لندن ـ «القدس العربي»: تمكنت الولايات المتحدة من ابتكار جيل جديد من الطائرات بدون طيار، وهي طائرات قادرة بمفردها على القيام بمهام قتالية وعسكرية دون أي تدخل بشري، سواء عن قرب أو عن بُعد، ما يعني أنها أكثر ذكاء من الطائرات بدون طيار المعهودة والمستخدمة حالياً في مختلف أنحاء العالم للأغراض العسكرية.
وأعلنت وكالة البحوث العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية أن الطائرات بدون طيار المستخدمة في المجالات العسكرية حالياً في العالم تستطيع التعامل مع مهمة واحدة فقط، ولديها قدرات محدودة جداً حيث يتم تكليفها بالقيام بمهمة واحدة محددة فقط دون غيرها، وهو ما يجعل الاستفادة منها أمراً محدوداً، كما أنها لا تستطيع القيام بمهام متعددة في الرحلة الواحدة.
وأطلقت وكالة البحوث التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية على التكنولوجيا الجديدة اسم «CONCERTO». وقالت إن هذه التكنولوجيا ستتيح لأول مرة استخدام الطائرات بدون طيار في مهام متعددة ومتنوعة، كما أن الطائرة في مقدورها أن تقوم بتغيير مهمتها وهي لا تزال في الرحلة الجوية الواحدة.
وأبرمت الوكالة الأمريكية عقدين مع شركة «BAE Systems» البريطانية المعروفة بتكلفة 5.4 مليون دولار من أجل تطوير هذه التكنولوجيا واستخدامها في صناعة الطائرات بدون طيار ذات الاستخدامات العسكرية، حسب ما أوردت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير موسع.
وقال لاندير لابير، مدير تطوير التكنولوجيا لدى شركة «BAE» إن «هذه الرشاقة مهمة بشكل خاص في بعض البيئات والأماكن الصعبة والتي تحتاج إلى استخدام طائرات متعددة المهام خلال القيام بعمليات عسكرية».
وتقوم التكنولوجيا الجديدة المسماة «CONCERTO» بالتركيز على دعم تقنيات الاتصال الموجودة في الطائرات بدون طيار، إضافة إلى الرادار، وغير ذلك من المهام والمزايا التي تحسن من أداء الطائرة بدون طيار.
ودخلت الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة على نطاق واسع في العمليات العسكرية والقتالية في مختلف أنحاء العالم، وتحولت إلى واحدة من أهم الأسلحة التي تتميز بها جيوش الدول الكبرى وتتسابق على تطويرها الدول.
ومؤخراً كشفت الصين أن أكبر صانع للصواريخ في البلاد يعمل على تطوير طائرات عسكرية بدون طيار بإمكانيات الطائرات الشبح التي يمكنها تفادي الأسلحة المضادة للطائرات، وقالت صحيفة «تشاينا دايلي» الصينية الرسمية إن «هذه الخطوة الجديدة تأتي في سياق الطريق نحو البرنامج الطموح لتحديث الجيش الصيني».
وقال وي يي يين نائب مدير عام الشركة الصينية لعلوم الفضاء والصناعة إن «الطائرات بدون طيار أصبحت سلاحا لا غنى عنه في الحروب الحديثة لأن بإمكانها أن تلعب دورا هاما في عمليات الاستطلاع عالية الدقة والضربات المحكمة بعيدة المدى والعمليات المضادة للغواصات والقتال الجوي».
وانتقلت «الدرونز» إلى العديد من الاستخدامات السلمية، حيث سجلت صناعة هذه الطائرات طفرة كبيرة في العالم مؤخراً، خاصة مع نجاح الشركات الصينية في تصنيع الكثير منها لأغراض مختلفة وبأسعار رخيصة جداً نسبياً.
وكشف العديد من التقارير مؤخرا أنها يمكن أن يستخدمها الهاكرز في أعمال القرصنة واختراق شبكات الكمبيوتر من خلال التحليق في مكان قريب من شبكة «واي فاي» معينة، وهو ما يهدد السلامة الالكترونية للكثير من المصالح والجهات الحكومية، فضلا عن أن الطائرات التي تتضمن كاميرات تصوير تلقى رواجاً هي الأخرى حيث تتميز بأسعارها المنخفضة وإمكانية التحكم فيها عن بعد عبر الهاتف المحمول.
وكانت اليابان ابتكرت مؤخراً طائرات بدون طيار تعمل على حماية السماء من الطائرات الخبيثة، وأنشأت شرطة العاصمة اليابانية فريقاً هو الأول من نوعه يتضمن أسطولا من طائرات الــ»درونز» التي تعمل على اعتراض أي طائرة مشبوهة تحلق في سماء طوكيو.
وكشفت الشرطة أنها تعتزم إطلاق أسطول طائراتها بدون طيار في محيط المسؤولين وفوق المباني الحساسة، وذلك تحسباً لوجود طائرات بدون طيار خبيثة تحلق في المكان وتقوم بأعمال غير مشروعة مثل التجسس أو القرصنة أو التصوير أو ما إلى ذلك.
وفي الهند كشفت تقارير صحافية أن علماء هنودا يعملون حالياً على تطوير طائرات بدون طيار فائقة القدرة وتحلق على ارتفاعات منخفضة لا تتعدى خمسة آلاف قدم ولفترة تحليق متصلة تصل إلى 10 ساعات.
وقالت مصادر فى قطاع التصنيع العسكري الهندي إن المفاجأة هي أن الطائرات التي يتم تطويرها ستكون لها القدرة على المسح التصويري والاستهدافي لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا، وبذلك ستكون تلك الطائرات مفيدة في مراقبة الطرق السريعة بين الأقاليم الهندية، ومراقبة الأرصاد الجوية والأوبئة وغزو الجراد وخلافه.
وحسب المصادر فإن علماء وضباطاً وباحثين، يعكفون الآن على تطوير الطائرة الهندية الجديدة التي سيكون سعرها منافساً في الأسواق العالمية، فيما قال خبراء إن الطائرة الهندية الجديدة ستكون بمثابة «التوك توك» الطائر أسوة بمركبات الـ»توك توك» الرخيصة، التي كانت الهند أول مبتكر ومصدر لها في الأسواق العالمية.
كما ابتكرت شركة صينية أول طائرة «درون» ذات حجم كبير نسبياً تستطيع أن تنقل الركاب في الرحلات القصيرة، على أنها لا تحتاج إلى طيار أو قائد في الجو وإنما يتم التحكم فيها عن بعد من خلال «ريموت كونترول» على الأرض.
والطائرة الجديدة التي أنتجتها شركة «EHang» الصينية تستطيع أن تحمل راكباً واحداً ويتم التحكم بها عن بعد، وقالت الشركة إنها عبارة عن»تاكسي طائر» يتيح للركاب تجاوز الازدحامات والتحليق في الهواء من أجل الوصول سريعاً إلى المكان المطلوب، على أن الطائرة مروحية يقل حجمها عن حجم السيارة الصغيرة، وبالتالي يمكن أن تهبط على أسطح البنايات أو في الساحات المحيطة بالمباني.
ولدى الطائرة أربعة أجنحة تحمل فوقها ثماني مراوح ما يجعلها أكثر قدرة على التوازن وأكثر أماناً خلال التحليق، حيث أن تعدد المحركات يتيح للطائرة حالة أكبر من الأمان.