صولجان

فيما يتم إعلان سقوط ما يدعى بـ «دولة الخلافة الإسلامية» (داعش) في الموصل ولربما خروجها الكامل من العراق، حدثتني هذه الشابة عن مخاوفها المتأججة، عن والدها الذي لا تود هي أن تؤذيه ولكنها غير قادرة على تخطي تأييده لـ «داعش» وحديثه المستتر بين جدران بيته حول صحة، ولربما بسالة، ما يقومون به. طمأنتها أن ضرراً ما لن يصيب والدها بسبب ما يفكر به، ولم أخبرها أن الضرر قد وقع مقدماً ومنذ سنوات طويلة حين إقتنع هو شاباً يافعاً بفكرة الحق الأوحد، وهدأت من نفسها بأن والدها ليس وحيداً ولا فريداً في تأييده لهذه المنظمة المروعة، ولم أخبرها أن الخطر كل الخطر هو في الأعداد الكبيرة الخفية المؤيدة لـ «داعش» من حيث سعيها لتحقيق الحلم الإسلامي الأخير، كما يعتقدونه، بسيادة هذا الدين على الأرض عن طريق «دولة الخلافة» التي ستمتد سيطرتها على كل البشر وتنتهي بوجودها الحياة وتقوم باستتبابها القيامة الأخيرة.
ولطالما حيرتني هذه الفكرة، سعي حثيث لهدف «سام» أخير تباد له الأرواح وتراق خلاله الدماء وتقتل على طريقه الأطفال، ثم ما أن يتحقق هذا الهدف وتقوم دولة الدين الأوحد الموعودة، حتى ينتهي العالم وتقوم القيامة، فما الحكمة ها هنا، ولأي غرض كل هذا الهوان والعذاب وإراقة الدماء إذا كان كل شيء سينتهي لحظة الانتصار أو بعدها بقليل؟ قصة غريبة هي قصة البشر، والأغرب منها هي وحدة رؤيتهم، تطابق آمالهم وتطلعاتهم حتى في عنفها، فلا نجد قراءة دينية تخلو، تقريباً، من حلم سيادة دينها على الأرض في النهاية، مُبَرِرة كل ثمن يدفع وكل جريمة ترتكب بنبل هذا الهدف. مخلوقات غريبة نحن، صنعنا لأنفسنا هدفاً سيادياً على الأرض سيتحقق متبوعاً مباشرة بنهاية هذه الأرض وقيام الساعة، فأي شبكة أسلاك كهربائية تتحكم في عقولنا؟
وددت أن أطمئن الصغيرة، ولكنها ربما سمعت كذبي في رنة صوتي، لربما شعرت بتردد كلماتي، سمعت لسان ضميري يقول نحن لسنا فقط في وسط الخطر بل نحن صانعيه، مهما حاولنا تبرير المنظومات الإرهابية بالتدخلات الخارجية والسياسيات العظمى، إنهم في النهاية نحن، نحن من خصب التربة وحفر الحفرة وبذر البذرة. أما أن تأتي دولة خارجية لتستفيد من الثمار، فهذا هو عين عقل السياسة كما نعرفها نحن البشر، والتي تعتمد على الاستغلال القذر للبذرة الفاسدة، فلا نلومن اليوم الحاصد، إنما اللوم، كل اللوم، على الزارع، هذا الذي أصر على بذر بذرة قديمة، انتهت صلاحيتها، حصدها هو موت وحصدها أعداؤه فراولة مغموسة بدمائه.
خرجت «داعش» من الموصل ولكن هل خرجت من العقول والضمائر؟ هل انتهى الحلم الشرير بسيادة العالم؟ هل استبدلت فكرة الدين الأوحد المسيطر بفكرة التعايش والرحمة وقبول الاختلاف؟ هل سيضع قياصرة الدين صولجانتهم أرضاً حقناً للدماء؟ هل سيتوقفون عن تهديد الناس في حيواتهم الدنيوية والأخروية تعزيزاً لقواهم وتحقيقاً لمصالحهم؟ هل سيتوقف الخوف عن الدق في قلوبنا، الخوف من الدنيا، الخوف من الآخرة، الخوف من القبر وعذابه، الخوف من النار، الخوف من العذاب الأبدي، الخوف من رجالات الدين، الخوف من حكم الآخرين علينا، الخوف من الحرية والتفكير المنطقي من قيادتنا إلى خارج الصف، الخوف من كل ما يمكن أن يحيد بنا عن طريق الجنة التي ستتحقق فيها كل الشهوات الجسدية المتواضعة، هذا الخوف الذي يغلف كل شيء حتى حجب عنا ضياء العقل وهواء المنطق؟ لربما نحن غير قادرين على الحياة بلا خوف، لربما نحن نستشعر الحياة فقط من خلال هذا الخوف، نتلمس طريقنا من خلال التهديد والوعيد، نقرر قراراتنا من خلال مؤشر العذاب، هذا العذاب الموعود في الدنيا والآخرة والذي وصل حد فزعنا منه أننا مَنطَقَنا «داعش» وتفهمنا غايتهم التي تبرر وسائلهم.
ليست المصيبة في وجود «داعش» على الأرض، فعلى مر التاريخ الإنساني كان لكل مجتمع دواعشه ولكل حضارة متطرفوها ومخربوها، المصيبة الحقيقية هي في وجود «داعش» المواصل إلى الألفية الثالثة في أعماق نفوسنا، وجود أسس له خوف عميق وألم سحيق وحرمان مرير، وجود زرعت بذرته ونما عوده وضربت جذوره عميقاً في تربة النفس حتى أصبح جزء منها. الخلاص لن يكون سوى باقتلاع هذه النبتة السامة، وسيكون ذلك اقتلاع مؤلم حارق لا يجد معه مخدرا أو مهدئا، اقتلاع سيحتاج لفترة طويلة من النقاهة وإعادة تأهيل للتربة المسممة.
الطريق طويل ومؤلم ولكنه ممكن، يبدأ بإعادة قراءة النصوص، وبتكييفها التاريخي وبالرفض التام لكل تفسير عنيف أو سلطوي، وبالاعتراف الأخير بأنه لن يكون هناك مخلص أوحد أو مسيطر أوحد أو حق أوحد، فعالمنا عالم التنوع، بهذا التنوع نستمر ودونه نقضي بأمراض «التشابه» الوراثية. ستنتهي «داعش» يوم تنتهي فكرة الحقيقة المطلقة، فلينظر كل منا الى داخل نفسه، وليواجهها، هل فيها شوق لحقيقة مطلقة؟ هل فيها شيء من «داعش»؟

صولجان

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    نعم لدولة الخلافة, ولا لدولة الخوارج
    قال الفاروق عمر إبن الخطّاب رضي الله عنه :
    ” لقد كنّا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإذا إبتغينا العزة بغيره ِ أذلنا الله ”
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول سنتيك اليونان:

      الاخ الكروي
      لا شك ان الغرب متقدم على العالم الاسلامي بكل الاعتبارات ويقال ان تقدم الغرب بداء منذ عصر النهضة عندما انفصل الدين عن الدولة السؤال وبغض النظر عن صحة هذا الكلام السؤال لماذا الغرب متقدم

  2. يقول الكروي داود:

    نعم هناك دواعش بين الإسلاميين
    ولكن
    هناك أيضاً دواعش بين العلمانيين واللبراليين !
    والإنقلاب على الرئيس الشرعي الوحيد لمصر الدكتور مرسي دليل !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول الكروي داود:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠ الصافات﴾
    إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿٧٤ الصافات﴾
    إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿١٢٨ الصافات﴾
    إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿١٦٠ الصافات﴾
    نعم المُخلص لنا نحن المسلمين واحد أحد صمد وهو الله سبحانه وتعالى
    اللهم إجعلنا من عبادك المُخلصين
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    صباح الخير صباح دنيا العدل والرحمة التي لا يمكن ان تصنعها داعش الاستخبارية ولا داعش الاستهبالية ولا داعش العلمانية الالغائية ولا داعش اللادينية التي تريد ان تلغي افقنا في توقع امتداد الحياة بقوانين اخرى بعد الموت .. صباحنا وفجرنا سيبزغ من رحم القوة في قمع الظلم يا قراء القدس صباح اشواق العابدين صباح كل روح عرفت خالقها وتشوفت الى اعلى مراقي انسانيتها ثم سواه ونفخ فيه من روحه التي لا تفنى ! صباح شفافية تصلها ارواح ما غطى حجاب المادية الكثيف الغبي على ذكاء بصيرتها تللك البصيرة التي اراد المقال غمسها بالخوف وحده ليطمس تحرر عقول اصحابها ويدعشنهم ويلوث صورتهم الانسانية البهية التواقة الى حياة لا تفنى
    ان حاجتنا الى الماء اكبر دليل على وجوده وحاجتنا الى العدل اكبر دليل على وجود.يوم يتم فيه ويعم واكبر دافع لنا للنضال ضد كل انواع الظلم وحيوانية السلوك وظلامية التفكير والتكفير سواء مارسه دواعش العلمانية الذين يمتطون ظهر الحقيقة ويريدون الغاءها بحجة انه لا حقيقة مطلقة !! يريدون طمس القناعة بامتداد الحياة الى ما بعد الموت
    ان طول عمر الاسطر التي تمحو رغبتنا في الابدية قصير كقصر نظر الذين يظنون انفسهم اجساما مادية لا تلبث الا ان تكون ترابا ولا تبصر ابعد من ارنبة انفها خلق الخوف فينا كخط ثابت في انسانيتنا ليثمر شجاعة في وجه كل ظالم مهما كان مخيفا فمن خاف العلي القدير تحرر من الخوف لبشر مثله وان الذين طمست اعينهم فصاروا لا يبصرون امد حيواتهم ابعد من اطراف انوفهم لهم الغريرون الذين لم يفهموا لماذا نتوق الى الابدية واستمرار الحياة رغم ان اجسادنا فانية
    ان الذين يشعرون ان الزمن يمر هم في نقطة ثابتة لا تمضي مع الزمن والا لما شعرو بمروره ! اذن الروح خارج الزمن لهذا تشعر بمروره ولو كانت فانية لما شعرت بمروره !!
    د ابتهال لقد عبدت الله لانني احبه اذ خلقني لانني ارى صفحة البحر وروعة الشمس والق الربيع فعبدته لجماله وكماله وجميل صنعه وعرفته من شدة ظهوره وعنايته ورعايته وعبدته ايضا لانني اخافه فنظرة واحدة الى السماء تجعلني ارتعش بل زيارة الى مغارة جعيتا في لبنان جعلتني ابكي من رهبة اليد التي صنعت وقصدت ما فعلته وانني لاعبده طمعا في جنة اكبر نعيم فيها قربه فمن ذاقه في الدنيا فهم الجنة ابعد من تصويرها المادي فهي تفي بحاجاته التي تسعده في الدنيا ولكن اكرم ما فيها ورضوان من الله اكبر !

  5. يقول رياض- المانيا:

    هناك فرق شاسع بين اسلمة التشدد، والادعاء بوجود التشدد في الاسلام. ساشرح قصدي فقد يبدو صعب الفهم. التشدد هو سلوك بشري غير سوي وغير طبيعي له جذور متأصلة ناتجة عن الظلم الاسري او الاجتماعي واستبداد الدولة ، وهذا التشدد او لنسميه الغلو لا يصيب المتدينين وحدهم، بل كل شخص سواء كان علماني او ليبرالي او مسلم او مسيحي قد يكون متشددا ومتزمتا في فكره. المؤامرة الكبرى والخدعة العظمى التي تحصل، هي محاولة اسلمة هذا التشدد والصاقه بالاسلام لوحده عبر شن حملة تضليل عالمية تقودها دول وجماعات للربط بين الاسلام والتشدد والارهاب وبالتالي وضع مليار ونصف مليار مسلم في قفص الاتهام. ليس صدفة ان تجتمع وكالات استخبارات الدنيا لتشويه فكرة الخلافة الحقة ، عبر انشاء داعش وماعش واخواتهما لان الهدف المنشود هو محاربة الفكرة الاساسية وتشويهها قبل ولادتها الثانية القادمة، اكرر اني اعني هنا الخلافة الحقة. من حق المسلمين كما يحق لغيرهم ان يسعوا الى انشاء نظام حكم يلائمهم ويلائم احتياجاتهم الدينية والدنيوية وليس من حق اي احد ان يصادر حقهم المشروع هذا بسبب سقوط دويلات خلافة صنعت في مراكز الاستخبارات العالمية لتسقط اصلا في محاولة لقتل الفكرة الاساس وتشويهها. اطمئن الجميع بان الامة بخير وسائرة على الطريق الصحيح، اي نعم هو صعب وشاق ولكننا حتما وقريبا سنصل لانها ارادة الله. فالمائة عام في عمر الامم لا تساوي شيئا ولكل جواد كبوة كما قالت العرب. الاسلام ليس متهما ابدا لانه واضح سلس ليله كنهاره. المتهم هم المزورون الذين يحاولون الصاق التهم به، ولكن عبثا يحاولون، فالامة بعقلها الجمعي تعلم ماذا تريد وتعرف بالضبط ان المرحلة دقيقة وحساسة. بل اني اراها مرحلة تمحيص هامة صنفت الناس واظهرت معادنهم فهناك معسكران لا ثالث لهما، معسكر الحق واهله ومعسكر الباطل واهله، اما المتلونون والمرجفون الذين اجادوا في الماضي الانتقال بين المعسكرين فضحوا على رؤوس الاشهاد، فليس غريبا في هذا الزمان، ان يتوحد رأي راقصة ومفتي السطان في تأييد نفس الفكرة، الا وهي الاستبداد. لا عتب على الراقصة فهي عارية الفكر. المصيبة تكمن فيمن يحاول ستر عيوب المستبد، بثوب من اكاذيب مفتريات على الدين. متفائل دائما بغد مشرق ومشفق دائما على المحرومين. جمعتكم مباركة.

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أخي رياض- المانيا أنت تتحدث عن “الخلافة الحقة …. الأمة بعقلها الجمعي تعلم ماذا تريد وتعرف بالضبط أن المرحلة دقيقة وحساسة.” لاتحرر ولا لبرالية أي حرية فكرية و اجتماعية وسياسية؟, أين هو مستقبلنا بتقديرك إذا لم يكن في مجتمعنا التعددي بطبيعته وتنوعه اجتماعياَ وسياسياً؟

    2. يقول رياض- المانيا:

      @ اخ اسامة التعددية المجتمعية لدينا محفوظة وموجودة منذ مئات السنين ويعود الشكر والفضل في ذلك الى الاسلام. ما ينقصنا هو ما غاب اصلا وهو نظام الحكم الرشيد الذي جعل حواضرنا عواصم العالم. حتى في المدينة المنورة كان المجتمع تعدديا، اوس وخزرج ومسلمين ويهود الخ. هناك نظام شورى واضح المعالم، نحن لدينا هويتنا الدينية والثقافية الواضحة ولسنا بحاجة لاستيراد افكار منتهية الصلاح،ية اكاد اراها تصل في بلاد المنشأ الى طريق مسدود. تحية لك وللمعلقين الكرام.

    3. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أخي رياض مع شكري لك على الرد, لكن أنت تعرف أن ما قصده هو التعددية السياسية والفكرية وأمثلة التاريخ جيدة ولاشك لكن العصر الحديث فيه أكثر بكثير مما كان في الماضي. سياسة دولة المنهج الواحد أو الحزب الواحد أو …. حيث لا تعددية ستؤدي إلى المنطق الإقصائي حيث لا حرية ولا تحرر لا اجتماعي ولا فكري ولاسياسي ولا ثقافي وهنا المشكلة! الأمثلة كثيرة وأخطاء الماضي والحاضر واضحة لم يريد أن يتعلم منها.

  6. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    * خاطب الله عباده الذين لديهم شبهة عقلية حول البعث والاخرة بحجج عقلية وخاطب اخرين فقط بالدعوة الى معرفته بفطرتهم وارواحهم وخاطب اخرين بالتخويف وخاطب اخرين بالتطميع ووالله لو لم يكن الله العليم بذات الصدور قد فعل هذا في كتابه لشككت انه ليس الله ! فلماذا نوع الله خطابه مرة بالتذكير العقلي والروحي وتارة بالتخويف وتارة بالرجاء واثارة الاطماع ببساطة لان للانفس الانسانية دركات (سلم النزول ) ودرجات (سلم الرقي الروحي ) وحتى النفس الانسانية الواحدة قد تتقلب بين عبادة الله معرفة وحبا وقناعة ومشاهدة لعظمته بعين القلب والعقل واحيانا اخرى خوفا واحيانا اخرى طمعا فلماذا نوع الله خطابه ؟ واود هنا ان الفت نظر الكاتبة انه لم يستعمل التخويف وحده حتى تعلب الاديان في خطاب التخويف !
    * ولله المثل الاعلى لو شبهنا الامر بدولة وحكومة ثمة فئة من الشعب تزرع الاشجار وتقاتل على الحدود ضد كل عدو محتل وتبني ولا تريد اي مكافاة من الوطن لانها تعرف قيمة الوطن وتحبه ولا تحتاج الى قانون لتمتنع عن الجريمة ولا الى مكافاة لتقوم ببذل الخير وثمة فئة فيها نزوع الى السرقة وارتكاب مخالفات السير والقتل والجريمة لكنها تخاف من القانون وهذا ما يمنعها من الجريمة وهنا التخويف بالقانون عمل عقلاني ايجابي ينتج امتناعا لدى هذه الفئة من ارتكاب المخالفات ولولا انها تخاف لدفعها الغضب الى القتل والحاجة الى السرقة والشهوة الى الاغتصاب ! وثمة فئة اخرى نزعة الحاجة الى المكافأة اقوى فيها من الخوف وليس لديها تلك المعرفة العالية لقيمة الوطن ولا تلك الروح المنتمية العارفة فتراها تفعل الخير وتزرع الاشجار ويحمسها المكافاة ذلك هو التنوع الحقيقي في انفس البشر ولو ان الله تعالى خاطب عباده بان عليهم ان يعرفوه بارواحهم وفطرهم لعرفته الفئة الاولى فقط ولو انه قصر خطابه على التخويف لءامن من يخاف فقط ولما وجدت مؤمنا يعتنق دينا جديدا باختيار عقلي تام خصوصا وان الاديان جميعا تقريبا فيها تخويف من الكفر فلماذا ءامن بالاسلام ملايين لم يكن لديها اصلا فكرة الجنة والنار وبالتالي لا خوف ولا طمع لديها بل قناعة عقلية تامة ؟!! فهل ستقنعيني يا د ابتهال انني بعد بحث دام سنتين بعيدا عن اسطر الوعيد الموجودة في اكثر من ديانة امنت لانني خائفة ! كيف اخاف من نار لم اكن اؤمن بها !!
    اخيرا عرف الله تنوع من خلقهم فنوع خطابه بين تخويف وتاميل ودعوة الى معرفته

  7. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    *اخيرا مضحكة فكرة قيام دولة قبل قيام القيامة وهي واحدة من اخطاء الكاتبة في فهم الخطاب الديني الذي يؤمن بالغيب ويقول بوجود اخرة فقراءتكد ابتهال تفتقر الى كمال المعلومات فيما تنتقدين ضده ومتاثرة بخطا في بعض مذاهب الاسلام فاول دولة دعا الله عباده الى انشائها لم تكن قريبة من القيامة بل انها من لوازم نشوء الحياة الانسانية الراقية على الارض ومن ضرورات التنظيم الاجتماعي والقانوني قال تعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة انه المخلوق الاعلى المكلف بانشاء مجتمع انساني منظم بقيم اهلاقية ومعتقدات وقوانين تصون هذه القيم فمن الذي ربط بربك بين قيام دولة فاضلة مدنية متحضرة تحقق العدالة للانسان وبين انتظار الساعة !! لقد قال الله في محكم كتابه (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ) والاستخلاف معناه ان يكون الانسان- وليس رجل الدين لان الدين حالة عامة وليس لطبقة مخصوصة من الناس بل هو حاجة كل انسان ان يعتنق ويعبد ويناضل لما يعتقده حقا وخيرا – ان يكون هذا الانسان خليفة ترك الله الارض وادارتها بالعدل والنماء في عنقه امانة ! وهو تكليف مرتبط بنا كبشر عمارة الارض بالعدل وعبادة الخالق فاين الرجعية وما دخل القيامة بالامر !ولو كان اقامة الدولة العادلة مرتبط زمنيا بالاخرة فقط او اقترابها لما خلق الله الدنيا ! وكل ما تحتاجه منا من حضارة وعمارة واذا كنت د ابتهال تقصدين فكرة المهدي او المخلص فهي فكرة لها ابعاد تختلف بين مذهب ومذهب فمثلا ظلت الطائفة الشيعية الكريمة تعتقد انها لا يجب ان تغير شيئا ولا تناضل ضد الظلم لان المهدي المعصوم غائب ولا نائب له! في حين مارست المدرسة الاسلامية السنية تجربة اكثر واقعية وتحضرا في اقامة مجتمع مدني منظم في اول دولة مدنية انشءت في التاريخ دولة المدينة المنورة ! والتي اقرت نظاما انتخابيا يعتبر مبكرا جدا في التاريخ الانساني الذي يبدو لي انه قبل دولة المدينة كان نظام توريث او احتلال في كل الدنيا الا في دولة المدينة اول دولة اقرت النظام الانتخابي الواقعي المدني في التاريخ الانساني وبعد وفاة المعصوم محمد النبي صلى الله عليه وسلم توجب على هذا المجتمع ان ينتخب رئيسا ومضت الحياة منظمة حضارية فهل علينا ان نتقبل هذا الخلط

  8. يقول Harry/uk:

    عزيزتي الراقية الرائعة … د. ابتهال الخطيب
    اصحبت اتمني ان تكن كل الاسبوع .. الجمعة .. حتي استمتع بكلماتك و فكرك الراقي النقي الانساني و انتظرك بشوق كثر… اشفق علي حوا من دواعش لكنهم لا يعتقدو انهم دواعش .. و هم الخطر الاكبر علي كل الكون و ليس حوا .. التقيت بكثر منهم …ان اختلفت معهم فكريا او عقائديا فيتحولو لدواعش.. يظنو انهم نواب الارض في ارضة .. يأمرو
    يفتو و يكفرو و و تعاقبو… لكنهم لا يسامحو ابدا .. و الله يسامح

    1. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أخي Harry/uk جميل هذا المدح للأخت ابتهال طبعا, لكني لم أفهم بالضبط ماذا تريد أن تقوله لنا انت نفسك.

  9. يقول د، بشير / ايرلندا:

    اخوتى الكروى داوود والدكتور رياض واُختى غادة الشاويش بارك الله فيما أفضتم والله لقد اشتقت لكم ولتعليقاتكم الطيبة ،،،،مسكين اسلامنا بما يُتهم به من بعض ابناءه ولكن الله خير الحافظين. اللهم عمر قلوبنا بطاعتك وجمعتكم طيبة ومباركة باْذن الله.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي د بشير كل المحبة والتقدير وبمناسبة اننا مؤمنون بالاخرة تشتاق لك الجنة ان شاء الله جعلنا الله واياك من اهلها
      اختك غادة

    2. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      أهلا وسهلا بهلطلة أختي غادة الشاويش وبعودتك إلى رحاب المناقشة.

    3. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اهلا وسهلا بطلتك خيي اسامة وجمعة طيبة لئلك ولمدامتك وللامورة

    4. يقول الكروي داود:

      حياك الله عزيزي الدكتور بشير وحيا الله الدكتور رياض وحيا الله المناضلة غادة وحيا الله الجميع
      المسكين يا أخي ليس الإسلام, بل من لم يملأ نور الإسلام قلبه
      ولا حول ولا قوة الا بالله

    5. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      حياك الله اخي كروي وجعلنا الله واياك من المناضلين والمجاهدين حقا الذين يخلعون قلوب اعداء الله والمستضعفين بقوة

    6. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      وحياك الله اخي داوود فعلا والله اشتقت للجميع وجعلنا الله واياك من المجاهدين حقا ضد قوى الظلام ومن الذين يخلعون بقوة الله وثائق افئدة الصهاينة وابشع ارهابيي العصر

    7. يقول رياض- المانيا:

      اخي الحبيب د. بشير شكرا لك وتحية قلبية خالصة لك وللاخ الحبيب داوود ولجميع الاخوة والاخوات. دمتم بخير. وانا فرح جدا لمستوى الوعي الموجود في تعليقات الاخوة والاخوات وهذا ان دل فانما يدل على ان محاولة خلط الامور كما هو ظاهر جليا تفشل دائما. فشكرا للجميع.

  10. يقول عربي حر:

    بعد ان شاهدت احتفالات الانتصار على داعش على التلفاز سالتني ابنتي ببراءة
    هل انتهى الاشرار يا ابي ؟
    اجبتها وانا اشيح بوجهي كي لا تلمح الكذب في عيني
    نعم يا ابنتي فهؤلاء الاشرار هم سبب الحرب العالمية الاولى والثانية التي اودت بعشرات الملايين من البشر
    تراثهم المغلوط هو سبب الحرب بين البروستنانت والكاتوليك التي دامت اكثر من 30 سنة
    هم سبب انفونزا الطيور والخنازير
    هم من لوثوا هواء الكرة الارضية بمصانعم السامة وهددوا مستقبل البشرية
    هم من نشروا الكوكايين والافيون في العالم
    هم افقروا افريقيا واسيا ونصبوا ودعموا الطغاة
    هم من قصفوا هيروشيما ونكازاكي بالقنابل الذرية
    هم من كدسوا الاسلحة النووية والكيماوية وغازات الاعصاب
    يا ابنتي مستقبلك مشرق بلا داعش
    فلم يبق الا الاخبار امثال بنيامين نتنياهو والسيسي وبشار وميلشيات الحشد الشعبي ومعهم اعراب يحاربون الارهاب مدعومين بدول الخير كروسيا وامريكا .
    نعم يا ابنتي مستقبلك بعد داعش مشرق ومنير
    لن تقتلي ببرميل متفجر او في اقبية المخابرات
    او بدواء فاسد او بغداء مسرطن
    او من جوع او كوليرا
    او بطائرة من دون طيار
    او ب………….
    حقا يا ابنتي مشكلة العالم العظمى هو ثرات المسلمين !!!!!

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية