صنعاء: تصعيد للأزمة واشتباكات دامية بين الجيش والحوثيين… مقتل واصابة العشرات اثناء محاولة اقتحام مقر الحكومة والاذاعة

حجم الخط
4

صنعاء ـ «القدس العربي» من خالد الحمادي ـ وكالات: تسارعت وتيرة الأحداث الأمنية في العاصمة اليمنية صنعاء بشكل ينبىء بدخول البلاد في مرحلة جديدة من التصعيد العسكري بين الحكومة وجماعة الحوثيين، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مقر الحكومة اليمنية في صنعاء، وسقوط عشرات القتلى في معارك بين مسلحي الجماعة والجيش في محافظة الجوف شرقي البلاد.
واندلعت مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومتظاهرين حوثيين حاولوا اقتحام مقر الحكومة في العاصمة صنعاء، مع تبادل الطرفين الاتهامات بالبدء في إطلاق الرصاص الحي أثناء مظاهرة حاشدة لعناصر جماعة الحوثي نحو مقر قيادة الحكومة وإذاعة صنعاء الحكومية.
وفي الوقت الذي اتهمت فيه جماعة الحوثي القوات الحكومية بمواجهة المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي، اتهمت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي وتضم في عضويتها القيادات الأمنية العليا جماعة الحوثي بتحريض أتباعها على اقتحام المقر الرئيس لقيادة الحكومة ومقر إذاعة صنعاء الحكومية، وأن أتباعها وبعض المسلحين المندسين بينهم بدأوا بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين الحوثيين.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر حوثي أن عدد القتلى من المتظاهرين الحوثيين وصل الى 7 قتلى وأكثر من 50 جريحا، بالرصاص الحي الذي أطلقته نحوهم القوات الحكومية بالقرب من مقر مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء.
واتهم الحكومة بارتكاب مجزرة ضد متظاهرين سلميين عزّل من أتباع جماعة الحوثي، واتهم القوات الحكومية بملاحقة المتظاهرين واعتقال العديد من المصابين منهم في مجمع إذاعة صنعاء وفي مقر شرطة العاصمة صنعاء.
من جانبها قالت اللجنة الأمنية العليا في بيان رسمي «تحمل اللجنة الأمنية العليا جماعة الحوثي المسلحة مسؤولية التحريض ومحاولة اقتحام مبنى مجلس الوزراء ومبنى إذاعة صنعاء من خلال الدفع بالعديد من تلك العناصر الحوثية إلى محاولة اقتحام المؤسستين المذكورتين «.
وأوضحت «نتج عن محاولة اقتحام تلك المؤسستين سقوط عدد من الضحايا من حراسات مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء ومن محاولي الاقتحام بسبب إطلاق النار من قبل عدد من الأشخاص المنتشرين في محيط الإذاعة ومجلس الوزراء ومن أوساط محاولي الاقتحام والذين تقوم الأجهزة الأمنية حالياً بالبحث عنهم وتعقبهم تمهيداً لضبطهم وإحالتهم للجهات المختصة «.
وأكدت «ان حراسات مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء لم تقم بإطلاق النار الحي نحو محاولي اقتحام مجلس الوزراء»، و»حملت القيادات الحوثية كافة المسؤولية في التحريض على اقتحام المنشآت والمؤسسات العامة وما يترتب على ذلك من خسائر في صفوف المواطنين والممتلكات الخاصة والعامة». وكان زعيم الحوثيين قد دعا إلى تصعيد الاحتجاجات في خطاب متلفز بث مساء الإثنين/ الثلاثاء، وعلى إثره انطلقت حشود المتظاهرين لاقتحام مبنى الحكومة أمس.
وكان لافتاً في مظاهرات أمس ترديد المتظاهرين شعارات جديدة ذات طابع توسعي مثل «اشتي (اريد) حقي مش خايف، من صلالة للطائف» في اشارة على ما يبدو الى ما يعتبرونها حدودا تاريخية لليمن، تشمل مناطق في عمان والمملكة العربية السعودية.
ومن الشعارات ايضا، «ابلغوا السعودية، نجران وعسير يمنية».
في غضون ذلك ذكرت مصادر عديدة أن اشتباكات عنيفة اندلعت بعد عصر أمس بين قوات من الجيش ومسلحين من جماعة الحوثي في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء، إثر قيام مسلحي جماعة الحوثي باقتحام مدرسة عامة بمنطقة السواد (حزيز) والتمركز فيها جنوبي العاصمة صنعاء، والقيام بوضع المتارس عليها.
ونسب العديد من المصادر الاعلامية لشهود عيان قولهم إن «مسلحي جماعة الحوثي أطلقوا النار بشكل كثيف من مقر تمركزهم على سطح المدرسة نحو المناطق المحيطة بالمدرسة من بينها معسكر السواد التابع لقوات الاحتياط الرئاسية، الأمر الذي أدى الى تبادل إطلاق النار بين الطرفين واندلاع اشتباكات مسلحة بينهما.
في غضون ذلك اشتدت المواجهات المسلحة بين المسلحين الحوثيين وبين القوات الحكومية والقبائل المساندة لها في محافظة الجوف حيث قام سلاح الجو اليمني  بتنفيذ عدة ضربات جوية على مواقع  للحوثيين في مناطق الزاهر والغيل.
وأسفرت معارك اليومين الماضيين عن سقوط مئة قتيل في صفوف الحوثيين إثر تدخل الطيران الحربي اليمني في قصف مناطق سيطر عليها الحوثيون في الجوف.
وفي السياق، كشفت مصادر يمنية مطلعة عن وقف وإقالة عدد من عناصر وضباط الجيش اليمني يعملون ضمن خلية كانت تعمل لمصلحة الحوثيين، حيث تم إقالة البعض منهم ووقف آخرين عن العمل، وقالت المصادر إن الخلية كانت مراقبة أمنيا لوقت طويل، وإن تسجيلات صوتية لمكالمات قام بها عناصر منها أكدت وجود ارتباط بينها وبين عناصر محسوبة على معسكر الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومرتبطة بالحوثيين.
وأقال الرئيس اليمني، قائد قوات النجدة، العميد علي مهدي حدقه الخولاني. كما صدر قرار وزاري بإقالة مدير أمن محافظة صنعاء، العميد الركن «يحيى حميد»، وتعيين العقيد «عبده معروف القواتي» خلفا له.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    اقتحام مقر الحكومة هو تدمير للدوله أو انقلاب بشكل مدني على الدوله
    فجماعة الحوثي تحاصر صنعاء من جميع الجهات وهم بذلك يريدون
    اعادة سناريوا حزب الله ببيروت قبل عدة سنوات

    يتكلمون بالسلمية وبالديمقراطية وهم لم يحوزوا الا على نسبة 5%
    من آخر انتخابات لهم باليمن ثم يريدون قلب نظام الحكم

    على رأي المثل الشعبي المصري الظريف – ميحكومشي يا عوبد

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول صلاح قائد محمد علي صلاح -اليمن:

    الازمة التي تمر بها اليمن هي نتيجة للمحاصصة التي جاءت مع المبادرة الخليجية هذه المحاصصة في الدولة ومؤسساتها تحولت الى صراعات داخل مؤسسات الدولة انهكت الدولة وعطلت عمل كل المؤسسات والامثلة كثيرة وملموسة للشعب ،استمرت قوى النفوذ في دفاعها عن مكسب المحاصصة والضغط على هادي الذي اتجه نحو تقليم اظافر هذه القوى ابتداء من الهيكلة وانتهاء بترك انصار الله الحوثيين بالتوسع على حساب قوى النفوذ وحزب الاصلاح على وجه التحديد كان الحدث الاكثر انذارا بقدوم هذه الازمة هو سقوط عمران بيد انصار الله سكوت هادي جاء مع توجه المملكة السعودية للقضاء على تنظيم الإخوان المغضوب عليه من النظام السعودي والمتتبع لاحداث الازمة قبل نضوجها الان يدرك ان ما يحدث خطط له ان يحدث فانعدام البترول والديزل لاشهر وطوابير محطات البترول كان بشكل مفزع ومأساوي في محافظة صنعاء وما حولها -المحافظات الزيدية- ولم تكن ازمة المشتقات النفطية في عدن والجنوب عامه وان لوحظت في خفيفه وفي توفر مادة الديزل بالتحديد استمرار الازمة الخانقة في صنعا وما حولها اعقبته جرعة خانقة أيضاً وتوفر سريع للمشتقات النفطية حال اقرار الجرعة ما زاد مشاعر السخط لدى الشعب الذي لم يلقى معارضة تدفعة للثورة سوى انصار الله المعارضة الوحيدة حالياً في الشمال .. بمطالب معقولة للمتظاهرين ضد الجرعة ما زال حال السلطة ممثلة بالرئيس متخبط فالخيارات لديه ولدى قوى النفوذ وتضارب المصالح قد يفاقم الازمة ويطور الصدام ربما ينتظر هادي سقوط الحكومة فعليا بيد المعارضين لكي يقدم على قرار يفضي لازاحة قوى النفوذ وحزب الاصلاح الى حد كبير ليقوم بتشكيل حكومة اكثر توازنا في التمثيل لكن من وجهة نظري اعادة المحاصصة ولو بشكل اكثر توازنا من الان في مرحلة انتقالية سيحول الازمة الى ازمات في المستقبل والحل هو اتفاق كل الاحزاب والقوى والحركات اليمنية على تسمية شخصية معتبرة تتمتع بالكفاءة والخبرة لترأس الحكومة وتقوم بتشكيلها على معيار الكفائة وبحرية مطلقة في الاختيار لان المرحلة انتقالية تحتاج لحكومة وطنية وهي ابعد ما تكون عن المصالح الحزبية التي دائماً ماتكون على حساب الشعب وقضاياه المصيرية خاصة في اليمن .

  3. يقول على نور الله:

    و من الشعارات فى المظاهرة : الموت لامريكا و اسرائيل
    و هى المظاهرات الوحيدة فى الوطن العربي التى رفعت شعارات ضد امريكا و اسرائيل ، و استغرب الاعلام العربي الذى يسمى المتظاهرين المليونيين بالحوثيين ، و ليس الشعب اليمنى
    لقطات الفيديو واضحة جدا بان الجنود اطلقوا النار على متظاهرين سلميين دون اى سلاح و دون اى محاولة اقتحام منهم و دون اى عنف ، تم اطلاق النار عليهم من مسافة قصيرة لا تتعدى الامتار

  4. يقول حيسون المغرب:

    لا أحد ينكر أن الحراك الحوثي الأخير فيه نوع من إستعراض العضلات ، كما أن التوسع العسكري الحوثي في الفترة الراهنة والذي تم بإصرار وتنكر للإتفاقات المبرمة مع السلطة المركزية باليمن يوضح أن الحوثيين يخدمون أجندة أجنبية على اليمن ، وهي من قام بتسليحهم ، كما لا يمكن عزل ما يقع باليمن بما يدور في المنطقة ، فالسيناريو واضح ، وعلى مجموعة دول الخليج وضع إستراتيجية واضحة للوقوف في وجه المخططات التي تحاك بالمنطقة بدل سياسة الحلول الآنية لان من يشتغل ضدهم له إستراتيجية واضحة وخطى حثيثة ، وإلا سينفرط زمام المبادرة من أيديهم ، وكم نتمنى أن يظهر تحالف بين دول المنطقة ضد الطائفية كما ظهر -وبسرعة البرق- تحالف ضد داعش الإرهابية ، لأن الطائفية هي النار التي تأكل المنطقة ، وهي الأداة الأساسية لنظرية الفوضى الخلاقة .

إشترك في قائمتنا البريدية