبناءنا»، وأضافت والدمع ينهمر على وجهها «أن تفعل هذا في شهر رمضان المبارك، حتى لو حلت الأزمة فلن ننسى». ورغم محاولة الكويت التوسط في الأزمة إلا انها في تصعيد مستمر. فقد استخدمت السعودية دعمها المالي لدفع الدول لقطع علاقاتها مع قطر. وكانت النيجر آخر دولة إفريقية تستدعي سفيرها بعد الصومال وموريتانيا وتشاد والسنغال وكذا المالديف وجزر القمر.

مقاومة

وفي المقابل فقد استطاعت قطر الحصول على خدمات جون أشكروفت، وزير العدل الأمريكي في فترة جورج بوش ودفعت له مبلغ 2.5 مليون دولار لإدارة الأزمة. وعرضت إيران دعمها فيما سترسل تركيا 3.000 جندي تركي لقاعدتها في الدوحة، وذلك بعد تلقيها تقارير عن خطط سعودية لإرسال دبابات عبر الحدود وضم قطر. وفي هذا السياق تم تجريم كل من يتعاطف مع قطر فيما أمرت السعودية الفنادق بحذف قناة الجزيرة من باقة القنوات التي تستقبلها وهددت بمعاقبة من لا ينفذ الأوامر. ويرى قطريون أن الأزمة اندلعت بسبب قناة الجزيرة واستقبال مباريات كأس العالم. ويعترف غباش بأن الأزمة بدأت بتأسيس الجزيرة «والطريقة التي انتقدت فيها الحكومات باسم حرية التعبير». وهناك من يرى أن جذور الأزمة بدأت بالإطاحة بالشيخ خليفة آل ثاني عام 1995 عندما قام ابنه حمد بالسيطرة على البلاد وحاولت الإمارات والسعودية القيام بهجوم مضاد لإعادة الشيخ خليفة دون نجاح. ومهما يكن فقد اعتقدت الدول المهاجمة لقطر أنها ستستلم في اليوم الثاني، لكنها أساءت تقدير تصميمها، كما يقول مدير مركزالجزيرة للدراسات صلاح الزين.

قوة عظمى بلا رأس

ونعود لأس المشكلة وهي الولايات المتحدة التي تترك التصعيد يتخمر لكي يقود لانفجار وكما يقول روس دوثات في صحيفة «نيويورك تايمز» فكل المشاكل التي قادت للحروب في أوروبا 1914 و 1939 (1870،1853، 1805، 1756..) موجودة اليوم في الشرق الأوسط. ففيه تحالفان متنافسان تدفعهما الأيديولوجية والدين والمصالح الإستراتيجية تقود السعودية الأول والثاني تقوده إيران. وهناك حروب بالوكالة في اليمن وسوريا تشبه الحرب الأهلية الإسبانية. ولديك قوى ثالثة لا يمكن التهكن بها تتراوح من تنظيم الدولة إلى الأكراد وروسيا ذات المصالح الخاصة والتي قد تدفع باتجاه الكارثة. والآن لدينا حصار قطر الذي يشبه المواجهة النمساوية- الصربية عام 1914. وتطالب دول كبيرة من دولة صغيرة بوقف الإرهاب وتتطلع هذه للدول الكبرى كي تساعدها إلا أن التضليل والدعاية تعرقلان حل النزاع.
فما قامت به السعودية والدول المتحالفة معها ليس إلا إعلان حرب. كما أن دعم إيران وتركيا لقطر هي خطوات تؤدي تاريخياً لتحويل الأزمات إلى نزاعات مفتوحة يقود فيها التصعيد وراء التصعيد إلى حرب. ولكنه يقول إن الحروب العالمية الكبرى حدثت بسبب عدم وجود قوة مهيمنة تعمل على منعها كما هو حال الولايات المتحدة اليوم التي استثمرت كثيراً لتأكيد هيمنتها الدولية. ويقول إن القوى الإقليمية والمحلية تتجنب شن حروب لأنها تعتمد بطريقة أو بأخرى على أمريكا- السعودية في السلاح وقطر من ناحية القاعدة العسكرية والأكراد والاتراك والعراقيون كلهم مرتبطون بأمريكا فيما تخشى إيران شن حرب حتى لا تستفز القوة الأعظم. وقد نجح هذا حيث شهدت العقود الماضية حروباً أقل.
إلا أن الوضع لن يعمل ولن يستمر خاصة عندما يقوم قادة أمريكا بزعزعة الإستقرار من فوق. كما فعل جورج دبليو بوش عندما غزا العراق حيث كشف اللاعبون المحليون عن محدودية الهيمنة الأمريكية. وكما فعل أوباما الذي تجنب العراق ليكتشف أنه أضعف الاستقرار وقوى الجماعات المحلية وزادت الحروب. و»الآن فوارث كل كفاحات بوش وأوباما رجل ليست لديه فكرة عما يقوم به في كل ملمح من ملامح رئاسته. وليس غريباً أن تصبح أزمة قطر خطيرة بسبب فقر تجربته أو عقمه. فعندما مس ترامب بسعادة مجسم الكرة الأرضية فقد منح التحالف السعودي حساً بأن لديه مساحة للتصرف بعدوانية» مشيراً إلى أن تغريدات الرئيس على التويتر ناقضت منذ إندلاع الأزمة كل ما يقوله الدبلوماسيون. ولهذا السبب أصبحت أمريكا متورطة في حرب بالوكالة في سوريا. ويتساءل الكاتب عن الكيفية التي ستمارس فيها القوة الأعظم في العالم في وقت فقدت فيه رأسها وخسرت 25 عاماً من تجربة التسيد الأوحد، وهل ما زالت قادرة على وقف القوى الأقل منها لشن حروب في وقت لا يعرف الرئيس الأمريكي دوره أو كيف يمارسه. وفي حالة استمر فالشرق الأوسط سيظل يعيش حالة التحالفات التي شهدها العالم عام 1914 وسيحصل الامتحان الحالي في قطر أكثر من مرة.

سوء إدارة الرئيس الأمريكي للأزمة الخليجية تقود لمزاج عام 1914… وتنافس القوى الإقليمية يقود للحرب وفي الدوحة صدمة ثم ضحك ومرارة… فعلوها في رمضان المبارك ولن ننسى
ترامب ليس صديقاً لبريطانيا… جهله وكذبه يجعلانه شخصية لا تستحق مقابلة الملكة
إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية