شطب مدننا وآثارنا العريقة من خريطة السياحة العالمية!

حجم الخط
34

من كان يصدق أنني بعد الأعوام كلها التي انقضت منذ إصداري كتابي «اعتقال لحظة هاربة « حتى اليوم وهو في طبعته العاشرة، سأكتشف اسم الرجل الذي أوحى إليّ بذلك الكتاب وهو نوري الفلوجي كما علمت فقط مؤخرا من مقال في جريدة «القدس العربي» بقلم نجم الدراجي ـ بغداد… من كان يصدق أنني بعد تلك العقود كلها من مروري أمام واجهة دكان تصوير شعبي في «النجف» سأكتشف أن صاحبه اسمه نوري الفلوجي وأنه هو الذي يعود إليه فضل إصداري للكتاب منذ عقود بل ولكتاب أعمل على إعداده للمطبعة بعنوان «الصور الثرثارة» ولولا عبارته التي أسرتني في واجهة دكانه الشعبي في النجف وهي «الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر» لما خطر ببالي أن أقوم بنشر بعض الصور التي نجت من حريق مكتبتي في الحرب اللبنانية وذلك في كتاب أعده للمطبعة كجزء من مذكراتي أنها صور الماضي. فقاعات لحظات جميلة انطفأت وأخرى أليمة، لكنها كما يقول الرائع الذي لم أعرفه نوري الفلوجي هي جزء من حياة أي «فقاعة تنطفئ».

الكتابة كالصورة: محاولة لقهر الزمن الهارب

لولا الأستاذ نجم الدراجي لما علمت بكل ما تقدم. ولما علمت أن صاحب الحانوت الشعبي للتصوير الذي تسمرت أمامه في «النجف» قبل عقود وبهرتني عبارته في الواجهة «الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر» هو السيد الفلوجي «شيخ المصورين في مدن الفرات الأوسط» كما وصفه الأستاذ نجم الدراجي في مقالته «بغداد ما بعد ألف ليلة وليلة» ولولاه لظللت أجهل اسم ذلك الفنان المرهف نوري البعيد عن الأضواء والراحل منذ عام 1991. وقد أهديه كتابي الآتي «الصور الثرثارة «
وكم أشعر الآن بالندم لأنني لم أدخل لحظتها إلى حانوته وأطلب منه تصويري، فكل لحظة هي في جوهرها فقاعة تنطفئ (حتى كما لحظة كتابة هذه السطور) ولعل فعل الكتابة محاولة للانتصار على الموت اليومي الذي نعيش. فنحن نعيش موتنا في كل لحظة من دون أن نلحظ ذلك والعمر سلسلة من الفقاعات التي تنطفئ في كل لحظة بما في ذلك ليلة «رأس السنة» الميلادية (ليلة الغد)التي يحتفل بها الكثيرون بصخب.

الخوف مما هو آت في سنة جديدة!

أنتقل الآن إلى الحاضر ربما الأكثر تعاسة.. ما من خبر عن متفجرة في مدينة عربية أسمع عنها في التلفزيون الفرنسي إلا وأشعر بأنني أريد الانتقال الى تلك اللحظة ( التي انفقأت) أمام دكان الفلوجي في النجف وأنا في الطريق لزيارة كربلاء يوم ركبت في مدينة الملاهي البغدادية منذ ألف عام وصرخت والعجلة تهوي بي ولعلي لم أدر أنني أصرخ للموت العربي الآتي فهو ليس لعبة، لا في العراق ولا سوريا وطني الأم ولا ليبيا ولا فلسطين ولا اليمن ولا بقية أرضي العربية ومدنها وأحزان أهلها النازحين من فخ إلى آخر ..
أعيش في باريس منذ 34 ليلة رأس سنة جديدة ولكنني أكرر: لم اقتلع ياسمين جدتي لأزرع في (مكانه) برج إيفل او ساعة «البيغ بن» اللندنية او «تمثال الحرية» النيويوركي او ساعة الأزهار في جنيف !

تلك المدن اللامنسية مدن قلبي…

لِمَ تصطبغ كلماتي بلذعة الألم والحنين حين أتحدث عن المدن العربية؟ لأنني ببساطة أراها تخطو في دروب الدمار حربا محلية بعد أخرى مدينة بعد أخرى.. والعدو الإسرائيلي يزغرد لكل تفجير فيها ولاقتتال الأخوة الأعداء، والمستر ترامب يستغل ذلك ليهدي زهرة المدائن القدس للعدو وينكسر قلبي حين أرى الدمار يحيق بالمدن العربية.. وقد أيقظ ألمي وجعلني أخط ما تقدم انني تلقيت هذا الصباح في صندوقي البريدي الباريسي كتابا كراسا ضخما في 217 صفحة عنوانه: الفن والحياة ـ رحلات سياحية ثقافية ـ يصلني باستمرار بصفتي مسافرة محترفة دونما ضوضاء أقلب الكراس وأجد فيه مثلا: رحلة في نهر الراين (قمت بها)، أخرى الى فينيسيا والاحتفال بالبولوني شوبان واحتفال روسيني ورحلة لندن وبرلين وامستردام وبافاريا والتيرول ومايوركا وجزر الباسيفيك والبرازيل والأرجنتين وعشرات سواها ومعظمها قمت به، وكلها تخص زيارات سياحية منظمة الى أماكن ثقافية ذات تأريخ عريق… ولم أجد مدينة عربية واحدة في الكراس… فنحن كعرب، تعيش مدننا فوق براكين انفجر بعضها وبعضها الآخر يهدد بالانفجار..
وهكذا تم شطبنا من الخريطـــــة السياحية الثـــقافية الســنوية للعالم الذي يستطيع المرء السفر اليه من دون الخوف من قطع الطريق الى مطاره او اختطافه وهو في طريقه الى زيارة سياحية ثقافية.. فالموت عندنا صار الثقافة الأولى ..أقتل أو يتم قتلك !

اليوم الأول من بقية حياتنا!

نحن لا نقتل بعضنا بعضا فحسب، بل ونقتل تراثنا الإبداعي المعماري الفني، وندمر عراقة آثارنا، ومدننا التأريخية كتدمر مثلا ونخشى على ما تبقى… والأمثلة تطول من عالمنا العربي ولا يتسع المجال لتعدادها .. وهكذا يتم حذفنا من قائمة الأماكن الثقافية التي تمكن زيارتها، وهي تأريخيا من الأكثر عراقة وثراء إنسانيا..
متى نصحو من غفوة تأريخية تكاد تدوم قرونا؟
ومعذرة يا عزيزي الراحل نوري الفلوجي المرهف المبدع في النجف البعيد عن الأضواء، فكلماتي كان من الممكن أن تصلك قبل ربع قرن يوم انطفاء فقاعتك، ربما لحسن حظك …لكي لا ترى ما يدور اليوم في عالمنا العربي الممزق.. وكل سنة جديدة وعالمنا العربي بحال أفضل، وليتذكر كل منا أن كل يوم هو اليوم الأول في بقية حياتنا!!
وكل يوم هو ليلة رأس السنة التي ستتبعه. فعلام الاحتفال في يوم محدد وبوسعنا ذلك كل ليلة ؟!..

شطب مدننا وآثارنا العريقة من خريطة السياحة العالمية!

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ” فنحن كعرب، تعيش مدننا فوق براكين انفجر بعضها وبعضها الآخر يهدد بالانفجار.. ” إهـ
    في كل عام كنت أسافر ثلاث مرات : إسبوعين بعطلة الكريسماس وإسبوعين بعطلة الفصح وشهر بعطلة الصيف
    وكنت إختار في كل مرة بلداً عربياً أقضي فيه إجازتي العائلية, لكني ولأول مرة لم أسافر بعطلة الكريسماس هذه لأنه السعادة تفجرت!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول رجا فرنجية - كندا:

    لماذا تستغربي يا اخت غادة من خلو الكراس من رحلات الى مدن عربية…. زمن الرحلات الى المدن العربية قد انقضى مثل “فقاعة وانفجرت” (مستعيراً بهذا تعبير السيد نوري الفلوجي) بعد تدمير اثار سوريا بواسطة داعش وكلاء الولايات المتحدة والكيان وكأن تدمير الأثار السورية غير كاف حيث قام الجيش ألأمريكي بعد احتلاله لبلاد الرافدين بالأستيلاء على ما يزيد عن 15،000 قطعة اثرية من المتاحف العراقية وتدمير الأثار الثابتة التي لا يمكن يمكن شحنها من خلال انشاء طرق داخل معسكرات للجيش الأمريكي جرى اختيار مواقعها عمداً في مناطق الأثار. والآن وبعد فوات الأوان بدأ العراق يطالب بأسترداد هذه القطع الأثرية وبعد اخذ ورد وافقت الولايات المتحدة على اعادة 2000 قطعة فقط. وهناك نظرية تقول بان بعض القطع التي لن يتم اعادتها وجدت طريقها الى “اسرائيل” بهدف وضعها في الحفريات التي تجري في باطن الأرض المقام عليها المسجد الأقصى للأدعاء بان المسجد قد جرى بناءه فوق هيكل سليمان الخ.

  3. يقول أفانين كبة - مونتريال - كندا:

    لاتزال ياسيدتي زيارتك الى بغداد في بداية السبعينات راسخة في ذاكرتي كالحلم بلوني الأسود والأبيض ، وأتمنى لو ان يتوصلوا لأختراع الة تصويرية بإمكانها اعتقال هذه الفقاعات الغير هاربة والتي لازلت احتفظ بها في رأسي وأحرسها جيدا ، ولكان أصبح عندي الآن مجلدات من هذه الفقاعات الجميلة !
    مايحصل في بلداننا العربية من تدمير للتراث وللتأريخ سيبقى غصات وغصات في القلب . في الوقت نفسه نرى ان متاحف العالم تتباهى في عرض تأريخنا وحضارتنا نحن . هنالك الكثير من العرب ممن يرغب للسياحة داخل البلدان العربية لأسباب عديدة أولها أسباب مادية ، لكنه أيضاقد حُرم من هذا التنفيس بسبب الحروب والفوضى .
    تمنياتي من السنة الجديدة ان ترفق بحال العالم العربي ، وأن تكون أوطاننا بأحسن حال من السنة التي قبلها .
    كل سنة وانت بكل خير سيدتي الفاضلة غادة السمان ، وفي شوق كبير لقراءة مذكراتك !
    كل سنة وانتم بكل خير أخواتي واخوتي متابعي منبر “لحظة حرية ” .
    وتمنياتي أن يستمر عازف القيثارة السومرية الأستاذ نجم الدراجي بترنيماته العراقية التي تمنحنا الحلم بغد أفضل !
    أخيرا ألف شكر لصحيفة وموقع ” القدس العربي ” التي أعطتنا هذه الفرصة للتواصل الفكري مع استاذتنا الكبيرة غادة السمان.
    أفانين كبة
    مونتريال

  4. يقول نجم الدراجي - العراق:

    صباح الخير سيدة الادب العربي
    صباح الخير اصدقائي رواد لحظة حرية
    حين كنت ابحث في اوراق النبيلة غادة السمان عن زيارتها الى العراق بكتابها الموسوم الجسد حقيبة سفر وعدد المقالات ستة فكرت ان يكون عنوان المقال في جزءه الاول هو غادة السمان والايام الستة في العراق عام 1974 وبعهدها عثرت على مقالين في كتاب تسكع داخل جرح بالاضافة الى كتاب ستأتي الصبية لتعاتبك وكتاب اعتقال لخطة هاربة التي تخص موضوع بحث مقال اليوم عن شيخ المصورين ..
    في محاولتي للكتابة كنت ابحث في المصادر ، وفي كل الزوايا حتى زرت اغلب الاماكن التي خلدتها رحلة الابداع للسيدة غادة السمان وحاولت ان تكون تنقلاتي في الرحلة سريعة وموجزة حسب ومساحة المقال وكذلك لعدم السرد الكبير ، فمثلا ذهبت الى تمثال عباس بن فرناس و نصب الحرية وكهرمانة وفندق بغداد وفوانيس والمتحف القديم والمتخف الفلكلوري البغدادي ، ونادي الصيد في المنصور ، ذهبت الى مدن الفرات ، وكان لدي اصرار كبير عن معرفة هذا المصور ووعدت نفسي ان لا استريح الا و اعرف هذه الشخصية الملهمة .
    ووفقني الله تعالى لذلك .. وكنت اقول لصديقي عمرو من سلطنة عمان باعتباره المصور والاعلامي ماذا سيشكل هذا الاكتشاف بالنسبة للسيدة غادة ؟ .. فقال ستسعد الاستاذة غادة السمان كثيرا .
    وسالت استاذتي المبدعة منى مقراني الجزائر ماذا تقولين .. قالت هذا واجب الكاتب ان يبحث ويتقصى الحقائق وفرحت كثيرا لهذه الحقيقة واكدت بأن السيدة ستسعد وكتبت رسالة في مقال السيدة للتذكير بمقالي في الصحيفة واشكرها كثيراً لهذا النبل والدعم والاهتمام .
    شيخ المصورين نوري الفلوجي الحسيني تلاشت فقاعته في العام 1991 في حانوته وقرر ان يكون قبرة في نفس الحانوت لعشقه لهذه المهنة تاركا وراه ارثا كبيرا يصل الى عشرين الف صورة وعشرة الاف فيلم وثائقي عن الفرات والعراق .
    سيدتي الايقونة وعدا اقطعه امامك وامام الرواد في الصالون سأكتب مقالاً وثائقي عن شيخ المصورين امام قبره الشريف ، احتراما لذكراه
    كل عام والسيدة النبيلة بألف خير ولا انسى الرواد اخي الكبير اديب جبل الكرمل رؤوف بدران وابي بلنوار قويدر والاستاذة الكبيرة البغدادية افانين كبة والاستاذة المبدعة منى مقراني وابي حنا نصر و عمرو وحسين وشيخ المعلقين الكروي داود وااسامه و رياض ود اثير و حسين لندن
    تحياتي
    نجم الدراجي . بغداد

    1. يقول الكروي داود:

      سؤال لنجمنا العزيز بعد التحية ومزيد من الإحترام :
      《الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر》
      أليست هذه العبارة بحد ذاتها تعتبر دعاية تجارية ؟
      هناك مقولة أحاول أن أطبقها دائماً بحياتي وهي :
      (إن صاحب الحياة السعيدة لا يكتبها بل يحياها.)
      مع تحياتي ومحبتي إحترامي لقدسنا و للجميع
      وكل عام وأمتنا العربية والإسلامية بلا فقاعات
      ولا حول ولا قوة الا بالله

  5. يقول عمرو-سلطنة عمان:

    ومن منا لم يتوقف عند عبارة 《الحياة فقاعة فصورها قبل أن تنفجر》 كل الشكر للأستاذ نجم الدارجي على بحثه والقاءه الضوء على شخصية عراقية أصيلة أجزم أن كثر مثل السيدة غادة استوحو والهمتهم تلك العبارة .
    وانا اقرا ومع احترامي للجميع كنت اتخيل
    انطباع أغلب القراء وماتبادر إلى عقولهم امام أسماء المدن العراقية النجف وكربلاء
    واحزن على واقعنا الأليم واتذكر يوم ذهبت مع أستاذ ياباني الجنسية من أصل عربي جاء إلى زيارة لبلدي وخلال جولة في البلد اخذته مع رفاقي إلى ورشة رسم مع فنان تشكيلي عراقي وفزعت حين صارحني الضيف الياباني / العربي انه كان يبحث عن اسم الفنان ليعلم ماهي طائفته.. قلت في نفسي كيف لرجل يعيش في مجتمع أغلبية شعبة بين بوذي وملحد عندما يزور بلد عربي شقيق يحمل معه هذا الفكر الطائفي..
    عندما أشاهد الخراب الذي حل بالآثار في البلدان التي حملت الحضارة للانسان
    اسمع صوت نزار قباني قائلا :

    《 ها نحن..
    ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية
    ها نحن ندخل في التوحش
    والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة
    ندخل مرة أخرى
    عصور البربرية 》

    صدق نجيب محفوظ حين كتب
    《 إذا لم ينقرض الجهل سيأتي السواح لتفرج علينا بدل الاثار 》

    اعتقد ان السياحة القادمة ستكون لمدائن العرب هؤولا القوم الذين اهلكوا انفسهم!

    ومثل غادة السمان اقول لكل آثارنا المسروقة والمعروضة في متاحف العالم
    《 لا تعودي إلى الوطن، قد يتم تحطيمك كما فعلوا بمدينة زنوبيا تدمر 》.

  6. يقول سوري:

    خلال الحرب الامريكية الاجرامية على العراق وقبيل سقوط بغداد على هولاكو العصر بوش الابن مررت بكربلاء ووقفت بين مقامي الحسين والعباس هناك مجسم لقربة ماء تخترقها نبال بن زياد وينساب منها الماء. توقفت سيدتي وتاج رأسي واختي الكريمة كما توقفت أنت امام دكان نوري الفلوجي وبهرتك عبارته وتمعنت في معانيها، توقفت سيدتي في لحظة تأمل، وكنت ليلتها قد شاهدت حلما بأن العراق ناقة كبيرة يهاجمها رجال مسعورون بالسكاكين ويقطعونها إربا. قلت في نفسي هذه النبال التي خرقت هذه القربة ستخترق اجسادنا يوما ( وكنت قد لمست بعد اقامتي لعدة شهور في بغداد ظهور شيطان الطائفية إلى العلن). وكما قال شاعرنا العظيم
    رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى
    فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ
    فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ
    تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
    فقد،
    وللاسف الشديد، ان رؤياي تحققت لأن شياطين الطائفية فلتت من عقالها، واليوم كلما سمعت كما تسمعين بمجزرة في سورية على يد نظام الاجرام الاسدي والمحتل الروسي الفارسي، أو انفجار في مصر، أو مجزرة في العراق الحبيب، أو في اليمن، أو في تونس تخترق كبدي نبلة من نبال قربة العباس. وكلما هدم الجاهلون المجرمون صرحا من صروح حضارتنا تخترق نبلة اخرى في قلبي. فألمك هو ألمنا جميعا على أوطان باتت خرابا يبابا.
    غادتنا، وملهمتنا، وايقونتنا الغالية يا بابا مشرعا لك الأضياف اتمنى لك ولكل أضيافك في بيتك الدافيء عاما جديدا خاليا من النبال

  7. يقول د محمد شهاب أحمد / بريطانيا:

    كعراقي ، لا أستطيع إلا أن أدير هذه الخاطرة في عقلي ، راجياً ألاّ يطول تشاؤمي . من عشرات السنين كان الراحل “الفلوجي” شيخ المصورين في النجف . يدور الزمان و يأتي الغزاة و تصبح الفلوجة في أعين الكثيرين رمزاً للإرهاب …رحل نوري الفلوجي قبل أن يشهد ذلك ، و كان ممكناً له أن يرحل من المدينة حاملاً فقاعاته!
    شكراً للكاتبة القديرة و الأستاذ نجم الدراجي

  8. يقول المغربي-المغرب:

    سيدتي الفاضلة ورمز ادبنا الحي في عصر الموت المعنوي …وتسيد الامعات على الواجهات في مدن الملح….، يذكرني ما قرات لك في السابق وما اقراه لك في الحاضر بما كان يردده المنصفون في كل مرة كان يعلن فيها عن الحاءز وليس المستحق لاحدى الجواءز الدولية في ميدان الابداع والكتابة الادبية…حيث كانوا يؤكدون انه لو كانت لمثل هذه التقديرات قيمة حقيقية وخلفية مجردة سليمة ….لكانت غادة السمان اولى منهم ومنهن جميعا بجاءزة نوبل وماسواها….ولكن المشكلة تكمن في ان هذه السيدة لاتفاوض ولاتساوم في ادبها ومواقفها حول انسانيتها واحساسها بالانتماء الى كل معاناة كان السبب فيها الافك السياسي والفكري …ولذلك كانت تستبعد لصالح من يملك وجه المساومة وضمير المقايضة…!!! …ولا املك سيدتي الا ان اكرر رفع القبعة امامك ..وانت تكتبين عن مدن اريد لها النسيان بفعل تحالف المصالح بين اللاعبين والبيادق…في وقت يحاول الكتبة وما اكثرهم من المدفوعين والمدفوع لهم…حذف دول وحضارات وتواريخ عظيمة من ذاكرة الاجيال الحالية…تحياتي وتقديري لك في كل لحظة وحين.

  9. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    صباح الخير وصبحكم الله بكل خير وبالفل والورد والياسمين, لك أختي غادة السمان وللجميع. عندما قرأت المقال كاد الآسى يخيم على ذهني لولا أنني تذكرت أنني قبل عدة سنوات حضرت مسرحية كوميدية في ألمانيا وفي أحد المشاهد (باختصار) يدخل رجل إلى مكتب السياحة سائلاَ عن رحلة سياحية, فتأتي الإجابة هناك أمكنة كثيرة إلا في الشرق الأوسط فالأحوال سيئة. فيقول الرجل على الفور نعم نعم من فضلك اريد تذكرة سياحية لزوجتي هناك تماما!. طبعاً لاشيء يدعو إلى التفائل رغم المشهد الضاحك ورغم أنه لم يكون المقصود بالمشهد إلا أن هناك قراءة فلسفية بسيكة للمشهد وهي أن بلادنا أصبحت مكانا لرمي كل أنواع الأحقاد والضغائن ونحن “الأبطال” الذين يقومون بالتمثيل. أخيراً لايسعني إلا أعبر عن شعوري بالشكر لكل الأخوات والأخوة المعلقين فعلاً شعرت أنني اتنقل في معبد أثري ضخم هو السيدة الكاتبة العريقة كعراقة مدننا وأثارنا, غادة السمان وأعمدة شاهقة على جانيه من المشاركين أدباء ومتاب وفنانين, أشعر أنني قزم صغبر يتنقل بينكم ويشعر بالرهبة والسعادة معاً رغم قسوة اللحظات التي تمر وتحرق مشاعرنا كانها جمرات, وكل عام وأنتم جيعاً وماتبقى من حياة في عروقنا ومدننا وبلادنا بكل خير.

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      عذراً لبعض الأخطاء اللغوية والمطبعية التي لاحظتها الآن.

  10. يقول رؤوف بدران-فلسطين:

    بتخطيكِ جغرافية المكان , وعدم ولوجكِ عتبة البنيان , اضعتِ ثوثيق لحظة من لحظات الزمان؟!!
    لكن يا ايقونتنا يا من تعلمنا في صرحكِ معنى الوفاء, واعطيتِ للحدث كل مساحات الاستيفاء !! عاودكِ الحنين الى واجهة ذلك الدكان , وخانتكِ الذاكرة لاسم الفنان ؟!!
    آآآآآآه ما اعظمكَ يا حبيبنا نجم , يا ابن العراق…يا ابن الوفاء والوفاق , من باب اخلاصك لايقونتنا ومن اجل اتيانك بالخبر اليقين , لقد اخترقتََ بيقظتكَ كل ابوب المحلات المغلقة , واقاصيص الاوراق المكنوزة في ارشيفات المحظور واستطعتَ كشف المستور , وبعملك الدؤوب هذا افرحت قلب غادتنا وتاج رأسنا , وافرحتَ معها الآف القلوب …آآآآه ما اعظمك !!
    الآثار لن يمحي معالمها لا وسائل التزوير ولا السرقة ولا دفنها وتفنيدها بمشيئة بني صهيون؟!! مهما حاولوا تلميع وتمييع الوثائق فسيبقى للاصل لونٌ ذو بريق!!
    عندما يستبدل صوت المتفجرات وازير الرصاص بسمفونيات المحبة ونغمات الطمأنينة !! ساعتها سنشاهد في مدننا والمعالم الثرية مئات آلاف السواح والوافدين للتمتع بما خلَفَهُ لنا الاجداد وألا….اتركُ لكم الاستنتاج !!!
    ننتظر يوم السبت يا غادة كانتظار زهرة الياسمين لطِل الصباح ,نأمل من الله سبحانه وتعالى ان يجعل لحظات ما هوقادم اكثر سلامًا واطمئنان وان يجعلك مع هذه اللحظات اكثر عطاءًوالسلام
    خالص محبتي ابعثها لأستاذي نجم الدراجي والفنانة العزيزة الغالية أفانين كبة.. أسامة كلّية.. منى من الجزائر.. والدكتور الشيخلي من بلاد الخير بلاد الرافدين والغالي بولنوار قويدر وسلوى والدكتور رياض من ألمانيا وعمرو من سلطنة عُمان وابن الوطن غاندي حنا العائد إلى يافا بعونه تعالى.. ومحمد حاج وحسين لندن وشيخ المعلقين الكروي داوود.. و.. ولكل الاصدقاء.و..غادة الشاويش.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية