تبقت ساعات قليلة على اغلاق نافذة سوق الانتقالات الشتوية، فبحلول مساء يوم غد الاثنين تكون غالبية الاندية في العالم أنجزت صفقاتها او اكتفت بالمراقبة، رغم أن الصفقات حتى اللحظة ظلت قليلة وغريبة ولم ترتق الى مستوى التوقعات في فصل شتاء قارص وكئيب.
قبل فتح نافذة الانتقالات الحالية توقع كثيرون من الخبراء، بينهم مدربون ونجوم سابقون أصبحوا محللين، ونقاد محنكون، أن تكسر صفقات هذه النافذة المبالغ القياسية السابقة، كونهم توقعوا سوقاً نارية وصفقات ملتهبة لأسباب عدة، غالبيتها منطقية. فعادة تنتظر الفرق في أوروبا رمية حجر الدومينو الأول، الذي عادة ما يكون صفقة من العيار الثقيل بعشرات الملايين، لتبدأ بعدها تتهاوى الأحجار وينفق كل من يبيع على تعويض الراحلين.
ومن المؤشرات التي أكدت حدوث صفقات مدوية، كثيرة، نبدأها في الدوري الانكليزي العجيب، حيث توقع كثيرون ان يدخل تشلسي سوق الانتقالات بقوة لتعويض خيباته التي قادت الى اقالة مدربه الاسطوري جوزيه مورينيو، لكن الى الآن أرسل عددا من مخيبيه اعارات، واستعار هو نفسه البرازيلي باتو ورفض دفع مبلغ كبير لضم البرازيلي تيشيرا من شاختار، في حين توقع البعض أيضاً ان يفتح مانشستر يونايتد دفتر شيكاته مجدداً، لكن يبدو ان الادارة أدركت ان الـ300 مليون جنيه استرليني التي انفقها المدرب فان خال في الموسمين الاخيرين لم تترك أثراً ملموساً على الفريق، وكون أيامه باتت معدودة، فانها رفضت دخول السوق مجدداً، في حين سيعطي يورغن كلوب الفرصة كاملة للاعبي ليفربول حتى نهاية الموسم قبل ترحيل بعضهم وجلب آخرين، واكتفى ارسنال بالمصري النني، مثلما اكتفى السيتي بما يملك رغم اصاباته. لكن مع ذلك توقع كثيرون ان يدخل المهددون بالهبوط السوق بقوة لتفادي السقوط والحرمان من العقد الأكبر في تاريخ حقوق البث التلفزيوني الذي يبدأ الموسم المقبل، لكن الاستثمارات ظلت ضعيفة وعلى استحياء.
ومن أهم الاسباب الاخرى بتوقع سوق جبارة، عقوبة ريال مدريد وجاره أتلتيكو بحرمانهما من السوقين المقبلتين، وهو ما عنى ان هذه السوق هي الاخيرة للشراء قبل يعاودا النشاط بعد عام ونصف العام، لكن حتى الآن راهن قطبا العاصمة الاسبانية على نجاح استئنافهما وظلا هادئين، في حين توقع البعض عودة قوية لبرشلونة، كون هذه النافذة الاولى له بعد عام ونصف العام وبعد اكمال فترة العقوبة.
لكن يبدو أن الاحوال الاقتصادية تقتضي التريث والصبر، خصوصاً أن غالبية الاندية الاوروبية تنتظر حجر الدومينو الاول من «البريميرليغ».
خلدون الشيخ