بيروت – «القدس العربي»: في انتظار الجولة الحوارية السادسة بين حزب الله وتيار المستقبل في الايام القليلة المقبلة، فإن أول غيث حوار الحزب والتيار كان ازالة اليافطات والأعلام من كل بيروت ومن المناطق المكشوفة في صيدا وطرابلس، وهذا يؤشر إلى نجاح الحوار في حدود ازالة الاحتقان والتمهيد لخطط أمنية والدفع باتجاه خطوات سياسية بعيدة عن التباينات الأساسية والمقصود الحث على إنجاز الإنتخاب الرئاسي.
ففي وقت أزيلت الصور والشعارات الحزبية من المدن اللبنانية الرئيسية ترجمة للحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله، فإن صور رئيس الجمهورية التي أزيلت من المقرات الرسمية ومن الوزارات والادارات العامة لم يوضع بديل لها، ومضى 260 يوماً حتى الآن على الشغور الرئاسي من دون تلمّس أي معطيات ايجابية تدفع في إتجاه الانتخابات الرئاسية رغم جولات الموفدين الدوليين وآخرهم الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الذيأضاف إلى مهمته الرئاسية تأكيد الإستقرار.
وكانت المتابعة السياسية للاستحقاق الرئاسي انتقلت من بيروتإلى الفاتيكان مع لقاء البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل أن يلتقي الأخير إعتباراً من يوم غد الاثنين الموفد الفرنسي العائد من لبنان مثقلاً بطروحات الافرقاء السياسيين، السلبية بمعظمها، ازاء حظوظ التوافق على انتخاب رئيس للبلاد نسبة لاستمرار ارتباط أطراف الداخل بالقوى الاقليمية التي تمتلك قرار الافراج عن الرئاسة. وعلى رغم شبه الاجماع السياسي على ان جيرو لم يحمل مبادرة حل ولا تمكّن من اقناع من التقاهم من المسؤولين بوجوب الالتقاء حول الحل، ولو انه حمل تحذيرات من مغبة الاستمرار في الفراغ ومفاعيله السلبية على البلاد.
وحسب المعلومات فإن الموفد الفرنسي صارح من التقاهم في لبنان بثلاثة أمور: الامر الأول أن باريس لا تملك «حلاً سحرياً « للمعضلة الرئاسية.الثاني، انه سمع في زيارته الاخيرة إلى طهران ما سمّاه «كلاماً ايرانياً ايجابياً « مفاده أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان «شأن لبناني»، وأن طهران «تعتقد انه اذا توافق المسيحيون، يمكن ان يسهّل ذلك الأمر الانتخابات الرئاسية.
والثالث، أنه سمع في زيارته الأخيرة إلى الرياض كلاماً سعودياً صريحاً بأن «المملكة» لا يمكن أن تتعايش مع فكرة وصول أحد أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية في لبنان، والمقصود ربما في هذا الكلام السعودي رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون.
في المقابل، فان المراقبين توقفوا عند كلام اطلقه عضو المجلس السياسي في «حزب الله» محمود قماطي الذي زار مع وفد من المجلس الرابية في الذكرى التاسعة لتوقيع ورقة التفاهم بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر» لتجديد التحالف بينهما وتأكيد دعم عون للرئاسة، إذ بعدما اشاد بعون إستعار قماطي كلمات الأغنية الشهيرة للعماد عون « رح نبقى عون مهما العالم قالوا ما منترك عون ما منرضى بدالو».
وفي ظل هذا التباين الواضح الذي يبقي الاستحقاق الرئاسي مؤجلاً ويبقي لبنان بلا رئيس، فإن السؤال هو هل ينجح الفاتيكان وجيرو في إزالة العوائق من درب الإستحقاق الرئاسيّ؟
وحملت «القدس العربي» هذه الاسئلة إلى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري كميل شمعون وسألته في ظل ازالة الصور والشعارات الحزبية، متى سنرى صورة رئيس الجمهورية مرفوعة في قصر بعبدا؟ فقال « لا أرى القصة قريبة، والمشكلة في التوافق على رئيس باتت معلّقة على اتفاق طرفين القوات اللبنانية التي لديها مرشحها سمير جعجع والتيار الوطني الحر الذي لديه مرشحه العماد ميشال عون، فالاثنان يريدان أن يصبحا رؤساء، والاثنان يعتقدان أنهما وحدهما يستطيعان الامساك بالرئاسة لأن الاكثرية الشعبية المسيحية هي بحوزتهما. ومشكلتي مع تفكير من هذا النوع هي أنه صحيح أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون مارونياً بالهوية إنما عليه أن يكون غير طائفي كلياً بالتصرف وبالتفكير. ومن يرغب أن يكون رئيساً للجمهورية عليه أن يكون مقبولاً من جميع الطوائف وليس بالضرورة من زعماء تلك الطوائف. واليوم يقول لنا حزب الله إنه لا يقبل بغير عون رئيساً، وكأني بهم يقولون لا نقبل أن يكون لدى لبنان رئيس جمهورية ونحن نريد إيصال لبنان إلى مرحلة لنعود نبحث فيها عن عقد تأسيسي جديد».
وبين انتخاب العماد عون رئيساً وبقاء لبنان بلا رئيس ماذا يفضّل قال شمعون «أتمنى ألا يصل عون بأي شكل من الاشكال لأننا إختبرناه في يوم من الايام في أحد مراكز الدولة وتبيّن أنه فاشل، وإذا اتفقوا القوات مع التيار العوني على عون رئيساً يكونون كمن يكذبون على أنفسهم». وأضاف «من غير المناسب القول إنه لم يعد هناك ماروني في لبنان إلا ميشال عون وسمير جعجع، وإذا وصلنا إلى هذه الدرجة فلننتحر. وفي اعتقادي إن جعجع لديه أعداء ولا يمكننا إيصاله إلى الرئاسة وكذلك عون لديه أعداء أكثر ولا يمكننا إيصاله، وإذا وصل عون يكون حزب الله إستلم الحكم في لبنان وليس ميشال عون أو التيار الوطني الحر».
وعن رأيه بمهمة جان فرنسوا جيرو قال «يا ليتنا نوقف الحديث عن جيرو وعن دور فرنسا أو أمريكا وكأننا كلبنانيين لم نصل بعد إلى سن الرشد وكأننا عاجزون عن حل مشاكلنا. والشعب اللبناني ليس شعباً بدأ الحديث بالسياسة منذ يوم أمس أو كأنه بدأ بناء دولة بالامس. وأنا ضد أن ندق على أبواب السفارات، وأتمنى عليهم أن يدركوا أن ليس كل اللبنانيين ينقصهم الرشد».
وعن الكلام الذي سمعه جيرو في طهران عن أن الاستحقاق الرئاسي شأن لبناني أجاب شمعون «ماذا يقولون الكذب ملح الرجال؟ فلا نكذب على بعضنا، ايران تتدخل بالشؤون اللبنانية وبشؤون المنطقة وهذا أمر نرفضه مثلما نرفضه اذا تدخلت فرنسا أو أمريكا. لا يهون علي أن يأتي الإيراني ويقول لي ما عليّ فعله».
سعد الياس
* من الآخر : ( لبنان ) بحاجة الى وجه جديد ورئيس جديد
غير ( عون وجعجع ) ؟
* كل من يتمسك بقوة ( بعون ) أو ( بجعجع ) في الواقع لا يريد
رئيس ويبحث عن ( الفراغ ) الذي يصب في مصلحته .
* ما في حل غير شخص ثالث يدخل السباق .
شكرا .
لبنان تتحكم فيه إيران وفرانسا. ما أنجبته أمه بعد من العرب من يكون حرا دون عبودية لأحد.
متي تصبح الديمقراطية في لبنان مثل الديمقراطية في تونس , يختار فيها الشعب الكفاءات التي يراها مناسبة , بدلا من الديمقراطية الطائفية التي تميز بين أبناءها , لقطع الطريق علي التدخلات الخارجية , ولترسيخ حق الشعب في المساواة أحد أهم ركائز الديمقراطية الحقيقية . لأنها النظام السياسي الوحيد القادر علي تصحيح مسارة من خلال الممارسة أفقيا وليس رأسيا .