سوريون يلوّنون جدران دير عطية ويبرود: اجتثاث الحرب

حجم الخط
0

دمشق – شيلان دقوري: عند المرور بشوارع مدينة يبرود، تتزين جدرانها بألوان حالمة. تكاد تكون خارج اطار ما يجري في سوريا. توزع الأمل في قلوب السكان، الذين يرون الحرب بعيون يومياتهم المقلقة.
وعند الجلوس في حديقة «الفيل» في مدينة دير عطية، يلاحظ الجالسون الألوان المنتشرة على المقاعد، وكأن هذه الألوان تسقط من السماء في زمن الحرب. لكنها فقط لمسات صغيرة، او محاولات، يقوم بها شباب متحمسون للبهجة رغم الحزن الناقم هناك.
المبادرة «الملونة» بدأ بها «فريق جود التطوعي» بعد حادثة تفجير في المنطقة منذ ثلاث سنوات. قام هؤلاء بدعم من سكان المنطقة لوجستياَ، باعادة ترميم الشارع وبرسم جداريات سلام. ومن ثم بدأ الفريق يكبر ويتسع بإزدياد أعداد المتطوعين، والقيام بعدة مبادرات، كانت تتم لأول مرة في دمشق.
ومن أبرز مبادرات، فريق جود، مبادرة «اللوحات الجدارية»، بعد المنحة التي نالها من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي كان هدفها تفعيل دور الشباب والمرأة في ظل هذه الأزمة ودعم الطفل من خلال الرسومات التي رسمت على الجدران ومقاعد الحدائق. وكل ذلك بمشاركة 30 متطوعا ومتطوعة من الفريق وأعضاء من جمعية «أصدقاء مدينة يبرود» ومتطوعتين من ذوي الإحتياجات الخاصة على كراسي مدولبة، والتي استغرقت معهم حوالى 18 يوماً متواصلاُ من العمل. والجدران كانت بطول 170 متراً، والمقاعد احتوت تصاميم مختلفة البالغ عددها 24 على عدة أفكار تجميلية وتوعوية مثل، النظافة والحفاظ على المياه وغيرها، بالاضافة للعديد من النماذج الفنية.
وفي حديث مع عمر عثمان، المشرف على المبادرة مع «القدس العربي»، أكد انهم في البداية قاموا بمعاينة الجدران، «وجدنا أنها بحاجة إلى رشة اسمنت وطبقة دهان. لتكون جاهزة للرسم، وبذلك أتممنا الرسم وكامل التخطيط. وجهود الفريق تعود إلى دورة تدريبية عن كيفية استعمال الفرشاة والتلوين وكيفية تعبئة المساحات الملونة. قمنا بتدريبهم لينفذوا هذه الجداريات. وحين الإنتهاء تمت دعوة المؤسسات الحكومية والمجتمع وقرية ذوي الإحتياجات الخاصة لافتتاح الجدارية وشرح كل لوحة على حدة. وإلى ماذا ترمز وتشير كل منها في إيصال رسالة سريعة منا للمارة. نصل الفكرة بطريقة بسيطة وبالطبع حققنا الهدف».
وأكد عثمان بأن مبادرة «خطوات إلى السلام» «أخذت منحة إيجابي وكان لها تأثير على الناس»، والتي هي عبارة عن درج ملون، استطاعوا بتنفيذها بعد مرحلة زمنية عصيبة مرت بها ديرعطية. حيث شهدت أثر الحادث حالات وفاة وانتشر الخوف بين السكان، مما دفع بهم إلى القيام بعمل كهذا. عمل شبابي حيوي يُدخل فسحة آمل إلى قلوب أهالي البلدة، وإعادة الحركة الطبيعية ورسم الابتسامات على وجوه المارين فوق الدرج الملون.
تأثير جود على المجتمع كان ملاحظاً. حيث يؤكد بعض السكان، أنهم فرحوا بهذه المبادرة، خصوصاً أنها أشركت شباب البلدة فيها، وتفاعل الحاضرون عبرها، ونسوا لبرهات ان الحرب قائمة، وان الحياة مستمرة رغم كل شيء.
يقول عثمان بأن الفريق يرغب ومن أحد أهدافه توسيع أعماله التطوعية، والتوجه نحو مناطق القلمون القريبة منهم ومن ثم نحو مركز المدينة دمشق وكل ذلك بمساعدة ابناء كل منطقة منهم على حد سواء لبناء كامل سوريا والمناطق المتضررة على وجه الخصوص، ومن اجل إعادة سوريا بوجه اسمى وأقوى من قبل لأن بناء الوطن يبدأ بوعي الشباب وجهوده وهو الأساس للأجيال المقبلة»، وفق ما يقول.
يشار إلى أن فريق جود يعمل بشكل مستمر على التنمية المجتمعية في ديرعطية من خلال استثمار طاقات الشباب وتفعيلها ضمن مبادرات وبرامج تنموية شهرية لخلق التغيير الإيجابي بالإضافة إلى تقديم الـخدمات الأولـية والدعم النفـسي لأبنـائها عـبر حمـلات ونشـاطات فيما بينهم.

سوريون يلوّنون جدران دير عطية ويبرود: اجتثاث الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية