غزة – «القدس العربي» : بدون الاكتراث لعمليات القمع الإسرائيلية باستخدام «القوة المفرطة» شرع المشرفون على فعاليات «مخيمات العودة» بنقل الخيام من مكانها السابق إلى مناطق أكثر قربا من السياج الفاصل مع إسرائيل، في سياق التحضير لـ «يوم الزحف» المقرر منتصف الشهر المقبل، الذي تقرر أن يشهد اجتياز الحدود، في خطوة يريد من ورائها المشاركون إقرار «حق العودة» بشكل عملي.
وفي خطوة تحضيرية لـ «يوم الزحف» أقدم القائمون على «مخيم العودة» الموجود على الحدود الشرقية لمدينة غزة، بنقل أماكن التخييم إلى مسافة أكثر من 50 مترا، لتقريبها أكثر من السياج الفاصل، تمهيدا لاجتياز هذه الأسلاك. وتخللت العملية إقامة «سواتر ترابية» جديدة حول الخيام التي جرى نقلها، لحمايتها من النيران الإسرائيلية التي اعتاد جنود القناصة المنتشرين على طول الحدود إطلاقها صوب المشاركين.
وتمت العملية بعد أيام فقط من تحريك منطقة المخيم المقام إلى الشرق من بلدة جباليا شمال قطاع غزة إلى منطقة أكثر قربا من الحدود.
وقال داوود شهاب مسؤول الإعلام في حركة الجهاد الإسلامي، وأحد المشرفين على الفعالية، إن نقل الخيام يأتي ضمن «تدرج خطوات فعاليات العودة» وصولا إلى يوم 15 مايو/ أيار المقبل، لافتا إلى أن تلك الخيام ستنقل باتجاه الحدود بشكل أسبوعي، وسيجري نصب المزيد منها أيضا. وأشار في تصريحات لـ «القدس العربي» إلى أن الأيام المقبلة ستشهد مزيدا من الفعاليات في مناطق المخيمات الخمس، من خلال العمل على «زيادة أعداد الحشود الشعبية». وأوضح أنه جرى نصب «ألعاب أطفال» في منطقة المخيم المقام شمال قطاع غزة، لتشجيع المشاركات العائلية في تلك المنطقة، إضافة إلى إقامة معرض تراثي دائم في تلك المنطقة، يحتوي على الكثير من المقتنيات الأثرية والأزياء الفلكلورية. وأوضح أن هيئة شؤون العشائر، التي تضم الكثير من الوجهاء، أقامت لها خيمة دائمة للعمل في منطقة المخيم المقام إلى الشرق من مدينة غزة.
وأمس أقام أيضا التجمع العشائري ورجال الإصلاح، في وسط قطاع غزة تظاهرة لمساندة «مسيرة العودة الكبرى» في المخيم المقام إلى الشرق من مخيم البريج.
وكانت هذه المخيمات قد أقيمت على مسافة تبعد نحو 700 متر من السياح الفاصل، من خلال نصب عشرات الخيام كتلك التي أقام بها اللاجئون الفلسطينيون عند طردهم قسرا على أيدي العصابات الصهيونية في عام 1948 من مدنهم وبلداتهم.
ولم يكشف المسؤولون عن فعاليات المخيمات الخمس المقامة في المناطق الحدودية شرق قطاع غزة، بخلاف الحديث عن الفعاليات اليومية، عن المخططات المقبلة التي ستنفذ خاصة في يوم 15 مايو/ايار المقبل الذي حدد أن يكون «يوم الزحف» تجاه الحدود لاجتيازها، وأكدوا أن ذلك الأمر سيشكل مفاجأة لإسرائيل.
وكان خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس قد قال في تصريحات سابقة إن على إسرائيل «ترقب» يوم 15 مايو المقبل، مؤكدا أنه «لا يمكن لأحد إيقاف المنتفضين». وأضاف «بأيدينا نمزق الحدود المصطنعة مع أراضينا المحتلة»، مؤكدا أن «مسيرات العودة» ستتواصل خلال الأيام المقبلة حتى الوصول إلى يوم 15 مايو/ايار الذي يصادف «يوم النكبة الفلسطينية»، وتابع «»نقول للعدو ترقب 15 مايو ماردا لا يوقفه أحد وموجة تتلوها موجة حتى نلتقي في القدس».
ومنذ يوم 30 مارس/ آذار الماضي، انطلقت شرارة فعاليات «مسيرة العودة الكبرى» بإقامة خمسة مخيمات على الحدود الشرقية، وفي أيام الجمع الماضية شهدت تلك المناطق تظاهرات واحتجاجات، أطلق خلالها الجنود الإسرائيليون النار بشكل مباشر صوب المتظاهرين مستندين إلى أوامر عليا من القيادة السياسية والعسكرية، وهو ما ادى إلى وقوع 35 شهيدا، وإصابة أكثر من 3000 آخرين، كثير منهم لا زال يعاني من أثار الجراح الخطرة التي أصابته.
غير أن استخدام «القوة المفرطة والمميتة» لم تمنع المتظاهرين من الوصول إلى منطقة السياج الفاصل واجتيازها في كثير من الأحيان، حيث سجل الجمعة الماضية تمكن المتظاهرين من جر تلك الأسلاك بعد اقتلاعها من مكانها إلى داخل حدود غزة.
يشار إلى أن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية الجنرال يواف مردخاي، كان قد قرر فرض عقوبات على شركات النقل التي قامت خلال الأيام الماضية بنقل المشاركين في فعاليات «مخيمات العودة» إلى مناطق الحدود. وزعم أن تلك العقوبات جاءت بعد أن أرسل «تحذيرات وبلاغات» لأصحاب شركات السفريات في غزة، قال «طالبناهم خلالها بعدم تقديم المساعدة لتلك الفعاليات». وحدد على صفحته على موقع «فيسبوك» 14 شركة غزية قال إنها قدمت المساعدة في نقل المشاركين في المسيرات، لافتا إلى أن أصحاب الشركات لن يحصلوا على التسهيلات اللازمة، التي كان يقصد فيها الحصول على تصاريح التجار الخاصة للخروج من غزة.