شبان من القلمون يتراجعون عن انشقاقهم ويعودون للخدمة العسكرية لدى قوات النظام السوري

حجم الخط
1

دمشق ـ «القدس العربي»: عادت مجموعة من الشبان المنشقة عن قوات النظام السوري من أبناء بلدة حفير الفوقا في منطقة القلمون في ريف دمشق، التي تسيطر عليها مجموعات من المعارضة المسلحة، إلى الخدمة في الفرقة الثالثة ـ المدرعات وهي إحدى الفرق المدرعة لدى النظام السوري ـ بعد محاولتهم الانشقاق بقرابة السبعة أيام، وذلك بشكل إجباري من قبل ذويهم ووجهاء البلدة، والمخبرين الذين يمتلكون سلطات متعددة ونفوذا واسعا.
ووفقا لمصادر ميدانية من داخل البلدة فإن حوالي 15 شابا انشقوا خلال الأسبوع الفائت عن قوات النظام وامتنعوا عن الخدمة في الفرقة الثالة التابعة له، ولجأ القسم الأكبر منهم إلى بلدتهم حفير الفوقا في منطقة القلمون للاحتماء، إلا أن تهديد قوات النظام السوري واللواء 65 بقصف البلدة وإنهاء الهدنة فيها، دفع بذوي الشبان ووجهاء البلدة على محاولة إجبار هؤلاء المنشقين تسليم أنفسهم إلى قوات النظام السوري والعودة عن تركهم السلاح في صفوفه.
وأضاف المتحدث الذي فضل عدم كشف هويته، لـ «القدس العربي» أن خمسة شبان من أصل 15، قد سلموا أنفسهم لقوات بشار الأسد، وعادوا إلى قطعتهم العسكرية، فيما ينتظر أهالي البلدة خلال الأيام القليلة المقبلة تسليم باقي الشبان أنفسهم والعودة إلى القتال في صفوف النظام السوري.
وهذه الحادثة في بلدة حفير الفوقا ليست الأولى من نوعها، فقد سلمت جميع فصائل المعارضة المسلحة عناصرها إلى اللواء 65 التابع لقوات نظام بشار الأسد في منطقة القلمون، وفرغت البلدة تماما من أي مظهر مسلح معارض، بعد أن تخلى مقاتلو المعارضة عن سلاحهم الفردي لصالح قوات النظام، وانتسبوا إليها على دفعات، فاق عدد الأخيرة منها 600 مقاتل، وذلك في مطلع شهر آب/أغسطس الماضي من العام الجاري.
وبحسب المصدر فإن البلدة أصبحت تضم بعد ذلك الأهالي من المدنيين الكبار في السن والأطفال فقط، فيما انضم جميع شبانها من عناصر «الجيش الحر»، والمنشقين، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، والمدنيين القادرين على الحمل السلاح إلى جبهات النظام في مطار السين العسكري ومدينة الناصرية والفرقة الثالثة.
واعتمد نظام بشار الأسد على عدة شخصيات معروفة من أذرعه الأمنية داخل البلدة في إغراء الشبان بالانشقاق عن المعارضة المسلحة، وتسوية وضعهم لدى قوات النظام، التي بدورها ستغرقهم بالمرتبات الشهرية والحوافز في ظل انعدام مقومات الحياة في البلدة، عقب محاصرة الثكنات العسكرية لها من جهاتها الأربع، وسوى ذلك من العواقب التي ستحل بالبلدة والتهديد بقصفها وهلاك من فيها، في حال احتفظ شبانها بسلاحهم، وفتحوا جبهات مع قوات بشار الأسد.
وكان القائد العسكري قد حذر في حديث سابق من كارثة مرتقبة تحدق ببلدة حفير فوقا الواقعة في منطقة القلمون، وقال إن البلدة تحت خطر السقوط بيد قوات النظام والميليشيات الايرانية واللبنانية الشيعية التي تسانده، بعد أن استقدم الأخير أرتالا عسكرية أحاطت بالبلدة من الاتجاهات الأربع، وباتت تكشف كامل تحركات الثوار فيها، خاصة بعد هروب وانشقاق مئات الشبان المدنيين والمقاتلين وانضمامهم إلى قوات النظام.
وتابع القيادي دعمت قوات نظام بشار الأسد مواقعها وأقامت أربع دشم عسكرية ونقاط تمركز على التلال المحيطة ببلدة حفير الفوقا شلت بذلك كل طرق وشوارع البلدة، ورصدت تحركات الثوار والأهالي.

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عايف روحه - جزر المريخ:

    حسب العرف العسكري كل من يتخلف عن اللإلتحاق بوحدته العسكرية يعتبر هاربا وفارا من الخدمة العسكرية ومطلوبا للجهات المختصة وتنطبق عليه أحكام معينة حسب قانون كل بلد .

إشترك في قائمتنا البريدية