الناصرة ـ «القدس العربي» : يؤكد د. أنور عشقي المقرب من النظام الحاكم في الرياض ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية في جدة، ضمن حديث لصحيفة إسرائيلية أن المبادرة العربية للسلام لم تملك بالسابق فرصة حقيقية لتحقيقها بخلاف اليوم، مشيرا لوجود فرصة تاريخية لإنجاز السلام. ويستهل العشقي، مستشار سابق للأمير والسفير الأسبق في واشنطن بندر بن سلطان، حديثه لصحيفة «يديعوت أحرونوت» بقصة يحب السعوديون بواسطتها التعبير عن الواقع مفادها أن رجلا مشى في الصحراء والشمس تميل للمغيب وفجأة يرى خلفه ظلا كبيرا فتأهب الرجل الذي يرى أن الظل يقترب منه بشكل يهدده فيستل مسدسا ويستدير ليكتشف باللحظة الأخيرة وقبل إطلاق رصاصة أن الظل ظل أخيه.
ويتساءل عشقي: والآن تخيلي ماذا كان سيحصل للرجل المرعوب لو أنه أطلق النار على شقيقه وقتله في الصحراء دفاعا عن النفس، وبسبب الخوف والريبة. كان ذلك سينتهي بكارثة.
عشقي الذي يقول بحسب الصحيفة إن له شبكة علاقات مع إسرائيليين إنه يروي قصة الظل تعبيرا عن حالة الشك الإسرائيلية، معتبرا أن المشي في الصحراء يرمز لعزلة إسرائيل المتزايدة مثلما يرمز لقلقه من إضاعتها «فرصة تاريخية لا تتكرر». ويتابع «أعدك واستنادا لمعلومات شخصية أن هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام، وأن «كافتنا هنا نريد التسوية». موضحا أن المبادرة العربية للسلام لم تكن هناك فرصة لتحقيق سلام شامل وحقيقي من خلالها بعهد الملك السعودي الراحل المبادر لها أصلا.
ويتابع مفاضلا «أما اليوم وبعهد الملك الحالي سلمان فهذا ممكن نتيجة تغير الظروف والاحتمالات تحسنت كثيرا».
وتنوه محررة الشؤون العربية في الصحيفة الإسرائيلية سمدار بيري أن اللقاء مع عشقي تم في فندق الشيراتون وعلى مرأى الجميع لأنه «يرفض العروض بلقاءات سرية».
وتنوه بيري إلى عشقي يكتفي بوصف دعم رئيس الحكومة ووزير الأمن في إسرائيل لمبادرة السلام العربية بـ «الخطوة الجيدة» أو «عملية صحيحة».
ويعتبر أن المطلوب الآن مبادرة نتنياهو لإعلان دعمه لمبادرة السلام العربية في الأمم المتحدة.
وردا على سؤال حول التغييرات الإقليمية الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ طرح مبادرة السلام العربية يقول عشقي إن السعودية أيضا قد تغيرت وإن ملكها الجديد يبعث بإشارات لإسرائيل حول إصراره لتحقيق السلام.
ويضيف «لدينا مصالح مشتركة ونستطيع بسهولة تحديد أعداء مشتركين». ويكشف أن السعودية أرسلت لحكومة إسرائيل قبل عأمين طلبا بضرورة الاعتراف بمبادرة السلام العربية لافتا أنه تلقى جوابا واحدا متكررا مفاده أن نتنياهو يعد بإعلان تبنيه لها. ويضيف «على خلفية استنكاف نتنياهو عن ذلك عزلت إسرائيل ذاتها وهي اليوم أمام حملة مقاطعة دولية وبحالة سيئة».
وردا على سؤال يقول عشقي إن السعودية بحال أوفى نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولا عربية للبدء بالتطبيع مع إسرائيل مما سينعكس إيجابا على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى»، لكنك لم تذكر التطبيع مع السعودية ذاتها؟
«قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وأفريقيا وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة وبحال تبنت إسرائيل مبادرة السلام العربية سندعوها لتكون شريكة بالسوق الحرة وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة . كما سترون مسؤولين سعوديين وإسرائيليين بلقاءات علنية وستفاجئين كم ستكون الرياض فعالة».
وسئل عشقي إذا كان يصدق فعلا أن حكومة إسرائيل توافق على الانسحاب من الضفة الغربية فقال عشقي إنه بعد إعلان نتنياهو أن مبادرة السلام العربية تنطوي على مركبات إيجابية يمكن التفاوض على نقاط خلافية والتوصل لتفاهمات تريح كافة الأطراف. وتثقل الصحيفة الإسرائيلية السؤال على عشقي الذي يبدو متمسكا بأوهام نتنياهو رغم تلميحاته له فتقول: ولكن لست متأكدة أن الحكومة في إسرائيل مستعدة حقا لتسديد ثمن السلام.عندها ينتقل عشقي وهو جنرال سابق ودكتور في الحقوق من الترغيب للترهيب «بحال لم يتحقق السلام بفترة نتنياهو فلن يتحقق أبدا ومعا نفقد فرصة تاريخية لا تتكرر».
أكثر من ذلك يعبر عشقي عن ثقته بالإسرائيليين الذين يلتقيهم ويقول إنهم «لا يكذبون عليه رغم الاختلافات بوجهات النظر». وردا على سؤال إذا ما كان عشقي مبعوثا يكتفي بالقول إنه يدير لقاءات مع إسرائيليين الذين يعرفون «من أين أنا جئت، لكن السعودية لم تنتدبني للتفاوض».
والتقى مدير عام الخارجية الإسرائيلية دوري غولد علانية في واشنطن قبل شهور والذي سبق وألف كتابا عام 2003 بعنوان «مملكة العدوانية» اتهم فيه السعودية بتمويل الإرهاب في العالم، وعن ذلك يقول عشقي إن غولد بعد لقاءاته به وبمسؤولين سعوديين آخرين وتعلمه منهم توقف عن مهاجمة السعودية.
بيد أن عشقي يوضح «أن هذا اللقاء لما كان سيتم لو كنت أشغل منصبا رسميا في السعودية إلا بموافقتها لكنني أرى أنني أخدم مصالحها».
وردا على سؤال حول ما إذا كان قلقا من تعيين ليبرمان وزيرا للأمن قال عشقي «خسارة على يعلون بعد الطريقة هذه التي أطيح بها فهو قوة موازنة ومعتدلة. ليبرمان لا يقلقني ولا يقلق الرياض لكن ضم هرتسوغ كان سيمنح نتنياهو قدرة أوسع على المناورة والتحرك. البعد الإيجابي لدى ليبرمان أن المتشددين سيؤيدون السلام ويسيرون خلفه بحال وافق على مبادرة السلام العربية».
ويراهن عشقي على حكومة نتنياهو ويزعم أن 75% من الإسرائيليين يريدون السلام ولذا سيهتمون بأنها لن تسقط.
ويخلص للتأكيد أن السعودية اليوم وبعكس الماضي مستعدة للتباحث حول طلبات إسرائيل بتعديل بعض بنود مبادرة السلام العربية، مشددا على أن تحقيق السلام مع إسرائيل مصلحة إستراتيجية للرياض.
وتنقل عنه الصحيفة أنه مفرط في التفاؤل، مستمدا ذلك من عدم رضا كل الأطراف عن الوضع الراهن. وتخلص للقول بلهجة لا تخلو من السخرية «ريثما يتم ذلك يواصل عشقي التجول بالعالم ملائما أجندته حسب مشاركة إسرائيليين بمؤتمرات دولية».
وديع عواودة:
عندنا مثلا في الجزائر يقول الخوف يعمل جوف ويظهر ان هذا ينطبق على السعودية فبعد ايام من تمرير الكنغرس للقانون الذي يتهم السعودية باحداث 11 سبتمبر ويبيح محاكمتهم هاهي تتودد الى الصهاينة ومستعدة ان تغير بعض بنود المبادرة السعودية (وليست عربية كما يدعون) وتشرح للصهاينة المنافع والمزايا التي سوف يجنونها بقبولهم المبادرة
من الأوروبيين من يقاطع الصهاينة ومن العرب من ينفخ في ذات الكيان الصهيوني الذي لا يريد البقاء في فلسطين. مشكلة اليهود الذين يستولون على فلسطين يريدون خروجا ” آمنا ” من فلسطين وكلما قصدوا وجهة صدوهم عن ذلك. على كل فإن السلام الذي يريده اليهود في فلسطين. هو استنباطها لتركها على مراحل دون خروجهم أفواجا لأن المجتمعات ترفضهم . هم الآن بصدد الإنتشار في العالم حيث يستوطنون المدن فرادى حتى لا تجلب إقامتهم الإنتباه.
إذا كانت الحكومة السعودية بقيادة ملكها لم تسمح لهذا الشخص التعامل مع أعداء الأمة العربية والإسلامية فمن سمح له بذلك؟ وبإسم من يتعامل مع الأعداء؟ وهل لدى أي سعودي الحرية لكي يتعامل مع الإسرائيليين بهذا الشكل؟ لقد طلق هذا النظام الحياء والخجل والإحترام لمشاعر العرب والمسلمين؟ فلو أن هذا النظام ليس موافق على كل كلمة نقلت عن لسان هذا الشخص لسمعنا بإعتقاله ومحاكمته على هذا الكلام الخطير الذي يتناقض مع الموقف المعلن للمملكة ليعري تعاملها مع أعداء الأمة العربية والإسلامية.
ويتساءلون لماذا يندفع الشبيبة للتطرف ومحاربة هذه الأنظمة التي أصبحت تمثل العقبة الرئيسية أمام الأمة العربية لتحرير أرضها ومقدساتها وحريتها وتقدمها وحقوقها الديموقراطية.