شمال الأردن يتهيأ «أمنيا» لتداعيات معركة «استعادة درعا»

عمان ـ «القدس العربي»: لا توحي الأنباء المتسربة من بغداد حول غرفة عمليات رباعية منسقة لمواجهة «تنظيم الدولة ـ داعش» من دون أطراف التحالف الدولي المعتادة في السياق بـ»أنباء سارة» لبلدان عربية أخرى مثل الأردن وإن كانت عمان ترحب جوهريا بأي جهد وفي أي وقت ومن أي نوع لإغلاق ملف «تنظيم الدولة» المحاذي لحدودها الشرقية والشمالية .
غرفة العمليات الطازجة التي تضم حكومة بغداد وروسيا والنظام السوري وممثلين عن جمهورية إيران هي النقيض الموضوعي لغرفة عمليات التحالف ضد «تنظيم الدولة» والتي تتخذ من عمان أصلا مقرا لها .
لافت جدا في السياق أن الراعي الروسي لحفلة التحالف الجديد ضد «تنظيم الدولة» لا يتحمس للحصول على المعلومات الاستخبارية الأردنية الخبيرة في هذا التنظيم وتركيبته الاجتماعية .
ولافت جدا ان روسيا قررت السيطرة على زمام المبادرة رغم ان عمان سبق ان اتهمت دمشق علنا بإسناد «تنظيم الدولة» أو تركه عمليا من دون قتال ومجابهة، في الوقت الذي تنمو فيه على خلفية التنسيقات العراقية الروسية الإيرانية نظرية «حسم الملف» بمعنى الخوض في مواجهة نهائية مع «تنظيم الدولة».
بالنسبة لعمان لا بد من الترحيب وفي كل الأوقات بأي طرف يريد مقاتلة «تنظيم الدولة» لكن الروس ووفقا للتقارير الداخلية الأردنية يقيمون غرفة عملياتهم الطازجة مستثمرين حاجة العالم لمواجهة «داعش» بعيدا عن الاعتبارات الأمريكية.
عندما استفسرت عمان من موسكو عن الأمر قيل لها بأن الإدارة الأمريكية لم تصل بعد لقرار بحسم المعركة ضد «تنظيم الدولة»، بمعنى ان لهذا التنظيم بعدا سياسيا وظيفيا ما زال قائما ولا مجال للحسم في الرؤية الأمريكية خلافا لما يعتقده الروس لأن مواجهة «الإرهاب» في سوريا هي المسوغ الأساسي الذي يستعمل لتبرير الوجود العسكري الروسي في الأرض السورية .
موسكو كانت قد دعت لتحالف رباعي في المنطقة يضم الأردن لمواجهة الإرهاب وشكلت الدعوة نقطة وصل للتحدث عن نمو مباشر في الاتصالات بين موسكو وعمان .
لكن الاجتماعات الأخيرة التي نظمت في بغداد لم تدع لها عمان، والأردن بصفة رسمية ليس طرفا في الترتيب الروسي الإيراني الجديد، الأمر الذي يفرض علامات استفهام متعددة حول النوايا الروسية وهواجس الخوف من علاقات الأردن بالولايات المتحدة.
أغلب التقدير في القياسات الأردنية ان النظام السوري يرفض العمل التنسيقي العميق حتى اللحظة مع الحكومة الأردنية، وأن روسيا تسعى لترتيب أوراق تحالفها الجديد قبل الانطلاق لمخاطبة الدول المقربة من واشنطن انطلاقا من استراتيجية حسم المواجهة بدلا من المماطلة على الطريقة الأمريكية.
لكن الهواجس والمخاوف لا تقف عند هذه الحدود عمليا وتتعدى نحو الترتيبات المتعلقة بتقاسم الواجبات العسكرية للمحور الجديد الذي تقوده روسيا في سوريا، وبصورة تنمط الاسترخاء في الأردن، خصوصا في ظل المعطيات التي تشير إلى ان «استعادة منطقة درعا» سيكون من وظيفة قوات «الحرس الثوري» ومجموعات مغاوير «حزب الله» اللبناني .
على نحو أو آخر بدأ حلفاء النظام السوري بالضغط على مخاوف العصب الحيوي الأردني، عندما عزفت محطة «المنار» المقربة من «حزب الله» تحديدا على الوتر الأكثر حساسية للأردنيين وهي تتحدث عن هروب مقاتلين من «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» باتجاه قرى حدودية في الأردن يعتقد، وعلى نطاق سياسي، وليس أمنيا فقط بأنها ستشكل ملاذا للهاربين الجهاديين من تفاصيل معركة درعا الوشيكة.
صحيح ان الأمن الأردني في حالة تأهب وجاهزية أصلا، لكن عمليات جمع المعلومات واليقظة تضاعفت في قرى شمال الأردن مع قرب مراقبة تداعيات التحشيد الروسي العسكري الذي يحمل علنا إسم «إنقاذ نظام بشار الأسد» وسط تفاهمات يتصور مسؤولون أردنيون انها غير ممكنة من وراء ظهر اللاعب الأمريكي .

بسام البدارين

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد عودة ،، الأردن:

    هل ستعمد أميركا على إعاقة المشروع الروسي في المنطقة ؟
    وماذا عن أعداء روسيا من الجهاديين في الجمهوريات المحيطة بروسيا ؟
    وكيف ستستفيد أميركا من تدخل روسيا في المنطقة في الملف الأوكراني ؟

  2. يقول Jordan:

    بالامس كان الروس يحتلون افغانستان بكل قوتهم العسكرية وهزموا شر هزيمة وانسحبوا من افغانستان بعد خسائر هائلة على يد المجاهدين واليوم يريدون الخوض في معركة اخرى ضد الدولة الاسلامية مع ان كل العالم يحاربهم منذ اكثر من عام ….

  3. يقول فريد الطرادي الاردن:

    مثال قديم يقول ” الطمع اذهب من جمع” “الطيور على اشكلها تقع”

    توقع بوتن ان يهبر لقمته الدسمه الكبيره من تدخله ولم يتوقع انها

    انشاءالله تكون غصة في حلقه وتقضي عليه.

    اغتصب السلطه في روسيا بشتى الوان التحايل والمكر مثل بشار لهذا

    يقال من عاش بالحيله مات بالفقر وهذا المتوقع لكل دكتا تور انشاءالله.

  4. يقول عبدالسلام محمد:

    الكل يخطط ما عدا الدول العربية. أين دول الخليج مما يجري؟ أين تركيا؟ أين التنظيمات السورية المتعددة والمختلفة فيما بينها مما يجري؟. يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

  5. يقول على نور الله:

    روسيا قررت التدخل عندما رات الامريكيين و حلفاءهم يلعبون منذ سنين مع داعش و النصرة و لا يفعلون اى شئ جدى ، بينما الخطر يقترب من روسيا و اوروبا ، على الارجح المانيا تؤيد بوتن سرا و تدعمه لان مشكلة اللاجئين طرقت ابوابها بل اقتحمت ابوابها ، و مع اللاجئين دخل الى المانيا و اوروبا آلاف الدواعش كخلايا نائمة ، اذا تم تدمير مركز قيادة الخلايا النائمة فستظل هذه الخلايا نائمة الى يوم القيامة و تدخل فى حالة موت سريرى .
    اللعبة الامريكية داعش صارت واضحة لاى طفل ابتدائي فى روسيا ، بينما العرب مازالوا يعتقدون انها تمثل احلاهم الخلافية

    1. يقول nadia zouri:

      Thank you I can not say it better

إشترك في قائمتنا البريدية