لندن «القدس العربي»: في ورقة نوقشت عام 2009 بالمؤتمر الأمني السنوي الذي يعقد في مدينة هرتسيليا الإسرائيلية تحدث فيها معدها عن مسألة التشيع في سوريا. وقال إن نسبة الشيعة في سوريا لا تتعدى 1% من بين 18 مليون نسمة. وتظل الأرقام غير دقيقة نظرا لعدم توفر الإحصائيات حول هذه الظاهرة. وأضاف أن شيعة سوريا هم في الأغلب من سكان البلاد مع نسبة قليلة من العراقيين والإيرانيين.
ولاحظت الدراسة أن الإيرانيين يقومون بأعمال «تبشيرية» ويملكون مؤسسات ثقافية عدة. وتتركز نشاطاتهم حول مقام السيدة زينب، جنوب العاصمة دمشق ومقام السيدة سكينة في داريا ومسجد النقطة في حلب. ورأت الدراسة التي أعدها خالد السنداوي بإشراف من شموئيل بار أن وصول بشار الأسد إلى السلطة عام 2000 عزز من النشاطات الشيعية وأدى لتجنيس عدد من الإيرانيين والعراقيين وزاد من نشاطات التشيع في البلاد خاصة بين العلويين الذين يريدون الإنتماء حسب الدراسة لطائفة أكبر. كما أشار الباحث للدور الذي لعبته السفارة الإيرانية في دمشق والمحلقية الثقافية التابعة لها في نشر الفكر الشيعي في كل مناطق سوريا. وتم هذا عبر الدعم المالي والمنح الدراسية إلى إيران والعلاج الصحي.
وتعبر الدراسة التي تمت قبل الثورة السورية التي اندلعت عام 2011 عن مدى التأثير الإيراني في سوريا والذي تمظهر أيضاً بالإضافة للعلاقات السياسية والاقتصادية والمالية من خلال السياحة الدينية والعلاقات الثقافية. ولعل دخول الميليشيات الشيعية خاصة حزب الله إلى سوريا والمشاركة في الحرب ضد المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد تم تبريره في البداية عبر ذريعة حماية مقام السيدة زينب. وهذه النقطة بدت واضحة في تحليل قدمه الباحث فيليب سميث «الجهاد الشيعي في سوريا وآثاره الإقليمية» (2015) الصادرة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. فقد دخل المقاتلون أو معظمهم تحت شعار «لبيك يا زينب» ومنه تطورت ظاهرة معقدة للتعاون السوري – الإيراني والميليشيات التي جاء أفرادها من لبنان والعراق وأفغانستان وباكستان. ويمثل دخول المقاتلين الشيعة صورة عن تعقيدات الحرب السورية التي تجاوزتهم الآن وتبدو صراعاً دولياً دخلت فيه روسيا في العام الماضي وأًصبح الحضور العسكري الإيراني أكثر وضوحاً من ذي قبل.
منظومة علاقات
ومن أجل فهم دور الشيعة في سوريا لا بد من فهم منظومة العلاقات الثقافية التي لعبت دورا في بناء صور ونمطيات حول البلدين. وهذه المنظومة تسميها باحثة بالدبلوماسية الثقافية التي بدأت في منتصف القرن الماضي وتعززت أكثر بعد الثورة الإسلامية الإيرانية. والتي لم تنجح في تغيير مواقف الشعبين من بعضهما البعض. وهذا يعود للطريقة التي أدارت بها إيران الإسلامية منظومة العلاقات التي لم تكن ثقافية بحتة بل ودعائية. وهو ما دفع غاريث سميث من مكتب صحيفة «الغارديان» في طهران للتساؤل: هل فشلت الدبلوماسية الثقافية الإيرانية في سوريا؟ وطرح الفكرة على ناديا مولتزان الباحثة في العلاقات السورية – الإيرانية وجهود كل من البلدين في تحسين علاقاتهما الثقافية. وناديا مولتزان هي ابنة دبلوماسي ألماني ولدت في دمشق ونشأت وكبرت في الجزائر وبون ولندن ولكنها لم تنس مكان ولادتها.
ومن هنا سافرت إلى دمشق ولأول مرة عندما كانت طالبة تدرس اللغة العربية في جامعة كامبريدج وقضت فيها الفترة الدراسية ما بين 2003- 2004 حيث سكنت في المدينة القديمة. وعبرت مولتزان عن حبها للمدينة «أحببتها وشعرت منذ البداية أنني في بيتي». وقابل سميث مولتزان في بيروت حيث تعمل الآن باحثة في معهد الشرق. وتقول مولتزان إنها كانت تسكن قريبا من مقام السيدة رقية الواقع خلف الجامع الأموي «في كل يوم عندما كنت أشاهد الكثير من الإيرانيين في طريقي لدروس الفرنسية». وقادتها الظروف كما يقول سميث إلى دراسة العلاقة بين سوريا وإيران حيث عين والدها بول مولتزان سفيرا في طهران عام 2003 ولهذا انتهزت الفرصة لزيارة والديها هناك.
أما الفرصة الثانية التي دفعتها لدراسة العلاقات السورية – الإيرانية فكانت في حوار لها مع إيراني كان على الطائرة زار دمشق من أجل تقديم أوراق هجرة إلى السفارة الكندية هناك «كنا نتحدث فقط وسألته عن رأيه في دمشق، فرد «آه أنا ذهبت إلى هناك لتقديم أوراقي، ومشكلة العرب إنهم بدون ثقافة» كيف يقول هذا بعد زيارته لأقدم مدينة في العالم؟ دمشق المليئة بالثقافة».وكانت
إجابة المسافر الإيراني بمثابة الصدمة لها حيث تساءلت عن الطريقة التي طورت فيها إيران وسوريا علاقات قوية بينهما في الوقت الذي بقي فهمهما الثقافي لبعضهما البعض فقير. والمهم في الحوار أنه كان مفتاحا لموضوع الدكتوراه الذي تقدمت به إلى جامعة أوكسفورد وكتابها «المحور السوري – الإيراني: الدبلوماسية الثقافية الفاشلة والعلاقات الدولية في الشرق الأوسط» والصادر عام 2013.
وتقول فون مولتزان إن «فكرة العرب المتخلفين (بدون ثقافة) منتشرة بشكل واسع في إيران». ولكن للأخيرة صورة مماثلة في سوريا، فكل ما يراه السوريون هم حجاج محافظون في مهمة دينية لزيارة المقامات. ويعني كل هذا بناء نمطية لا تمثل بالضرورة كل الإيرانيين. ولهذا السبب تقول الباحثة «كنت مهتمة بالطريقة التي تعمل فيها الدولتان على بناء صورة عن نفسيهما». وفي كتابها عرفت فون مولتزان الثقافة بالطريقة نفسها التي قدمها الباحث السياسي الأمريكي جوزي ني بأنها «أداة تستخدمها الحكومات من أجل تعبئة المصادر التي تنبع من قيم البلد ويعبر عنها ثقافيا- والتواصل وجذب الرأي العام في الدول الأخرى».
تاريخ العلاقات
وفي هذا السياق تعود علاقة الصداقة بين سوريا وإيران إلى عام 1953 حيث وقعتا معاهدة صداقة، أي بعد سبع سنوات من استقلال سوريا عن فرنسا. واعتمد تحسين العلاقات الثقافية مع ذلك على «أفراد متحسمين» لم تلق جهودهم دعما بسبب القلق الذي أبداه الشاه حيال اهتمام سوريا بالقومية العربية. وتعلق فون مولتزان في كتابها على الفترة التي مرت فيها سوريا من عام 1946 – 1972 أي العام الذي تولى فيه حافظ الأسد الرئاسة قائلة إنها شهدت تقلبات سياسية وتغيراً مستمراً للرؤوساء. وتعتبر هذه المرحلة ذروة صعود القومية العربية ولهذا فقد كانت سوريا معنية في هذه المرحلة بالقضايا المحلية والتعامل مع الدول الكبرى ومواقفها من النظام السياسي. وبهذه المثابة لم تكن السياسة الخارجية معنية بنشر القيم والأفكار. وتقول فون مولتزان إن الجانب السوري «وافق نظريا على توسيع العلاقات الثقافية ولكنه لم يقم بالمزيد لتقديم ثقافته لإيران».
وبعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 دعا النظام الجديد المستضعفين في العالم للثورة ضد المستكبرين وأعلن عن ثورة إسلامية عالمية. لكن العلاقات الإيرانية- السورية لم تقم منذ البداية على توطيد الصلات مع الجماعة السنية الكبيرة حينئذ في سوريا وهي جماعة الإخوان المسلمين بل مع الدولة، أي نظام البعث العلماني الحاكم. وتشارك طهران مع نظام دمشق في عداء نظام الرئيس العراقي صدام حسين والذي كان يقود حزبا علمانيا حاكما في العراق وهو البعث. واتفق الجانب السوري مع الإيراني في ملمح آخر وهو دعم القضية الفلسطينية ولهذا أطلق على المحور السوري- الإيراني محور المقاومة. ويشير التقرير إلى أن هذه العوامل تظل أهم من العلاقات بين شيعة إيران والطائفة العلوية التي تشكل نسبة 12% من سكان سوريا وينتمي إليها الرئيس الحالي ووالده من قبل. وكان الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر قد أصدر فتوى عام 1973 اعتبرت العلويين طائفة شيعية وهو ما أضاف بعداً جديداً للعلاقات بين سوريا وإيران.
استراتيجية
وترى الباحثة مولتزان أن الإيرانيين لديهم استراتيجية في علاقتهم الخارجية والتي تشمل ملامح ثقافية. فهي «لا تقوم بشكل كلي على الإيديولوجية، فأنت ترى كم هم براغماتيون. ومن المثير الطريقة التي يفكرون فيها بعلاقتهم مع الدول الأخرى». ويلاحظ أن إيران اهتمت كثيرا بنشر ثقافتها في سوريا من خلال المراكز الثقافية التي بدأت تظهر هناك منذ عام 1983. وظهرت أولاً بالمزة، المنطقة التي يعيش فيها الأغنياء والقريبة من السفارة الإيرانية. وفي فترة لاحقة أخذت المراكز الثقافية تظهر في مناطق تقع بقلب العاصمة دمشق قريباً من ساحة الشهداء التي لا تبعد إلا مسافة قصيرة عن مقام السيدة رقية والجامع الأموي. ولهذا فموقع المراكز الثقافية المركزي جعلها متاحة للجميع كما تقول فون مولتزان. وكان القصد من المراكز هذه هو توسيع مجال العلاقات الثقافية والدينية والفنية بين البلدين وتقديم المنجز الثقافي الإسلامي الإيراني والتأكيد على الوحدة الإسلامية والترويج للغة الفارسية وآدابها وتعزيز العلاقات الأكاديمية والتبادل التعليمي بين جامعات البلدين. ومن هنا فالهدف الرئيسي كما تكتب فون مولتزان في كتابها هو بناء علاقات دائمة بين الشعبين وتقديم الثقافة الإسلامية الإيرانية للشعب السوري. وفي بحثها عن الطريقة التي نشرت فيها إيران ثقافتها في سوريا درست من ضمن ما درست المقالات التي نشرت في مجلة المركز الربع السنوية «الثقافة الإسلامية» في الفترة ما بين 1985-2006 ولاحظت تركيزها على الموضوعات الإسلامية – الفقه والفلسفة وسيرة النبي محمد بالإضافة للأدب والشعر وشؤون المرأة والأسرة. ودرست فون مولتزان الأسابيع الثقافية والمهرجانات السينمائية والمؤتمرات وعدد الطلاب الإيرانيين في سوريا.
من الأدب إلى الدعاية
عملت إيران على نشر وتعليم اللغة الفارسية في مراكزها الثقافية وبالتعاون مع جامعات الدولة في دمشق وحلب واللاذقية وحمص. ومن ضمن دراستها للأثر الفارسي التقت مع محمد التونجي والذي يعد رائداً في مجال الدراسات الفارسية. ودرس التونجي في طهران في الستينات من القرن الماضي وظل يدرس العربية والفارسية في حلب ودمشق حتى تقاعده في العقد الأخير من القرن العشرين. وتقول فون مولتزان إنه كان من أوائل الطلاب الذين درسوا في إيران وأحبها ولغتها وأدبها من خلال دراساته. وكان له دور مهم في تطور تعليم اللغة الفارسية في سوريا والجسر الحقيقي بين الثقافتين. ولكن التونجي فقد حماسته بعد عام 1979. والسبب هو اهتمام إيران الإسلامية بتعليم اللغة الفارسية ليس لمن يحبون الأدب ولكن لمن لديهم ميول نحو التشيع. وتنقل فون مولتزان عن التونجي قوله إن الإيرانيين لم يعودوا يدرسون الآداب الفارسية الحقيقية ولكن دعاية الثورة الإسلامية.
القوة الناعمة
وفي دراستها للدبلوماسية الثقافية قدمت فون مولتزان وبشكل موجز علاقتها مع «القوة الناعمة» حيث طورت الدول الأوروبية برامج جيدة في فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية وهو ما اتبعته الصين في المرحلة الأخيرة. وفي العالم العربي لم تظهر هذه الممارسة إلا بعد ظهور الفضائيات. ومن هنا فمقارنة مع الجهود الإيرانية في الدبلوماسية الثقافية لم تظهر سوريا رغبة بنشر ثقافتها في الخارج خاصة أن الإيرانيين يدرسون العربية ويعرفون عن سوريا الأسد. وترى الباحثة أن القومية العربية كانت تعتبر جذر السياسة السورية وفي قلبها أيديولوجية البعث. ولأن نشر الثقافة القطرية سيكون ضد الرؤية القومية العربية ركز النظام على فكرة المقاومة ومواجهة الإمبريالية. ولم تفتتح سوريا مركزها الثقافي قرب شارع الأردن في طهران إلا عام 2005. ولم يكن مديره الأول ولا خليفته يعرفان الفارسية وكانا متخصصين في الاقتصاد ولكنه أصبح معروفاً لدى الطلاب الذين يريدون تقوية مهاراتهم باللغة العربية. وتعتقد فون مولتزان أن الدبلوماسية الثقافية تعمل بشكل جيد حالة تمت بشغف ورقة. وتضرب مثلاً بمعهد غوتة الذي تموله وزارة الخارجية الألمانية ويدعم الفنانين الشباب ويدير 98 مركزاً حول العالم من ضمنها سوريا وإيران. وترى الباحثة ان سر نجاح المعهد أنه لا يتم عبر أجندة معينة أو تقديم دعاية.
السياحة الدينية
من أهم ملامح الدبلوماسية الثقافية بين إيران وسوريا هي السياحة الدينية التي لاحظتها فون مولتزان عندما كانت طالبة في دمشق. ويعتبر مقام السيدة زينب من أكثر الأماكن التي يزورها الشيعة في سوريا بالإضافة لمقامات أخرى للصحابة في دمشق وحماة وحلب وحمص. وتقول الباحثة إن الدبلوماسية الثقافية شجعت على السياحة الدينية في الثمانينيات من القرن الماضي خاصة أن المزارات الدينية في سوريا أصبحت بديلاً لشيعة إيران عن المزارات في العراق التي لم يكونوا يستطيعون السفر إليه بسبب الحرب.
ولكن زيادة السياحة من هذا النوع لا تخدم العلاقات الثقافية إلا بالقدر اليسير فمن بين 360.000 إيراني زاروا سوريا في عام 2008 كان منهم 333.000 سائح مما يعني أن مساحة التفاعل بينهم وبين السوريين تظل قليلة نظرا للهدف من الزيارة و «رغم مساهمة الحجاج الإيرانيين بتقديم السوريين للتقاليد الإيرانية إلا أنهم لم يكونوا قادرين على ردم الإنقسام بين الشعبين، بل وعلى العكس فقد خلقت إنطباعا بين السوريين من أن كل الإيرانيين هم من المحافظين وهو ما لم يدفع الكثير من السوريين لزيارة إيران. وتظل السياحة غير الدينية غير موجودة بين البلدين. بل وأكد الإيرانيون على أهمية السياحة الدينية من خلال مساهمتهم في إعمار مزارات مثل السيدة زينب ورقية اللتين يمكن تمييزهما بسبب الطابع المعماري الإيراني. وأسهم الإيرانيون في إعمار مقامات أخرى مثل ضريح الصحابي عمار بن ياسر والتابعي أويس القرني في الرقة التي تعتبر اليوم معقل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية.
وترى فون مولتزان أن التدخل وفرض الطابع المعماري الإيراني أبعد السكان المحليين عن هذه المزارات وهم الذين كانوا يستخدمونها في مناسباتهم الدينية. وتحولت المقامات هذه كرمز للتعاون السوري – الإيراني «فبالنسبة لسوريا فهي رمز سياسي عن العلاقة الوثيقة مع إيران. وبالنسبة لطهران فهي تمثل مظهراً من مظاهر الوجود الشيعي في سوريا». ويعلق سميث إن هذه الرموز لا يرحب بها وتم تدميرها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 وحولتها لأنقاض، وهو ما يطرح أسئلة تتعلق بفشل الدبلوماسية الثقافية بين البلدين بسبب الطبيعة الطائفية للحرب السورية والتي تدعم فيها إيران النظام العلوي ضد المعارضة السنية. وربما اقترح البعض أن العلاقات السياسية والثقافية بين البلدين أسهمت في تدهور العلاقات الطائفية وفي اشتعال الحرب.
ومع أن فون مولتزان أنهت كتابها عام 2012 ولا تزال أكاديمية محايدة إلا أنها تظل معنية بمصير البلد الذي ولدت فيه وتتحدث لغته وتزوجت واحداً من أبنائه. ويشير سميث في هذا السياق لزيارة قامت بها عام 2010 إلى المركز الثقافي الإيراني بمدينة اللاذقية معقل الطائفة العلوية ولاحظت دراسة أعدتها منظمة العلاقات والثقافة الإسلامية التابعة للحكومة الإيرانية أن السوريين الذين يعيشون في الساحل والمناطق الجبلية المحيطة به والذين ينتمون للطائفة العلوية هم أكثر تقبلاً للجهود الثقافية الإيرانية من بقية السوريين. وهو ما يفسر تركيز إيران الكم الأكبر من نشاطاتها على هذه المناطق. «ونظرا لعدم وجود مصلحة لتأكيد العلاقة الإيرانية العلوية القوية فقد أنكر مديره في ذلك الحين علي الحسيني أن يكون العلويون هم من يترددون عليه : «كل السوريين يأتون إلى هنا» بل وحتى المسيحيون يأتون إلى هنا».
إبراهيم درويش