أنطاكيا – «القدس العربي» : كشف أحد أبناء مخيم اليرموك، عن تفاصيل الأيام الاخيرة من المعارك الشرسة التي خاضها تنظيم «الدولة» داخل الحجر الأسود وأزقة المخيم، وقال شاهد العيان الذي اضطر للبقاء في المخيم لانتماء أفراد من عائلته لتنظيم الدولة، قال ان التنظيم لم يمتلك قذائف مضادة للدروع في اغلب ايام معركته مع النظام، وان النظام كان يعلم ذلك، لهذا كانت الدبابات «تسرح وتمرح» في الأحياء، ولتعويض ذلك، لجأ مقاتلو التنظيم لاستخدام «قطرميزات المازوت» لاستهداف الدبابات والمدرعات، اي زجاجات مادة المازوت النفطية، موضحاً في لـ «القدس العربي»: «لجأ عناصر «الدولة» إلى تعبئة (قطرميزات) مازوت زجاجية وإلقائها على الدبابات التي تتوغل في الحارات، وكان يؤدي إلقاء عدد من هذه «القطرميزات» على الدبابة، إلى أن يسيل المازوت في فتحات الدبابة، وينتشر على برج الدبابة ويتسرب إلى اي ثغر للداخل، ومن ثم يقومون بإلقاء مادة حارقة، لتشتعل الدبابة بسرعة ويهرب سائق الدبابة بسبب النيران، وبعدها تسري النار إلى القذائف داخل الدبابة وتنفجر».
ويصف شاهد العيان النادر عن هذه المعارك العنيفة، ان هذه العملية تحمل مخاطرة كبيرة، اذ يضطر عناصر «الدولة» للاقتراب كثيراً من الدبابة، لكنها كانت الطريقة الوحيدة لمواجهة الدبابات، حسب الشاهد الذي يضيف حالة اخرى وقعت لمواجهة الدبابات، اذ قام احد عناصر «الدولة» بإلقاء (فرشة اسفنج) على ظهر الدبابة وحرقها.
وبناء على روايات سكان آخرين تحدثت اليهم «القدس العربي» بعد سقوط المخيم بيد النظام، فإن عناصر التنظيم كانوا يحصلون على جزء من ذخيرتهم من خلال «هجمات خاطفة» يشنونها ليلاً، على قوات النظام ونقاط الجيش، ويغتنمون من خلالها حاجتهم من الذخيرة والسلاح، وان عدم معرفة قوات النظام بطبيعة أزقة المنطقة، جعلهم يقعون في كثير من الكمائن التي قضت على اعداد كبيرة تصل للمئات منهم، حسب السكان.
وتشير المعلومات عن معارك الحجر الاسود واليرموك، إلى ان النظام كان يدفع بالعشرات من جنوده للاقتحام رغماً عنهم في بعض الاحيان، بالرغم من علم الضباط بأن عناصرهم مهددون بكمائن مميتة.
وتعرض مخيم اليرموك لتدمير واسع من قبل قوات النظام السوري، ويتهم بعض سكان المخيم النظام بتقصد تدميره، حيث يتحدثون عن قصف مركز عليه، أكثر حتى من باقي مناطق الحجر الأسود والتشامن والجورة.
في جانب متصل، نفى مصدر مطلع مقرب من تنظيم الدولة، الانباء التي راجت في وسائل الاعلام المؤيدة للتنظيم، عن إطلاق عشرات المعتقلات السوريات في سجون الأسد ضمن صفقة التسوية التي تمت مع النظام السوري، وقال المصدر، ان الصور التي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي لعدد من النسوة، في قافلة المدنيين المغادرين نحو ادلب، هن من ضمن العائلات المقرب بعضها من التنظيم، والتي كانت تقيم داخل المخيم، قبل اخلائها باتجاه إدلب ضمن اتفاق يقضي شقه الثاني بخروج المقاتلين لمحافظة السويداء.
وائل عصام
*أنا لا أثق بكلا الطرفين
النظام السوري وداعش.
كلاهما مشبع بدماء الابرياء
ربنا ينتقم من كل ظالم.
سلام