فيما يتم إعلان سقوط ما يدعى بـ «دولة الخلافة الإسلامية» (داعش) في الموصل ولربما خروجها الكامل من العراق، حدثتني هذه الشابة عن مخاوفها المتأججة، عن والدها الذي لا تود هي أن تؤذيه ولكنها غير قادرة على تخطي تأييده لـ «داعش» وحديثه المستتر بين جدران بيته حول صحة، ولربما بسالة، ما يقومون به. طمأنتها أن ضرراً ما لن يصيب والدها بسبب ما يفكر به، ولم أخبرها أن الضرر قد وقع مقدماً ومنذ سنوات طويلة حين إقتنع هو شاباً يافعاً بفكرة الحق الأوحد، وهدأت من نفسها بأن والدها ليس وحيداً ولا فريداً في تأييده لهذه المنظمة المروعة، ولم أخبرها أن الخطر كل الخطر هو في الأعداد الكبيرة الخفية المؤيدة لـ «داعش» من حيث سعيها لتحقيق الحلم الإسلامي الأخير، كما يعتقدونه، بسيادة هذا الدين على الأرض عن طريق «دولة الخلافة» التي ستمتد سيطرتها على كل البشر وتنتهي بوجودها الحياة وتقوم باستتبابها القيامة الأخيرة.
ولطالما حيرتني هذه الفكرة، سعي حثيث لهدف «سام» أخير تباد له الأرواح وتراق خلاله الدماء وتقتل على طريقه الأطفال، ثم ما أن يتحقق هذا الهدف وتقوم دولة الدين الأوحد الموعودة، حتى ينتهي العالم وتقوم القيامة، فما الحكمة ها هنا، ولأي غرض كل هذا الهوان والعذاب وإراقة الدماء إذا كان كل شيء سينتهي لحظة الانتصار أو بعدها بقليل؟ قصة غريبة هي قصة البشر، والأغرب منها هي وحدة رؤيتهم، تطابق آمالهم وتطلعاتهم حتى في عنفها، فلا نجد قراءة دينية تخلو، تقريباً، من حلم سيادة دينها على الأرض في النهاية، مُبَرِرة كل ثمن يدفع وكل جريمة ترتكب بنبل هذا الهدف. مخلوقات غريبة نحن، صنعنا لأنفسنا هدفاً سيادياً على الأرض سيتحقق متبوعاً مباشرة بنهاية هذه الأرض وقيام الساعة، فأي شبكة أسلاك كهربائية تتحكم في عقولنا؟
وددت أن أطمئن الصغيرة، ولكنها ربما سمعت كذبي في رنة صوتي، لربما شعرت بتردد كلماتي، سمعت لسان ضميري يقول نحن لسنا فقط في وسط الخطر بل نحن صانعيه، مهما حاولنا تبرير المنظومات الإرهابية بالتدخلات الخارجية والسياسيات العظمى، إنهم في النهاية نحن، نحن من خصب التربة وحفر الحفرة وبذر البذرة. أما أن تأتي دولة خارجية لتستفيد من الثمار، فهذا هو عين عقل السياسة كما نعرفها نحن البشر، والتي تعتمد على الاستغلال القذر للبذرة الفاسدة، فلا نلومن اليوم الحاصد، إنما اللوم، كل اللوم، على الزارع، هذا الذي أصر على بذر بذرة قديمة، انتهت صلاحيتها، حصدها هو موت وحصدها أعداؤه فراولة مغموسة بدمائه.
خرجت «داعش» من الموصل ولكن هل خرجت من العقول والضمائر؟ هل انتهى الحلم الشرير بسيادة العالم؟ هل استبدلت فكرة الدين الأوحد المسيطر بفكرة التعايش والرحمة وقبول الاختلاف؟ هل سيضع قياصرة الدين صولجانتهم أرضاً حقناً للدماء؟ هل سيتوقفون عن تهديد الناس في حيواتهم الدنيوية والأخروية تعزيزاً لقواهم وتحقيقاً لمصالحهم؟ هل سيتوقف الخوف عن الدق في قلوبنا، الخوف من الدنيا، الخوف من الآخرة، الخوف من القبر وعذابه، الخوف من النار، الخوف من العذاب الأبدي، الخوف من رجالات الدين، الخوف من حكم الآخرين علينا، الخوف من الحرية والتفكير المنطقي من قيادتنا إلى خارج الصف، الخوف من كل ما يمكن أن يحيد بنا عن طريق الجنة التي ستتحقق فيها كل الشهوات الجسدية المتواضعة، هذا الخوف الذي يغلف كل شيء حتى حجب عنا ضياء العقل وهواء المنطق؟ لربما نحن غير قادرين على الحياة بلا خوف، لربما نحن نستشعر الحياة فقط من خلال هذا الخوف، نتلمس طريقنا من خلال التهديد والوعيد، نقرر قراراتنا من خلال مؤشر العذاب، هذا العذاب الموعود في الدنيا والآخرة والذي وصل حد فزعنا منه أننا مَنطَقَنا «داعش» وتفهمنا غايتهم التي تبرر وسائلهم.
ليست المصيبة في وجود «داعش» على الأرض، فعلى مر التاريخ الإنساني كان لكل مجتمع دواعشه ولكل حضارة متطرفوها ومخربوها، المصيبة الحقيقية هي في وجود «داعش» المواصل إلى الألفية الثالثة في أعماق نفوسنا، وجود أسس له خوف عميق وألم سحيق وحرمان مرير، وجود زرعت بذرته ونما عوده وضربت جذوره عميقاً في تربة النفس حتى أصبح جزء منها. الخلاص لن يكون سوى باقتلاع هذه النبتة السامة، وسيكون ذلك اقتلاع مؤلم حارق لا يجد معه مخدرا أو مهدئا، اقتلاع سيحتاج لفترة طويلة من النقاهة وإعادة تأهيل للتربة المسممة.
الطريق طويل ومؤلم ولكنه ممكن، يبدأ بإعادة قراءة النصوص، وبتكييفها التاريخي وبالرفض التام لكل تفسير عنيف أو سلطوي، وبالاعتراف الأخير بأنه لن يكون هناك مخلص أوحد أو مسيطر أوحد أو حق أوحد، فعالمنا عالم التنوع، بهذا التنوع نستمر ودونه نقضي بأمراض «التشابه» الوراثية. ستنتهي «داعش» يوم تنتهي فكرة الحقيقة المطلقة، فلينظر كل منا الى داخل نفسه، وليواجهها، هل فيها شوق لحقيقة مطلقة؟ هل فيها شيء من «داعش»؟
د. ابتهال الخطيب
عزيزي الراقي .. Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا
اسعد الله اوقاتك .. كان تعليقي عن مقال هو جملة واحدة و هي … اشفق علي حوا من دواعش لكنهم لا يعتقدو انهم دواعش .. و هم الخطر الاكبر علي كل الكون و ليس حوا… عزيزي هناك كثر دواعش موجودين بالحياة و مواقع …. هم لا يعتقدو انهم دواعش .. و هنا الخطورة .. مثل مجنون لكنة مريض و لا يعرف انة مريض .. ارق تحياتي
شكراً جزيلاً أخي على ردك الجميل لكن هناك كثيراَ من المتطرفين من أمثال الدواعش لكن بعقائد أخر وهل الصهاينة عامة المتطرفين منهم خاصة أقل خطراً مثلاً وهناك الكثير من النازيين الجدد وووو والقائمة طويلة للأسف أنا ضد أي تطرف ولا إنسانية على وجه العموم ولو أني أعترف أنا لست إلا هذه الدرجة من الإنسانية بحيث أحكم على الآخرين أو على إنسانيتهم لكن من قام بأفعال واضحة فهو معروف على الأقل وليس الفاشيين والنازيين والدواعش وبشارون وشارون … إلا أمثلة واضحة.
الحمد لله على عودة ريحانة فلسطين غادة الشاويش لهذا المنبر وأرجو أن تكون في صحة جيدة.
تحدثتي بداية يا دكتورة ابتهال عن سقوط داعش وخروجها من العراق بدون التطرق إلى كيفية خروجها من طرف دواعش آخرين هم أكثر تطرفا وحقدا من داعش الأولى.لم تقولي ماذا فعل الدواعش الآخرين من ميليشيات إيران الطائفية المتناسلين كالفطر منهم عصائب أهل الحق والقدس وبدر والحشد الشعبي يقودهم قاسم سليماني التابع لإيران.لم تقولي لنا يا سيدتي الكريمة الدمار والخراب الذي ارتكبته كل هذه المليشيات في الموصل الدي طال كل المنازل ودمر عشرات المساجد والمستشفيات والمدارس ولم يبقوا منها حجر على حجر وبشكل ممنهج لأجل تطهير عرقي حتى لا يفكر ولا يحلم أهل السنة بالعودة إلى بلدهم وكل ذلك باسم محاربة داعش التي لا يتعدى عددها المئة أو المئتين.خرجت داعش من الموصل ومن كل العراق ونتمنى ذلك وخرج معها كذلك مآت الآلاف أو الملايين من سنة العراق بدون رجعة كما خرجت الأعداد الأخرى من سوريا وباسم محاربة داعش.
إطمئني يا سيدتي فالطريق ليس بطويل ولا بقصير لسبب بسيط وهو أن أكثر من مليار مسلم لا يؤمنون بالتطرف فداعش وأخواتها وكل أشكال التطرف المنافية للعقيدة الإسلامية السمحاء يمقتها كل مسلم والإسلام بريء منها ومن أفعالها وستذهب إلى مزبلة التاريخ.
أما الخوف فهو خوف من الله تعالى رب العباد لأن الوعد بالجنة وجهنم هو كما جاء في القرآن الكريم وليس من فلان أو علان.وما دخل الإسلام حتى تدعشني الرسالة المحمدية واسمحي لي أن أقول وبكل صراحة وعلى “بلاطة” كما يقول إخواننا المصريين هل ترين تحريف كلام الله بدعوى إعادة قراءة النصوص وإعادة كتابة التراث الديني تحت زعم أنه غير صالح لعصرنا.أو لم تجدي في كتاب الله كله سوى الوعد والوعيد والتخويف والويل والثبور.ألا يدعون إلى استعمال العقل والحث على طلب العلم والتدبر في معجزات القرآن العلمية واللغوية…ألا يحثنا القرآن الكريم على السلم والسلام واحترام الآخر ومكارم الأخلاق وحرية العقيدة.
اخي فؤاد مساء الخير والهدى واسأل الله ان نلتقي في الجنة بعد ان نخوض نضالنا رهبانا صومعتنا الحياة مدركين واجبنا الحضاري الذي لا يفرق بين صلاة في مسجد وصلاة في معمل اختراع .. سررت ان اخوتي يتذكرونني وانني لارجو الله حقا ان اصبح في عينه ريحانة فلسطين ! مجرد هذا اللقب يحملني امانة الاستشهاد واسال الله ان لا يجعلنا ممن حط في الدنيا رحله وشغل بها قلبه وحصر افق عقله في مداها القصير
جزاك الله خيرا على تفقدك النبيل
اختك المحبة والمتاثرة بالجميع
غادة
داعش العراق خسرت المعركة امام داعش ايران و دواعش قوات التحالف. ان نتعاطف أم لا مع اَي من هذه الدواعش هو امر مرتبط بعلاقة المتعاطف مع التاريخ و الترويج الإعلامي. المهم ان الجميع متفق على عدم التعايش مع الاخر. المؤمن مع الكافر و السني مع الشيعي و الشيعي مع السني و الإيراني مع العربي و الأبيض مع الأسود والفقير مع الغني و الدول العظمى مع الدول المستضعفة أو الصغرى. الكل لديه الحل السحري الشامل و الكامل و الشافي لجميع البشر سواء كان هذا عن طريق الدين أو المال أو القوة العسكرية أو الرأسمالية أو العلمانية. الكل يدعي المثالية و ينعت الاخر بالمختلف عنه بالارهاب أو التخلف و يسهب في مضاعفة إرهابه و افقاره و اضعافه بنفس السلاح و هو الاٍرهاب. جميعنا ارهابيين و جمعيتا ندعي اننا نحارب بالرصاص أو القلم باسم الاله.
هناك الكثير من الدواعش في الغرب (المتحضر) أيضاً جورج بوش الأبن وتابعه رئيس الوزراء البريطاني بليرة مثلاً الذين دمروا العراق وقتلوا الملايين من أبنائه وهجروا أهله ومن بقي من العراقيين فتكت به السرطانات نتيجة أستخدام الأسلحة المحرمة دولياً كاليورانيوم المنضب وكل هذا بناء على كذبة وقحة اسمها اسلحة الدمار الشامل. الغرب المنافق داعشي بامتياز ولكن بثياب متحضرين همج.
* مرة اخرى لا جديد ، معروف أن لكل منهج رباني كان او بشري ، متطرفوه و غلاته و متنطعوه ، و ربما صارت لفظة “داعشوه” من ” داعش” ، اسم علم على كل ماهو متطرف و ضد الفطرة و الانسانية و على الإجرام و القسوة و الفكر غير السوي ، رغم أن المصطلح حديث جداً و لا يتعدى عمره 4 سنوات ربما ، ولست من مؤيدي مستخدميه ، لسبب واحد ، هو ، انه مختصر لجملة ” الدولة الاسلامية في العراق والشام” ، و لكنا نعلم ، أن هذا التنظيم العصابي المنبت ، الخارج من دهاليز التأريخ الضيقة ، والمصنوع على عين ابالسة العالم و قوى الظلام و الشر ، و بالتالي من الغلو نسبة هذا التنطع و التطرف و الإجرام و الشذوذ الى هذا المختصر ، وكأننا نؤكد ما ننفيه من أن هذا التنظيم ، دولة و اسلامية و يهيمن على تلك الرقعة الجغرافية !!
.
* التركيز على تطرف دون تطرف ، او وضع المكبرة على غلو و تجاهل غلو آخر ، من اجل ابراز أن بذور التطرف و الغلو ( و التدعشن وفق المصطلح الجديد)هو في صلب و اسس فكر و منهج ما ، بينما اسس المناهج الاخرى ليست هي المسؤولة عن تطرف و غلو اصحابها ! وقد رد اخوة افاضل على ذلك رداً شاملاً و وافياً لا يحتاج الى مزيد من التوضيح رغم بديهته بالمناسبة!
.
* في الكثير من الأحيان ، يلجأ بعض الكتاب الى نسبة حوارات معينة الى اناس غادروا دنيانا و لم يعد هناك من فرصة للتحقق من صدقية تلك الحوارات و تلك الشهادات مما يضعف عادة من مصداقية مدعيها ،خلصة بدون اظهار وثائق تعزز تلك الشهادات ، كما يلجأ كتاب اخرون الى حوارات تنسب الى اشخاص مجهولين ، مثل طالبة في الجامعة ، او متخصصة في علم او اختصاص بعينه ، او الى طفلة ، او الى أي شخص آخر ، من اجل تمرير فكرة معينة و محاولة ترسيخها عن طريق بيان حجج الكاتب التي افحم بها تلك الشخصية المجهولة او وجه النصح الفريد اليها ، و تتلقى تلك الشخصية هذا الافحام او النصح بكل الاذعان او السلبية الفارغة كونها افحمت ولا حجة متبقية لها او هو العناد ليس الا !
هذا نوع آخر من ضعف المصداقية ، بسبب مجهولية الشخص الذي يتم الحوار معه و خاصة حين تتكرر هذه اللازمة المرة ، تلو الاخرى.
.
مرحبا وسلام عليك د اثير الشيخلي كم اشعر بلذة قراءة التعليق لقد حرمت هذا والجريدة مدة وافية اتمنى ان لا تعود حقا انا احبكم جميعا يا معلقي القدس لقد اصبحنا اهلا نتذكر بعضنا ونجد لذة قراءة اسم اخوتنا لا اعرف ماذا اقول سوى انني محتفلة انني في منطقة فيها ارسال نت الان .. د اثير الشيخلي لا تنسنا من جميل الدعاء وشكرا لتعليقك الرائع ولو كان لاذع !
سلام من الله و رحمته وبركاته أختي العزيزة الفاضلة ، غادة فلسطين ، و كل الترحيب بعودتك الميمونة من غياب قسري و لا حول و لا قوة الا بالله.
كما قال اخي داود ، عدتي و العود احمد، و عدتي بكل الزخم و القوة لتعويض ما فات و لله الحمد ، وبورك لك في علمك و وقتك و نفعنا الله و نفعك بهما,
.
العبارات اللاذعة تتطلب ردود لاذعة … و الأمر من معدنه لا يستغرب.
.
خالص احترامي و تقديري و امتناني لكِ خصوصاً وللأخوان و الاخوات ممن ادلوا بدلوهم الكريم.
الاخت غادة المحترمة
ان التاريخ لا يوثق عن طريق نقل الاحاديث من شخص لاخر سواء كان الشخص ثقة او لا المشكلة في تاريخنا العربي سواء قبل او بعد الاسلام لا نستطيع ان وثيقة او اي اثر عيني من تلك الفترة توثق الاحداث وان وجدت سيتم اغفالها لانها ستقلب كل الحقاءق التي بين ايدينا الان وكما ذكرت عن قطع النقود التي تعود لزممن معاوية بن ابي سفيان بحسب ما مرسوم فيها على الوجهين فلا نستطيع تفسير العلاقة بين الدولة الفارسية والحكم الاموي وقبل فترة ليست بالبعيدة تم اللافصاح عن المصحف الارامي الذي وجد في اليمن ولا نعرف شيءا عنه هل هو اقدم مصحف لدينا هل لو ترجم للعربية سيتطابق مع المصحف الذي بين ايدينا وحتى هناك من الباحثين من يبالغ في اراءه بنفي وجود بعض الشخصيات من تلك الفترة لان ما وصلنا من اخبار عنهم سوى احاديث منقولة عنهم هل يعقل على سبيل المثال ان جميع الخلفاء الرشدين لم يكتبوا اي رسالة او امر لاحد ولاتهم او حتى اعداءهم ولم يحتفظ بها في دواوينهم لكي لا تصل الينا ام ان الامور كلها شفوية.
مع بالغ التحية
اولا اخي سلام مساء الخير ..احب ان انوه بمداخلتك وان كنت ارى انها مع وافر الاحترام تفتقر الى بعض المعلومات والملاحظات الهامة :
1-اولا اخي سلام ليس صحيحا البتة انه لا توجد وثائق ممتوبة تغطي ذلك التاريخ او توثق للروايات التاريخية والدينية ففي تركيا وحدها يوجد 250 الف مخطوط وفي ايران ما يزيد عن 40 الف مخطوط وغي المكتبة البريطانية وحدها اكثر من 15 الف مخطوطا في التاريخ والحديث وعلوم اللغة ناهيك عن مخطوطات بالاف في فرنسا وحوالي اربعين الفا في المانيا ولا شك ان حضرتك مطلع الى ان طالب الدراسات العليا في الشريعة الاسلامية او الدراسات الشرقية قد يختار بدلا من تاليف كتاب او بحث علمي ما نسميه تحقيق مخطوطة ويتم فحصها بالاشعاع الكربوني الذي يحدد نوع الحبر وتاريخ كتابة المخطوطة الخ هذا ناهيك عن الدراسة النقدية المتعلقة بنص المخطوطة والتي قد تدرس لغتها ونوع تعبيراتها وتثبت مثلا انها ليست منسوبة الى صاحبها .
*مثلا في متحف توب كابي في اسطمبول التركية تجد خاتم رسول الله (توقيعه الذي كان يختم به رسائله وتجد كذلك مخطوطات رسائله الى هرقل الروم ووماك البحرين والنقوقس زعيم القبط ..الخ
* تجد في احدى كنائس القدس مخطوطة للعهدة العمرية الخ
*اما المصاحف فلي في شأنها كلام ساذكره في الجزء الثاني من تعليقي ولكن الفت نظر حضرتك مثلا الى وجود مخطوط للقرءان الكريم يعود الى عامو645 م وجد في مكتبة جامعة برمنجهام ولا شك من دراسة عمر المخطوط انه كتب في نفس حقبة النبي والصحابة كما وجد نسخة من المصحف من المصحف الشريف مكتوبة على ورق الرق(جلود الانعام ) بالخط الكوفي جاء في اخرها كتبه علي بن ابي طالب سنة 40للهجرة ووجد مخطوط اخر لمصحف يطابق الاول ونسخته ايضا بالخط الكوفي وكتب عليها ان هذا المصحف الشريف كتبه الامام الشهيد ذو النورين عثمان بن عفان املاءا من افواه الصحابة الكرام ..كما وجد في المكتبة الوطنية في باريس خمسة الاف ورقة مخطوطة من مصاحف قديمة ثبت انها تعود للقرن الثاني والخامس للهجرة
*ووجد نسخة ايضا من كتاب الجامع الصحيح الجزء الثاني للبحاري في ممتبة برلين ناهيك عن نسخة لكتاب تاريخ الرسل والملوك للطبري مخطوطا الخ . ولمراجعة هذا الموضوع راجع كتاب عبد الستار حلوجي المخطوطات الاسلامية في العالم ويمكن القول ان هناك 3 ملايين مخطوط مخطوط عربي اسلامي موزعة بين تركيا وايران وبريطانيا وفرنسا والعالم .يتبع
واما بفية الملاحظات حول مداخلتك اخي سلام فلي عليها الملاحظات التالية مع وافر الاحترام والتقدير :
*جميع التاريخ في كل انحاء عالمنا كان شفويا ثم تم كتابته وتوثيقه والفرق بين مدرسة التدوين للتاريخ العربي الاسلامي وغيرها امور في غاية الدقة والخطورة :
1- اولا انها ليست روايات منفردة غير منسوبة لاصحابها او منسوبة لشخص بل هناك تقسيم علمي يبدا بما نسميه التواتر وهو خبر نقله جمع عن جمع يستحال تواطؤهم على الكذب وهناك تقسيمات هامة لتوثيق صحة وقوع الحادثة تجعل الروايات التاريخية حقا او باطلا وكذلك الروايات الحديثبة (اقوال النبي صلى الله عليه وسلم )ويقسم الحديث الشريف الى صحيح وحسن وضعيف وموضوع (مزيف ) وهذا مرده دراسة الروايات الشفوية التي تم توثيقها من قبل اجيال عاصرت الحدث ونقلته الى غيرها وهو ما نسميه طبقات الرواة هذا ناهيك عن اجراء عملية مقاطعة للرواية مع اخرى تطابقها وردت بسند اخر وكل سند وتاريخ ميلاد الراوي وموته ونقد الرواية التاريخية بحد ذاتها يحقق ما نسميه ميثافية ابرواية المدونة كتابيا من عدمه فمثلا قد يروي راو عن اخر ويكون الاول مات قبل ان يولد الثاني ما يعني ان بينهما راو مجهول احسانا الحادثة والانساب تكشف زيف الرواية كحادثة كسر عمر بن الخطاب لضلع السيدة فاطمة او شخصية خولة بنت الازور التي ذكرت كاخت لضرار بن الازور وكل منهما من قبيلة مختلفة ما يعني كونها شخصية وهمية كنا افادت د اسماء زيادة في دراستها القيمة
* اهم من ذلك بالنسبة للقرءان الكريم وللامة العربية اخي سلام كمسلمة تحفظ القرءان الكريم كاملا بالنص عن ظهر قلب لا يجوز لي ان اعلمه حتى اقرؤه غيبا بلا اي خطا على حافظ اعلى مني قرأه على اخر قبله حتى نصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لاحظت ان القرءان الكريم حفظ في صدور العرب وكذلك الشعر العربي اغلبه دون تدوين لان العرب في مجنلهم كانوا امة امية لا تقرا ولا تكتب الا الخواص والتجار ومع هذا كانوا يصلون بالقرءان الذي كانوا يحفظونه بالسماع والتكرار وليس بالقراءة والكتابة كما هي عادة العرب وما ذكرته لحضرتك نسميه السند ولهذا بالنسبة للمصحف الارامي لم يخفه احد ! وهناك ملاحظات علمية جسيمة على اعتبار ان بعض الالفاظ ارامية ! اساء المفسرون فهمها ( انا انزلناه قرءانا عربيا لعلكم تعقلون !) فهل تتوقع ان يخاطب رسول عربي قومه بالارامية ! فميثاقية القرءان ليست بالكتابة بل بحفظ
اخيرا اخي سلام لدي ملاحظات هامة جدا حول موضوع التاريخ الشفوي شطبت في الجزء الثاني من مظاخلتي بسبب خلل نت اعد ان اكتبها ثانية غدا واعتذر عن تاخري في تبادل الراي معك بسبب انني كنت مشغولة وكتبت لك تعليقا من جزيين الاول وصل بشكل سليم والثاني شطب ربما بسبب هلل نتي ساعيد كتابته ان شاء الله غدا تصبح واصبح على حق ! وهذا مزاح اخوي لان عيني مغمضتين وهي تمام الواحدة ليلا هنا تقبل احترامي
نشر ما ظننت انه شطب اخي سلام واحب ان اقول ان دلائل صحة الحدث التاريخي منوعة منها المخطوط والاثار التي تعود الى ذلك الزمن وهذا وان توفر في كل عالمنا الا انه لا يمكن ان يغطي حقب التاريخ فهي اثار منها ما سرق ومنها ما طمس لعداءات حضارية ودينية وايديولوجية في ظل صراعات طويلة مختلفة المناحي والاتجاهات والمصالح ومن ادلة الحدث التاريخي شهوده العيان اذا كانوا جيلا ومجنوهة بحيث يستحيل تواطؤهم على الكذب او اختلاقهم لشخصيات كبيرة كعمر وابو بكر وعلي وعثمان وهذاالتاريخ الشفوي هو شهادة جيل كامل على الحدث وهو مصدر التاريخ في عالمنا تدعمه المخطوطات والاثار التي تغطي بعضا منه لا كله لكن ما يرفع طريقة رواية التاريخ الاسلامي وكذلك الرواية الحديثية هو حركة النقد والتمحيص التي عبر فيها المسلمون عن حرصهم على نقاء دينهم فرووا بالاسناد ثم محصوا الروايات فردوا كثيرا منها وقبلوا كثير بقواعدهم التي شهد لها مؤرخو العالم
تقبل تحيتي