من قضى على ثورة محمد مصدق في إيران في خمسينات القرن الماضي عندما حاول تأميم النفط ووضع ثروات إيران تحت سيطرة الإيرانيين، هو نفسه من قضى بعده على الشاه محمد رضا بهلوي بعد أن استنفد وظيفته الأمريكية، وهو نفسه من أتى بالخميني حاكماً لإيران لتنفيذ مشروع أمريكي جديد تظهر معالمه بوضوح صارخ في الدور الذي تقوم به إيران في العالم العربي.
لا ننسى أن الشرق الأوسط نفسه صناعة بريطانية، وحتى التسمية ذاتها هي من اختراع القائد البريطاني التاريخي ونستون تشرتشل. حتى هذه اللحظة مازال هذا الشرق الأوسط على حاله كما رسمه المستعمر الغربي. وكل ما يجري فيه مجرد تحسينات أو تعديلات أمريكية تناسب المستعمر الجديد بلاعبين جدد على رأسهم إيران. ولا ننسى أنه كما كان لبريطانيا وفرنسا سايكس وبيكو، فإن لأمريكا رالف بيترز الذي وضع أسس الشرق الأوسط الجديد على الطريقة الأمريكية في كتابه الشهير «حدود الدم». والبعض يرى أن مشروع بيترز سيرى النور تدريجياً بعد أن تكون اتفاقية سايكس -بيكو البريطانية الفرنسية الروسية قد أنهت قرنها الأول.
ولعل أبرز مظاهر الشرق الأوسط الأمريكي الجديد أن لإيران فيه دوراً بارزاً يتجلى في هيمنتها على أربع عواصم عربية حتى الآن بشهادة كبار ساستها. لا تستهينوا بدور إيران في الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية الجديدة في الشرق الأوسط الجديد. ولا تنخدعوا بالحروب الإعلامية الكاذبة بين الغرب وإيران، فليس المهم ما نسمعه وما نقرأه، بل المهم ما نراه على الأرض، فمن يخشى من إيران وتمددها وتغلغلها الرهيب في المنطقة لا يمكن أن يسمح لها بابتلاع العراق واليمن ولبنان، ويسمح لها بإرسال مئات الألوف من المقاتلين الشيعة إلى سوريا ليصلوا إلى حدود إسرائيل في الجولان السوري المحتل. كلنا يعلم أن إسرائيل تخشى من النسيم العليل على أمنها، وهي عادة تقوم بضربات استباقية قبل عشرات السنين لأي خطر يمكن أن يواجهها في المستقبل كما فعلت عندما دمرت مفاعل تموز العراقي وهو قيد البناء، بينما تركت إسرائيل والغرب إيران تطور قوتها النووية على مدى عقود دون أن تتعرض المواقع الإيرانية النووية لأي هجوم إسرائيلي يذكر.
كما أن إسرائيل ضرورة استراتيجية أمريكية في الشرق الأوسط، فإن إيران أيضاً باتت ضرورة كبرى في اللعبة الغربية في المنطقة، وما الأدوار الكبيرة التي تقوم بها إيران في أكثر من بلد عربي إلا دليل صارخ على ذلك. دعكم من مسرحيات استبدال السفارة الإسرائيلية بسفارة فلسطينية في طهران بعد رحيل الشاه وتسلم الخميني الحكم في إيران. دعكم من شعارات الشيطان الأكبر والتصدي الأجوف للإمبريالية والصهيونية، فقد كشفت الأيام أن الذين كانوا يرفعون أصواتهم عالياً ضد الإمبريالية والصهيونية تبين أنهم أكبر خدمها وعملائها. ولم يكن النظام السوري (الممانع) بين قوسين طبعاً أداة إسرائيلية لما بقي حتى الآن، وكلما دمر وقتل أكثر زادت فرص بقائه.
بدل أن تضيعوا في متاهات الشعارات الإيرانية الجوفاء، انظروا ماذا حققت إيران الخمينية للغرب منذ عام 1979. دخلت في حرب ساحقة ماحقة مع العراق لثماني سنوات، وعندما فشلت في احتلال العراق في المرة الأولى، عادت وتحالفت مع أمريكا في غزو العراق في المرة الثانية ونجحت بعد ذلك في السيطرة على العراق بمساعدة ومباركة أمريكية لا تخطئها عين.
كيف يمكن أن نصدق أن الخميني جاء لمحاربة الغرب إذا كان يسجل كل أشرطته التي كان يحرك بها الشعب الإيراني في الداخل من شقته في باريس بفرنسا تحت نظر وسمع المخابرات الأمريكية والغربية كلها؟ لو كان الخميني يشكل خطراً واحداً في المئة على المشاريع الغربية لما ترددوا في قتله في باريس خلال لحظات، لكنهم كانوا يحمونه ويدعمونه ويرسلون منشوراته إلى داخل إيران كي يحرض الشعب وكي يعود حاكماً بدل الشاه في يوم من الأيام. لم تكن الثورة الإيرانية أبداً ثورة شعبية، بل كانت كغيرها من الثورات الحديثة ثورة مخابراتية من تأليف وإخراج الاستخبارات الغربية.
هل يمكن تصنيع الشرق الأوسط الجديد الذي وعدت به كوندوليزا رايس من خلال مشروع الفوضى الخلاقة من دون الدور الإيراني النشط؟ هل يمكن إعادة رسم خرائط العراق واليمن وسوريا ولبنان وغيره من دون التدخل الإيراني؟ بالطبع لا. هل يمكن ضرب دول المنطقة ببعضها البعض وتشكيل أحلاف وخرائط جديدة من دون إيران؟ هل يمكن إشعال الصراع الشيعي السني بدون تغلغل إيران في المنطقة؟ ألا ترون العداء الإيراني الخليجي المتصاعد الذي تديره أمريكا من خلال مشروعها الشرق أوسطي الجديد؟ هل يمكن للغرب أن يبيع أسلحته سنوياً بمليارات الدولارات للعرب مند دون وجود الخطر الإيراني المرسوم أمريكياً؟
لا تصدقوا أن أمريكا يمكن أن تعمل على إضعاف إيران، لأن إيران هي الأوزة التي تبيض ذهباً لمصانع الأسلحة الأمريكية. ولولاها ولولا مشاريعها التوسعية المدعومة أمريكياً لما كان هناك شرق أوسط أمريكي جديد، ولما كانت المنطقة دائماً على كف عفريت تنفق ميزانياتها على السلاح بدل التنمية والنهوض ببلدانها وشعوبها.
لو كانت أمريكا وإسرائيل تخشيان من إيران لما غضتا الطرف عن ابتلاعها العراق وسوريا ولبنان واليمن، والحبل على الجرار.
٭ كاتب واعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
حياك الله أخي فيصل القاسم, أصبت عين الحقيقة. إيران هي السندان والغرب هو المطرقة! والعرب هم الخاسر الأكبر لا بل حنى نظام بشار الأسد هو قاسم مشترك بين إيران وروسيا وأمريكا وإسرائيل أيضاَ للقضاء على آمال الشعوب العربية في الحرية والتحرر.
يا سيدى الفاضل انت جنيت وظلمت الفرس الا ترى انهم رجال وساسة كبار يسعون منذ عقود لاعادة الامبراطورية الفارسية الى الوجود كقوة لها وجود هل سمعت او قرات عنهم انهم يوزعون اموال اشعبهم على المومسات فى اوروبا او امريكا هل رايتهم اى كبرائهم فى فظائح على وسائل التواصل او على اليوتوب يارجل هؤلاء يريدون استرجاع تاريخهم العظيم ماذا عن العرب والامراء والملوك اكفر بهم لتدخل الجنة
الأخ فيصل،
إشارةً إلى ماجاء في مقالك اليوم، يقول الأخ الصديق غياث المرزوق في مقاله الذي نُشر قبل أيام، ما يلي:
(1)
/يتبدَّى كلُّ سياسي أو سياسية «مُنَظَّمَيْنِ» مُعَارِضَيْنِ للنظامِ الطغياني الحاكمِ في سوريا، حتى أشدَّ غباوةً من أولئك الطغاة المعنيِّين أنفسِهم حينما يحاولانِ، طَوْعًا أو كَرْهُا، أنْ يستصرخا «ضميريَّةَ» الغربِ «الديمقراطيِّ» وأنْ يستنجدا بـ«إنسانيَّةِ» هذا الغرب مِنْ أجلِ إنقاذِهما وإنقاذِ ذَويهما، أولاً، ومِنْ أجلِ إنقاذِ مَنْ يظنَّانِ أنهما يمثِّلانِهِمْ مِنَ الشعبِ السوري الأعزلِ، ثانيًا، مِنْ آفاتِ القتلِ البهيميِّ والدمارِ الجحيميِّ والتهجيرِ الجماعيِّ التي يقترفُها بحقِّهم دونما انقطاعٍ هكذا نظامٌ طُغيانيٌّ طائفيٌّ فُلوليٌّ خالٍ كلَّ الخُلوِّ من أيةِ إنسانيَّةٍ أو ضميريَّةٍ، وعلى مرأىً ومَسْمَعٍ من العالَمِ كلِّهِ، بما فيهِ هكذا غربٌ «ديمقراطيٌّ»، «إنسانيٌّ»، «ضميريٌّ». من هنا، يتجلَّى تَمَادي الكَذِبِ والنفاقِ الفاضحَيْنِ اللذين يترتَّبانِ على ازدواجيةِ هذا الغربِ «الديمقراطيِّ» في نظرتهِ، وخصوصًا فيما لهُ مِساسٌ بذلك التناقضِ الأكثرِ فضاحةً بين ما صرَّح بهِ كلٌّ من الجانبَيْن الأمريكي والبريطاني من تصريحَاتٍ جَادَّةٍ حولَ تعامُلِهِما «الإنساني» و«الضَّميري» مع الموضوعِ السوري، في هذه المرحلةِ المؤلمةِ أيَّما إيلامٍ. وباختصارٍ شديدٍ، إنَّ الغربَ «الديمقراطيَّ» المتمثِّلَ بجانبَيْهِ الأمريكيِّ والبريطانيِّ (ودون غضِّ الطَّرْفِ كُلِّيَّةً عن جانبِهِ الفرنسي) إنَّما يسعى، بكلِّ ما أوتيَ من قوةٍ ودُرْبَةٍ وحُنْكَةٍ، إلى إبقاءِ النظامِ الطُّغْيَانيِّ الحاكمِ في سوريا على قيدِ الحياةِ أطولَ ما يُمكنُ زمانًا، لا لأجلِ سَوَادِ، أو حتى زَرَاقِ، عيونِ أزلامِ هذا النظام، بل لأجلِ «ضَرْبِ عصفورَيْن بحجرٍ واحدٍ»، كما يقول المثلُ الصبيانيُّ الأهوج: فمن طرفٍ، لأجلِ استخدامِ هؤلاءِ الأزلامِ بمثابةِ كلابِ حِراسةٍ طَيِّعَةٍ وفيَّةٍ لمصالحَ إمپرياليةٍ توسُّعيةِ لم تعُدْ خافيةً على أحدٍ. ومن طرفٍ آخرَ، وهو الأهمُّ، لأجلِ تَمْيِيعِ وتَمْوِيهِ فحوى العلاقةِ الجَهْريَّةِ، أو السِّرِّيَّةِ، الشائكةِ بين تلكَ الأنظمةِ الغربيةِ الدَّخُولِ بـ«ديمقراطيَّاتِهَا» و«ليبراليَّاتِهَا» وبين هذه الأنظمةِ «العربيةِ» الذَّلولِ بديكتاتوريَّاتِهَا وأوتوقراطيَّاتِها/.
[يتبع]
[تتمة]
(2)
/ناهيكم عن كلِّ أنواع الشرورِ والآثامِ التي أسفرتْ، في واقعِ الأمرِ، عن تصريحَاتِ وتفعيلاتِ كلٍّ من الجانبَيْن الروسي والإيراني حتى هذه اللحظة، تلك التصريحَاتِ والتفعيلاتِ الحَادَّةِ التي تأجَّجتْ بتشكيلِ «سوريا التصحيح والصُّمود والتصدِّي» كمَحْمِيَّةٍ إيرانيةٍ في بدايةِ المطافِ، والتي تأوَّجتْ في تحويل هذه الـ«سوريا التصحيح والصُّمود والتصدِّي» إلى مَحْمِيَّةٍ روسيةٍ في نهايةِ المطافِ.
وبالرَّغمِ من كلِّ ذلك، يبدو أن طُغاةَ هذه الأنظمةِ «العربيةِ» المأجورةِ يُصِرُّونَ بكلِّ حِرَانٍ على عَرْضِ واستعراضِ دَاءِ ذٰلِكَ الغَبَاءِ القَهْرِيِّ التَّكْرَارِيِّ، حتى لو تمثَّلَ لهم قدَّامَ أعيُنِهِمْ، مرَّةً تِلْوَ مرَّةٍ، تَمَادي ذينك الكَذِبِ والنفاقِ السَّافِرَيْنِ اللذين ينجمانِ عن ازدواجيةِ الغربِ «الديمقراطيِّ» في نظرتهِ. إذْ أنَّ هذه النظرةَ الازدواجيةَ لم تتبيَّنْ في موقفِ هذا الغربِ «الديمقراطيِّ» المخادعِ والمُضَلِّلِ إزاءَ طُغاةٍ عُتاةٍ من أمثال بشار الأسد ومعمَّر القذافي فحسب، بل تبيَّنتْ كذلك في موقفِهِ المخادعِ والمُضَلِّلِ إزاءَ طاغيتَيْن عَتِيَّيْنِ آخرَيْن منذُ أوائلِ النصف الثاني من القرنِ الفائتِ، ألا وهُما: محمد رضا بهلوي وصدام حسين. وفي هذا ما يُبيِّنُ كيف أنَّ دَاءَ ذٰلِكَ الغَبَاءِ القَهْرِيِّ التَّكْرَارِيِّ يُعيد نفسَهُ، فعلاً، أمامَ تلك الذرائعِ الإستراتيجيةِ الپراغماتية التي تتولَّى تصنيعَها أمريكا في الجَهْرِ وفي الخَفاءِ. ومَنْ منا تَخْفى عليهِ الآنَ حقيقةُ وكالةِ الاستخباراتِ المركزيةِ CIA في ماضيها «المُشْرِق والمزدهر»، هذه الوكالةِ التي عَمَدَ أزلامُها وعملاؤُها في العام 1953 إلى الإطاحةِ «البطوليةِ» بحكومةِ إيرانَ المنتخَبةِ انتخابًا ديمقراطيًّا، زَمَانَئِذٍ، فعَمَدُوا من ثمَّ إلى إلحاحِهم على بقاء نظامِ الشاهِ الديكتاتوري الأوتوقراطي بين عشيةٍ وضُحاها؟/
[يتبع]
[تتمة]
(3)
/ومَنْ منا تَخْفى عليهِ الآنَ، أيضًا، حقيقةُ أمريكا ذاتِها راعيةِ هذه الوكالةِ، هذه الدولةِ «الديمقراطيَّةِ» التي قامَ سَاسَتُها وزبانيتُهُم بتصنيعِ هذا الطاغيةِ العَتِيِّ بكلِّ «تَفانٍ وإخلاصٍ»، فقامُوا من ثمَّ بتنصيبهِ شاهًا فَهْلَوِيًّا مُحَنَّكًا على إيران، وبإغراقِهِ السَّخِيِّ بكلِّ أشكالِ الدعمِ الضَّروريِّ لكيما يؤدِّيَ دورَهُ المرسُومَ بعنايةٍ شديدةٍ، على الرغم من أنَّ سِجِلَّهُ فيما يتعلَّقُ بحقوقِ الإنسانِ، تحديدًا، كانَ من أقبحِ وأشنَعِ سِجِلَّاتِ ذاك الزمانِ، قاطبةً؟ ولكن، يا للعَجَبِ العُجَاب، فما إنْ أطاحتْ أطيافُ الثورةِ الإيرانيةِ (ذاتِ الإرهاصاتِ التقدُّميةِ، في البدءِ) بهذا الشاهِ الطاغيةِ العَتِيِّ في العام 1979، حتى تحوَّلتْ أمريكا بتصنيعِها الخفيِّ، وبإغراقِها السَّخِيِّ، إلى «شاهٍ» طاغيةٍ عَتِيٍّ آخرَ في الجوار، أي صدام حسين ذاته، «شاهٍ» طاغيةٍ عَتِيٍّ لا يقلُّ سجلُّهُ فيما يخصُّ حقوقَ الإنسانِ قباحةً وشناعةً عن سجلِّ سابقهِ الفَهْلَوِيِّ. وكانَ لصدام حسين دورُهُ المرسُومُ بعنايةٍ شديدةٍ، هو الآخر، حتى أنَّ إغراقَهُ الأمريكيَّ السَّخِيَّ بكلِّ أنواعِ الدعمِ اللازمِ ازدادَ أضعافًا مضاعفةً إبَّانَ حربهِ الشعواءِ المدروسةِ بعنايةٍ أشدَّ على إيران.
وَلَئِنْ كَانَتْ خَطِيئَةُ الإِنْسَانِ الكَبِيرَةُ هِيَ الغَبَاءُ بعَيْنِهِ، كَمَا يَقُولُ الأديبُ الإيرلنديُّ الذكيُّ أُوسْكار وايْلْد، فَإِنَّ خَطِيئَةَ هٰذَا الإِنْسَانِ الكُبْرَى، إِذَنْ، إنَّما هِيَ إِعَادَةُ هٰذَا الغَبَاءِ بكَمِّهِ وكَيْفِهِ. فَالتَّارِيخُ لَيْسَ هُوَ الذي يُعِيدُ نَفْسَهُ حَقِيقَةً، كما يَتَمَنْطَقُ المُؤرِّخُونَ والمُتَأرِّخُونَ، على مَرِّ العصور.
إِنَّهُ الإِنْسَانُ، وَلا رَيْبَ، لَهُوَ الذي يُعِيدُ غَبَاءَهُ، بَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى!/.
– عن مقال غياث المرزوق «ذٰلِكَ الغَبَاءُ القَهْرِيُّ التَّكْرَارِيُّ: كَيْفَ يَتَجَلَّى فِي ذِهْنِيَّاتِ الطُّغَاةِ؟»، الذي نُشر بتاريخ 28 شباط 2018 في «الحوار المتمدن» و«دنيا الوطن» و«دنيا الرأي».
مع الشكر الجزيل لك أخي حي يقظان.
إلى الأخ المحترم حي يقظان
أشكرك وأحييك من القلب على ما أوردته هنا من حقائق تاريخية مهمة جدا من المقال العميق والثاقب (ذٰلِكَ الغَبَاءُ القَهْرِيُّ التَّكْرَارِيُّ: كَيْفَ يَتَجَلَّى فِي ذِهْنِيَّاتِ الطُّغَاةِ؟) للكاتب المتمكن غياث المرزوق بعباراته الفاتنه والأخاذة
فله أيضا كل الشكر والتحية من أعماق القلب
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا. .
الفوضى الرزاقة (من الرزق و الكسب على حساب جماجم الأغبياء و الأبرياء)
هي ليست مؤامرة إيرانية و لا معدنوس أمريكي: هي فقط لعبة شطرنج لا يعرف العرب قواعدها…
من المضحك جدّا أنْ يحاول العرب تبرير فشلهم و الإيحاء بأنّ ما يحدث في الشرق الأوسط مؤامرة أمريكيّة و بأن إيران تقوم بتنفيذ أجندة أمريكا لإنجاز الشرق الأوسط الجديد. المضحك جدّا أنّ إيمان العرب بفكرة المؤامرة تجعلهم في أعين أعدائهم، كالخرفان التي لا تملك رؤية واضحة: العرب أنفسهم يعلمون أنّ أمريكا تطبّق سيّاساتها في واضحة النّهار و أمام أعينهم.
العاقل يدرك جيّدا أنّ إيران إستفادت من غباء العرب و أخطاء الغرب لتحقيق أجندتها البعيدة المدى.
ولن نتفاجأ لو سمعنا أحدا يدّعي أنّ إيران هي من قامت بإعلان الحرب على العراق و بأنّ إيران هي من إحتلّت الكويت و بأنّ إيران هي من ي لا أدري من العرب قدّموا العراق لإيران كطبق من ذهب، ثم فعلوا نفس الشّيء مع سوريا ! من منع السّعودية مثلا من إستقطاب العراق أو سوريا إلى صفوفها؟ الجواب بسيط جدّا: السّعودية تحرّم لعبة الشطرنج !
يقول المثل (( رمتني بدائها وإنسلت )) ، هذا هو واقع الأنظمة العربية والدول العربية المنخرطة في المشروع الصهيوأمريكي والصهيوني ، لا ترموا بلاء العرب والدول العربية على إيران ، كل شاردة وواردة رميتموها على إيران ، الدول العربية وأنظمتها فاشلون من المحيط إلى الخليج لم يؤسسوا دول صناعية تعتمد على حالها بل أسسوا دول تابعة إلى بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ، الواقع يتحدث عن نفسه لا نحتاج إلى ضرب أمثله ، أنظروا للقواعد العسكرية الصهيوأمريكية أنظروا إلى التحالف بين الدول العربية أمريكا وإسرائيل ، إيران لم تجبركم على الضعف ولم تجبركم على عدم الإعتماد على النفس وعلى شعوبكم ، إيران لم تقل لكم لا تعملوا إنتخابات ودستور كبقية الدول المتطورة والمتقدمة ، مصلحة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا أن تكون الدول العربية والخليجية ملكية تابعة لأمريكا والغرب ، هذه الدول الملكية مدعومة دعم مباشر من أمريكا ، لهذا يا أستاذي الفاضل / لا تعلقوا فشل الدول العربية على إيران في كل شاردة وواردة ، الأفضل للدول العربية والخليجية أن أرادت مواكبة الدول المتقدمة أن تقاوم وتمانع أمريكا وإسرائيل وتعتمد على نفسها وبناء قدراتها الذاتية بدل لوم إيران ليل نهار، الطالب الكسول دائما يخلق أعذار لفشله ويعلقها على الأخرين ، لو قام هذا الطالب الكسول بالإجتهاد بالجد والعمل وهنا أقصد (الدول العربية والخليجية الكسولة) لتغير حالها ، لكن المصيبة في الدول العربية ورؤسائها وملوكها وشيوخهها لا يريدون مشاركة الشعب للتقدم بل يريدون أن يتمسكوا بالكراسي قدر الإمكان وذلك على حساب التقدم وعلى حساب الحريات والديمقراطية ، إيران تقدمت بسبب مشاركة الشعب والإنتخابات وإختيار القيادات القوية والمؤهلة للمنصب ، أنظر حولك كيف الدول الخيلجية تدفع مئات المليارات للصهيوأمريكي بحجة مواجهة إيران ولكن الحقيقة التي قالها ترامب على هذه الدول أن تدفع لأمريكا من أجل حمايتها ( اي من أجل حماية الأنظمة الخليجية والعربية حلفاء واشنطن ) لهذا نرى هذه الدول تدفع المليارات من الدولارات شهريا وسنويا لأمريكا واليوم نرى هذه الدول تطبع مع الكيان الصهيوني لمواجهة ما يسمى محور المقاومة والممانعة أو ما يسمى إيران التي طردت سفارة الكيان الصهيوني من طهران وفتحت سفارة فلسطين وأيضا قامت بدعم المقاومات الفلسطينية واللبنانية لمواجهة الكيان الصهوني من التمدد في الدول العربية .
نعود ونذكر عندما فاوضت ايران ولاية الفقية امريكا والعالم باسره على ما يسمى الملف النووي ،تجاهل العالم ولكن لم تتجاهل امريكا ابدا نوايا ايران التي وضعت على الطاولة الملف الاخر وهو لعب الدور بالمنطقة باسرة والتمدد عبر العراق سوريا لبنان والدخول لليمن ولربما دول اخرى بالطريق !!
اميركا انهت الدور في المنطقة وايران فازت بالملفين النووي والتمدد وبموافقة الاداره الامريكية دون تلكع او تفكير امريكا واسرائيل باتوا على قرار واحد ان تمزق العالم الاسلامي لايتم غير بالحرب الطائفية واشعال النار بين السنه والشيعه اعطاء ايران حرية التمدد وخوض ايران الحروب بالوكاله كما هو الحال في العراق والحشد الشعبي ،انصار الله في اليمن ،حزب الله في لبنان وسوريا ،،اعطى بل ادخل الشعور بالخوف والرعب للداخل العربي وخصوصا دول المنطقة اجمع !!!
امثال دول الخليج باسره مصر الاردن وقزم الدور التركي واحلام اردوغان السلطان ، وليس ذلك فقط بل خفف حدة الكراهية والتخوف من العدو الاكبر للعرب اجمع بالمنطقة وهو اسرائيل الدولة العبرية التي تحولت الى صديق ومقب ومتعاونه مع اكثر من دولة عربية ،،لا جل كبح التمدد الايراني والعمل على ابعاد الخطر عن حدود تلك الدول الحالية مهما كلف الثمن ؛؛قد نسال انفسنا اين كانت امريكا واسرائيل طوال المدة الفائتة طبعا لم تكن على الجدار ابدا بل لعبت دور المخطط والمبرمج لتلك العملية التي هدفت تمزيق ابمنطقة باسرة وانهاء حالة العداء العربي نحو او في اتجاه الدولة العبرية ؛؛
مات سايكس بيكو المنطقة بانتظار تقسيم جديد ولانخفي الامر ان قلنا ان كل من سوريا والعراق هما بالحال الحالي متعمرات ايرانية وكذلك الامر لبنان وتقسيم اليمن وارد وما تبقى هو بالمجهول ولكن على الطريق ؛؛دخول روسيا للمنطقة جاء ليخدم روسيا وليس العرب ابدا وهو موافق ومخطط من الجانب الاسرائيلي الامريكي وجود قوه مثل روسيا جاء ليلطم نفور او اجتياز ايراني للحدود او الخطوط الحمراء بهدوء كافي جدا ،،
لا يغركم ابدا مس رحيات التهديدات وسباق الاسلحة والعودة الى الحرب البارده وعرض الاسلحه المتطورة الروسيه من جانب القيصر بوتين ،عليكم ان تفهموا بصريح العباره ان العراق مقسمه امريكيا وسوريا مقسمه امريكيا نالت روسيا الجزء الكافي من التقسيم ايضا لقاء ما قامت به بالحفاظ على النظام الحالي الخاضع الى ايران ،،
اسرائيل اي ان امريكا روسيا اسياد المنطقه نقطه