شذرات شاعرية

غائر جرحي
نزيف النور
جرح ليس يلتئم
عميق عزيز رقيق
غارق في الحلم
صديقاه النار والقلم
وانتِ حبريِ و حبر العاشقين دم
جرحي نزيف الروح
وشعري شاهد نزق
يبوح بالآلام قهراَ
وكبراً لا يبوح
وقلبي طائر في مداه البعيد البعيد
فليس يدري إن باح دمي
دمي صراخ أم نشيد.

* * *

كنت سائراَ بأمري
فاستوقفني
بيمناه العصا
وبيسراه الوصايا
ثم خاطبني فقال :
قف سأتلو عليك ما عليك
وراح يسرد على مسمعي :
كن … ولا تكن
لا تقرب ولا تسأل
ولا …ولا …ولا وإلا
إياك ثم ياك .
أدرت ظهري وتابعت ،
إلى أين انت ذاهب ، صارخا قال لي .
فأجبت دون أن التفت إليه :
ذاهب إلي
فأنا لا أستطيع العيش بدوني .
* * *

معجزة:
لهذا النهر من العشق نبعان
نبعان قصيان متقابلان
فجنت طقوس الماء والنهر والجريان
فليس يدري النهر من أين يأتي
و إلى أين يمضي
وكيف يدري وله في رحلتيه
على هذه الأرض مصبان .

* * *

الذاكرة لا تخون
هي أصدق النبلاء في هذا الجسد
مقبرة الذاكرة
لا تجامل الرسيس من أحوالها
ولا شواهد على ارضها
تنسى ولكن
لا أحد يحملها على النسيان
الذاكرة لا تخون .

* * *

ذكرياتنا ظلالنا الباهتة
وليست تمور في النفس
إلا إذا توارى ضياءالشمسن
خلف حطام العجز
وحين يستيقظ فينا الحنين
تكون جرار الخمر قد جفت
والقلب تقنع بثياب الحكمة الزائفة
وحده المبدع التائه في الكينونة الواسعة
أو في صحرائها
خلق وممحاة..

* * *

بطاقة هوية :
حزني كمَد
وأفراحي مرح
وحبي هوى
وعقلي سيف
وبوحي فيض
و الداخل فيّ هو الظاهر
وأنا نهر آدمي
نيساني الضفاف
وكل فصولي قد تأتي في زمن واحد .

* * *

كم أنت غنية أيتها الحياة
وكم هم فقراء
كم انت جميلة
وكم هم قِباح
كم أنت صادقة
وكم هم كُذّاب
كم انت حميمة
وكم هم بغاة
كم أنت كريمة
وكم هم سرّاق
كم أنت عاشقة
وكم هم زناة
أيتها الحياة
أنتِ أنتِ
التي تجري دماك في جسد الطغاة؟

* * *

وحار الموج طويلا أين يمضي
في بحر غادرته الشطوط
هي موجة زرقاء
و الأعماق مسكنها الأخير
كل شيئ صار أزرق
غابة التيه
أسنية الشمس
قمر التلال البعيدة
ورق الكتابة
قلم البوح
و الأفق الوليد .
كل شيئ صار أزرق .
أخرجته الريح من أعماقها الحرى
و صار العرش فوق الماء .

أكاديمي وشاعر فلسطيني

أحمد برقاوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية