صراع سلطة بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك المحاصر في دمشق

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: نشبت اشتباكات ومواجهات عنيفة بين «جبهة النصرة» ـ ذراع «القاعدة» في سوريا ـ وتنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك المحاصر للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق الجنوبي، وأدت تلك المواجهات إلى مقتل «أبو خضر» أحد أبرز قياديي تنظيم «الدولة» في المخيم، والمبايع لها بعد فصله مع مجموعة من العناصر عن تنظيم «جبهة النصرة»، فضلاًً عن إصابة بعض المدنيين بينهم أطفال.
ووصف مصدر عسكري من مخيم اليرموك فضل عدم كشف هويته، بأن ما يشهده المخيم من اقتتال دام بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة»، بعد اتفاق ووفاق خالف وضعهم المتوتر على امتداد الأراضي السورية، بصراع السلطة، مؤكداً أن وفاقهم السابق في مخيم اليرموك، ما كان إلا مصلحة مشتركة للطرفين، للإطاحة بفصائل «الجيش الحر» من أبناء المخيم، وإنهاء وجودهم.
وأضاف المتحدث لـ «القدس العربي»، «بعد أن وصل الطرفان إلى أهدافهما في بسط نفوذهما على مخيم اليرموك، حيث تسيطر «جبهة النصرة» بنسبة 60% من مساحته، فيما يسيطر تنظيم «الدولة» على 40% فقط، والتي تتمثل بقطاعي الشهداء والورشة، أصبح شغل كل تنظيم منهما الإطاحة بالطرف الآخر وإنهاء وجوده، طمعاً بالسلطة والسيطرة على مخيم اليرموك».
وأضاف «على إثر خلافات جوهرية بين الطرفين، نشبت اشتباكات في شارع العروبة، وتم رفع السواتر الترابية في أحياء مخيم اليرموك من كلا الطرفين، وعمليات وقنص وقتل متبادلة، ثم تلتها عمليات دهم واعتقالات لعدد من أهالي المخيم المشكوك بأمرهم من قبل تنظيم الدولة».
وقال الناشط الإعلامي ابو ياسر الفلسطيني في حديث معه «عقب المواجهات العنيفة بين الدولة والجبهة، تم التوصل إلى تهدئة سبقها مفاوضات دامت حتى ساعات متأخرة من الليل، انتهت بتوقيع جبهة النصرة اتفاقاً مع تنظيم الدولة يقضي بسحب العناصر من الطرقات وإزالة مظاهر الاحتقان بين الطرفين، وبعد الاتفاق قام «أبو خضر» وهو المسؤول العسكري والقائد لجماعة الأنصار المبايعة لتنظيم الدولة، بالهجوم على أحد مقرات الجبهة، ناقضاً بذلك الاتفاق المبرم حديثاً، مما أدى إلى سقوطه قتيلاً خلال الاشتباكات، مع عدد من عناصره، ثم تطور الوضع لتتوسع نقاط الاشتباكات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة ويسقط عدد من القتلى في صفوف الدولة، وقتيل على الأقل من جبهة النصرة، حيث تم إجلاء قتلى الدولة وجرحاها إلى معقل التنظيم في الحجر الأسود في ريف دمشق الجنوبي، فيما استمر الوضع المتوتر مع تراجع وتيرة المواجهات».
ويقود تنظيم «الدولة» في مخيم اليرموك مجموعة من القيادات العسكرية والسياسية، بعد خروج أبو سالم العراقي قبل نحو 15 يوماً من مخيم اليرموك إلى مدينة الرقة معقل تنظيم «الدولة» لتلقي العلاج هناك، فيما يقود تنظيم جبهة النصرة داخل المخيم القيادي «أبو براهيم» الفلسطيني السوري.

هبة محمد

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية