«ضميري الدراسي مات!» إبداعات جيل الانترنت الجامعي

حجم الخط
0

طرابلس – نعمة العلواني: يعاني طلاب الجامعة في مجملهم من حربٍ جديدة لم تؤخذ في الحسبان فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي، بين مطرقتي سندان المعجبين على صفحاتهم، وبين ضغط المشاريع الجامعية وتقرير مصيرهم الدراسي من خلال الامتحانات.
تقول طالبة الترجمة في جامعة الجنان، لبنان آية السيد، والتي لديها العديد من المتابعين على صفحتها على الفيسبوك: إنها تعاني صعوبة بالغة وصراع من حيث الاهتمام بالمطلوب منها في فترة الامتحانات وإرضاء متابعيها على صفحتها الخاصة وتفقد الإعجابات، وهو بطريقة أو بأخرى يتحكم بطريقة دراستي بشكل لا أستطيع السيطرة عليه، لدرجة أنها قبل يوم من الامتحان غير قادرة على مراجعة ما عليها من فروض، على الرغم أنها تعرف عواقب تلك التصرفات من رسوب في المادة ودفع تكاليف إضافية وغضب الأهل، والرابح الأول هو الجهاز المحمول حتى وإن كان لا يوجد عليه إنترنت، ولكن ضوء شاشته في وجهها يشعرها بالأمان وهذا ما يخلق حس السخرية لدى مجمل هذا الجيل «المحارب».
وتؤكد آية السيد إنها من خلال شعبيتها على الفيسبوك تشعر بالفخر والاعتزاز كونها فاشلة دراسياً وتستطيع التغلب على رهبة الامتحان و»الصفر للرجال»، حسب تعبيرها.
ويعتمد الطلاب على استخدام لغة ساخرة ومصطلحات تعبر عن مرحلة بؤس الامتحانات والضغط المرافق لها، مثل «ضميري الدراسي أين؟ لا أراه، إنه متوفٍ»، ونكت مختلفة يصرّح فيها الطالب أنه وحتى إن تخلى عن هاتفه هو سينشغل عن دراسته ولو بذبابة تطير في الفضاء، أو سيتكشف جمال الحائط المجاور له!
ويقول أستاذ السينما في جامعة الجنان، والمخرج غسان الخوجه، إنّ مواقع التواصل الاجتماعي كأي منصات تعبيرية، ولكنها أكثر وصولاً وشعبية، ويستخدمها الطلاب ليعبروا بمجمل الأحيان عن حالات مريرة (كما يظنون) يمرّون بها كنوع من أنواع «الكوميديا السوداء»، قد تكسر لديهم حاجز الرهبة والخوف من الامتحان، من خلال تهكّمهم على أساليب أسئلة الامتحانات وعلى إعطاء الأساتذة للمواد والمحاضرات وكمية التعليقات الظريفة والمضحكة فعّلياً المرافقة لتلك الفترة، وهذا ما أراه جيداً وقد يخلق ثورة في عالم نظام التربية وأساليبها، ولكن بالمقابل يوجد ولوج للمعلومات والإشاعات الخاطئة للطالب، وقد نجد نحن كأساتذة في الجامعات صعوبة في تغيير تلك الأفكار التي تَرِد على المواقع بكثرة.
مواقع التواصل الاجتماعي مهمة جداً في حياة الطالب الجامعي، فقد تؤمن له بعض فرص العمل من خلال معارفه الكثر والمتابعين له. المرحلة الجامعية بالمجمل هي تحضير للطالب لسوق العمل وتلك المواجهات التي تكون صعبة أحياناً كما يضيف الخوجة.
ويشرح طالب ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي براء سراج الدين أن الامتحانات هي الوسيلة الوحيدة لتقييم الطالب جامعياً للأسف، ولذلك هو يستخدم الانترنت للتهرب من هذا الضغط الهائل الذي يقع عليه والذي يحدد مصيره المهني، ولكن بالمقابل يجب استخدام الفيسبوك مثلا كتقييم ورجع الصدى لأداء الطالب.

«ضميري الدراسي مات!» إبداعات جيل الانترنت الجامعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية