لندن ـ «القدس العربي»: يقرأ المتابع للشريط المنسوب لزعيم تنظيم «القاعدة»، الدكتور أيمن الظواهري تلميحاً لإقامة إمارة إسلامية للتنظيم في سوريا/الشام. فقد اعتبر الظواهري في شريطه المسجل أن تجربة الإنتفاضة السورية هي المثال الوحيد المشع في ثورات «الربيع العربي» لأنها انتهجت الطريق الصحيح «طريق الدعوة والجهاد لإقامة الشريعة الإسلامية وتحكيمها» وهاجم في الوقت نفسه خلافة «إبراهيم البدري» (أبو بكر البغدادي) التي وصمها بخلافة «الخوارج الجدد».
ودعا إلى «النفير العام» لدعم المجاهدين أي فصيل القاعدة هناك وهو «جبهة النصرة لأهل الشام».
وطالب الظواهري المسلمين بالدفاع عن «الجهاد في سوريا» ضد المؤامرات التي تحاك له وتتولاها «ربيبة بريطانيا وتابعة أمريكا، دولة آل سعود وذيولها من دول المنطقة». وبدا الظواهري في خطابه توفيقياً من ناحية عدم فرض الإمام/ الخليفة على أهل الشام الذين بيدهم اختيار من يتولى أمرهم وعندها «فإن ما يختارونه هو اختيارنا».
وأكد أن تنظيمه لا يطمح إلى السلطة ولكنه يرغب في تحكيم الشريعة «ولا نريد أن نحكم المسلمين بل نريد أن نحكم كمسلمين بالإسلام».
وقال إن الإنتماء التنظيمي يجب أن لا يكون عقبة في تحقيق أمل الخلافة «ونحن لسنا أوصياء عليها ولا قفزنا عليها ببيعةِ مجاهيل، ولا خليفة مفاجآتٍ». وأكد «إننا في جماعة قاعدة الجهاد، لم نقبل بيعة إلا بالرضا، ولم نكره أحداً عليها، ولم نهدد بفلق الرأس ولا حّز العنق، ولم نكَفِر من يقاتلنا، كما يهذي الخوارج الجدد».
وذكر الظواهري «جبهة النصرة» بمصير «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» في الجزائر و»الإخوان المسلمين» في تونس الذين قبلوا اللعبة الإنتخابية ومن ثم رموا في السجون.
في إشارة إلى الحديث حول انفصال «جبهة النصرة» عن تنظيم «القاعدة» التي هي لعبة يقصد منها دفع النصرة للجلوس على المائدة مع «القتلة المجرمين، ثم يلزمونها بالإذعان لاتفاقات الذلِ والمهانة، ثم بالرضوخِ لحكوماتِ الفساد والتبعيةِ، ثم بالدخولِ في لعبةِ الديمقراطيةِ العفنةِ، ثم بعد ذلك يُلقون بهم في السجنِ».
حالة إحياء
ولم يأت كلام الظواهري من فراغ فهناك عودة لـ»جبهة النصرة» بعد الهجمات القاسية التي تعرضت لها في الأشهر الماضية من الطيران الروسي.
وتشير النشاطات العسكرية وعودة «جيش الفتح» الذي تتسيده الجبهة واستطاع العام الماضي السيطرة على مدينة إدلب وبلدات مثل أريحا وجسر الشغور إلى محاولة منها لتعزيز وجودها في ريف حلب بعد الهجوم الأخير من قوات النظام المدعومة من الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية واللبنانية.
وكانت «جبهة النصرة» قد ولدت مع بداية الثورة السورية حيث بعث البغدادي أبو محمد الجولاني إلى سوريا لإنشاء فصيل هناك ثم دب خلاف بينهما عندما حاول البغدادي توحيد فرعي «القاعدة» في سوريا والعراق وعندها اختار الفرع السوري البقاء مع القاعدة الأم عام 2013.
وتقول صحيفة «دايلي تلغراف» إن نشوء إمارة لـ»النصرة» يعني وجود «إمارتين» تتنازعان على المصادر والأراضي في سوريا.
وتخشى الولايات المتحدة من مخاطر نشوء كيان لـ»القاعدة» حتى لا يستخدم كنقطة إنطلاق للهجمات كما فعل أسامة بن لادن في أفغانستان.
وتصنف واشنطن «جبهة النصرة» فصيلاً إرهابياً إلى جانب تنظيم «الدولة». وتشير إلى أن الظواهري يتعرض لضغوط من أتباعه لتأكيد قيادته في وجه المنافسة التي بات أبو بكر البغدادي يضعها أمامه كزعيم للجهاد العالمي ومركز استقطاب للجهاديين من كل أنحاء العالم.
ويرى تشارلز ليستر المحلل في معهد الشرق الأوسط أن «جبهة النصرة ستقيم نظاماً قمعياً ضد المدنيين إن أعلنت عن إمارة جديدة». وقال: «في معظم الأحوال ستزيد حوادث الإعدام بشكل مضطرد وستقيد حرية المدنيين وسيتراجع مستوى التسامح مع غير المسلمين وفصائل المعارضة الأخرى».
وكتب ليستر الأسبوع الماضي مقالاً في مجلة «فورين بوليسي» جاء فيه إن «القاعدة لديها طموح كبير في سوريا».
ووصل في الأعوام القليلة الماضية عدد كبير من المحاربين السابقين إلى سوريا فيما يمكن وصفه عملية إحياء سرية للتنظيم المركزي قريبا من أبواب أوروبا.
ويضيف أن «جبهة النصرة» تقوم ومنذ خمسة أعوام ببناء جذور لها في البلاد وتضع الأسس لظهورة «أول دولة ذات سيادة تابعة للقاعدة».
ومع أن أساليب «النصرة ـ القاعدة» تختلف عن أساليب تنظيم «الدولة» إلا أنهما تشتركان في الهدف النهائي ألا وهو إنشاء «إمارة إسلامية» في سوريا.
وفي الوقت الذي فرض فيه تنظيم الدولة سلطته على السكان وأعلن بسرعة عن «الخلافة» فقد اتبعت «جبهة النصرة» اسلوباً مختلفاً وهو بناء تأثير تدريجي في المناطق التي تريد السيطرة عليها فيما بعد.
ويرى الكاتب أن بناء «إمارة سورية» هو جزء من استراتيجية طويلة الأمد لـ»القاعدة» بدأت في العقد الأول من القرن الحالي، في اليمن عام 2011 وفي مالي عام 2012.
وأثبتت «جبهة النصرة» أنها التجربة الأكثر نجاحا. فبعد سنوات من العمل المثابر لبناء تأثير لها في شمال سوريا، أجرت سلسلة من النقاشات الداخلية ومع عدد من الجماعات المقاتلة المتعاطفة معها حول إنشاء «إمارة» والإعلان عنها خاصة أن «القاعدة الأم» بعثت بعدد من قادتها المؤثرين إلى الساحة السورية.
وحاول هؤلاء تخفيف مظاهر قلق الحركات الإسلامية السورية وأعضاء الجماعة الذين يعارضون فكرة إقامة «إمارة إسلامية» مستقلة.
ويعلق أن نشوء كيان في شمال- غرب سوريا يقوده عدد من القادة المخضرمين في القاعدة ويحرسه المقاتلون السوريون سيترك أثاره على المسألة السورية والأمن الدولي.
ومن أهم التداعيات الأولى لإنشاء كيان كهذا هو تصلب موقف الجبهة من الجماعات السورية الأخرى حيث يقتضي الإعلان عن إمارة فرض سيطرة كاملة على الأرض وتطبيق تفسير متشدد للشريعة.
وهذا يعني زيادة أحكام الإعدام وتقييد الحريات المدنية وعدم التسامح مع الأقليات الدينية وجماعات المعارضة المعتدلة. أما على المستوى الدولي، فظهور كيان لـ»القاعدة» في شمال سوريا وانتعاش لقيادة «القاعدة» المركزية سيعطي دفعة للجهاد العالمي بقيادة الظواهري وأتباعه.
وسيقدم هذا الأخير منظمته كجماعة معنية بمشاكل السنّة اليومية بخلاف تنظيم الدولة. ويقول ليستر إن الإمارة الجديدة ستكون بمثابة النقطة الجديدة لشن هجمات ضد الغرب تماما كما حدث في اليمن وأفغانستان قبل عقدين من الزمان.
وفي حالة تراجع تنظيم «الدولة» وخسارته مناطقه السورية فستكون إمارة النصرة ملجأ للمنشقين عنه.
هل اقتربت؟
ويتساءل الكاتب هنا عن المدى الذي وصلت إليه «جبهة النصرة» حتى يتحقق طموحها. ويجيب أن النصرة أبطأت من خططها، على الأقل مؤقتا، خلال الهدنة الأخيرة التي بدء بتطبيقها في شباط/فبراير، وهو ما سمح لعدد من الجماعات الإسلامية السورية التعبير عن معارضتها لخطة الإمارة فيما طالبها البعض بقطع صلاتها مع تنظيم «القاعدة» والإندماج في داخل تيار المعارضة السورية الرئيسي.
وعليه جاءت تحذيرات الظواهري في تسجيله الأخير. وينقل ليستر عن إسلامي سوري له صلات بالتنظيمات داخل سوريا قوله إن «النصرة» بدأت مشاورات مع قوى معارضة إن الرد كان سلبيا على الفكرة. مضيفا أن السوريين لا يريدون «إمارة».
واضطرت «النصرة» لنقل النقاش إلى صفوفها الداخلية حيث رأى البعض في مجلس الشورى ضرورة الإنتظار مدة أطول قبل الإعلان عن الدولة، فيما ناقش آخرون قائلين إن الوقت الحالي هو أحسن فرصة لتحقيق حلم الدولة.
ومع انهيار الهدنة ومحادثات جنيف أصبح لدى الجبهة تأثير على الساحة حيث أعادت تشكيل تحالفها القديم وشنت هجوما في جنوب حلب في محاولة للتعطيل على الجهود الأمريكية- الروسية لوقف إطلاق النار.
وقد يجد الغرب نفسه مدفوعا لزيادة الدعم للجماعات السورية التي تم التأكد من ملفاتها وتزويدها بالأسلحة المتقدمة في محاولة لمنع مشروع القاعدة الظهور للعلن.
ويشير ليستر إلى أن بروز «النصرة» على الساحة القتالية نابع من قلة الدعم الغربي للمعارضة السورية المعتدلة.
ويضيف أن هناك حاجة ماسة لتغيير الموقف من المعارضة السورية ودعمها بشكل كبير لمنع أهم فرع للقاعدة بناء كيان له لأن هذا ستكون آثاره كارثية.
انتقال قيادات
ويشير ليستر إلى وصول عدد من القيادات المهمة من المركز في الباكستان إلى سوريا، حيث تم إرسالهم لبناء توازن قوة بعد انشقاق أعداد من المقاتلين عن الجبهة عام 2013 وانضموا إلى تنظيم «الدولة».
وكان أول القادمين قريب لمؤسس «القاعدة» عبد المحسن عبدالله إبراهيم الشارخ المكنى بـ «سنافي النصر»، وزعيم «القاعدة» في إيران محسن الفضلي وعدد آخر من المحاربين القدماء السعوديين والمطلوبين من الحكومة، مثل عبدالله سليمان صالح الضباح المعروف باسم أبو سليمان القاسمي والجهاديين السوريين رضوان الناموس (أبو فراس السوري) وأبو همام السوري.
ويشير ليستر إلى الأهمية الإستراتيجية التي تمثلها سوريا في المعادلة الإقليمية وتداعيات وجود إمارة دائمة لـ «القاعدة» على أراضيها، خاصة في ما يتعلق بإسرائيل وتركيا والأردن.
بالإضافة لكون سوريا في مركز العديد من النقاشات العقائدية حول نهاية الزمن والمعركة الأخيرة بين الخير والشر.
تقدم بطيء
ويتحدث ليستر عن الخطوات التي اتخذتها «جبهة النصرة» لبناء وجود له في داخل سوريا، فمنذ منتصف عام 2012 إلى منتصف 2014 ركزت «النصرة» على مساهمتها العسكرية للثورة وابتعدت عن فساد الجماعات المعارضة ولم تركز على البعد الجهادي.
ورغم تعاون السوريين معها إلا أنهم شكّكوا في نواياها على المدى البعيد. ومن هنا جاء إعلان تنظيم «الدولة» عن «الخلافة» في حزيران/يونيو 2014 ليمثل امتحانا لعناصر «النصرة» الذين تمسكوا حتى ذلك الوقت بالتعاون مع بقية الفصائل المقاتلة الأخرى ولم يسيطروا على مناطق باسمهم.
ولم يبدأ القلق من نوايا «النصرة» إلا في نهاية عام 2014 عندما بدأت الولايات المتحدة باستهداف ما قالت إنها خلايا تابعة لها تخطط لتنفيذ هجمات في الغرب.
وهو ما أدى لتبني «النصرة»، «موقفاً معتدلاً» وبتشجيع سري من الظواهري نفسه. وفي حينه ساهمت في السيطرة على مدينة إدلب بشكل عزز موقعها كحليف لا يمكن الإستغناء عنه في الثورة ضد نظام بشار الأسد.
ومع ذلك فقد استطاعت «النصرة» في منتصف عام 2015 تشكيل رؤيتها حول الإمارة، وأصبحت القوة المتسيدة في معظم أنحاء إدلب.
ولم تكن هناك قوة موازية لها إلا «جماعة احرار الشام». ورغم إعلانها على التشارك في السلطة إلا أنها حاولت الإستفراد بمجالس إدلب وجسر الشغور وأريحا.
ومن ضمن جهود السيطرة إنشاء «إدارة المناطق المحررة» بشكل يشير إلى نية التنظيم المشاركة في إدارة شؤون المدنيين.
وبحلول عام 2015 وبعد انسحاب «النصرة» من شمال حلب تحولت مدينة إدلب لمركز نشاطات «القاعدة» في سوريا.
وحاولت تقوية سيطرتها في المدينة من خلال القوات التي جاءت من حلب، ودخل عدد من قادة القاعدة المؤثرين إلى شمالي سوريا والذين تم إطلاق سراحهم من السجون الإيرانية كجزء من عملية تبادل سجناء مع تنظيم القاعدة في اليمن. ويقال إن الظواهري أمر سيف العدل، أحد قادة «القاعدة» في إيران بتقديم المساعدة لـ»النصرة».
ونقل ليستر عن رمز سلفي مقيم في إدلب قوله: «كان هذا جزءاً من الخطة» حيث كان وجوده في داخل سوريا لتحقيق مشروع الظواهري، «وأصبح الشام يمثل كل شيء لاستراتيجية القاعدة الدولية».
وحضر مع العدل كل من أبو الخير المصري وأحمد عبدالله (أبو محمد المصري) والفلسطيني خالد العاروري الذي تزوج واحدة من بنات زعيم «القاعدة» في العراق السابق أبو مصعب الزرقاوي.
وفي حالة ثبت وجود هذه الرموز في شمال سوريا فعندها فستكون سوريا قد تفوقت في الأهمية على كل من باكستان وأفغانستان.
ويضيف ليستر أن نقاشاً داخلياً تم داخل «النصرة» مع وصول العدل حول إمكانية إنشاء إمارة في إدلب، ونقل مسؤول «النصرة» في الجنوب، سامي العريضي، مسؤول الشريعة وأبو إياد الطوباسي (أبو الجليبيب) أحد مؤسسي «النصرة»، للمشاركة في النقاشات.
وكان وصول الأخير إلى شمالي سوريا في نهاية عام 2015 وسط الحملة الجوية الروسية بمثابة الإشارة لنية النصرة تهيئة الأجواء لهجمات ضد معارضيها، خاصة أن سمعة أبو الجليبيب معروفة لدى الفصائل وأنه قادر على فعل أي شيء.
وبدأ المسؤولون الشرعيون في «النصرة» نقاشات غير رسمية مع عدد من المشايخ المحافظين حول فكرة الإمارة وجاءت الإجابات على غير ما يتوقعون.
وهو ما دعا الجماعة لعقد مؤتمر في كانون الثاني/يناير للجماعات المقاتلة لاستكشاف الفكرة بشكل أوسع وتشكيل تحالف من أجل بناء الإمارة.
وفي الوقت الذي أظهر البعض قبوله للفكرة إلا أن «أحرار الشام» رفضت بسبب علاقة «النصرة» مع «القاعدة.
وتزامن رفض الجماعات مع وقف إطلاق النار الذي طبق في أنحاء من سوريا حيث حرم التنظيم من إظهار قدراته القتالية في الميدان.
ومنحت الهدنة حركات الإحتجاج السلمي الفرصة للتعبير من جديد عن رفضها للنظام و»القاعدة» كما بدا في معرة النعمان.
وكان رد «النصرة» مدعاة لغضب الكثيرين وإشارة عن فشل استراتيجيتها في سوريا. ومع حلول 20 آذار/مارس بدأت «النصرة سلسلة من اللقاءات مع جماعات مسلحة في حماة واللاذقية وجنوب حلب في محاولة لإقناعها بان استمرار الهدنة ليس في صالحها.
ويقول قيادي عسكري شارك في اللقاء إن «النصرة» قدمت خطابا مقنعا وإن كان مغلفا بغلاف التهديد «لو لم تشاركوا في العملية فستكونوا في صف الأعداء».
وشنت بعد 3 أسابيع عملية على ثلاث محاور. واستعادت بهذه الطريقة موقعها كحليف لا يمكن الإستغناء عنه في الحرب ضد النظام وحلفاؤه.
ومع عودة الأعمال العدائية عادت «النصرة» لفتح موضوع إمارة إدلب حيث دخل رفاعي أحمد طه، أحد الرموز القيادية المصرية ومن مؤسسي «الجماعة الإسلامية» في مصر والقيادي في القاعدة إلى سوريا عبر الحدود التركية في الأول من نيسان/إبريل.
ومع أن دوره كان التوسط إلا أن مصادر مطلعة قالت إن مهمة طه تركزت على تعزيز الوحدة داخل التنظيم.
ولم يستطع طه لعب دور الوسيط نظراً لاستهدافه بطائرة من دون طيار بعد أربعة أيام من دخوله إلى سوريا حيث قتل معه أبو عمر المصري.
وعليه اضطرت «النصرة» لمناقشة فكرة الإمارة بوتيرة هادئة خاصة أنها منقسمة داخليا حول كيفية تحقيقها. ويرى ليستر أن الظروف على الأرض ستلعب دوراً في تحديد نتائج ومسار النقاش.
* من الاخر : المدعو ( الظواهري )
والمدعو ( البغدادي ) .. شوهوا صورة
الاسلام العظيم السمح اكثر من أعداء الاسلام..؟؟؟
سلام