لندن ـ «القدس العربي»: تعمل الولايات المتحدة على تطوير طائرات بدون طيار قادرة على الغوص تحت الماء وفي أعماق البحار لالتقاط الأجسام المعادية من غواصات وأشخاص يسبحون تحت الماء، ليكون الأمريكيون بذلك قد ابتكروا جيلاً جديداً من طائرات الـ»درونز» التي تعمل فوق الماء وتحته بكفاءة عالية المستوى.
وحسب تصريحات لوزير الدفاع الأمريكي آش كارتر فان تطوير الطائرات بدون طيار الجديدة يأتي في سياق مشروع أمريكي تبلغ تكلفته 8 مليارات دولار، حيث يتم الاستثمار في تطوير تكنولوجيا جديدة من شأنها تشغيل هذا النوع من طائرات الـ»درونز».
وأطلقت وزارة الدفاع الأمريكية على الطائرة الجديدة المبتكرة اسم «صائدة البحر» أو (Sea Hunter) وهي الأولى من نوعها في العالم وتمثل تطوراً جديداً في عالم الطائرات بدون طيار، فيما تقول جريدة «التايمز» البريطانية التي نشرت تقريراً عن الطائرة إنها قادرة على البحث تحت الماء والتقاط النوع الأكثر استخداماً في الصين من الغواصات التي تعمل بالوقود التقليدي والكهرباء في آن واحد.
ويأتي الكشف عن هذا النوع المتطور من طائرات الــ»درونز» في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات في بحر جنوب الصين، وهي التوترات التي تعتبرها الولايات المتحدة «عدواناً من الصين» وتثير قلقاً واسعاً لدى واشنطن.
وحسب المعلومات فان الطائرة يبلغ طولها عشرة أقدام فقط وتستطيع العمل لمدة 70 يوماً متواصلة دون الحاجة لإعادة شحن أو أي أعمال صيانة، فيما يرفض المسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية الإفصاح عن كثير من التفاصيل المتعلقة بالطائرة مكتفين بالإشارة إلى أنها قادرة على التقاط العدو حتى لو كان يغوص تحت الماء، وأنها يمكن مستقبلا أن تصبح طائرة قتالية محملة بالأسلحة.
وتقول المعلومات إن الطائرة الجديدة القادرة على الغوص تقوم بــ»تفريخ» عدد من طائرات الدرونز فور هبوطها إلى تحت الماء، لتقوم الطائرات الوليدة بالبحث عن العدو ومسح المكان تحت الماء، فيما تشارك الطائرة الأم أيضاً في عمليات البحث.
وتعتبر الطائرات بدون طيار من بين الأسلحة الأكثر استخداما من قبل الجيش الأمريكي في المهام القتالية التي يقوم بتنفيذها خارج الولايات المتحدة، فيما يثير استخدام هذه الطائرات زوبعة من الانتقادات ضد الولايات المتحدة وسلوكياتها في العالم.
وشهدت صناعة الطائرات بدون طيار انتعاشاً كبيراً في السنوات الأخيرة، وطفرة غير مسبوقة، سواء في الاستخدامات العسكرية أو المدنية، فيما دخل هذا النوع من الطائرات بقوة في عالم التصوير خاصة مع انخفاض تكلفتها وتوافرها في الأسواق بأسعار متواضعة، وهو ما أتاح انتشارها بشكل كبير.
ونجحت شركة «دي جي آي» وهي صينية تعتبر الأشهر في هذا المجال على مستوى العالم، نجحت مؤخراً في ابتكار طائرة بدون طيار أكثر ذكاء وأصغر حجماً وأسرع وأقوى أطلقت عليها اسم «فانتوم 4» وتمتاز بقدرتها على المتابعة الذكية على أساس الرؤية حيث تحتوي على نظام جديد اسمه «نظام استشعار العقبات « ويستخدم هذا النظام زوجاً من الكاميرات الأمامية التي تسمح للطائرة بالكشف عن الأشياء وقياس المسافة التي تفصلها عنهم، ما يسمح لها بالتحليق والابتعاد تلقائياً عن تلك العقبات والحفاظ على مسارها الأصلي أو الاستمرار بالطيران في حال لم تتمكن من الحصول على طريق بديل.
ويمكن حالياً لطائرة «فانتوم 4» تتبع أي شيء يحدده المستخدم عبر تطبيق هاتفي خاص، يقوم باستقبال البث المباشر من الكاميرا لتقوم الطائرة بتحديده ووضعه ضمن إطار المتابعة، بما يسمح للمستخدم بتتبع أي شيء يريده مثل دراجة أو سيارة أو حيوان أو أي شيء يمكن للطائرة رؤيته بدون الحاجة إلى استخدام جهاز تحديد الموقع الأرضي مثل باقي الطائرات رباعية المراوح.
وتعمل شركة صينية أخرى تدعى (EHang) على إنتاج أول طائرة بدون طيار في العالم لنقل الركاب، حيث يتم التحكم بها عن بعد من خلال «ريموت كونترول» على الأرض.
والطائرة الجديدة المشار إليها تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، حيث قالت الشركة إنها عبارة عن «تكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة عبارة عن مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
وتقول الشركة إن التنقل عبر هذه الطائرة أمر في غاية السهولة، حيث أن كل ما على الراكب أن يقوم بفعله هو أن يحدد الوجهة التي يريد السفر إليها، ومن ثم يطلب عبر تطبيق هاتفي الوجهة، ثم يقوم بالاسترخاء داخل الطائرة لتقوم هي على الفور بنقله إلى الوجهة التي أمر بها.
وتتضمن قمرة الطائرة حاملاً للهاتف المحمول أو الكمبيوتر اللوحي من أجل التحكم بمسار الطائرة، إضافة إلى حامل آخر يمكن للراكب أن يضع عليه كوباً من الشاي أو القهوة أو العصير لاحتسائه خلال الرحلة، إضافة إلى كرسي مريح يجلس عليه الراكب.
إلى ذلك كشفت العديد من التقارير مؤخرا أنها يمكن أن يستخدمها الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم بها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
فعلاً فكرة جديدة أن تراقب طائرات بلا طيار الأهداف خارج وداخل المياه
والسؤال هو ؟ وماذا عن المزاحمة مع الطائرات الأخرى وتجنب الإصطدام معها ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
الانسان عدو نفسه والله اعلم