صواريخ تنظيم «الدولة» تضرب كيليس التركية لليوم الخامس… الأتراك غاضبون والسوريون خائفون

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي»: لليوم الخامس على التوالي، ضربت صواريخ وقذائف أطلقت من الأراضي السورية وسط مدينة كيليس التركية الحدودية مع سوريا، في هجمات أوقعت عدداً من القتلى والجرحى وزرعت حالة من الغضب لدى الأتراك والخوف لدى اللاجئين السوريين الذين يقطنون المدينة بكثرة.
القذائف التي تتهم الحكومة التركية تنظيم «الدولة ـ داعش» بإطلاقها تصاعدت بالتزامن مع تزايد القصف التركي لمواقع التنظيم على الجانب السوري من الحدود، الذي تقول الحكومة إنه رداً على سقوط القذائف وترجح مصادر متعددة أنه ضمن خطة تركية لإسناد فصائل المعارضة السورية المدعومة تركياً والتي تسعى لطرد التنظيم من مناطق في ريف حلب.
مصادر من المدينة أوضحت لـ «القدس العربي» أن حالة من الغضب والغليان تسيطر على سكان المدينة من الأتراك بعد أن أصابت القذائف وسط المدينة وضربت منازل مدنيين وإحدى المدارس والمستشفيات، وسط خوف كبير على حياتهم.
وقبل يومين خرج المئات من سكان المدينة في تظاهرة مسائية تطالب الحكومة والجيش باتخاذ إجراءات لوقف سقوط القذائف على أحيائهم.
في المقابل، يعيش اللاجئين السوريين الذين يتجاوز عددهم في المدينة عدد السكان الأتراك الـ130 ألف نسمة حالة كبيرة من الخوف والقلق، فمن ناحية يخشون الموت بالقذائف التي هربوا من جحيمها من داخل الأراضي السورية، ومن ناحية أخرى يخشون من تطور حالة الغضب التي تعتري الأتراك إلى اعتداءات قد تطالهم مستقبلاً.
وأوضحت المصادر لـ «القدس العربي» أن اللاجئين عمدوا منذ أيام إلى تقليل تحركاتهم في المدينة، وأغلق العديد منهم محلاته في ساعات مبكرة، ويمتنعون عن التجول في أحياء المدينة بعد ساعات المساء الأولى.
وأمس الأربعاء سقطت دفعة صواريخ جديدة أطلقت من سوريا على المدينة من دون سقوط جرحى، وأوضحت مصادر محلية أن أربعة صواريخ سقطت في مكانين مختلفين بالمدينة. والثلاثاء، قتل مواطنان تركيان وأصيب 6 آخرون في سقوط صاروخين من الجانب السوري على مدينة كيليس جنوبي تركيا، حيث أصاب أحد الصواريخ الطابق الأول من فندق شعبي، وسقط الآخر في أرض خالية بالقرب من محطة حافلات المدينة.
وقصف القوات التركية، الثلاثاء، مجددًا مواقع تنظيم الدولة في محيط مدينة اعزاز، بمحافظة حلب شمالي سوريا، ولفتت المصادر العسكرية إلى أن «مدافع تركية يصل مداها إلى 40 كيلو مترًا، قصفت مواقع لـداعش في بلدة صوران، وقرية دابق، ومواقع أخرى، شمالي سوريا، بشكل مكثّف وفق قواعد الاشتباك».
والاثنين، شهدت المدينة سقوط 3 صواريخ أطلقت من الأراضي السورية، تسببت في إصابة 12 شخصًا، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، بحسب بيان صادر عن والي كيليس سليمان طابسيز، ورد الجيش التركي بقصف مواقع لتنظيم «الدولة» في الأراضي السورية، وطوال الأسبوع الماضي سقطت صواريخ متفرقة رد عليها الجيش بمزيد من القصف المدفعي لمواقع التنظيم على الحدود.
في سياق متصل، وصل رئيس أركان الجيش التركي «خلوصي آكار» برفقة رئيس الاستخبارات التركية «هاكان فيدان» إلى المدينة لتفقد الأوضاع الأمنية وطمأنة السكان.
ووصل رئيسا الأركان والاستخبارات، صباح أمس، على متن طائرة إلى مدينة غازي عنتاب جنوبي البلاد، ومن ثم انتقلا بطائرة مروحية إلى مدينة كيليس القريبة من الحدود السورية، حيث التقيا بوالي المدينة واطلعا على آخر التطورات التي تشهدها الحدود التركية السورية التي تشهد اشتباكات متصاعدة في الأيام الأخيرة بين مسلحي المعارضة السورية وتنظيم الدولة، كما قام رئيس أركان الجيش بجولة تفقدية للمواقع العسكرية على الحدود مع سوريا وتفقد القوات المرابطة هناك.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن بلاده ستقضي قريباً على «أي خطر لتنظيم الدولة يمكن أن يهدد تركيا، وإنهم لن يستطيعوا إلحاق أي ضرر بالبلاد بعد الآن»، على حد تعبيره، وذلك في كلمة له في مؤتمر محلي، في العاصمة أنقرة، الأربعاء.
وأوضح داود أوغلو أن القوات المسلحة التركية ردت بـ «الشكل المناسب» على قذائف الصواريخ التي سقطت من الجانب السوري على مدينة كيليس جنوبي تركيا، مؤكداً أن «الدولة تتخذ الإجراءات كافة لتأمين حياة المواطنين في كيليس»، وشدد على أن «من يتجرأون على القيام بهذه الاعتداءات سيدفعون ثمناً غالياً جداً».
ولفت داود أوغلو إلى أن رئيس الأركان ورئيس هيئة الاستخبارات يجريان زيارة إلى المدينة لتفقد الوضع الأمني هناك و»اتخاذ التدابير اللازمة كافة لتأمين حياة المواطنين»، مضيفاً: «تركيا ستجعل عناصر الشر المحيطين بها غير قادرين على إلحاق أي ضرر بالبلاد مرة أخرى خلال فترة قصيرة».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الحل بتسليح الثوار السوريين ليطردوا داعش والنظام وحتى البكي كا من شمال سوريا كما فعلت الأردن حين سلحت الثوار ليطردوا داعش من جنوب سوريا
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول صابر البصرى:

    على الاتراك ان يعلمو : إنا لقوم أبت أخلاقنا شرفاً – أن نبتدي بالأذى من ليس يؤذينا .الاتراك اما مع امركا ومرتزقتها وسينالو منا ما نالوه منا اليوم.او مع المسلمين الذين يدافعو عن حياض الاسلام كالدولة الاسلامية وسنحترم من يحترمنا.

  3. يقول بابى روز العراق دهوك:

    مسرحية تحاول تركيا من خلالها اقناع العالم
    بانها مستهدفه من قبل داعش وللتغطيه على
    تورطها في دعم داعش واخواتها في سوريا والعراق

إشترك في قائمتنا البريدية