مضت، اليوم، عشر سنوات على واحدة من الوقائع الأشدّ تمثيلاً للانحطاط الهمجي، النازي في الجوهر، الذي ينحدر إليه جيش الاحتلال الإسرائيلي: قرار قيادة هذا الجيش بتبرئة أحد الضباط الإسرائيليين من تهمة ارتكاب «عمل لا أخلاقي»؛ وذلك رغم أنّ جنوده أنفسهم سردوا فعلته تلك للتلفزة الإسرائيلية، على النحو التالي: سقطت الطفلة الفلسطينية إيمان الهمص (13 سنة) أرضاً بعد أن تعرّضت لإطلاق من نقطة مراقبة عسكرية إسرائيلية. لكنها كانت قد جُرحت فقط، حين تقدّم منها الضابط الإسرائيلي، قائد الفصيل، وأطلق طلقتين على رأسها من مدى قريب؛ ثمّ عاد من جديد إلى الطفلة، وغيّر سلاحه إلى وضعية التلقيم الآلي، وتجاهل اعتراضات زملائه التي تواصلت عبر جهاز الاتصال، وأفرغ كامل الذخيرة في جسدها!
قد يقول قائل إنّ هذا السلوك تجوز معه أشكال المقاومة كافة، وهذا صحيح، بالطبع؛ ما خلا أنّ مفهوم «المقاومة» ليس نطاقاً دلالياً مفتوحاً ومسلّماً بكلّ ما ينطوي عليه من أشكال وأنماط وأنساق. على سبيل المثال، فإنّ خطف المدنيين الإسرائيليين، حتى إذا كانوا من المستوطنين، أو التلامذة الدارسين في معاهد تلمودية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ ليس صيغة مقاومة متفقاً عليها، بل هي على النقيض في نظر الكثيرين: أسلوب بالغ الأذى ومحدود النفع، فضلاً عن انتمائه إلى زمن مضى وانقضى. ومن حيث المبدأ، الأخلاقي قبل السياسي، ليس صائباً أن تتشبه الضحية بالجلاد أو تقتبس ممارساته، وخاصة تلك التي تطال المدنيين، أياً كانت أسباب إدانة هؤلاء.
وفي كتابه الشهير «رصاص مطاطي: القوّة والضمير في إسرائيل الحديثة»، أحصى الكاتب الإسرائيلي يارون إزراحي الأثمان الباهظة لذلك الانتقال العجيب الذي ينخرط فيه الكيان الصهيوني: من المعجزة بحدّ السيف، إلى ما بعد الملحمة بالرصاص المطاطي. وقد اعتبر أنّ استخدام هذه الذخيرة في قمع الانتفاضة كان نقلة نوعية في السردية الصهيونية الكلاسيكية، الأسطورية والملحمية والتربوية؛ وكان عتبة تدشّن انقطاع خيط الرواية الكبرى التي لمّت شمل أسرته اليهودية طيلة خمسة أجيال، منذ أواخر القرن التاسع عشر حين غادر أجداده أوكرانيا إلى فلسطين، وحتى أواخر القرن العشرين حين أدرك أنه يصارع قراراً مؤلماً بتجنيب ابنه آلام حلم صهيوني فادح الأثمان.
ويكتب إزراحي: «في تلك الليلة من شهر كانون الثاني (يناير) عام 1988، حين شاهدت على شاشة التلفزة جندياً اسرائيلياً شاباً يجثو على ركبة واحدة ليسدد بندقيته إلى طفل فلسطيني لا يحمل سوى الحجارة، انتابني إحساس حادّ لا سابق له بالصدوع العميقة التي أخذت تتشكل داخل ملحمة عودتنا وتحريرنا في هذه الأرض، ولقد شعرت بفداحة الخسران، وبالتناقص الشديد في قوّة الرواية التي أدامت الحلم الصهيوني». ولسوف تنتاب إزراحي احاسيس أكثر حدّة، من طراز مختلف بالطبع، حين أبصر قائد فصيل إسرائيلياً برتبة نقيب، لا يتورع عن إفراغ المزيد من الرصاص الحيّ في جسد طفلة فلسطينية قُتلت لتوّها، لكي تُقتل مرّة بعد مرّة بعد مرّة…
فليتشوّه جندي الاحتلال الإسرائيلي، إذاً، ومعه السلطات والأحزاب والجماعات المدنية الإسرائيلية التي تصطفّ خلفه اصطفافاً أعمى؛ ودورة الزمان ليست طويلة بين عشرينيات القرن الماضي ومطالع هذا القرن، بالنسبة إلى كيان عنصري استعماري قام على الاغتصاب، وتماهى مع الفاشية منذ البدء، ويرتدّ إلى أقصى أنماط ذلك التماهي اليوم، وكلّ يوم. وفي المقابل لدى الفلسطيني ما يصنعه على أرضه، كما ذكّرنا محمود درويش، وتلك صناعة مقاومة، نبيلة وتاريخية، لا تجيز اقتباس أفعال الجلاد.
صبحي حديدي
لا يوجد في كيان العدومدنيين جميعهم يخدم في الجيش والذين يتم وضعهم في المستوطنات هم جنود احتياط ربما طلاب المعاهد الدينية لا يخدمون لكنهم يتنقلون مسلحين ويسكنون ارض غيرهم بالقوة ويطلقون النار على الناس في اسرائيل عسكرة كاملة وهي تنقسم ين جنود في الهدمة وجنود احتياط فعليون في المستوطنات وريثما يقلعون من الارض ويعودون من حيث اتوا لن يقف رصاصنا ضدهم لان هناك فرقا كبيرا بين المدنيين الفلسطينيين الغير مسلحين وبين هؤلاء العسكريين الذين تتوجب مواجهتهم بالقوة
وزراة المستضعفين ، جريحة فلسطينية من جرحى النكبة تتذكر منظر الشهيد عماد ابو شقرة الشاب الفلسطيني الذي لم يكمل سبعة عشر ربيعا وهو يتسلق الشيك الحدودي في مارون الراس قتطلق النار عليه ويصاب في صدره ، يعود مصرا على تعليق العلم رغم دمه فتطلق عليه رصاصة الشهادة وتتحول مارون الى انتفاضة اللاجئين الذين اصيب منهم يومها مئة وعشرون واستشهد ستة على حدود الحلم ثارهم دين في رقابنا وحق على من شهد الواقعة ان يكون شهيدا
الأخت المناضلة غاده
ناقشت بعض السياسيين النرويجيين قبل 20 سنة موضوع تفجير الباصات الاسرائيلية وفيها مدنيين ونساء وأطفال أبرياء وقلت لهم ان الاحتلال هو الاحتلال
وشرحت لهم أنه لا مدني هناك وكل النساء تتدرب بالجيش لقتل الفلسطينيين
وهنا حوصرت بسؤال من الجميع – وماذا عن الأطفال
فقلت لهم هؤلاء الأطفال ذنب آبائهم – فلماذا يؤتى بهم لبلد محتل
ثم سألتهم هذا السؤال – ألا يجبر هؤلاء الأطفال حين يكبروا على الذهاب للجيش
ولا حول ولا قوة الا بالله
هناك مثل شامي جميل يقول ” الصيت للشوام والفعل للحلبية” وعلى ضوءه أقول في السياسة “الصيت للأمريكان والبريطانيين والفعل للفرنسيين” على الأقل من وجهة نظري
ففرنسا واليسار بشكل عام ومن ضمنه الإتحاد السوفيتي هم من دعموا قيام الكيان الصهيوني والاعتراف به كدولة عضو في الأمم المتحدة عام 1947-1948 ليس ذلك فحسب بل كانت مهتمة جدا بتسليحه إلى درجة الإكتفاء الذاتي ومن ثم ليواكب أحدث التقنيات ومن ضمنها السلاح النووي بقيادة الجنرال شارل ديغول، في حين إنظر في الجانب الآخر ماذا فعلت الثورة الفرنسية في الجزائر أو فيتنام مثلا، ففي أيّا منها كانت تصرفاتها تعتبر غير أخلاقيّة؟!
ما رأيكم دام فضلكم
الاخ كروي السلام عليكم : اما الاطفال فلا لا يجوز استهدافهم حتى لو استهدف العدو اطفالنا وصحيح ي ان اباءهم الذين اتوا بهم الى بلد محتل هم الذين جنوا عليهم وربما هناك الكثير من الجدل والنقاش الاخلاقي والفقهي في المسالة ولكن انا شخصيا
اراه حراما وحتى لو جاز لكان هدفا تبعيا مع المضض ووجود ضرورة قصوى بحيث لا يمكن تجنبهم ،
ظروف الميدان في فلسطين المحتلة صعبة اكثر من موضوع الاطفال الاسرائيليين هناك مشكلة اكبر عند تفجير الباصات البعض يكون من عرب 48 وضد الاحتلال او سائح برئ لا ذنب له
ايضا برزت هذه المشكلة في قصف الحزب لحيفا المدينة العربية والتي فيها ميناء حيفا ومخازن المواد الكيميائية والتي يمكن ان تحول اي قصف صاروخي عادي على مخزن البرومين مثلا في حيفا الى كارثة كيماوية ، تم وقتها اعتبار العرب الذين يقتلون في قصف الحزب على حيفا شهداء حرب وهكذا ايضا اعتبرهم مجاهدو حيفا الذين كانت الصواريخ مصدرا لاسعادهم والهامهم اكثر من ذللك بعض المجاهدين الفلسطينيين والاستشهاديين كاد ان يفشل عمليته وارتكب تجاوزا امنيا في سبيل عدم ايذاء الابرياء احد الاستشهاديين الفلسطينيين صعد الى الباص ولاحظ وجود فتاة عربية من عرب 48 اقترب منها طلب منها النزول ( مع ان هناك عملاء وهو لا يعرف من هي ومن الممكن ان تؤدي هذه المسالة الى القبض عليه وافناء حياته في السجن نزلت من حسن توفيق الله للاستشهادي بقي الباص في طريقه وادى امانته
ويبقى لظروف الميدان واحكام الشريعة الغراء التي شددت على اخلاق الحرب من حيث الدوافع والسلوك اليد الطولى في تحديد الواجب عمله وهناك نقاش فقهي كبير في المسالة ليس هذا ميدانه المناسب وشكرا اخي كروي
وزارة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله )
شكرا حديدي وتحية لكل المناضلين والمناضلات في فلسطين وفي كل مكان.
شكرا للتذكير بالأخلاقية التي على كل مقاومة صاحبة مشروع محق ان تلتزم بها. ولكن ليتك يا أستاذ صبحي مارست هذا النقد البناء عندما كان المدنيون(الموالون) في سوريا يخطفون وينكل بهم لأنهم على غير هوى الثوار. ولا معلش الضحية هون تتشبه بجلادا
الاخ ابو عرب:السلام عليكم ، في سوريا الكثير من القتل والتجاوزات لكن تلطخ النظام بالدماء الكثيرة جدا لن يلفت نظر احد الى تجاوزات عشرين داعش وثلاثين قاعدة الناس عموم الناس وليس من لديهم راي سياسي يكرهون القتل والتدمير ويلتفتون دوما الى عدد الضحايا الاعلى والاكثر براءة وتحية لك لان اخلاقية الثورة قضية هامة حتى لو لم تكن من مؤيديها ، واخلاقية اي قضية يدافع عنها اصحابها بقناعة اهم مضمون للقتال الاخلاقي بغض النظر عن الراي السياسي ، الثورة السورية كانت غنية عن التجاوزات ولا تحتاج الى التنكيل باحد فيكفي قضيتها العادلة ان جماهير الاسلام والعروبة تهتف لتضحياتها واي عمل خارج الاخلاق مدان سواء وقع من الثوار او وقع من النظام مع الانتباه انه لا مجال للمقارنة ابدا بين مدى اجرام نظام البراميل الذي يقتل بالجملة وبلا رحمة وبين تجاوزات يرتكبها ثوار بعضهم اغرار ( وهذا ليس تبريرا ) لان كل قيادة يجب ان تضبط مقاتليها والا فانها فاشلة والله في النهاية سينحاز لكل المظلومين لانه وحده الذي ينصر قضيتهم لعادلة تحية الى ثوار سوريا الابرار ومزيدا من الحفاظ على الصورة التقية النقية للثورة ولا للدخلاء والطارئين
وزارة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله ) والتي تغاضت عن عشرات الاف الاطفال وبدلا من حمايتهم ثبتت قاصفهم بالبراميل ولا حول ولا قوة الا بالله
اذكر الجميع ان ذلك الضابط الرعديد الذي اطلق رصاصتين في راس الطفلة البريئة لم يكن يهوديا بل جنديا اسرائيليا درزيا
وكمان اسرائيل تستخدم الاقلية ( الدرزية ، مع الاعتذار من الاخوة الدروز المقاومين والمعادين للصهاينة واولهم الشهيد الحيوالاسير المجيد (سمير القنطار الذي كلما داست قدمه حبة تراب حرابكيناوجدا ثلاثون عاما ايها البطل الصامت الكبير ليتني كنت الفداء لشبابك الذي لم يهدره السجن بل اعطاه قوة الحق المجيدة يا سمير ، في قمع الانتفاضة الاولى وحرس الحدود اغلبهم دروز ومسلمون سنة من عرب النقب البدو المحترفين في قراءة الحجر والاثر واخيرا وليس اخرا العمالة لا دين لها انها دين العملاء
وزارة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية ، جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التي تطلق علىنفسها اسم حزب ( الله )